05-03-2016, 12:30 PM
|
|
الفصل الثامن / 2
- إذ وجدتي كارولاين وهي فاقدة الوعي لذا شغلتي الإنذار ،صحيح ؟؟
قالها السيد روبنسون وهو ينظر إلى لورا التي جلست امامه على الطاولة بملامح باردة لا تدل على أنها فعلت شيء ،لتقول هي "نعم"
- جيد
اردف وهو ينظر إلى الجميع بشمول
" حسنا اذن ،حتى الآن لم نتلقى بلاغا عن أي فضائيين في مكان ما "
بدا الارتياح على وجه الجميع في حين قالت آبيغال
" صحيح ،هل علمت من هو ذلك الشخص الذي أنقذنا ؟؟ "
ارتسمت ملامح التوتر على وجهه وحاول أن يفكر بعدة أشياء حتى لا تستيطع لورا أن تقرأ أفكاره وهذا ما حدث ،ليسعل ويقول " لا "
وضعت كاسيدي يدها تحت ذقنها مفكرة وقالت
" لا اردي ولكن اشعر انه يذكرني جامع القمامة هنا "
سألت آبيغال ببعض الفضول
" لماذا ؟؟ "
ردت عليها قائلة " شعره اسود ويغطي على عينه اليمنى ،وعينيه أظن أن لونها عسلي "
أيدتها كارولاين قائلة " اجل ،ثم انه جامع القمامة فربما كان هو لأنه ذكر تلك الجملة "
قالت جولي مكملة " كونوا ممتنين للقامة ،أليس كذلك ؟؟ "
ليقول جوناثان " وهو طويل القامة أيضا "
اتخذ الجميع وضعية التفكير،فبدا على السيد روبنسون الارتباك لذا ضرب بيده على الطاولة ليشتتهم وقال " أين دينو ؟؟ "
تلفتوا جميعا باستثناء آبيغال التي نظرت إلى السيد روبنسون بشك وهو يزفر بارتياح ،قطع تأملها صوت ريكاردو وهو يقول " ليس هنا "
نهض كايرو وقال
" سأبحث عنه ،من يأتي معي ؟؟ "
أيده الجميع ليخرجوا باحثين عنه ،ليزفر روبنسون الهواء معبرا عن ارتياحه ..
وقفت جولي أمام باب غرفة المكتبة الأصفر وهي تزفر الهواء بضيق لتقول
" هذا هو المكان الأخير الذي من الممكن أن يتواجد به "
وضع جوناثان يده تحت ذقنه وقال
" هل من الممكن أن يكون قد هرب "
أيده كايرو قائلا
" نعم من الممكن أن يكون قد فعل ،منذ مجيئه إلى هنا وهو يتصرف بغرابة "
قال ريكاردو
" اجل حتى انه عندما قلنا له أن يأتي لينام معنا لم يوافق بحجة أنه لا يجب النوم مع اشخاص كثر في الغرفة نفسها "
نظر إليه كايرو بطرف عينه وقال بحنق
" لا تجمع ،فأنا لم اقل ذلك "
قالت جولي مستفسرة
" أين ينام على كل حال ؟؟ "
قالت كاسيدي
" اجل ،فكما اعلم أن الغرف الأخرى ما زالت تحت الإنشاء "
أصدرت آبيغال صوتا يدل على التفكير
وقالت " لنسأل السيد روبنسون "
فتحت تلك الفتاة ذات الشعر الأزرق الجميـل الباب الأصفر بحركة مباغتة اتسمت بالسرعة , علا صوت ارتطام الباب بالجدار وساد الهدوء بعده .
حتى قاطعه كايرو :
لا أصدق أني أحضرت خائنا للمنظمة.
أجابه جونثان بصوت معارض :
حسن نواياك كايرو ! ربما يكون تحت ضغط ما او ان له اسباب .
صرخت جولي :
توقفا و ابحثا معي هنا ..
وجهه كايرو نظره نحو أرجاء تلك الأرفف ثم أجاب ببساطة :
لا يوجد أحد هنا .
خرجت جولي من المكتبة فتبعها كايرو و جونثان ..
ثم توقفوا أمام البقية رغبة في مناقشة أمره و أمساكه بأي ثمن كان .
صدر صوتها اليائس:
ليس هنا ولا في آي مكان داخل المنظمة.. لا شك أنه هرب .
تنهد ريكاردو:
هرب قبل ان تستعيد كارولاين وعيها.
سمع الجميع ذلك الصوت الحاد :
من تقصدون ؟
وجه الجميع أنظارهم لذلك الشاب ذو الشعر الأسود القصير .. لم يغفلوا عن كاسيدي المسكينة التي كان يمسك عنقها بذراعه .
جز كايروعلى اسنانه و قال بحقد :دينو !
أجابه بأبتسامة خبيثة :
يبدو أنك اصبحت تذكر اسمي .
تصلبت كارولاين في مكانها و شعرت أنها لا تقدر على الحراك فور رؤيتها لتلك الأبرة في يده محتوية على سائل آخضر .. فقد بدأت تتذكر بضع لقطات من ذلك اليوم الأسود .
أما عن آبيغال فباشرت بالتحرك لمساعدتها لكنه استوقفها مهددا :
حركة واحدة من آي منكم ستهلك هي .
لم تكن كاسيدي في وضع يخولها للحديث لكنها فعلت بصوت متقطع لا يكاد يفهم: لا تفعلوا ..آي .. شيء .
شد دينو ذراعه عليها لتتقطع أنفاسها و من ثم ابعدها قليلا فتسعل بشدة .
حاولت لورا قراءة أفكاره لمعرفة ما يدور في رأسه وهل سيحولها حقا , في حين طرأت عليها أفكار ريكاردو فقالت بحزم : توقف ريكاردو !
نظر نحوها بريبة و تردد ذلك السؤال في رأسه
" مالذي دفعها لفضح هجومي المفاجئ ؟ "
همست لورا :
لا تنسى ان هجومك يمكن ان يرتد عليك !
قطب حاجبيه ليفكر في حيله آخرى تقف دينو عند حده .. أما عن كايرو فقرر ان يحاول استمالته قدر المستطاع بقوله : دينو! ليس عليك فعل ذلك .
لم تمحى تلك الأبتسامة التي تعتلي وجهه الشبابي فيجيب : أنه وقت العرض .
أغمضت كاسيدي عينيها دلالة الأستسـلام في حين تحركت يد دينو الآخرى بغية غرز تلك الأبرة في جلدها و في لحظات سريعة تغيرت الأمور فجأة ..
أصبحت كاسيدي ملقاة على الأرض و بجوارها ريكاردو فقط سحبها بسرعة خاطفة من أيدي دينو و من ثم وقعا معا .. هذا ما استطاع ابطالنا استيعابه أولا .
لم تستطع كاسيدي قول شيء سوى انها تنفست الصعداء وقتها ,
سألها ريكاردو بتوتر : هل أنت بخير ؟
أجابته : بخير ..
سمع الجميع صوت دينو المشؤوم وهو يصرخ :
سحقا ..سحقا .
كان ذلك السائل قد عزا جسده هو لتسقط تلك الأبرة الزجاجية الفارغة أرضا مع صوت تحطم صغير .
تخبط في لحظات في تلك الصالة الواسعة , وبدأ يرتعش شيئا فشيئا حتى أصبح شكله جنونيا , بدأ ذلك اللون الأخضر والجلد البشع بالتكون في يده اليمنى صعودا إلى كتفه ثم وجهه حتى بقية أجزاء جسده .
حسم كايرو الأمر :
جولي .. جمدي قدميه .
استنكرت جولي :
انه دينو ! انه بشر .
لم يتوانى جونثان عن تأيد صوت كايرو بقوله :
لم يعد دينو .. افعلي ذلك جولي .
في تلك اللحظات كان ريكاردو يساعد كاسيدي على النهوض ولكن قدميها المرتجفتان لم تساعدها أبدا .
اطلقت جولي جليدها ليقترب من قدمي الفضائي المجنون , اظهرت لورا سيفها و غيرت وضعيتها للهجوم , وفي غمضة عين انعكس الجليد ليصعد إلى قدمي لورا و يشل حركتها .
تهكم كايرو بغضب :
تبا له !
حاولت آبيغال رفعه بقوتها لكنها لم تقدر على ذلك , أما عن كارولاين فبدأت تحاول إذابة الجليد من على لورا لم تكن كاسيدي في وضع جيد للمساعدة ابدا.
انفجرت تلك الدماء الزرقاء في ثواني معدودة بعد أن سمع الجميع ثلاث طلقات نار متتابعة واحد .. أثنان .. و الطلقة الآخيرة .. سقطت تلك الجثة المقرفة هامدة ملامسة الأرض فيظهر ذلك الشعر الأسود اللامع وتلك العينين الواثقتين التي لم تخلو من الثقة .
اتسعت عيناها الخضراوتين لتقول في لحظة ذهول : إنه .. إنه
لم تكمل كاسيدي جملتها حتى تلاشى عن انظارهم تماما ولم يبقى سوى رائحة البارود المحترقة.
أكمل ريكاردو عنها :
جامع القمامة !
احبطت كاسيدي من عدم فهمهم لما تلمح له فقالت نافية : لا ...
انطلق صوت لورا بوضوح : ذلك بطلهم .
استفسر جونثان:
أتعنين من أنقذنا ؟
قالت كاسيدي بجدية تامة :
هذا صحيح .
أحتد صوتها :
لماذا لم تخبرنا ؟
كان صوته على وتيرة واحدة معتدلة :
كاسيدي اجلسي أولا من فضلك .
اعتذرت على انفعالها و جلست في كرسيها بهدوء لتسمع تتمت حديث السيد روبنسون .
قال بهدوء : لم يكن لي الحق بذلك ..
فقد انقذكم بدافع الخير و ليس بصفته عضو معنا .
كانت حجته جيدة و قد ناسبت الجميع عدا جونثان الذي قال :
ولكن كان بإمكانك أخبارنا , من حقنا معرفة ذلك .. وقد تطرقنا لذلك مرارا ولكنك لم تذكر شيئا .
نظر إليه و أجابه :
لا اصرح بشيء لا يخصني ولا يفيدكم .. كما انه إن اراد أن يعرف بنفسه لكم فكان فعل .
ساد الصمت مجددا بعد ما قاله السيد روبنسون فقد كان مقنعا هذه المرة بالنسبة لجون .
قال كايرو :
لما لا ينضم إلينا إذا ؟
لم يعر روبنسون كايرو اهتماما و ترك تلك الأجابة غامضة بالنسبة لهم جميعا.
قال ريكاردو بشيء من الملل:
أبي هل انتهيت ؟
طأطأ السيد روبنسون برأسه و قال :
يمكنكم الذهاب .. و شيء آخر لقد اصلحت غرفة الألعاب الإلكترونية .
صاح جونثان بحماس : هيا ريكي .. مباراة آخرى .
قام ريكاردو بتوجيه لكمة خفيفة إلى كتفه و قال بشغف : لك هذا جون .
استلقت على سريرها و بقيت هناك سارحة بأفكارها إلى البعيد البعيد .
لاحظت جولي ذلك فسألتها بدافع الإهتمام :
هل أنت بخير ؟
قالت كاسيدي بهمهمة :
لا اعلم .. التخلص من ذلك الشعور صعب .
تدخلت آبيغال :
آي شعور ؟
تمتمت : العجز !
هذا ما شعرته عندما طوقني دينو بذراعه .
حولت جولي الجو إلى جو منعش بقولها :
يالك من حمقاء كاسيدي .. أضحكتني .
جلست كاسيدي على طرف سريرها لتنظر لعيني جولي و تقول بانزعاج : مالذي يضحكك ؟
قالت جولي بمرح :
أنت !
تذمرت آبيغال :
ها قد بدأ الشجار .
سارت بخطوات متناسقة أظهرت شخصيتها الواثقة توقفت فور أن رأت مرادها يقف أماهما , كان يرتدي زي عمله الرسمي مع تلك القبعة التي غطت جزءا من جبهته .
قالت بصوت مسموع :
شكرا .. مرتين !
رفع رأسه لينظر إليها فساعدت تقاسيم وجهه على إظهار ومضات في ذاكرتها
"ستكونين بخير .. لذا كوني ممتنَّــة للقمامة! .. عينيه العسليتين تلك .. لا حاجة للقلق .."
تساءل :
على ماذا ؟
ابتسمت كاسيدي وهي تقول :
لجمعك القمامة ! شكرا كثيرا .
بادلها بابتسامة :
لا يقدر الكثير هذا العمل .
قالت بثقة :
صدقني الكل يقدر . نهاية الفصل الثامن
والآن ما رأيكم في الفصل ؟
ماهي توقعاتكم لـ ليوناردو ..؟
هل سينظم للفريق ؟
وهل ستكون للفريق قوة أكبر إن انضم لهم أم أنّ المشاكل ستحدث؟
رأيكم بتصرفات دينو ..؟
وشكوك لورا والآخرين حيال دينو ؟
|
|