الفصل الثاني عشر / 2
كانت تلك الليلة هادئة ذات نسمات باردة , توقفت تلك السيارات أمام ذلك المصنع , نطق جونثان مخبراً : يا جماعة , بقي لدينا ساعتان على الموعد
أكدت كارولاين :
معك حق , يجب أن نسرع قليلاً
بمجرد اقترابهم من الباب فُتح من تلقاء نفسه إلى ساحة المصنع التي كانت مظلمة و يبدو أنها فارغة أيضاً , أعلن ليوناردو : سأتقدم
سار بحذر و تبعه كايرو بمشية عادية , سأله ليوناردو بحزم :
ما الذي تحاول فعله ؟
رد ببرود :
إنهاء المهمة بأسرع ما يمكن
عندما مشيا قرابة العشر أمتار توقفا لظلمة المكان , بدأت أبواب المصنع تُغلق ببطء و دون مسبب , صرخ كايرو على الجميع : ابقوا خارجاً
و أكد ليوناردو :
لا تتحركوا من أماكنكم
كان الجميع قلقاً و مرتبك , " سوف يحتجزون " قالتها كارولاين بتردد بيد أن جونثان أخرج جناحيه و حلق بهما إلى الداخل
كاسيدي : لن أبقى متفرجة ( و جرت إلى الداخل )
آبيغال : ولا أنا
انتهى الأمر بالجميع داخل المصنع حيث كان الباب على مشارف الإغلاق و الضوء الداخل من الخارج يخفت شيءً فشيءً حتى أقفل أخيراً و ساد الظلام
اشتغلت أضواء المكان فجأة و ظهر المصنع من الداخل بآلاته المتوقفة و الصناديق الملقاة في كل مكان , قال كايرو بهدوء : ألم أطلب منكم يا زمرة الأغبياء البقاء في الخارج ؟
قال له جونثان بعقلانية : اسمع , نحن لا نعرف ما الذي يوجد هنا , هناك الكثير من الأشياء الغربية التي تحدث ( نظر حوله ) : لا يوجد أحد هنا
تنهد كايرو و قال لهم : انه فخ ( قالها و هو ينظر إلى أعلى باب الدخول )
شاهد الجميع ساعة رقمية تشير إلى 01:54:23 , لم يفهم الكل المعنى , لحظة حتى سمع الجميع صوت أحدهم يقول : أهلا جميعاً
التفت الجميع ليشاهدوا كريس يتقدم ببذلة رسمية و هو في أبهى حلة , أشار له كايرو بعصاه : أنت اللعين الذي أرسل الفيديو المسجل , سأقتلك
رفع كريس يداه مبتسماً :
مهلاً , لدي ما أقوله
انطلق عليه كايرو دون تفكير قائلاً :
و لدي رأس أحطمه
لوّح بعصاه عالياً و أنزلها على كريس التي لم تزل ابتسامته عليه , هناك شيء اعترضه يوقف العصا عن الحركة و كانت يد شاب في الواحد و العشرين من العمر يمسك بطرف العصا بجانب كايرو , ذعر كايرو فتراجع للخلف
ريكاردو متفاجئاً :
من أي أتى ؟
جونثان بنفس النبرة :
حتى أنا لم ألحظه
قال ليوناردو بلا مبالاة :
هه , كان مختبئاً بالقرب من المدعو كريس
كان ذلك الشاب يرتدي ملابس رسمية ككريس ذو شعر برتقالي صاحب ملامح عادية و هادئة , ضحك كريس بخفة و قال لكايرو : ليس من اللباقة الاندفاع بهذه الطريقة
أمسك عصاه و رد بحدة :
لسنا أضحوكة لك لترسل ذلك التسجيل , ما الذي تريده ؟
اتجه نظره إلى الساعة التي فوق الباب و أفصح : بعد انتهاء الوقت سينفجر المكان بمن فيه , هذا المصنع مبني كما ينبغي , لن يكون الخروج منه سهلاً
اتجاه للوراء تركهم خلفه بعد أن رفع يده قائلاً :
وداعا a.k.u
كايرو بصوت مرتفع :
انتظر !!
حاول كايرو التقدم لكن صاحب الشعر البرتقالي وقف أمامه بنظرات حازمة , توقف كايرو و قال بسخرية : أرنا شكلك البشع بسرعة
رد باحتقار :
ليس هناك داعٍ لذلك
شعر كايرو بغيظ فانطلق عليه بعصاه الذي أمسك بها بيديه ليقول للمجموعة : بسرعة , أمسكوا ذلك المتبجح
فرد جونثان جناحيه و حلق بهما يتبعه ريكاردو و كاسيدي , مر الثلاثة بجانب كايرو الذي كان يحاول إشغال الفضائي الذي ابتسم ساخراً بقوله : حقاً ( بدأ لون جلده بالتغيّر )
أحكم قبضته على عصا كايرو و ركله بقوة في بطنه أطارت به بعض أمتار , جرى بسرعة للحاق بهم و بخفة عرقل كاسيدي و دفع ريكاردو ليسقط على الأرض ثم قفز محلقاً و لكم جونثان على وجهه مما اضطره إلى الهبوط تدريجياً , وصل كريس إلى نهاية المصنع حيث أن هناك باب حديدي فُتح له ثم أغلق , قام كايرو و هو يتألم : تباً يا عديمي النفع , لقد هرب .
رفع الفضائي يده في وضع القتال قائلاً بحماس :
لا تجبروني على استخدام العنف , الزموا الهدوء ريثما ينتهي الوقت المحدد لكم
أشهر ليوناردو بمسدسه إلى الفضائي و فجأة اختفى ليظهر خلفه و يطلق على رأسه , سقط الفضائي على الأرض بعدها نفخ بهدوء على فوهة مسدسه دالاً على انتهاء المهمة , و خلافاً للتوقعات نهض و هو يترنح قليلاً , حك شعره لتسقط تلك الرصاصة على الأرض .
ازداد لون جلده خضرة و بدأت يتكون على ظهره شيء يشبه صدفة السلحفاة لكنها أكثر انبساطاً و تكونت طبقة سوداء حول وجهه , الدهشة أصابت بالجميع *_* , أراد ليوناردو أن يمسكه بيده و ينومه بقدرته لكن بمهارة التفت الفضائي و أمسك بمعصم ليوناردو و ركله على صدره ركلة دفعت به لولا أنه يمسكه بيده التي سحبها بقوة و أطاح به على الأرض و سكن هناك .
لم تقف لورا مكتوفة الأيدي بل هجمت عليه بهجوم خلفي مفاجئ أصابه في ذراعه لكنه لم يخدش و لم يقطع , استدار ببطء محاولاً إمساك لورا لكن التراجع كان هيّناً عليها .
لورا بعجز :
لماذا لم يؤثر به سيفي ؟
سعل كايرو ثم قال : انه مختلف عن اللذين قابلنهم , هناك ثلاث مركبات تسري في جسده أحدها AH-1 و كأنها دمه و خلاياها تعمل بشكل مذهل , نظرت له جولي : هل ترى ذلك حقاً ؟
تجاهلها بقوله :
هناك مشكلة القنبلة الموقوتة أيضاً
نهض ريكاردو من الأرض و عندما شاهده واقفاً رمى عليه كرتين ناريتين لم يتجاوزهما بل انه وقف دون حراك فأضرمت النار فيه , كان يشتعل ساكناً حتى انطفأت النار و قد احترقت تلك الملابس التي كان يرتديها و ظهر جسده الحقيقي , قال كايرو بذعر : هذا ما كنت أخشاه !
كانت تلك الطبقة السوداء المحيطة بوجهه تغطي أغلب جسده عدا المفاصل , كان يحرك كتفه و يقول ساخراً : هذه النار تدغدغني لا أكثر
قال كايرو بأسلوب سريع : جميعاً , انه لا يهاجم ما لم تهاجموا , بسرعة أبعدوا ليوناردو لأنه هناك ضلعين من قفصه الصدري قد حُطّما , جولي تكفلي بالأمر
جرى كايرو باتجاه ليوناردو القريب من الفضائي في حين كوّنت جولي جدار جليدي يفصله عنه , كان كايرو يرجوا ألا يحطمه لكن الغير متوقع أنه شاهد ظلاً سريعاً على الجليد يتحرك إلى الخلف باتجاه جولي , قال كايرو بحقد : سحقاً للحقير , سيهاجمها بدلاً مني
كان ذلك الفضائي يقترب بسرعة خيالية صوب جولي التي تسمرت في مكانها , و قبل أن يصل إليها غطى طريقه جناح أبيض كبير أصطدم به و نتيجة لذلك ارتد جناح جونثان ليضرب جولي و تتدحرج مسافة ليست بقصيرة أوقفتها بعض الصناديق الكرتونية , تحركت كارولاين نحوها بسرعة ترمي بالصناديق بعيداً تبحث عنها و عندما وجدتها كانت تعتصر ألماً تسمك بكفتها بقوة .
قام كايرو بسحب ليوناردو بعيداً عن ساحة القتال و عندما رفع نظره شاهد الفضائي يصرخ و هو يمسك برأسه و الدم يخرج من أذنه , شاهد آبيغال تطلق موجاتها بشكل متتالي و مركز و هي تبدو متعبة من ذلك , ابتسم بخبث و أنطلق نحوه جارياً : آبي توقفي عندما ادخل مجال الموجات .
و ما إن اقترب منه حتى انهل عليه ضرباً عنيفاً دونما رحمة منه , كانت ضربات عصاه قوية تدفع بالفضائي للوراء كلما تلقى ضربة , لكن في أثناء ذلك تفاجئ كايرو بشيء غريب قفز من ذراعه و خدش وجهه كاسراً بذلك إطار نظارته و حطمها , نظر كايرو للرواء ليشاهد قطعة سوداء تشبه القلم ملقاة , أعاد نظره ليشاهد تنوء بدأ بالاستطالة حتى وصل لمتر تقريباً , قام بكسره و قال لكايرو : إذا لا بأس بالمبارزة
أدار كايرو عصاه و قال بتحدي : تقدم !
هجم الفضائي بتلك القطعة الخارجة من طبقة جلده السوداء على كايرو الذي كان يصد ضرباته بصعوبة بالغة , تراجع كايرو ثلاث خطوات للوراء و أخذ يستجمع أنفاسه , كانت لورا بجانبه واقفة , نظرت له و قالت : استرح ( وانطلقت إليه )
لم يكن حظ لورا يختلف عن كايرو سواء أن كلاهما متكافئين في النزال , لم تيأس و هي توجه له الضربات المختلفة لكن في قرارة نفسها تعلم أنها لن تصيبه بخدش , كان الفضائي في كامل قوته و هو ينظر لكايرو و لورا المتعبين , قال : ماذا هل تعبتم ؟ لا يزال هناك ساعة للعب
نظر كايرو إلى الساعة ليجدها تشير إلى 00:57:09 , عض على شفتيه يقول بغضب مكبوح : سحقاً الوقت يمضي و نحن لم نتخلص من ذلك البغيض لكن لدي فكرة
نظر إلى لورا مستخدماً عينه اليمنى ثم اندفع صارخاً عليه , تنجب الفضائي كايرو الذي كان يجري كالمجنون لكنه تفاجئ عندما شاهد لورا ترمي بسيفها للأمام و تركله من أسف مقبضه ليشق طريقه نحوه كالرمح , بصعوبة تفادى سيفها لكن عينه جحظتا عندما سمع صوت كايرو الساخر : إلى أين ؟
أمسك كايرو بمقبض سيف لورا و وجه له ضربة في كفته جرحته بعمق كادت أن تبتر ذراعه , قفز في الهواء هارباً لكنه لم يتوقع أن هناك ركلة من جونثان أطاحت به إلى الأرض , أراد كايرو طعنه في رقبته لأنها إحدى الأماكن التي ليس عليها تلك الطبقة السوداء القاسية لولا تلك الأشواك التي خرجت من جلده بشكل كثيف , أُصيب كايرو ببعض الجروح الطفيفة جراء هجومه المفاجئ , و بعد لحظات عادت تلك الأشواك إلى مكانها , أعطى كايرو لورا سيفها و تحرك إلى جولي التي لا تزال تتألم مما جرى لها , ظل كايرو يحدق بكتفها الذي كانت ممسكة به , أمسك كتفها بهدوء و حركه برفق و فجأة أطلقت جولي صرخة دوّت في جوانب المصنع حتى أن كايرو ابتعد عنها , سألت كارولاين التي كانت بجانبها : ما الذي قمت به ؟
قال بتردد :
فقد إعادة العظم إلى مكانه , إصابتها بسيطة
و على حين غرة أمسك ريكاردو بياقة كايرو بقول له محذراً :
إذا أصاب جولي مكروه فلن ........
لم يكمل لأنه تلقى لكمة من كايرو يقول مهدداً : اسمع أيها المدلل , لو تدخلت في شؤوني مرة أخرى فلن يكون نصيبك أقل من ذلك الفضائي البغيض
قبض ريكاردو يده ليرد اعتباره لكن صوت جولي أوقفه :
ريكي , أنا بخير , كاي شكرا لك
هدأ و ابتعدت متأففاً , في هذه اللحظة بدأ الفضائي يحاول النهوض و هو بالكاد يقف لكنه استقام و أخذ ينظر لكايرو بغية قتله , لم تتزحزح عينا كايرو بل انه أمسك بعصاه مستعداً , فُتحت تلك الصدفة التي كانت على ظهره لتظهر أجنحة شفافة رقيقة تشبه أجنحة الحشرات , طار متراً و انطلق نحو كايرو مخرجاً من ذراعه عصا طرفها حاد ينوي ضربه بها , صرخات جولي : ابتعدوا !!
و قد أطلقت الثلج بشكل عشوائي للأمام بسبب الذعر , اصطدم الفضائي بكومة الجليد التي كونتها ليظهر دخان خفيف انقشع لتشاهد كارولاين بعض قطرات الدم التي سقطت على يدها , نظرت حولها , كايرو , ريكاردو كلهم بخير لكن جولي ملقاة على الأرض تمسك بكتفها الذي ينزف , عندما رآها كايرو شعر بغيظ كبير و تحرك متجهاً نحوه لكن استوقفه شعوره بحرارة عالية آتية من خلفه , التفت ليشاهد ناراً عظيمة تحيط بريكاردو الذي يقول بلا وعي و حقد : سأنتقم منكم , سأقتلكم جميعاً , لا أريد مزيداً من القتل , سأنتقم منكم أقسم بذلك .
ظل كايرو مصعوقاً بما يراه و هو يقول في نفسه :
النار تخرج من خلاياه بشكل كبير و ضغط الهواء فوقه منخفض , سيموت لو استمر الأمر
مد ريكاردو يده للأمام ليندفع منها سيل من النيران إلى ذلك الفضائي الذي تفادى الضربة بطيرانه لكنه تلقى سيلاً آخر من يده الأخرى لم يتجاوزه , سقط الفضائي على الأرض ليجد ريكاردو وصل إلى المكان الذي سيسقط فيه وقد أمسكه من ذراعيه و بدأ بحرقهما عن قرب , صرخ الفضائي متألماً و ذراعه تتحلل في يد ريكاردو , أوشك ريكاردو على فصلهما عنه لولا انه أفتلت منه و طار محطماً سقف المصنع , بدأ ريكاردو يزداد غضباً و حقداً و هو يقول : لن تهرب , أقسم بأني سأنتقم
وقف ريكاردو تحت الفتحة التي سببها الفضائي في السقف و بدأ بتركيز النار و زيادة اندفاعها حتى استطاع الطيران بسرعة تكفي للحاق به , ذُهل الفضائي عندما شاهد ريكاردو بالقرب منه لكنه ضحك خبثاً , هجم على ريكاردو بيده و قدميه و بالطبع كان صعبا على ريكاردو المحافظة على طيرانه و الدفاع عن نفسه بيدٍ واحدة .
في الأسفل كان كايرو يراقب الوضع من الفتحة بعينه اليسرى , قال بغيظ : تلك الجرادة القذرة تستغل أجنحتها كما يجب
ثم تحرك إلى جولي المجروحة , كانت كارولاين قد لفت جرحها بقماش أبيض وجدته ملقياً بين كومة الصناديق الكرتونية و هي تقول لكايرو بتوتر : ماذا سنفعل الآن ؟ جولي تنزف ؟
اقترب من جولي و قال سألها :
هل أنت بخير ؟؟
لم يكن تنفسها طبيعيا لكنها أجابت :
نعم أنا بخير و لا تقلق من مجرد جرح
في هذه اللحظة فرد جونثان جناحيه قائلاً بهمة :
يجب أن أساعد ريكي ( و حلق من خلال الفتحة )
عندما كان جونثان يحاول الوصول لعلوهم لاحظ شيء يسقط و لم يكن غير ريكي , حاول جونثان الإمساك به و تمكن من ذلك لكن السيء أن الفضائي كان يهبط بسرعة كبيرة حيث أنه ركل ريكي دافعاً جونثان إلى الأسفل .
شاهد كايرو المشهد فشعر بغضب اعتراه , نظر يمينا و يسارا , لا يوجد شي يهبطان عليه ففكر بشيء ثم أمر جولي بشدة : اعرف انك مصابة لكن إذا لم تقومي بصنع حوض تحت الفتحة جولي و ريكي سيسحقان
وقفت جولي و هي تقاوم التعب و قامت بتكون حول اسطواني واسع تحت الفتحة ثم أمر كاسيدي أن تغمره بالماء بأقصى سرعة ففعلت و قبل أن ينتهيا سقط جونثان و ريكاردو فيه , تحطم الجليد لأن جولي كانت متعبة من تكوينه و تحرك كايرو إليهما ليرى حالتهما , كان ريكي مغمض العينين بينما قال جونثان : أنا بخير , لا تقلق
وفجأة قال : انتبه
دفع بكايرو بعيداً و رمى بريكاردو عليه و غطى نفسه بجانيه ليسقط عليه الفضائي غارزاً تلك العصا في ساقه و لم يكتفي بل أنه رفعه بسرعة و رمى به إلى آخر المصنع , تصككت أسنان كايرو غيظاً و هم يعانون من قتال هذا الفضائي العنيد , قال كايرو عندها : يبدو أنه المستوى الثالث
ثم قال لكارولاين: بسرعة ضباب
بدأت كارولاين بالوقوف مغمضتاً عينها و هي تركز قواها على تكوين ضباب أحاط بالمصنع و أخفى كل ما بداخله , استمرت كارولاين بزيادة كثافتها حتى أصبحت رؤية كف اليد شبه مستحيلة , كانت كارولاين تحاول إبقاء الوضع كما هو , في هذه اللحظة كانت آبيغال وقفة منتظرة أي شي , الرؤية معدومة و لا تعرف ما الذي يفكر فيه كايرو , شعرت فجأة بيد غطت فمها و ذراع أحاطت بها , حاولت الإفلات لو لها أنها سمعت صوت خافت : توقفي يا حمقاء
قالت بصوت منخفض هي الأخرى : ما الذي تخطط له , كاي ؟
همس : اسمعي من الجيد أني حفظ مكانك , حددي مكانه باستخدام طريقة الخفاش في الرؤية و استخدمي الرنين لتفجيره
أومأت بقولها :
حسناً
بدأت تطلق موجات من طرف خنصرها و عندما حددت مكانه بدقة , بدأت بإلصاق إبهاميها و سبابتيها ببعضهما و ركزت على مكانه , بدأ الفضائي يشعر بحرارة في يده و انتقلت إلى كتفه ليتفجر الدم منه و من ثم ساقه ليخرج الدم من ركبته , كان يتقطع بهدوء و هو لا يعلم السبب , طار ليهرب من ذلك الشعور لكنه رأسه اصطدم بعمود حديدي يمسك السقف , قام برمي عصا من عصيانه إلى الأمام ليسمع صوت كارولاين : من هناك ؟
قال الفضائي بخبث :
جيد
شد كايرو شعره غضباً :
اللعنة متى سننتهي ؟؟؟
فجأة انطلق صراخ كارولاين الشديد ليذعر الكل , بدأ الضباب في التلاشي و ظهر الفضائي الذي رفع كارولاين من رأسها و علقها في يده و هو يضغط عليه ببطء , صرخ كايرو عندها : توقف !
أفلت كارولاين و تسمّر في مكانه و كأنه قد شُل , اتجاه إلى كاسيدي و أمسك بكفيها و جذبها نحوه , كان المشهد غريباً للكل , ابتعد عنها و استعد لمواجهة الفضائي بعد زوال مفعول عينه
00:08:22
ما إن زال المفعول حتى انطلق الفضائي على كايرو لكن بسرعة غيّر اتجاه إلى آبيغال ليطعنها بعصا حادة الطرف أخرجها بسرعة من فخذه و استعد لطعنها لكن هنا رصاصة أصابته في رقبته أبعدته عن اتجاهه , اتجهت الأنظار إلى ليوناردو الذي كان يتنفس بصعوبة بالغة , حاول النهوض و استطاع المشي بضع خطوات لكنه سقط بعدها , ابتسم كايرو قائلاً : حتى أنت عديم نفع
كانت رقبة الفضائي تنزف لكنه لم يهتم فقد أخرج الرصاصة و تحرك إلى كايرو الواقف بوضعية مختلفة عن العادية , كان كايرو يصد كل الضربات الموجهة إليه حتى لو كانت سريعة و قوية , مهما يحاول فإن محاولة لمس كايرو كانت تفشل , كانت لورا تنظر لكايرو و فجأة صرخت و سقطت على الأرض , قالت في نفسها : ما هذا العقل الذي يملكه , بل كيف يستخدمه ؟ هل وصلت به قدرته إلى رؤية السيلات في الأعصاب
و دون سابق إنذار بدأت عين كايرو اليسرى تنزف دماً من ازداد حجمها و للدقة خروجها الجزيء عن محجرها , رفع الفضائي عصاه علياً و انزلها على رأس كايرو لكنه صدها و لم يقدر على صد ركلته السفلية التي أصابت بطنه و دفعت به بالقرب من ليوناردو , حاول كايرو النهوض لكنه لم يستطع و فوق هذا قاوم تعبه لكنه هناك يد أمسكت برقبته و قالت : كاي , نم قليلاً
سقط كايرو للوراء فأمسك به ليوناردو و أنزله أرضاً و سقط ليوناردو على ركبتيه و بدأ يسعل بشدة , بدأ الفضائي يتقدم نحوهم و هو يلعق طرف عصاه الحادة لكنه شعر بشيْ أمسكه , نظر ليجد كاسيدي تمسكه بيديها من ذراعه رفع يده الأخرى التي بها العصا الحادة ليقطع رأس كاسيدي لكنه انفجر إلى قطع متناثرة, قالت في نفسها : ادخال الماء و خلطه بدمه ثم رفع حرارة الماء إلى درجة الغليان , من أين تأتي الافكار , كاي ؟
سمع الجميع صوت جرس , نظروا للساعة التي كانت
00: 00: 00
سُمع بعدها صوت كريس الذي قال من حيث لا يعلمون : إذا كنتم تسمعون صوتي الآن فهذا يدل على أنكم أحياء , في الحقيقة هذا المكان لم يكن سوى تجربة لأحد وحدتنا الجديدة , استطيع تسميته المستوى 2.5 , فضائي من المستوى الثالث لم يكتمل بعد عمره 3 أيام فقط , من المؤسف موته طفلاً بهذه الطريقة الشنيعة , على كل حال لقد كنتم مراقبين طوال الوقت و أما الوقت المسجل كان فقط وقت لفتح الأبواب كما اتفقنا , تمتعوا بما بقي لكم من حياتكم , إلى اللقاء
صدر صوت مزعج جراء فتح الباب الذي كان خلفه أفراد منظمة الـ a.k.u الذين سارعوا في حمل المصابين من المجموعة و إسعاف ما يمكن إسعافه , تقدم السيد روبنسون و شاهد الدمار الذي ألم بالمكان , فقد كان يحترق من الداخل لأمرين , خداع منظمته و إصابة أفرادها نهاية الفصل الثاني عشر
وأخيراً تحرّكت المنظمات المعارضة وبدأ كريس خطواته
رأيكم بهذا الفصل ..
ومالذي ستفعله لورا تجاه كريس ؟
الفصل القادم خطوة أخرى مثيرة
سأضعه بعد قليل
|
|