عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree75Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #61  
قديم 07-08-2016, 05:21 PM
 
الفصل الرابع عشر / 1




على صَوت ارتِطام الباب بقُوة .. بل الصدى الذي أخذ يتردد جراءه أصبح النظر متوجهاً لروبنسُون
الذي احتدت نظراته و اصطكَّت بوجه ابنِه ريكاردُو .. الذي بدا عليه التوتُّر رغم محاولاتِه اليائِسَة بتحريك وجهه يُمنَة و يسرة
و هو يعض شفتــه السُفلى بلا كلل !

تحدّث روبنسون في جسَارة بالِغَة غير مباليً بما حدث حتى الآن من اختفَاء لُورا
أو حتى خروج ليوناردُو من ساحة الغُرفَة و توّعده بالخروج من القصة نهائيَّاً قال روبنسُون بقُوَّة :
- لم أعهدكُم أطفالاً أنانيين من قَبلْ .. أغبيَاء و مُتعجَّلين أيضاً !!

[ حمْلَق الجميعُ هُنـا .. نظرُوا بثبات إلى حيثُ يوجد روبنسُون قد تكون وجوههم تحمل طوابع
مختلفة و لكنّها كانت مُهتمَّة و اهتمَّت بـآذان مُنصِتة , مرر العجُوز روبنسون نظراته على سقف الغُرفَة بوقفة وقَار
مالبثَت أن أنقلَب معيراً إياهُم ظهَرَه , ]

أردَف بعد أن ارتفع صوتُه عن السابِق و عَلا :
ماذا أكُل شخص يُريد أن يُنهي ما يعكُر صفوه على حساب الآخَر .. أي ُّ أنانيَّة آتت أكُلُها معكُم ؟ لماذا تُحاولون أن تكونُون عرقلَة ..
بدل أن تكُونوا سبباً يعيد للنَّـاس أمنهم و طمأنينتَهُم ؟ ماذا تُحاولون أن توصِلُوا من كل تصرفاتِكُم لفترة ٍ حتى الآن ؟
إنني لا أفهَم كيف تفكرُون اللحظــة و لكنني أعلمُ تماماً نِهايتـــه و نهاية الأنانيَـة التي طغت قلوبكُم و لم يعُد لها أدنى حُدود لإيقافِها !
إلى فترة من هذه الجلســة لا أريد رؤيَة أحدكُم أمامي و ستكُونُ مَـاري موجُودة
لأي أمر طارئ أو ضروري ْ يحدُث , انتَهى الحديثُ فإلى غُرفِكُم رجاءً .

استدار روبِنسون ليجلس على كرسيه الجلدي الأسود و هو يضم كفيــه تحت ذقنِه
ينظُر خروجهُم بملامح بارِدة و كارهَة لبقائِهم و لو لثانيـــة واحِدَة

أطرقت كاورلاين طرفها للأرضية الرخاميــة و كأنت عينيها توشك على أن تٌهمر المَطر وهي تطقطق أصابعها بتُوتر خلافاً
لــريكاردُو الذي أخذ الغضب يشتعل بقلبِه و أي شخص ينظر إليه سيعرف مقدار الغضب الذي بداخِله و مايزيد ذلك إيقاناً هو دفعه لكرسيه ليضرب في الطاولة
و يسقط على الأرض من شدة الدفعةْ .. وضعت جُولي يديها على ظهر ريكاردُو و هي ترفع
حاجبيها في اغتياظ من فعلتِه و همَّت بصفع ظهره حاثةً إياه على الخُروج ْ
انتهى المطاف بخروج رفاقِنا سكُوتاً من الغُرفَة


------------------------------------------------------------


14

دقيقَـــة مضت (على ذلك التوبيخ ) لتدخُل ماريْ حاملة كُوب الماء بيدِها
لتضعه أمام روبنسون و تقول بإجلال :
- سيّدي .. أرجو أن تتناول دوائِكْ ~

ضحِك روبنسون وهو ينظر لكأس الماء حتى يقول بحدة :
- إن كنتُ أنا أملك دواءً لمرضي , فأين يوجد دواء سخافاتهم و طفوليتهم تِلك ؟!!

ردّت ماري ببسمة ضاحكة :
- سيّدي .. أتذكُّر أننا حينما كنَّا مجندين للمرَّة الأولى ألقيت علينا خُطبة عصمَاء كما فعلت قبل قليلْ
حتى قبل أن تشهد منا أي فعلْ .. و ختمت تلك الخُطبة بذلك السبب الذي دفعك لقولها ألا وهُو :-
[ أنَّك لا تريد منّا أن نقع في ما وقعت فيه قَبلاً .. كنت تريدُنا أن نبقى أُناساً مؤثَّرين و مُؤْثِرين
و أن ندع الأنانيـة جانباً , تلك الأنانيَّـة التي ضيعت أخوكَ مُسبقاً و ضيعت زوجتك و طفلك بعدَها !! ]

تنهيـدة طويلة أصدرها روبنسُون في محاولة لخروج تلك الكُتلة الثقيلـــة من صدره و قال :
- أي تضييع فعلتْ ؟؟ أنا لم أضيَّع فقَط مَاري , بل قتلتُـــه , قتلتُهُ بــسذاجتي و أنانيَّتــي .

و أغمَض عينيه بقُوُة و كأنًّه مستعدّ للبَـوح بما فيها من آلامْ !
ربتت ماري على كــتف السيَّد روبِنســون مانحَة إيَّــاه رسالة مغزاها :
- أن اصبِــــر سيَّــــديْ !

مسح على وجهه و أبدى الحديث من جديـــد في حالٍ جيَّدة :
- هل خرج حقاً ليونـاردو من المؤسســة بأكمَلها ؟ ,

ظهر شبح سخريـــة على عيني ماري و هي تهم بالقول :
- أنتَ لا تعرِفُ مديرة أعمالِك بعـــد سيَّد روبنسُون , بطريقة ما استطعتُ أن أغير وجهتُــه
لكي تطُول مدة مكوثـــه معنَــــا ~_~

تبينّت أسنان روبنسون لشدّة بسمتـــه و أضَـاف :
- أنا أعلمُ بالفعل أنَّــه لن يهرُب بعد أن وعدني بمساعدتي , ^_^
- سيَّــديْ أتمنى أن أسمع كلمةً منك فقط في مدحِيْ o_o

[ نطقتهَا ماري و هي تُسدل الستَـارة لتخطو هي و السيد روبنسون خطواتٍ واثقـــة للخروج من المكـان ٍ ! ]

و سكنت الأضْوَاء ,,



بينمَا ينتظر على مقاعِد الإنتِظَــار خارجاً على ذلك الممـــــر الممتد الأبيض ,
حيثُ جلس ليونــاردُو مُنتظراً الطبيبْ .. دقائِقُ مرت و كأنها ثواني على ليونــاردُو على صوت
خُطَى نعلي الطبيب و هو يخرج من غرفتـــه .. وقفَ ليو بأدب و سلم على الطبيب " بيتَــر "

تحدّث بيتر بحُبور :
- آسِف إن كُنتَ تنتظر خُروجي و قد تأخرتُ عليكْ !

ابتسم ليونـاردو و أجَـاب :
- أبداً , أيها الطبيب بيتَـر لم تتأخر مُطلقاً , بالأصل للتو وصَلت ْ .

و مد ابتسَامَــــة جَـامِدة ليحدث بيتر نفســـه :-
" أكادُ لا أصدَّق أن هذا الرجل غريب الأطًوار يكون أخُ السيد روبنسون الموقَّر "

- كُح .. اعذرني على مقاطَعة تفكيرك سيد بيتر و لكن هلّنا أن نتمشى قليلاً في أرجاء الممر
أريد أن أحادثُك ببعض شَــأن !

رفع الطبيب بيتر عينيـــه حازماً و سأل بيقين :
- هل أفهم أن الأمر يتعلَّق بــ كايرُو ؟

حرَّك ليونــــــــــــارد رأسه إيجابــــا بـ " نعَم ْ ! "

ثم أضَـاف قائِلاً :
- و قبل هذا هل لي بزيــارتِه ؟





في إحدى الغُرف التي امتــدت مُتجاورةً قُرب بعضِهَا البعض ْ أطّلت تلك العينين تُشاهد الفوضى المتراميَّـة
في كل مكان داخل الغرفة الضيَّقــة .. تكلَّمت كارولاين باكتِئـاب :
- هل حقاً تُرددني أن أبقى معكُن ّ هُنــا ؟ =_=

تكلمت جُولي بعُلو مُصطنع قاصِدة إضحاك الجميع :
- بالطَّبع عزيزتي , نريدُك أن تكوني بجانبنا فأنتِ ابنتُنا الوحيدَة و نخشى عليكِ من الوحوش المفترِسَـة
التي تأتي ليلاً !!

و تلاعبت بشعرهـــا الحريري النَّـــــاعِمْ
لم تفتح عينيها الزرقاوين إلا بــالوسادة تُلقى في وجهها من قِبل كاسيدي
التي قالت بسُخريــــة :-
- مُزاحك ليس مُضحِكاً جُولي ~
- ماذا ماذا ؟ >_< آنسَة كاسيديْ الشَّمطَــاء ْ !

و ابتدأت الحرب العالميَّـة الثالثـــة بين كّلاً من كاسيدي التي لم تستطع إخفاء ضحكاتِها
و جُولي التي أخذت تحاول رسم ملامح غاضِبــة , و السَّلاح هِي الوسـائد البيضَـاء المسكينـة , !
كانت أبيغَال تراقب أحداثها من على كُرسي مكتبها الخشبي إلا أن لفت انتباهها كارولاين
التي كانت تتنهد يائِســة بصوتٍ منخفِضْ ..

تحدثت أبيغال مقاطعــة وهي تسند رأسَها على طاولتها المستطيلــة :
- مابكِ كارو لم لا تتحدّثين حتى يستطيع الجميع سماعك , !

[ آه ! ] هذا ما استطاعت كارولاين التفوه به فلم تستطِع كتمان دهشتها من ملاحظـة أبيغال لها و اكتفت بالصَّمـت ْ .
أكمَلت أبيغال بحريــة حديث :
- اسمعي عزيزتي من الجيــد أن نخجَل فنحن في النهايـة لسنَ سِوى فتيـات و الخجَل كالحاسّـة السادسـة بالنسبة لنــا ,
ولكن عليك ِ أن تدعي لنفسك إنطِلاقَـة مُتحررة .. أن تُبدي آرائِك و أفكارك بقوة
وثقـــة دُون خوف من أحد أو قلق من المُستقبَل حتى لو اضطررتِ للعمل وحدكْ !

عِديني أن تكوني كذلك ؟ و رفعت حاجبها تأكيداً لكلامِها .

ابتسمت كــارولاين بسرور و أجابت :
- أجَل , ^^



مع ضوضَـاء الفجر الهادِئـــة و ترانيمــه الخلَّابــة بفضل الطيور التي بدأت بالتحليق مجدداً
على نغم تساقط أوراق الأشجَـار الصفراء , خرج ذلك الرأس من خِلال غطاء نومِها الأبيض وهي تُراقِب الفتياتْ الثَّلاثْ
همسَت بحُزن و هي تنزع الغطاء عنها بخفـــة :
- آسِفــة , أعتقِدُ أنني سأطبَّق نصيحتِك هذه المرة أبيغَـال , !

مشت بخفوت لتأخذ ملابِسها و تخرجْ من الغُرفَــة وهي تتسلل ببطئ ,
وضعتْ تلك النظَّـارات السوداء على عينيهَا و غطَّت شعرها بقٌبعَـة سوداء و زحفت للخارج
دُون أن يراهاَ أحد مستطيعة المرور من أسوار المنظمــة بلا أية إزعـــــاجْ ..

فردت يديهـــا وهي تمشي بين طرقــات لندن العريضـــة و كأنها طائر يخرج للمرة الأولى من
قفصِــه , تمشي وفي ذهنها هدف واحــد ألا وهُو إيجاد مُوقع [ ليونــارد جاكفيلدُون ! ]

قرأت تلك اللوحة الضخمة وهي واقفــة بخضوع أمامها قد كتب عليها :
// مؤسســـة الإتصالات البريطـانية //

ابتسمت بثقـــة وهي تحرك نظاراتها بكبريــاء :
- هنا سأصل إليك سيد جاكفيلدُون ؟



[ في الداخِــــل ]

- أوه عفواً سيــدي أنا أبحثُ عن قريبٍ لي يعيش هنا في لندن و للأسف لا أملك رقم هاتفــه أو حتى موقع منزلــه هل لك أن تساعدني سيدي , !
قالتها كارولاين وهي تدَّعي التوهَـان و البحث الجاد عن قريبِها ..

رد عليها موظف المكتب بتوتر :
- عُذراً سيدتي ولكن معلومات عملائِنــا تكون سرية لدينا ولا يمكننا إطلاعها على أي أحد ْ !

ظهر الحزن على ملامحها و اصطنعت نزول الدموع من عينيها وهي تهمس بصوت عزمت على
اسماعه للموظـف :-
- تباً .. قدمت من سويسـرا خصيصاً كي أرى قريبي و في النهايــة أعود قبل أن أراه , سامحيني يا جدتي على تقصيري حقاً سامحيني و ليسامحني الرب أيضاً , o_o

بعدهـــا كادت أن تخرج لولا نِداء الرجل لها و الذي خجل من أن ترحل بدون أن تقابل قريبها المُزعوم ,
قال الرجُل بمثابرة :
- ما اسم قريبكِ آنستي ؟

أجابت بتعجُّل و الضحكَة تحاول الخروج من أعماقِها :
- اسمُـــه , جاكفيلدُون السيّد ليونـاردُو جاكفيلدُون ؟ أريد عنوانـــه لو سمحتْ !!!



[ داخِل مقر المُنظمــــة ]

كاسيدي بفزع :
- مــاذااا ؟؟ كيف كيف خرجت كارولاين من هُنــا ؟!

سدت أبيغال فم كاسيدي بيديها و هي تهمس بــ آشششْ .. حتى هدأت :
- لا تقلقي كاسيدي كارو لن تقدم على شيء يودي بنهايتها !!
- ولكن !!!
- من دون لكن كاسيدي ,, لطالما كنا نريد من كارولاين أن تتغير و قد حانت الفرصة حتى تفعل ذلك ْ لذا وكأن شيئاً لم يكُن نحن لا نعلم أين ذهبت كارولاين و لا كيف ؟!

و غمزت بعينها ,

- حسناً =___=



أمسكت تلك الورقــة بطرف فمها وهي تربط حزام معطفها الصوفي والذي أخذ لون البني
لتؤشر بيديها موقفــة سيَّـارة أجرة مالبث أن وقفت سيارة حتى ركبت و تحدثت بسرعـة :
- شارع ويست هام العمومي , بوسط لندن رجاءً !
- أمرك سيدتي , قالها السائق وهو يحاول رؤيــة ملامح من ركبت معــه فدونما فائِـدة ~

و بالفعل استطَــاعت كارولاين أن تصل للهدف المنشود سِوى أنها ضاعت و أكلت الدهشــة منها ما أكلت تجاه تلك البيوت الفاخــرة كانت ترتقب بين أي التفاتــة و ما دونها أن تجد بيتاً صغيراً أو ما أشبهه
كي تجزم كونه بيت [ ليونــاردُو ] جامع القمــامة مُتبلِّد الملابِس , >_<
ولكنها في الأخير استسلمت وجود بيت كهذا في حي راقٍ ساده الهُدوء و الحضـارة الزاخرة ~

مع هبوب ريحٍ خفيفــة أفاقت كارولاين لتدس يديها الباردتين في جيب معطفها بعد أن نسيت قبعتها
في سيـارة الأجرة , و الذي دفعت له مقابل توصيلها [ 10 ] جنيهات استرليني , ×_×
أخذت تدور لتقرأ أسماء البيوت حتى وصلت قمة ذلك البيت في آخر الشـارع و الذي كتب عليــه
بيت آل جاكفيلدُونْ !

و بدون أن تتردد صعدت الدرجات الأربع و دقت جرس الباب الخشبي الكبير , ^^
دقةُ واحِدةُ فقط إذا بكبير الخدم [ تشارلي ] يفتح لها البَّــاب كي يتفاجأ بحضور
شابــة صغيرة إلى بيت سيده , ابتسم بحنُو و قال :
- كيف أخدُمُك آنستي ؟

جفلت كارو للحظــة حتى تقول باندِفاع :
- هل يسكن هنا السيد ليونـــاردو حقاً ؟

فتح تشارلي عينيــــه فقد كان ما سمعه غريباً لدرجة تورد وجنتي كارولاين التي
ابتسمت بغبــاء محاولةً إخفاء توترها عن خطأها اللامقصُود ,

أجابها تشارلي بعد تبسمـــه :
- بالتأكيد هذا منزل السيد ليونــارد وإلا لما جئتِ إليه صحيح ؟
- .. أجل صحيح .. كل الصحَّـة .. إذن هل أستطيع مقابلتِه .. ؟

فتح تشارلي الباب على مصراعيــــه و ركع استقبالا للضيفـــــة الصغيرة الغريبـــة , !

على ذلك الكرسي الطويل والذي توسَّط غرفـــة المعيشة ذات اللون الذهبي
المسطر بالآرائك الحمراء والسجاد البيجْ المتموج بدرجاتـه الغامقـة , كان مستلقياً
بطريقــة شخصٍ مهمِل حيث كانت قدمه تمتد فوق الأخرى و قد غطى وجهه
بيده اليسرى بينما بقيت اليمنى على صدره , ..

تنحنح تشارلي باستحيـاء من تصرف سيده أمام الشابة الصغيرة حتى قال بفشل :-
- سيدي ْ .. سيدي -_-

تحدث ليوناردو بهمهمــات نائم :
- مممه , مالأمر تشارلي ؟ دع الأمور جانباً و لا تزعجني ,,

وتحرك ابوناردو في نومـــه , بينما بقيت كارولاين واقفــة كالصخر فقد كان ما رأت
آخر ما تتوقَّع .. لازالت غير قابلةً لفهم وضعية " جامع قمامة " في قصــــر !!

أردف تشارلي و النار تشتعل حوله :
- سيدي ,, الأمور ليس وكأنه قابل لأجعله جانبــاً , فهيا انهضْ !

ضربت كارو بحقيبتها الطاولـــة و شفتيها تتحرك غضباً حتى تقول بثقــة :
- سيد تشارلي , هلا أعددت كوبــا قهوة ؟ ودع مهمـــة إيقاظ السيد ليْ , ^_^
- كما تريدين آنستي , o_o

شمرت كارولاين عن ساعديها وهي تهمس :-
- إذن .. لن تستيقظ بالمعروف يا سيــد فلا بأس ؟

ثُمَّ
[ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـــ ]

هكذا و بجانب أُذُن ليونـــــــــاردو ليسقط من على الأريكَة فزعاً ~
وهو يصم أذنيـــه لينظر نحوها ويقول بجنون :
- هل أنت مجنونــــــــة يا .. مَن أرى هُنا ؟

حك ليو شعره وهو يحاول تثبيت ما رآه لينطق :
- كارولاين !!

ابتسمت كارو في رضا شامخ وهي تردف :
- ومن غيرُهــا ؟
- حسناً , حسناً فهمنا .. قالها وهو يعود أدراجه ليجلس على الكرسي

و يشير إليها بالجُلوس بجانبـــه , ترددت قليلاً ثم جلست كما أشـــار إليها وعاد صامتاً
وكأنه يكمل نومــه جالساً حتى قطع ذلك تشارلي وهو يضع صينيــة القهوة على الطاولــة و يغادر

نظر إليه ليوناردو بطرف عين و نطق :
- من الذي طلب منك إعداد قهوة ؟

قبل أن يتلفظ تشارلي أتاه الرد سراعاً من قِبل كارو التي رفعت عينيها بطفوليــة بالغة و ابتسامـة عذبة :-
- هذه أنا سيدي , من قام بطلب القهوة لكْ !

تناول كوب القهوة و أخذ يرتشف منه رشفـــة طويلة حتى توقف و استطرد قائلاً :
- و إذَن ؟ مالذي جاء بك إلى هنا ؟ و هل أتيتِ وحدَك ؟!!

نظرت كارو إلى يديها قبل أن تبدأ حديثها الطويل و الذي شغف بـــه ليُّو وتحمس
لسماعه فأن يجد الفتاة الخجلـة قد قدمت إليه وحدها , قصــة كامِلة !

- الحقيقــة , جئتُ إليك طالبةً أن لا تخرج من المنظمــة وأن تبقى رئيسنا أرجُوك
سيد جاكفيلدُون .. لقد رحلت لورا قبلاً و لا نعلم أين هي الآن و فقدنــا كايرو الذي لا زال يمر بحالة صحيــة حرجــة و إن فقدناك فحقاً لا أمل لنا بالبقــاء كمنظمــة تريد طرد أولئك المخلوقات البشعة عن أرضِها !
سنُهزم إن تفرَّقنـــا ~

ظهرت شبح ابتسامــة ساخرة على محــيَّــآ ليونارد و نطق :
- و المطلوب ؟

نظرت إليـــه كارولاين بقهر كلماتها المدفوعـــة :
- أن لا تنسحب بعد أن دخلنا في العمق أيها القائــد , فلدينا مهمــات كثيرة ,

ابتسم بخبث وهو يقرب شفتيه من أذنها وهو يهمس :
- بشــرط ْ , أن تكوني ...... !!

علا صوت ليونارد وهو يقول :
- آه , بالمناسبة أنا جائع و لم أتناول إفطاري بعد , فهل نذهب ؟

لا زالت كارولاين متجمدة في مكانها بعد كلمات ليو المهموســـــة في أذنها و التي تتردد بعنف ~
ارتدى ليوناردو معطفــه الأسود الطويـــــل و أغلق أزاريره ليهم بترتيب خصلات شعره
المبعثرة , و يمد يديـــــه لكارولاين !

التي استجابت واقفـــــــة و خرجت لتناول الإفطـار معــــه بعد أن نظرت لساعته بغبـاء :-
- للمرة الأولى أرى شخصاً يأكل إفطـاره في الساعة الــ حادية عشر , =_=
- وماذا أفعل إن كان هذا الشخص أنا ؟ ولا تقلقي أنا أفكر بالأمر .



هناك في ذلك المكان الهادئ و الذي أشعل نوره ضوء الشمس المنبعث من نوافذ المحل
الصغير بزاوية ضيقة بان منها جلوس ليو و كارو لتناول الإفطــار بينما الحقيقــة أن كارولاين
هي من تأكل و ليو جلس متكئاً بيده تحت ذقنــه يتابع أكلها وهو مصاب بأزمــة إخفاء ضحكــة !
رن هاتفـــه بانتظام مما قطع عليه مشاهدة كارو نظر إلى المتصل فاحتدت عيناه ونهض واقفاً
كي يبتعد عن المكان بهدوء بينما أشار لكارو بالجلوس ساكنــة ~

- ألو , نعم .. أجل أنا كريس ذاتــــه , ومن أنت ؟
- لا بأس , معك جاكفيلدون عزيزي و أشكر لك اتصالك رداً على اتصالي المسبق !!
- حسناً سيد جاكفيلدون ,, أبدا لا داعي لشكري ,, هلا أخبرتني عن سبب اتصالك السابق ؟
- عذراً .. الموضوع لا يصح أن نناقشــه على الهاتف أتمنى مقابلتك قريباً إن شئت اليوم ْ ~
- اليوم ْ !!! أعتقد أنني متفرغ ,
- إذن أراك على جسر لندن القريب من ساعة بيج بين , إلى اللقَـاء ْ .
- عفواً لم تقل لي من أنت حتى الآن و بأي صفة تقابلني ؟!
- بصفتي جاكفيلدون تاجر المعلومــات ~

ختم مكالمته الهاتفيـــة بابتسامة مرسومـــة وهو يدخل هاتفه في جيبـــه
و يستقيم جالساً , وما إن فعلها حتى بـــزجاج النوافـــذ ينفجر منكسِراً لينحني ليوناردو
وهو يصرخ على كارولاين ومن في المحل بــ " انبطحوا للأسفل !! على الأرضْ " ~



خرج من الردهــة المجاورة لغرفــة لورا , وهو يقوِّس حاجبيــه بتفكير ْ , !
همَس بغبـاء :- تاجِر ُ معلُومَــات ْ !! مالذي يعنيــه ؟





__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 07-08-2016, 05:22 PM
 
الفصل الرابع عشر / 2




- عفواً لم تقل لي من أنت حتى الآن و بأي صفة تقابلني ؟!
- بصفتي جاكفيلدون تاجر المعلومــات ~

ختم مكالمته الهاتفيـــة بابتسامة مرسومـــة وهو يدخل هاتفه في جيبـــه
و يستقيم جالساً , وما إن فعلها حتى بـــزجاج النوافـــذ ينفجر منكسِراً لينحني ليوناردو
وهو يصرخ على كارولاين ومن في المحل بــ " انبطحوا للأسفل !! على الأرضْ " ~

أنطبح الجميع أرضا في خضم معمعة ما يحصل كان ليوناردو قد انطبح أيضا وبدأ يزحف باتجاه كارولاين التي كانت ترتجف خائفة أقترب أكثر من أذنها وهمس : سيكون كل شيء على ما يرام !

دخل اربعة شبان بدت عليهما القوة , كان احدهما ذو شعر أسود مموج و قامة طويلة إضافة إلى مسدس في يده , وآخر كان أشقر ذو بشرة قمحية يحمل بندقية و كان يوجهها نحو كل الموجودين , أما الثالث فكان والرابع كان يرتديان أقنعة التزلج ويحملان مسدسان معهما .

صرخ أحدهما: هذه عملية أختطاف .. سأفجر رأس من يتحرك.
ثم اعلن الآخر : سنأخذ ثروة والدك يا ابنة واتسون ..
ضحك الأشقر ليقول باستفزاز: يبدو انه لم يكن اليوم المناسب للهروب وحدك .

ثم وجهه نظره لتلك الفتاة ذات الشعر الأشقر الطويل والتي كانت ترتدي معطف فرو فاخر .. بدت نظرات الفتاة خائفة وفي نفس الوقت نظرات احتقار .

همست كارولاين بقلق:
واتسون واتسون .. أليس مالك أحد الشركات الكبرى , ماذا سنفعل ؟

اردف ليوناردو بابتسامة :
لدي خطة .. ثقي بي !



جلس كل من ريكاردو و جولي حول تلك الطاولة وقد كان روبنسون يقف منتصبا أمامهم .

سأل ريكاردو :
لماذا أنا وجولي فقط ؟

أجاب روبنسون بروية :
أجد ان عملكما معا أفضل .. وكما أن المهمة بسيطة !

أستقام ريكاردو بحماسة وهو يقول :
آي مهمة ؟

اردفت جولي :
رائع !

قال روبنسون شارحا :
هناك نشاط فضائي في أحد المباني الهجورة ستعطيكم ماري الإرشادات ..

وفي غمضة عين خرجا الأثنين من الغرفة و تركوا السيد روبنسون وحده .
سار روبنسون خارجا من غرفة الإجتماعات وصولا إلى مكتبه وجلس مرتكزا على كرسيه الجلدي الأسود , مضت دقائق حتى دُق باب مكتبه .

فقال بصوته الجاف : تفضل .

دخلت ماري بروية وأغلقت الباب خلفها ثم أعلنت :
لقد خرجا قبل قليل ..

تمتم : جيد .

قالت ماري بقليل من التوتر :
لم يبقى في المنظمة سوى كاسيدي و جونثان وآبيغال .

حدق في عينيها ثم قال :
و أين كارولاين ؟

زاد توتر ماري التي احتارت مالذي ستقوله ..
أجابت بتردد : أظن انها تسللت للخارج .

كان صوته غاضبا :
تسللت إلى أين ؟!!

قالت ماري محاولة تهدئته :
لا أعرف سيد روبنسون .. لكننا سنجدها بكل تأكيد .

أركز ظهره على الكرسي وهو يتمتم :
سئمت عدم انضباطهم .. فقدنا لورا والأن كارو .

قالت ماري بهدوء :
لم ينضجوا بعد .. لكنهم متميزون .

انفعل روبنسون :
وما فائدة ذلك ؟

سكتت ماري بعد ردة فعله الجافة تلك .. و أستأذنت خارجة من الغرفة .



فتحت آبيغال الباب متسائلة من عله يكون ..
وجدت جونثان يقف أمام الباب وبدا على وجهه الملل كان يرتدي قميصا برتقاليا و بنطال جينز أزرق .

أستغربت آبيغال من وجوده ,
فسألت : ماذا تفعل هنا ؟

تطفلت كاسيدي من خلف آبيغال :
جونثان! مرحبا .

نظر جونثان لكليهما قائلا بتملل:
ريكاردو و جولي ذهبا في مهمة .

انزعجت كاسيدي :
ماذا ؟ ولماذا نحن لا نزال بين جدران هذه المنظمة ؟

قاطعها جونثان بانزعاج : وما ادراني ..ما يهم هو أني أشعر بالملل .. ولسوء حظي لا يوجد معي سوى فتاتين ..
أكمل : سأعترف بشيء افتقد كايرو !

قالت آبيغال بتضايق من كلمات جون :
إذا أذهب و تسلى بالنظر لكايرو النائم ..

ضحك جونثان ثم أردف :
حسنا من حسن حظي انكما لا تزالان معي.

أقترحت كاسيدي :
فلنصعد للمكتبة أو غرفة الألعاب الإلكترونية .. لأنك بالتأكيد لن تدخل إلى غرفتنا .

خطى جونثان خطوتين للخلف وأضاف :
سأنتظركما في الأعلى .

ثم سار بعد ان وضع يداه في جيبه .
هنا قالت آبيغال : أصعدي انت .. سأبقى هنا .

خرجت كاسيدي من الغرفة و قالت :
تسلي بالنظر إلى السماء آبي !

جعلت كلمات كاسيدي آبيغال تنظر نحو غرفتهما الخاوية والتي لا تحتوي على أي عامل ممتع فقالت باستلام : سأصعد معك أنتظري !

ارتسمت ابتسامة ثقة على وجهه كاسيدي وسارت في الرواق وصولا للمصعد .



سارت تلك الفتاة بثقة في محاذاة رفيقها .. توقفا عند باب ذلك المبنى المهجور المهترئ .

قالت جولي بوضوح :
هيا بنا لندخل .

ركل ريكاردو الباب بقدمه ركلة قوية كافية لتحطيم الباب لأجزاء .. فوقع الباب الخشبي القديم ليتبعثر الغبار حوله مصدرا صوت مرتفعا .

أرتبكت جولي من ذلك الصوت لتقول :
رويدا رويدا .. لن يذهبوا إلى اي مكان !

أجاب ريكي بكره : أعلم ..

ارتسمت أبتسامة من زاوية شفته ليعلن :
لنبدأ بإراقة دمائهم !

دخلا معا و قد كانت أعينهم تجول في المكان مجرد ممرات فارغة و غرف كثيرة خاوية ..

افترضت جولي : لعلهم سيكونون في الطابق الثاني .
سار ريكاردو وهو يتمتم : هيا بنا إذا !

نطق تلك الكلمات ليسمع بعدها صرخة جولي .. ألتفت بسرعة ليجد عشرين فضائيا من المستوى الأول ذو جلد أخضر مقزز وكانوا يسيرون ببطأ شديد متجهين نحوهما .. كانت جولي قد بدأت في القتال فأنضم إليها ريكي بكرات نار متتالية أهلكت بنصفهم .

قال بسعادة : أصبحنا محترفين ! المستوى الأول ضعيف جدا .
ابتسمت جولي وهي تقول : لأول مرة أوافق في الرأي .

ضحكت الأثنين وتابعا القتال بدأت جولي بتجميد حركتهم بجليدها ليأخذ ريكي دوره ويقتلهم بموجات نار ملتهبة.. وفجأة ظهر عشرة فضائيين آخرين من بين تلك الأروقة والممرات .

قفز أحدهم أمام جولي مباشرة مما جعلها تصرخ ليس لأنه فضائي ولكنها فزعها .. هنا أطلق ريكي كرة نار عليه ثم صرخ : حافظي على هدوءك جولي .. انت ترعبينني في كل مرة تصرخين .

اعترضت : لست أصرخ خائفة .. انما متوترة فحسب ..

صنعت سيفا من الجليد لتغرزه في أحد الفضائين الذين كانو يهجمون على ريكاردو من خلفه دون انتباهه .
وفي لحظات هدأ الوضع مخلفا ورائه دمائهم الزرقاء وجثثهم العفنة المقززة ..لم تكن جولي ولا ريكادردو فريقا ضعيفا بل متوازنا قويا كما أشار روبنسون لهم ~

أخذ ريكي يرتب شعره ثم قال مقترحا:
فلنصعد للطوابق الآخرى لربما يكون هناك المزيد .

قال ذلك ثم نظر نحو جولي التي كانت تتنفس بسرعة و بدت متعبة نوعا ما ..
اقترب منها ريكاردو و اقترح : يمكنك البقاء هنا .. سأصعد وحدي.

حاولت أن تخفي إجهادها بأن قالت بصوت معتدل :
أنا بخير كليا .. فلنصعد سريعا .



قال بانتصار :
وآخيرا .. تغلبت عليك وسأتغلب على ريكاردو عندما يعود !

قالت كاسيدي بغير اهتمام :
وإن يكن .. تلك مجرد لعبة فيديو سخيفة .

قاطعتهما آبيغال الجالسة على أحد الكراسي : أسمعتما ذلك ؟

نظرت كاسيدي لآبيغال باستغراب وهي تقول بحيرة :
أي صوت ؟
نهضت آبيغال وبدت علامات القلق على وجهها لتردف :
ذلك الصوت !

قال جون باستهزاء :
لسنا وحدنا ايتها المتذاكية .. المنظمة مليئة بالناس .

تحركت آبيغال في أرجاء الغرفة وهي تأمر الثرثار وصديقتها بأن يصمتا .
وفجأة تحطم ذلك الجدار أمام أعينهم مصدرا صوتا مرتفعا .. انذهل الجميع وتصلب أبطالنا الثلاثة في أمكانهم .
ليظهر أمامهم ذلك الوحش الأخضر ذو الأعين الحمراء الامعة بدا أضخم من أي فضائي في المستوى الأول .

استنتج جوني : من المستوى الثاني !
أيدت آبيغال : لا أشك .

أما عن كاسيدي فكانت تفكر في أمر آخر فقالت بانفعال :
كيف دخل إلى هنا ؟

أرتفعت فجأة أحد الألعاب الإلكترونية لتقطع أسلاكها و ترمى على ذلك الفضائي ولكنه تصداها .

فزع جونثان : ووو تمهلي .. استخدمي الكراسي .. سيغضب ريكاردو كثيرا .
صرخت آبي: اصمت !

أرتفعت بعدها أربعة ألعاب لتندفع أمامه وتصيبه , سقط الفضائي أرضا متألما .. لاحظت آبيغال الجليد الملتف حول قدمه فتبسمت لكاسيدي.

وفجأة لمحت جون يركض عابراً من ثقب الجدار متجها نحو المصعد ..
صرخت كاسيدي : إلى اين جون ؟
أجابتها آبيغال : يبدو أننا وحدنا الآن .

عادت ترفع تلك الألعاب وتضربه بها مرات عديدة , صحيح انها بدأت تضعفه ولكنها افقدته صوابه أيضاً , فأخذ يحاول أن يهاجم كاسيدي بيديه في يأسٍ منه , كونت كاسيدي جليداً يحميها كدرع لها وأخذت تتصدى لضرباته .

أردفت كاسيدي : لن أصمد كثيراً .
قـالت آبي : أمهليني بعض الوقت , أحتاج لبضع ثوانٍ للتركيز فقط .

تحطم الجليد في لمحة بصر وتلقت كاسيدي تلك الضربة لتسقط أرضاً مغشياً عليها , فقدت آبيغال تركيزها ووجهت موجة خفيفة لم تفد إلا في إسقاط الفضائي أرضاً .

نادتها قائلة : كاسيدي .. كاسيدي ابقي معي .
لم تستجب كاسيدي إطلاقاً فأردفت آبي : تباً !

عاود الفضائي النهوض مجدداً , وأسرع محاولاً الهجوم عليها , التفتت آبيغال نحوه مدركة الأمر بسرعة فطفا ذلك الكرسي أمامها ليحطمه الفضائي , نظرت إلى حالة كاسيدي السيئة مخاطبة نفسها : رائع , أصبحت وحدي الآن , علي أن أكسب بعض الوقت حتى تستيقظ .

ابتعدت عن طريق الفضائي وخرجت من الغرفة لكن قبل أن يلتفت إليها وجهت له ضربة قوية بثلاثة كراسيٍ دفعة واحدة .



في الأثناء ذاتها , كان جونثان يحلق في سقف المنظمة مسرعاً إلى مكتب روبنسون فقد كان الشخص الأهم بالنسبة له , الأمر الوحيد الذي دار في رأسه أنه لا يمكن لفضائي من المستوى الثاني أن يدخل المنظمة كلها وحده , تتبع آثار الدماء الممسوحة إلى باب مكتبه المغلق , حطم الباب مقتحماً المكان , ليجد ماري في حيرة شديدة من أمرها , الدماء تلوث يديها بينما , روبنسون ملقى على الأرض فاقداً وعيه حيث تنتهي آثار الدماء .

لمعت عينا ماري حين رأت جونثان كما لو كان بصيص الأمل الذي تنتظره , قالت بارتباك وتوتر : لقد نزف الكثير من الدماء , تمكنت من إيقاف النزيف لكنه يحتاج إلى طبيب في الحال .

قـال جون بعزم :
سأخرجكما من هنا .

ألقى ذلك الكرسي الجلدي الأسود على زجاج النافذة فتحولت إلى أشلاء , أحاط ماري بيديه وفرد جناحيه قائلاً : أغمضي عينيك وتمسكي جيداً .

حلق إلى خارج أسوار المنظمة وتركها على أحد الأرصفة الفارغة , ثم عاد بسرعة إلى روبنسون وحمله بجهد كبير وطار إلى أقرب مشفى مفكراً : لم أتخيله بهذا الثقل .

هبط أمام باب الطوارئ فأخفض جناحيه ودخل , كانت أعين الممرضين كلها قد توجهت إليه وأسرعت بتوفير الرعاية لروبنسون , تذكر جونثان حالة المنظمة الحرجة وآبيغال وكاسيدي فغادر عائداً.



بين أرفف المكتبة في المنظمة , جلست آبي وهي تحاول جمع شتات أفكارها لتركز على قتل الفضائي بموجة قوية , آملة أن لا يجدها , بينما كانت كاسيدي تفتح عينيها تدريجياً وحينما نظرت حولها تذكرت ما حدث لها بسبب الفوضى التي عمت تلك الغرفة , نهضت مترنحة على قدميها لتصرخ متألمة وتعود أرضاً , التفت الفضائي بعد سماعه لتلك الصرخة ليخرج من المكتبة , فتردف آبيغال متذمرة : لماذا الآن كاسيدي ؟!

تفقدت كاسيدي قدمها وأخذت تتحسسها قائلة :
تباً , يبدو أنني كسرت كاحلي .

امتد ذلك الظل الكبير عليها لترفع عينيها فتجد الفضائي ببنيته الضخمة , ابتسمت ببلاهة : مرحباً .

كانت المشاعر تتخبط في داخلها وبدأ التوتر والقلق يجتاحها , أخذت يديها ترتجفان وهي تجلس تشاهد ما يجري أمامها.
لمحت آبيغال خلف الفضائي لتقول بخوف : افعلي شيئاً .

أغمضت آبي عينيها قائلة بهدوء :
شتتيه , سأقضي عليه حالاً .

رفع الفضائي أحد الألعاب الالكترونية المحطمة وأعد نفسه ليحطم كاسيدي بها , فصرخت بدون تفكير مغمضة عينيها : آبيغال !

لحظات قبل أن يلقي الفضائي بما يحمله حتى تطايرت قطرات الدماء الزرقاء المقززة على أرجاء وجه كاسيدي , فتحت عينيها ببطء ورفعت يدها المرتجفة لترى الدماء القذرة عليها فتتراجع صارخة بقرف .

كانت آبيغال تتنفس بصعوبة وهي تقول ساخرة :
شكراً للمساعدة .

اقتربت منها وقالت :
هل أنت بخير ؟

أجابت كاسيدي في صدمة :
ابدا .

مدت آبيغال يديها نحو كاسيدي وهي تقول :
انهضي! .. ربما لم يخترق فضائي واحد المنظمة .. أعتقد ان هناك المزيد.

خلعت كاسيدي معطفها الأزرق ومسحت وجهها و يديها لتقذف بالمعطف بعيدا ثم قالت بحيرة :
لا أظن ان كاحلي سيساعدني .

نظرت آبيغال حولها لتجد حلا سريعا أخذت أحدى الأعمدة من تلك الكراسي المحطمة وناولتها ايها وقالت : حاولي .

حاولت النهوض وقد نجحت ..
سارا معا نحو المصعد و ضغطا الزر ولكنه لم يستجب لهما .. قالت آبيغال : سنأخذ السلالم.

سمعا حركة خلفهما فالتفتا معا ليجدا ذلك الأحمق بجناحيه .
تنفست كاسيدي الصعداء .. لتقول آبيغال :لقد أفزعتنا .. هل أنت بخير ؟

كان قميصه مغطا بدماء روبنسون ابتسم ليقول :
لقد نقلت السيد روبنسون إلى المشفى .. سيكون بخير .

قالت آبيغال : دمر كل شيء .. هل يمكنك حمل كاسيدي ..
علينا ان نتحقق أنه لا يوجد فضائيون آخرون في الأسفل .

أجاب : حسنا سأفعل .

حملها و لينزلوا جميعهم فيشاهدوا الدماؤ الذي حل كل شيء محطم الجدران والزجاج منتشر حول المكان جثث فضائين ودمائهم مصابون من طاقم المنظمة .

بدت تلك اللحظة أشبه بالحلم لهم الصالات الراقية لم تكن إلا ساحة معركة مدمرة , كل شيء أمامهم إنهار فكانت قبل تلك المنظمة بيتهم ومأواهم .




بعـد 4 سـاعات ~

توقفت سيارات الشرطة محوطة ذلك المكان , وبجوارها يقف حشد من الناس مجتمعين يراقبون ذلك الحدث .. ولم يخفى الإعلاميون من هذا الحدث فقط كانوا في الصفوف الأولى يصورون المكان.

خرج فجأة شخصين من المطعم فثلاث فأربع و البقية كان كل الرهائن يخرجون والابتسامات على وجوهم .. أنخفضت الأسلحة و بدأ الجميع بتبادل الأحضان.

صرخ أحد الرهائن:
-اللصوص لا يزالون في الداخل فاقدي الوعي.
دخل فريق الشرطة إلى المقهى مسلحين جاهزون لأعتقال هؤلاء المجرمين .

وآخـيرا خرجت تلك الفتاة الشقراء و هرعت لعناق ذلك الرجل السمين ذو الشعر الرمادي والبدلة السوداء الراقية .
-أبي.

قال الأب بشوق:
-ابنتي حبيبتي يسعدني رؤيتك بخير.

نظرت حولها باحثة ثم اردفت:
-اين هو بطلي؟

سألها الأب:
-عن ماذا تتحدثين؟

قالت بحيرة وهي تتابع البحث عن الشخص المنشود:
-شاب ذو شعر بني يغطي جزءا من وجهه ! ومعه فتاة ذات شعر أسود فاحم.

طمأنها والدها:
-متأكد انه بين الحشد.

جالت عيناها مجدداً حول المكان ثم خفضتهما بخيبة.



إنساب ضوء القمر ليتراقص على السماء الزرقاء الحالكة, وضع تلك التنورة الداكنة والقميص الأزرق على سريرها ثم قال مبتسماً:
-حان وقت خروجنا من هنا , عليك أن تتعرفي على أعدائك.

إلتفت لورا إليه وأخذت تحدق في ببرود , أخيراً سألت:
-أعدائي.

ابتسم كريس بمكر ثم أجابها:
-الأشخاص الذين تسببوا في فقدان ذاكرتك.



نهاية الفصل الرابع عشر




تم الهجوم على المنظمّة نفسها والأحداث تتعقـد
الأحداث مثيرة أليسَ كذلك؟

غداً آخر أجزاء العيـد الرباعيّة
بانتظآر مشاركاتكم وتعليقاتكم




__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 07-09-2016, 04:45 PM
 
الفصل الخامس عشر / 1




فتح عينيه تدريجياً ببطئ شديد , وحاول أن يفهم ما يدور حوله من أمور , كانت تلك الوجوه المبتسمة تحوط الغـرفة , أمسك ريكاردو بيد والده وسأله:
-كيف حالك؟

كان روبنسون ما زال يحاول إستعادة تركيزه , أخذ نظرة ثانية حوله , ليردف:
-هل .. هل حصل ذلك حقا ؟

اقتربت منه ماري بابتسامة مرتاحة:
-ما يهم هو انك بخير.
-ماذا عن الخسائر ؟

اقتربت كاسيدي لتقول:
-لا تقلق بشأنها !

تهكم ريكاردو:
-أبي ! توقف عن ذلك .. فقط تحسن لكي تعود للمنظمة.

اصتنع روبنسون إبتسامة ليجاري الأحداث الحالية , رغم أن كل ما كان يشغل تفكيره هو عمله والمنظمة.

.
.


جلست لورا أمام تلك الشـاشة الكبيرة على كرسي توسط الغرفة الواسعة.
وقف كريس بجانب الشاشة وبدأ بتشغيل العرض مظهراً صوراً لروبنسون , قـال بجدية:
-هذا هو رئيس المنظمة التي نريد تحطيمها , كل من يعمل تحت إمرته ساهم في فقدان ذاكرتك وسلبك حياتك.

نظرت إلى كريس ببرود ثم قالت متسائلة:
-لا أفهم , لماذا فعلو ذلك؟ لم قد يريد أحداً أن يؤذيني؟.. من أنا؟

------------------------------------------------------------


15

ترك يده بهدوء ثم قـال مودعاً:
-سأتركك لترتاح الآن.

هم ذاهباً لكن روبنسون استوقفه قائلاً:
-إطلب من ماري أن تدخل , أحتاج لحديثها.

التفت ريكاردو وقال بقليل من الإنزعاج:
-عليك أن تتوقف عن تفكير عن عملك حالياً أبي.
-إنه أمر مهم.

شعر ريكاردو بأنه لا فائدة من إقناعه بذلك فخرج من الغرفة وأخبر ماري بأنه يريد محادثتها , أسرعت ماري للدخول حالاً ووقفت بجانبه بعد أن أغلقت الباب.

إنحنى روبنسون ليجلس ثم نظر إلى ماري وقال لها بجدية:
-أخبريني بأحوال الشركة.

-سيدي , لم لا ترتاح وتهتم بذلك لاحقاً؟
-الآن ماري.
-لقد دمرت أجزاء كبيرة من المبنى ولكنهم بدأو يعملون بالفعل في إعادة ترميمه , لا شيء لتقلق بشأنه.
-ماذا عن الفضائيين؟ أهناك أي نشاط حديث لهم؟
-كان هناك بعض منهم لكننا تولينا الأمر حالاً.
-والموظفون؟
-أصيب عدد كبيرٌ جداً منهم , وعدد الوفيات 5 , أنا آسفة .. لكن تلفيق موتهم قد تم.

جالت عيني روبنسون أرجاء الغرفة ليقول أخيراً مفكراً:
-إطلبي من ليوناردو أن يحل مكاني في هذه الأثناء...

أخذ يسعل مرهقاً لكنه أكمل:
-وقومي بإعادتهم إلى المنظمة لا نستطيع أن نترك الأمور هكذا ,
إن قامت المنظمات المتمردة بالهجوم علينا فهذا يعني أنهم بدأو بالتحرك.

-ماذا عنك سيد روبنسون؟
-سأعود إلى المنظمة حال تحسني.

أومأت برأسها ثم خرجت منفذة أوامره.



مع شروق الشمس وإنتشار أشعتها , كان يقف فوق جسر لندن الكبير , شارداً بالتفكير ينتظر أحداً هناك , أزعجته تلك الترنيمة الصادرة من هاتفه وقطعت حبل أفكاره , نظر إلى المتصل ثم أجاب:
-أهلاً.

تحدثت المتصلة قائلة:
-سيد جاكفيلدون , لدي بعض الأخبار لك قد تبدو سيئة قليلاً.

-هاتي ما عندك ماري.
-السيد روبنسون في المشفى حالياً , وقد تم الهجوم على المنظمة أثناء غيابك , الأمور سيئة بالنسبة للمنظمة..

حول نظره إلى الأرض وتغيرت ملامح وجهه قليلاً ثم سأل:
-وروبنسون؟

-حالته مستقرة وهو بخير كذلك , لقد طلب مني أن أخبرك أنه يريدك أن تحل منصبه في الوقت الحالي.
-حسناً.
-الآنسة لورا لم نتمكن من وجودها حتى الآن , وقد اختفت كارولاين أيضاً.
-لا تقلقي بشأن كارولاين , أنا آتٍ.

أغلق الخط , ثم نظر حوله باحثاً عن أي أثرٍ لكريس , وفي لمحة بصر إختفى.



سارت كارولاين في أرجاء المبنى بينما كان الرجال موزعون يعملون على كل زاوية , أخذت تنظر إلى الحطام الموزع في كل مكان وملامح وجهها توحي بتوترها وقلقها.

من زاوية أخرى للمبنى حيث كان أبطالنا داخلين إليه للتو , كانت كاسيدي تسير عرجاء بسبب قدمها المكسورة مستندة إلى تلك العصا , رأى الجميع كارولاين تقف مخفضة رأسها والندم بادٍ عليها.

ركضت جولي نحوها وسألتها:
-كارولاين .. هل أنت بخير؟

أومأت برأسها , فسألت آبيغال:
-أين كنت؟

نظرت إليهما ثم قـالت بحزن:
-كان بإمكاني المساعدة إن كنت هنا .. أشعر أن جزءاً من كل هذا هو خطأي.

إنضمت إليهم كاسيدي وقالت مبتسمة:
-إنه ليس خطأ أحد , كارو.

ظهر ليوناردو بينهم فجأة دون سابق إنذار وأعلن قائلاً:
-إلى قاعة الإجتماعات.



نظر ريكاردو إلى ساعته بملل ثم قال:
-نحن هنا منذ نصف ساعة .. لا أفهم مالذي ننتظره؟!

حدقت آبيغال إلى ليوناردو المستلقي على الكرسي واضعاً قدميه فوق الطاولة ومغمضاً عينيه بسكينة , كانت ماري تقف بجانبه ننتظر أوامره , قـالت آبي متذمرة:
-يفترض بنا أن نبحث عن لورا الآن , أو أن ندمر المنظمات المتمردة , أو أن نقاتل الفضائيين .. الجلوس هنا دون فعل شيءٍ لا فائدة له.

وافقها جونثان:
-أنت محقة , وإن كنا سنجلس هكذا فعليك أن تخبرنا لماذا ليوناردو.

فتح نصف عينيه ثم قال بتعب:
-نحن ننتظر , حتى نكون جاهزين في أي وقت.

وضعت ماري يدها على سماعة الرأس الخاصة بها , منصته إليها بحذر , قالت بعد عدة ثوانٍ:
-لقد اكتشف نشاط حول المصنع الذي قاتلتم فيه مؤخراً.

احتدت عينا ليوناردو قائلاً:
-كم عددهم؟
-واحد.

أنزل قدميه ثم التفت إلى ماري وسألها مستغرباً:
-في أي مستوى؟
-هذا غريب قليلاً , لكنه قد يتعدى المستوى الثالث.

جالت بعض الأفكار المتضاربة في أنحاء الغرفة , حيث لم يفهم أحدهم ذلك.
سألت آبيغال:
-هل هو يتحرك؟

أجابت ماري:
-إنه ثابتٌ في مكانه حقيقة.

اقترحت كاسيدي:
-فخ..

قال ليوناردو:
-يبدو ذلك.

استفسرت جولي:
-كيف يمكن أن يكون هناك فضائي يتعدى المستوى الثالث؟

أكملت كاسيدي عنها:
-هل يمكن أن يكون هناك فضائيون ذو مستوىً رابع؟

أجابهم جونثان:
-يجب أن نذهب لنكتشف ذلك.

لم توافق كارو على هذه الفكرة فقالت:
-لن يكون هذا جيداً , أعني الأمر واضحٌ أنه فخ.

بعد اختلاف الفريق إتجهت الأنظار كلها إلى الشخص الوحيد الذي سينفذون كلمته مهما كانت , قام ليو بإعطائهم الإجابة التي يبحثون عنها:
-سنذهب.

ازدادت حماسة جونثان:
-أجل.

عارضته جولي:
-بفعلنا هذا سنتعرض للخسارة نفسها التي تلقيناها في المرة السابقة , أنت متأكدٌ من ذلك؟

ساندتها كارولاين:
-وفريقنا ناقص هذه المرة , لن نملك فرصة.

ارتكز ليوناردو على ظهر كرسيه وأعاد التفكير مجدداً , نظر إلى جونثان ثم سأله:
-إلى أي مدى تستطيع الارتفاع؟

أجابه ببساطة:
-مئتا متر.

أردف ليو:
-ستأتي معي إذاً.

وقف آبيغال ثم قالت غاضبة:
-هذا ليس عدلاً , ثم أنك لا تفكر بعقلانية إطلاقاً , نحن لا نعرف ماذا سنواجه هناك وستذهب أنت وجونثان فقط؟!

-سنذهب للإستكشاف فحسب , وبما أنني أنا وجون الوحيدون الذين نستطيع الفرار بسهولة إن كان شيئاً لا نستطيع هزيمته , عدا إن كنتم تريدون البقاء والإنتظار هنا حتى يتحرك ذلك الفضائي.

جلست آبيغال بعد أن هدأت , لكن كاسيدي سألت:
-ماذا إن كان قادراً على الطيران كذلك في المصنع؟
-في وجود إحتمالية أنه يستطيع الطيران سأقوم أنا بنقلنا , وإن كان ينتقل مثلي فسنطير , الأمر بسيط.

قـال جونثان:
-إذاً ماذا ننتظر؟

نهض ليوناردو من كرسيه وكذلك جونثان ثم غادرا الغرفة.



توقفت تلك السيارة السوداء الفـاخرة أمام بـاب المصنع الكبير الحديدي , ترجل جون وليو من السيارة ثم اقتربا من الباب , تبادلا بعض نظرات الاستعداد ثم فتح جونثان الباب مستخدماً قدمه بهدوء , وقبل أن يدخلا خاطب ليوناردو جون : لنذهب ونجد ذلك الفضائي , تذكر نحن هنا للاستكشاف فحسب , لا تقم بعمل متهور.

اقترح جونثان : أعلينا التفرق ؟

أجابه ليوناردو :
سيكون هذا أفضل وأسرع.

قـال جون :
سأغطي أنا المصنع بسهولة.

ليوناردو :
إذاً سأتولى أنا ما حوله.

فرد جونثان جناحيه الأبيضين وطار إلى سقف المصنع وراح يبحث عن فضائي .
بينما ابتعد ليوناردو وأخذ يتنقل حول المصنع باحثاً عن الفضائي أيضاً.

لمح جون رجلاً لم يتمكن من تحديد شكله , فهبط جونثان دون أن يجذب إنتباهه واقفاً بعيداً عنه.

تفحص جون الفضائي جيداً , وبدأت ملامح الذهول تظهر عليه , حيث كان منحنياً إلى الأمام , وحجمه حجم رجل طبيعي إلا أن تلك الأشواك الغريبة برزت من ظهره فبينت حقيقته , كان أصلعاً وجلده أخضر اللون مقززاً لأيٍ من يراه.

استغل جونثان عدم انتباهه له وقرب ساعته من فمه وهمس :
لقد وجدته في وسط المصنع ,حقاً لا أعرف مالذي نواجهه.

أجابه ليو عبر الساعة :
لا تتحرك سآتي حالاً.

وبعد لحظات معدودة ظهر بجانب جونثان وقال باستعجال:
أين هو؟

لفت ذلك نظر الفضائي حيث أدار وجهه قليلاً , وحين رآهما يقفان ويشاهدان ارتسمت تلك الابتسامة المخيفة على وجهه , حين بدأ بإدارة جسده ظهرت تلك الجثة الهامدة الملقاة أمامه , وعينيه الحمراوتان الامعتان وتلك الأسنان الحادة التي ملأت فمه بشكل مرعب , وقف الفضائي وبسرعة عالية جداً إنقض عليهم , حينها ارتبك جونثان بينما تصرف ليوناردو بدهاء وأمسك يده واختفيا من هناك معاً.

توقف الفضائي بعد أن أدرك هروبهما منه , ثم بدأ جلده ليتحول للون البشرة الطبيعي , وبعد ذلك نما له شعرٌ أسود قصير من رأسه وأصبح كإنسان عاديٍ تماماً.



خرجت من الحمام وتلك المنشفة ملتفة حول جسدها بينما تدلى شعرها الأسود الطويل , طرقت كارولاين باب الغرفة منادية : آبي ..

تقدمت آبيغال ثم فتحت الباب وقالت :
مالأمر؟

أجابتها كارو :
لقد غادرت القاعة فجأة وتأخرتي في العودة فقلقت عليك قليلاً.

ابتسمت آبيغال وقالت :
لا داعي للقلق , لقد سئمت الإنتظار هناك فأخذت حماماً دافئاً.

قالت كارولاين :
يسعدني أن كل شيءٍ على ما يرام , سأتركك وحدك.

ودعتها آبي :
أقدر قلقك.

ثم أغلقت الباب فعادت كارولاين لقاعة الاجتماع.



فوق تلك الطاولة المستديرة حيث جلس الجميع حولها , ظهر جونثان وليوناردو فجأة فوقها.

ابتسمت كاسيدي : آهلا بعودتكما .
قال ليوناردو بجدية : لدي إعلان .
وقفت جولي بحماس: هات ما عندك .

نزلا ليوناردو و جون من فوق الطاولة ليتخذ كلاً منهما مكانه حيث جلس جون على إحدى الكراسي
و بقي ليو واقفاً عند النافذة فنطق الأخير : سنغادر مبنى المنظمة !

صرخ الجميع مندهشين حيث أضافت كاسيدي و هي تقف :
ماذا ؟

ليوناردو بحزم : لقد تم تحديد موقع المبنى من قبل الأحزاب المعارضة و لذلك فإن بقاؤنا هنا خطر كبير علينا ثم إنه قد تم تدمير معظم مرافقها و لذلك فسيعود الجميع إلى منازلهم حيث سيخلى المبنى من دون أي استثناء

آبيغال مقطبة حاجبيها : و لكن ...

صمتت آبيغال بدون أن تكمل جملتها فأضافت كارولاين :
و ماذا بشأن كايرو و السيد روبنسون و .. لورا

ليوناردو بهدوء :
سيتم نقل كايرو إلى إحدى المستشفيات بسرية و كذلك أخي حيث سيبقى ريكاردو معه

أما لورا فسنواصل البحث عنها ..

جولي بنبرة حزينة :
هذا مؤسف ! كل هذه الخسارة .. نحن حتى لم نكمل إنشاء بقية الغرف

ليوناردو بهدوء :
اذهبوا إلى منازلكم و نحن سنفيدكم بالمستجدات

نهض الجميع بهدوء مثقلين بـ همٍ مغلف بغشاء من ألم , متجهين نحو الباب و ليوناردو يراقبهم بصمت
غير أن جوناثان قد تقدم نحوه قائلاً : بشأن ذلك الفضائي .. لمَ لم تخبرهم ..؟

ليوناردو بحزم : لا تخبرهم !
جوناثان بحزم : لماذا ؟ يجب أن يعلم الجميع بـ ..
ليوناردو بحزم : لا تخبرهم !

اندهش جون من رده الحازم ليضيف ليوناردو و هو يستدير باتجاه النافذة : أنت تعلم جيداً ما رأيناه ..
ذلك الفضائي من المستوى المتقدم جداً , إن أخبرناهم في هذه الظروف فسيزيد الوضع سوءاً

قوّس جوناثان حاجبيه و رد بحزم : فهمت !





لا يزال كريس يقف مواجهاً لورا التي كانت تنظر صور عينيه و تسأله باضطراب مقوسة حاجبيها : لماذا يريدون أذيتي كريس ؟ أنت تعرفني أليس كذلك ؟ .. من أنا ؟ لماذا فقدت ذاكرتي و كيف ؟ مالذي حدث لي ؟

جلست على الكرسي بجانبها و تابعت بتبرة باكية و عينيها تدمعان : ماهو ماضيّ ؟ من أنا ..؟ من أنا بالنسبة لمن أفقدني الذاكرة ؟ لماذا أنا ؟ أريد أن أعرف !

جثى كريس على إحدى ركبتيه و أمسك ذقنها بأطراف أصابعه و يمح دمعاتها بإبهامه برقة مجيباً بنبرة هادئة : لأنكِ كل شيء , أنتِ الجوهرة التي لا يمكن الاستغناء عنها .. أنتِ الأهم ! و كل شيء !

حدقت لورا به تحاول تفسير كلماته برأسها فسألت بحيرة : كريس .. لم أفهم ! هل أملك شيئاً يبحث الجميع عنه ؟

بقي كريس صامتاً برهة ينظر إليها , و هي تنتظر منه الإجابة فاستقام على ساقيه و أدخل يديه في جيبيه مجيباً : إن العالم الذي نعيش فيه بدأ بالانقلاب يا لورا, الناس الذين كنّا نعيش معهم و بينهم توسع فيهم الجشع و الطغيان من أجل مصالح شخصية , لهذا السبب .. لهذا السبب يالورا قررنا أن نبدأ عالم جديد خالِ من أطماع البشر , أنا و أنتِ و كثير من الناس قررنا أن نصنع العالم الجديد و ندمر جميع الأحقاد من هذا العالم , لذلك أنتِ في خطر و تم مسح ذاكرتك .. أنتِ يا لورا ..

طرق أحدهم الباب ثلاثاً مقاطعاً كريس الذي أدار رأسه نحو الباب هو و لورا ليدخل أحدهم :
عفواً سيدي كريس , السيد سيرآ يطلبك

تنهد كريس بانزعاج ثم أدار رأسه نحو لورا التي كانت تنظر إليه بـ حيرة فابتسم لها و هي بدورها ابتسمت إليه ثم توجه إلى الباب ليخرج من الحجرة, راقبته لورا حتى خرج فوضعت أطراف أصابعها على خدها على أثر دمعاتها التي مسحها كريس ..







__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #64  
قديم 07-09-2016, 04:46 PM
 
الفصل الخامس عشر / 2




صرخت إحداهن : ماذا ؟

كان هذا الصوت صادر من غرفة الفيتات حيث صرخت كاسيدي بغضب مردفة أقوالها : هذا حذائي ! لقد استعرته مني خلال إحدى حفلاتكِ الصاخبة !

جولي بغضب : ماذا ؟ أنا لم أستعر منكِ شيئاً , لقد اشتريته بسعر باهظ .. إنه لي !
كاسيدي غاضبة : أنتِ لا تميزين بين أشياءك لكثرتها , و لكن هذا لي أعطني اياه

كانتا كليهما يمسكان بحذاء رمادي ذو كعب متوسط و تحاول كل منهما سحبه من الأخرى
بينما كانت آبي تجلس على السرير الأوسط خلفهما و بدا عليها الحزن متجاهلة شجارهما
ففتح جون باب الحجرة و اندهش من عراكهما قائلاً : أنتما ماذا تفعلان ؟ >< ..!

لم تعره أي منهما اهتماماً بوجوده حتى تنبه لـ آبي التي كانت تجلس وحدها مطأطأة رأسها إلى الأسفل
فنطق مقوساً حاجبيه : آبي ! ما الأمر ..؟

رفعت رأسها بابتسامة باهتة مقطبة حاجبيها مجيبة : لا شيء و لكن .. مامن مكان أذهب إليه الآن ! عشت حياتي هنا و قد أصبح منزلي و الآن ..

تلاشت ابتسامتها متابعة : لا مكان أذهب إليه ..!

تنبّهت جولي لكلمات آبي فتوقفت عن السحب لترتد كاسيدي إلى الخلف و تسقط أرضاً ثم رفعت الحذاء بابتسامة واسعة على شفتيها لتعلن انتصارها , في حين تابعت آبي بحزن : مجرد تدمير هذا المكان يمحي ذكرياتي ..

هنا تنبهت كاسيدي لحزن آبي أيضاً فوقفت تحدق بها بحزن بجانب جولي و جوناثان , هنا رفعت آبيغال رأسها بسرعة و ابتسامة لطيفة ترسم وجهها لتردف بحماس و سعادة : و لكن ذلك لا يهم ! يمكنني أن أجد في لندن الكثير من الشقق , و ساكون بخير ..!

جوناثان بهدوء :
لا ! ما رأيكِ أن تأتِ معي في منزلي !

وضع يديه خلف رأسه متابعاً بحماسة :
أنا وحيد و لا أحد يعيش معي لذلك غالباً ما أشعر بالملل وحدي

صرخت آبي مندهشة و هي ترد :
هاا ! أعيش معك وحدنا ! منحرف ! >< ..!

تحوّلت عيني جون لنقطتين صغيرتين : هااا !

كاسيدي بحماس و سعادة :
لا بأس ! أنا أيضاً سآتيي معكما, لقد قام المؤجر بتأجير شقتي لأناس آخرين بعد أن تركتها و لذلك فلا مكان أذهب إليه أنا أيضاً

آبيغال بسعادة : هذا جيد !

قفزت جولي تنطق بسعادة :
أنا أيضاً سآتي معكم !

جون بغيظ :
ماذا ؟ أنتِ تملكين منزلكِ الخاص بصفتكِ مغنية مشهورة >< !

جولي بحماس :
و لكن مغنية مشهورة مثلي يجب ألا تلفت الأنظار حولها

آبيغال بسعادة :
جون رجاءً ! دعها تأتِ معنا أنت لن ترفض أليس كذلك ؟

حدّق جوناثان بها قليلاً فرمقته باستعطاف فانزعج قائلاً :
حسناً و لكني لن أصرف على أيّ منكن !





فُتِح الباب و تقدم أحدهم نحو مكتب أسود حتى توقف أمامه , وضع يديه خلف ظهره لينطق كريس : ما الأمر ؟

كان يوجه سؤاله نحو من يجلس على الكرسي الأسود الجلدي أمامه خلف المكتب , واضعاً يديه بطريقة مثلثية تدل على الثقة, ليجيبه قائلاً : ألم أنبهك بألا تخبرها بحقيقة الأمر ؟

أشاح كريس بعينيه ليتابع صاحب اللحية البنية كلماته بهدوء : تلك الفتاة إحدى أعضاء a.k.u , لم أكن لأوافق على انضمامها لنا إلا بعد أن تنسى نفسها تماماً و بالتأكيد لم يكن ذلك إلا لأحدى رغباتك, إن أخبرتها بالحقيقة فقد تتذكر من هي و أنت تعلم تماماً بأنها مصرة على الوقوف ضدنا في حالتها الطبيعية, إن عادت إليهم فستكون في خطر لأننا سنواصل هجومنا عليهم حتى تنتهي المنظمة السرية كلها, لذلك من أجل حمايتها لا يجب أن تعرف شيئاً عن نفسها حتى لو لم تتذكر لا تخبرها و إلا فسنقتلها إن اضطررنا لذلك

ابتسم كريس بسخرية مضيفاً : ليست فقط من أجل رغبتي , و لكنكم زودتموها بالمتعقب و أجهزة الترصد لمراقبتها حتى ما إن حدث و وجدوها , حتى لو تذكرت من هي فسيكون من السهل علينا كشف خططهم , فأجهزة الترصد التي زرعت بداخلها من الصعب إيجادها و لذلك فإن رغبتي بحمايتها ثانوية بالنسبة لكم

عقد كريس ذراعيه متابعاً : لستُ غبيئاً لئلا أفهم كل ذلك سيدي , فأنا مزود بخلايا فضائية ذكية
لكنني .. مهما حدث , سأحمي لورا دائماً !

تنهد سيرآ بأريحية مضيفاً : كريس ! تعلم أنني أعاملك معاملة الوالد لابنه , بعد ما حدث لك و لذلك فإن رغباتك بالنسبة إليّ ليست ثانوية .. إن كنت تريد تلك الفتاة فلن أرفض طالما أنها ليست في الجهة المعارضة, و لكن هذه المشاعر لن تكون في النهاية إلا سراب و أنت تدرك ذلك في قرارة نفسك لأنها رفضت الانضمام إليك و اختارت أن تكون بجانبهم مرتين

عض كريس على شفتيه فتابع سيرآ : أريدك أن تغدو شاباً قوياً بعيداً عن هذه الترهات يا كريس
و عن أهداف البشر الذي لطالما وقفوا ضدك في الماضي , ابعد تلك المشاعر و ركز بإنشاء العالم الجديد

أغمض كريس عينيه و فتحهما مجيباً : حاضر سيدي !




سيارة تنحرف عن مسارها و تصطدم بإحدى المنازل !

سرير متحرك يسير يسرعة في ممرات المستشفى :
إنه لا يتنفس !

طفل أشقر يبكي :
أبي ! أين زاك ..؟ , أريد أمي !

صورة لإمرأة ذات شعر طويل أشقر تبتسم و صدى صوتها يردد :
كارلوس ! .. ألن تأتِ ..؟


فتح روبنسون عينيه بسرعة حتى بدأ يسمع صوت جهاز مخطط القلب
الذي يثبت استقرار نبضاته , و الجدران البيضاء حوله قد استقرت عينيه عليها
و رائحة المعقمات و سوائل النظافة قد اخترقت أنفه ليدرك أنه على سرر إحدى المستشفيات
مميزاً بأن ما رآه لتوه مجرد كابوس كبقية كوابيس منامه , فتنهد بأريحية لتقع يده على رأس أحدهم بجانبه
حوّل عينيه بسرعة ليجد تلك الخصل الشقراء تغطي معالم وجهه لكنه أدرك بأنه ابنه فهمس : ريك !

مسح على رأسه بلطف و ملامح وجهه تخفي بداخله حزن و ألم مغموران بداخله
فاستيقظ ريكاردو و رفع رأسه ليضطرب روبنسون قليلاً : أوه ريك ! آسف لأنني ايقظتك

ليجيب ريكاردو بقلق و نعاس :
أبي ! هل أنت بخير ؟

ابتسم روبنسون بلطف مجيباً : لا تقلق عليّ يابني !
أريدك أن تذهب لمنزل عمك ليوناردو

عدّل ريكاردو جلسه مضيفاً باندهاش : ماذا ؟

روبنسون بهدوء : لقد تم إخلاء مبنى المنظمة لخطورة البقاء فيها
و لذلك فإن المكان الوحيد الذي ستذهب إليه هو منزل عمك ليو ..

نهض ريكاردو غاضباً و هو يقاطع :
لن أذهب لمنزل جامع القمامة أبداً !

روبنسون بحزم : ريك !
عمك الوحيد الذي سيؤويك و ستكون بعيداً عن الخطر

ريكاردو بغضب : عمي ! إنه لم يفكر حتى بـ ..
روبنسون بغضب : ريكاردو !

بدأ قلبه بالاضطراب حيث أصوات الجهاز تتسارع , و روبنسون يتألم

ريكاردو بدأ يضطرب و هو لا يعلم ما الذي يجدر به فعله
لكنه صرخ بقلق : أبي ما الأمر ؟ أبي ! أبي رد علي !

فدخل الأطباء و المسعفون إليه و هو يركضون و يحاولون إنقاذه و ريكاردو مضطرب ..!

اندفعَ المسعفون حول سرير روبنسون حتى حجبوه عن مدى رؤية ريكاردو , أمسكت إحدى الممرضات يدهُ طالبة منه الخروج في الحال من الغرفه, خرج ليجلس على أحد مقاعد الممرات بالقرب من غرفة والده و القلق مستحوذ على فكره , في الواقع امتزج شعور بالذنب معه , شبّك يديه و ضمهما ثم وضعهما عند فمه يضغط عليهما بقوة و هو يهمس بحسرة : أرجوك أبي , لا تمت أنت أيضاً , أرجوك .



فتح جونثان باب شقتهِ و قال لمن معه :
تفضلوا بالدخول

دخلوا وهم يتفقدون أرجاء المكان بأعينهم الواقعة على كل شبر فيها , أمسكت جولي عضديها مقشعرة من المكان , سألتها آبيغال بأستغراب: ما الذي أصابك جولي ؟

اجابت باستحياء :
لا شيء

كررت السؤال :
هل الجو بارد هنا ؟ لا أشعر بشيء..

ردت عليها :
حقيقةً , لا اشعر بالحياة هنا و كأن المكان مهجور

قالت كاسيدي بقليل من الانزعاج :
إذا يمكنك الذهاب لبيتك و قضاء حياة مملوءة بالحياة هناك

صرخت جولي عليها :
و ما شأنكِ أنتِ ؟ من تكلمَ معكِ من الأساس ؟

و انخرطا في شجار طويل , لم تكن الراحة بادية على ملامح آبيغال عند دخولها المكان و لاحظ جونثان الأمر , تقدم نحوها و قال : آبي , أرجو المعذرة قد لا يناسبك المكان ......

قاطعته و هي تخفي شعورها :
لا , لا تشغل بالك بي , انها البداية فقط

تقدم جونثان صوب باب فتحه و قال لها : أعتقد ان هذه الغرفة مناسبة لك , بها سرير وحيد و شرفة صغيرة , صحيح إنَّ الغرفة صغيرة لكنكِ ستبتعدين عن ازعاجهما لكِ

ابتسمت و ردت بزفير :
الفت الوضع معهم , شكرا لك فأنا بحاجة إلى الهدوء

تفاجئ جونثان برنين هاتف شقته , استأذن من آبيغال و توجه نحوه ,رفع السماعة لينطق المتصل سريعاً: جيد أنك في شقتك ؟ أين البقية ؟

قال جونثان بطريقة عادية :
معي جميعاً

رد : جيد , أنا قادم مع كارو , لا تتحرك أنت و من معك , مع السلامة

و أغلق الخط





على سرير ابيض يتوسط غرفة واسعة كانت لورا تتناول وجبة الغداء في هدوءٍ جمْ و صمت ممض , وبعد أن أنهت طعامها و مسح فمها بعدة دقائق دخل عليها رجل كان هو من احضر لها الغداء , التقط ما كان أمامها و خرج دون النطق بكلمة واحدة , تبع ذلك الأمر لحظات حتى دخل كريس بتلك الابتسامة المشبعة بالأمل : كيف حالك , لورا ؟

أخفت سعالها و ردت عليه و هي تحاول مبادلته الابتسامة : بخير

جلس بالقرب منها بحيث يكون أمامها كلياً ثم قال بلباقة :
لا أشعر بذلك لورا , ما الذي يحزنك ؟

ادارت وجهها بعض الشيء و الحزن يكتسي تلك الملامح الهادئة :
إلى متى سأضل حبيسة هذه الغرفة ؟ أشعر بالاختناق في هذه الغرفة , أريد الخروج

مرر كفه من تحت يدها بنعومة و أمسك بها بلطف و شدها نحوه ثم قبلها بهدوء:
ألم نتحدث في هذا الموضوع عزيزتي لورا ؟

أمسكت يده بيدها الأخرى و قالت برجاء : أرجوك كريس , اريدُ الخروج من هذا المكان, لم أعد اطيق البقاء هنا أكثر , أخرجني يا كريس أتوسل إليك..

على قدر انفعالها حافظ كريس على هدوء موقفه منها بقوله :
أخشى عليك من الثوّار , عندما يرونك لن يسكنوا لحظة دون محاولة اختطافك , أنتِ هنا في رعايتنا

تركت لورا يده و سحبت نفسها إلى الخلف قليلاً و هي تصد عنه مكسورة الرغبة , قالت بعدها بصوت هادئ حزين : لا بأس ان كنت معي يا كريس , لا بأس ان كانت لدقيقة ثم نعود لن نتأخر و لن أطيل البقاء خارجاً و لن ألح عليك بشيء و أيضاً سأكون تحت حمايتك و رعايتك

قال لها و هو يمرر يده بين خصلات شعرها :
أرجوك لورا

أمسكت يده بسرعة و ثبتتها على خدها :
أنا أرجوك كريس , أشعر بي

خرجت تلك الكلمة تحمل معها شعور كبيراً بالحرمان و الاستياء من الحال , نهض من السرير و وقف أمامها و فرد ذراعه لها : لك ما أردت لورا , هيا معي

سُعدت لورا لما سمعت و نزلت من سريرها ممسكة بيد كريس الذي سار بها في ممرات مقرهم , انطلقت أصوات الانذارت فأمسكت لورا بذراع كريس بقوة متفاجئة مما حدث , رفع كريس يده لثوان لتهدئ تلك الأصوات ويعود كل شي لحاله , برر كريس ذلك لها بأنهم يجربون تلك الاجهزة , خرج بها إلى حديقة المقر و تركها تمشي لوحدها قليلا و ظل يراقبها عن بعد قائلا بهمس : ما أجملك الآن , ما أجمل بداية الطريق معك





فتح كايرو عينيه ببطئ ليستوعب بعدها تدريجيا أنه في غرفة مملوءة بأجهزة القياس و الاسلاك تدخل و تخرج منه و رأسه مضمد , دقائق حتى دخل عليه الدكتور بيتر و السرور بادٍ عليه : حمداً لله على سلامتك كوكيو

أخذ كايرو نظرة خاطفة على الغرفة :
متى سأخرج من هنا ؟ عفواً ومنذ متى و أنا هنا ؟

ضحك الدكتور بيتر من اسلوبه و رد :
كما قالوا لي عندك , أنت هنا منذ اسبوع و تحتاج إلى اسبوع راحة تقضيها هنا تحت عناية الأطباء

قال كايرو بإلحاح :
يمكنني الراحة خارجاً لكن يجب علي العودة لأصفي حسابي مع بعض الحمقى

قال بيتر بعلانية : صحيح ان اصابتك ليست خطيرة لكن بقاؤك هنا يحميك من المضاعفات و الاعراض الجانبية للعملية لا سيما أنها اول عملية لك

انزعج كايرو بعض الشيء و صمت في حين جلس الدكتور بيتر على الكرسي الموجود بجانبه : أسمع , غير مسموح لك باستخدام عينك اليسرى , انها أول عين تقدر على التحول إلى قزحية بالكامل لكن المشكلة تعود إلى قرنيتك التي لن تتحمل ذلك , سيندفع الدم إلى العين بكميات مهولة , صحيح انك سترى في الأماكن المظلمة بشكل واضح لكن ان سلط عليك ضوء وقتها ستصاب بعمى مؤكد و عودتها إلى حالها ستكون صعبة في وقت قصير , أنت تعلم هذا مسبقاً و لطالما أخبرني روبنسون عنك , قدرتك هي السيطرة على الجميع من نظرة , حقاً لكم عالمكم الخاص , سأزيل عندك الاجهزة لأنه ليس هناك حاجة لها لكن ستبقى هنا إلى ان آذن لك بالخروج

قام الدكتور بيتر بنزع الاسلاك و ابعاد الاجهزة عن كايرو و طلب من إحدى الممرضات اخراجها من غرفته





في مشفى آخر كان ريكاردو يكاد أن يبكي من قلقه على والده الذي يمر بحال صعبة , خرج له الاطباء من امامه دون الحديث معه بشيء و هنا تسمر ريكاردو في مكانه , خشي أن شيء أصاب والده و زاد من حالته , آخر طبيب خرج من الغرفة قال له و هو ينزع القفازات : والدك بخير لكن لن يسمح لك بزيارته أو النظر إليه حتى يتحسن

ارتاح ريكاردو قليلاً و التقط انفاسه و قام له طالباً :
أرجوك أريد رؤيته الآن فقط و سأخرج على الفور

رفض الطبيب : قلت لك لن تراه إلا عندما يتحسن

في هذه اللحظة قدم إلى المكان ليوناردو و كارولاين خلفه , عندما شاهده ريكاردو تغيرت ملامحه فجأة , قال ليوناردو له بتوبيخ و هو يعصر شعره بمرح : ألا تكف عن اثارة المشاكل

أبعد ريكاردو يده بقوة صارخاً : و ما شأنك يا جامع......

أطبق ليوناردو فمه بصفعة قوية قال بصوت منخفض بعدها :
أنت في مشفى و هناك مرضى , ألا تقدر وجود أخي هنا , حقاً مدلل

ثم استدار ليوناردو و عاد أدراجه , تقدم كارولاين منه بلطف و قالت :
ريكي , آسفة على ما بدر من ليوناردو , أرجوك لا تغضب

كضم ريكاردو غضبه و سألها :
لماذا جئتم من الاساس ؟

أجابت : نحن تفرقنا و حان الوقت لنجتمع , كاسيدي و آبي و جولي في شقة جون و كايرو تم نقله إلى مشفى غير هذا لكنه بخير و كلنا جميعاً سنجد لورا و نعيدها

كانت تعابير الرفض تظهر على ريكاردو دون النطق بها لكن كارولاين ذكرته : هل تذكر وعدنا لبعضنا ؟؟ لن أجبرك على الحضور لكن قدّر ذلك الأمر , أنا في انتظارك في الأسفل ريكي

صحيح ان كارولاين سارت نحو بوابة الخروج لكنها سمعت خطوات خلفها كانت متيقنة أنها لريكاردو





بينما كانت لورا تسير هنا و هناك باغتها كريس بأن مرر ذراعه من تحت ركبتيها و رفعها عالياً , قال بعدها بمرح : حان وقت العودة ولا أريد اعتراض أو .....

قاطعته بود : شكراً لك يا كريس , أشعر براحة كبيرة الآن

سرا شعور في ذراعي كريس جعلهما تضعفان فجأة دون شعور من لورا بأي شي , سار بها يحملها بتلك الطريقة حتى وضعها في سريرها و هي لم تبعد نظرها عنه , فقد كانت تحدق بيه بابتسامة أمل , لم يقدر كريس على قول أي شي و خرج من الغرفة بهدوء , خطوة واحدة حتى ظهر له أحد رجال المنظمة : سيد كريس , الزعيم يطلبك على عُجالة

قطب كريس حاجباه و سار نحو مكتبه المظلم تقريباً و ما إن اقترب حتى صرخ عليه سيرا : أيها الوغد !! ألا تفهم ما يقال لك أو انك اردت خيانتنا مبكراً ؟؟ ماذا لو شاهدها أحد أفراد تلك المنظمة البغيضة , هل ستكون مسرور عندما تستعيد ذاكرتها أو عندما يأخذوها من بين أحضانك الحنونة

قال كريس بتردد : لكن ..........

ضرب سيرا الطاولة بيده بقوة زائداً من حدة الصراخ : سوف تحرم من زيارتها أو رؤيتها من بعيد حتى , ذلك أقل ما يمكن عمله في هذه الفترة , و بعدها سأعرف كيف اتصرف معك

لم يرد عليه كريس بكلمة بل انه سحب نفسه بهدوء و انصرف مغلقاً الباب خلفه , اتكأ بظهره عليه لثوان ثم قال بهمس يملأه الغيظ : يبدو أني سأبدأ مبكراً




في شقة جونثان كان الجميع يتناولون المعكرونة سريعة التحضير في جو كئيب , قالت جولي كاسرة للهدوء : ما هذا !؟ بعد ما كنا نأكل ما يحلو لنا آل بنا الحال إلى الطعام الجاهز

رد عليها جونثان بإحراج :
معذرة جولي , انها مئونتي الأخيرة

تقدمت كاسيدي برأيها :
هيه انتي يا فتاة الروك , إذا لم تعجبك المعكرونة يمكنك دعوتنا على حسابك و جلب ما لذ و طاب

صرخت جولي :
ألا يمكنك الاكل و فمك مغلق

هنا تدخلت آبيغال :
سأرمي بكما من النافذة إذا زاد الأمر عن حده بينكما في الجدال

سمع الجميع صوت طرق الباب , ترك جونثان طعامه و فتحه ليدخل ليوناردو و كارولاين يتبعهما ريكاردو بانكسار , جلس ليوناردو على اقرب أريكة و قال بجمهورية مرحة : ها قد اجتمعنا جميعاً





في إحدى فنادق لندن المشهورة , فتاة في الثامنة عشر من عمرها تسرح شعرها الأحمر الطويل الناعم الذي يصل لأسفل ظهرها و تزين وجهها بمستحضرات التجميل من أحمر شفاه و مساحيق الوجه العديدة , سمعت صوت طرق على باب غرفتها في بداية الليل , كانت ترتدي ثياب النوم الحمراء لكنها قررت على الأقل معرفة الطارق , اتجهت نحو الباب و ثبتت بؤبؤها الأحمر تنظر من ثقب الباب لترى فتى مضمد الرأس , فتحت الباب لترى كايرو بملابس ليست متناسقة و ليست أيضا على مقاسه , قال لها بتكبر : متى ستقرين بأنك شمطاء , الملابس لا تخدع ............

قطع كلامه لكمة قوية على وجهه صدرت منها اطاحت به على الأرض , اعتدل في جلوسه و قال : هل سأضل بالخارج يا عمتي العزيزة ؟؟

ضحكت و قالت :
تعجبني هكذا , ابن اخي المحترم اللبق , تفضل

ادخلته و رمى بجسده على الاريكة دون تفكير أغلقت عمته الباب قائلة :
ما الذي جعلك تهرب من المشفى أيها المدلل ؟

رد بتذمر :
لقد اذن لي الطبيب بالخروج

تنهدت :
سأعيد صياغة السؤال , كيف هربت من المشفى ؟ أجب وإلا ستنام في الرواق

رد بنفس اللهجة :
اللعنة , تعرفين ان العالم ينصاع لي

قاطعته :
تقصد قدرتك , سأعيدك إلى المستشفى بنفسي غداً

نهض كايرو و طلب منها الجلوس بجانبه , رجاها بطريقة درامية :
أرجوك يا عمتي الغالية , هل تريدين لي العودة الى هناك و الابتعاد عنك ؟

ارتفعت شفتاها للأعلى :
أصبحت سيئاً في الاقناع

أمسك بيدها و نظر لها مباشرة : كونك عمتي لا يمنعني من الاعتراف بهذا الجمال الساحر , آسف لأني أخفيت شعوري عنك لكن لا أستطيع كتمانه أكثر , منعني من ذلك صلة القرابة التي تبعد المسافات بيننا , العمر ليس حائلاً عن اعجابي بك , لا يهمني ان كنت سأعود الآن إلى ذلك المستشفى العفن لكن أريد البقاء معك أكثر ما يمكن يا عمتي الحبيبة

صحيح أن كلمات كايرو كانت للسخرية لكنها كانت كافية لجعلها تخجل
قالت له بهدوء : كاي ! , لماذا جئت إلي أنا تحديداً؟

ترك يدها و اتكأ بجانبها : في الواقع لا أملك لا أب و لا أم لأعود لهما
و حتى المنظمة , أشعر بأني سبب المشاكل التي تحدث لهم

أصاب الجو شعور بالبؤس و اليأس , نطقت : اسمع كاي , ألا تذكر اليوم الذي خرجت من عندي و رميت بي لكي تنضم لهم , هل تذكر يوم قلت بأنك تملك قوة يمكن أن تنقذ و لو شخصاً واحداً من الموت , قلت أيضاً بأن قوتك مسؤولية لا تقدر على الجلوس و هي معك لأنها ليست لك , كنت خائفة عليك و تمسكت بك لآخر لحظة لكنك اخترت طريقك , ما الذي جعلك تتراجع ؟؟ لا تعتقد بأن خسارة معركة هي خسارة الحرب , أيضاً هذه كانت من أقوالك , عزيزي , أنا سأخرج الآن , يمكنك النوم في سريري لأني سأتأخر اليوم كثيراً لكن قبل هذا

أمسكت بوجهه و قبلته على خده قبلة طويلة أبقت أثر أحمر الشفاه على خده , قالت و هي ذاهبة لغرفتها لتبدل ملابسها للخروج : هذه لأجل عودتك و زيارتك لي , كن قوياً كما عهدتك

كلماتها حركت الكثير لديه و مع سلاطة لسانه لم يقدر على الرد عليها او حتى الكلام حتى خرجت و ذهب إلى السرير لينام


نهاية الفصل الخامس عشر



أرجو أن أجد منكم التعليقات على الأجزاء الأربعة
والآن الأسئلة

حالة السيد روبنسون الصحيّة ليست جيدة ..
هل تتوقعون أن حالته ستتحسّن أم أنها ستتدهور ..؟

ماقصّة ذلك الفضائي المتطوّر ؟
هل سيبدأ الفضائيون بشن هجوم ساحق ؟

مامصير لورا التي لاتدري من هيَ ولماذا فقدت ذكرياتها ؟

الفصل القادم طويل وملئ بالأحداث وسيعجبكم



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 07-09-2016 الساعة 04:57 PM
رد مع اقتباس
  #65  
قديم 07-12-2016, 12:16 AM
 
ياااااه...كانت عيدية قوية، خسارة ما انتبهت...بلغيني افضل لالا أصاب بجلطة للتحسف على كايفوتني يافتاة...سأقرأ و أرد قريبا..خخخخ
Mulo chan likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
◘♣♠♦♥مشــــــــــــــاركتي بمســـابقة أجمـــل توقــــــــــــــــــــيع ♣♦♣♥♣♠•♦☻◘ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy ألغاز 3 10-31-2013 12:21 AM
شفاطات حمامات - شفاطات السقف – شفاط حمام - شفاطات اسقف – مرواح الشفط الصناعيه - مرواح الشفط والتهويه – مرواح شفط سقفيه builtin44 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 02-05-2013 04:00 PM
♣♠♦♥رمــــــــزيات وتوووووووواقيع أنمــــــي من تجــميعي نــادر جدا ♣♦♣♥ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy صور أنمي 13 01-13-2013 07:14 PM
♠قصه عن انمي ناروتو ❤{♣ s+s♣, n+h ♣, i+s♣}❤♠ Ńεω ₥óØòŋ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 80 10-10-2012 07:05 AM
♣♠♣ عندما نعشق من ليس لنا ♣♠♣ ღ« يكفي عتب « ღ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-03-2012 05:47 PM


الساعة الآن 08:55 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011