07-22-2016, 10:14 PM
|
|
الفصل السابع عشر / 1 سـارت فـي زقاق المشفـى بثقـة , ومعها مزهرية ممتلئة بالورود الالصفراء , توقفت عند ذلك الباب الأبيض ثم طرقت الباب ودخلت.
نظرت إلى روبنسون المستلقي على سريره وموصولاً بكل تلك الأسلاك , وضعت المزهرية إلى جانبه على المنضدة ثم قـالت بحيـرة:
-لقد أخبرتني ماري أنك تريد محادثتي .. أكل شـيء بخير؟
قـال لها روبنسون بهدوء:
-آبيغال طوال وجودك معنا في المنظمة إعتبرتك كإبنة لي وقد كنت دائماً تسيطرين على مشاعرك وتحافظين على هدوئك , أنا أثق بك.
ترددت آبيغال فيما تقوله بينما أخذت تفكر:"لقد قال ريكاردو أنه لا يسمح بزيارته .. لماذا أنا؟"
لاحظ روبنسون ترددها فمد له يده حيث كانت ورقة بيضاء مطوية ومفتاح فضي صغير فيها ثم أردف:
-اذهبي إلى منزلي .. إلى مكتبي تحديداً وجِدِي التركيبة , أريد منك أن تحميها بحياتك , منزلي لم يعد مكان مناسباً لتخبئتها.
أخذت الورقة والمفتاح منه ووضعتهما في جيب بنطالها , ثم تسائلت:
-تركيبة ..؟ لماذا؟
-لصنع اللقاح لا تتركي أي أحد يضع يدها عليها.
-لمَ تحملني كل هذه المسـؤولية؟
-لأنك تستحقين الثقة , آبي لا تدعي الآخرين يعلمون بأمرها. .
.
ارتكز شـاب ذو شعـر أشقـر على ظهر أريكته الحمـراء , يشـاهد الأخبار. < شخصية جديدة
ذكـرت المذيعة: صـور هذا الحدث الغريب ليلة اليوم عند أحد المطاعم والحكومة تحاول التكتم عن الأمر , لكننا سنترككم مع مقطع من إحدى كامريتنا لتشهدوا الحدث.
بـدأ المقطع حيث صور كائنات غريبة من بعيد ولم تكن الصورة واضحة جداً , لمح وجه فتاة شابة لها شعرٌ أسودٌ داكن طويل.
قدم رأسه إلى الأمام واضعاً يديه على ركبتيه وقال متفاجئاً:
-آبيغال!.. مستحيل.
تابعت المذيعة:
-لم نستطع التعرف على الأشخاص الموجودين هناك بعد لكننا سنطلعكم بآخر التفاصيل.
نهض عن الأريكة ثم ابتسم قائلاً:
-أخيراً. ------------------------------------------------------------ 17
جلـسوا جميعاً فـي غـرفة الجلوس الضـيقة بينما كـانت مـاري تحاول تجفيف شعرها المبلل , كـانت كارولاين قـد غـادرت الغرفة التي كانت لورا مستلقية فيها للتو بعد أن تفقدتها.
قـاطعت ماري الصمـت قـائلة :
-لا أعرف كـيف أصـوغ الأمر لكم .. لكن روبنسون ..
شهقـت ثم أكملت :
-السيـد روبنسون قـد توفي.
دخل جميع الموجودين في حالة صدمة فوراً , لكن حالة ريكاردو كانت مختلفة فمـا أن سمـع ما قالته عادت به ذكرياته إلى الماضي , وغـادر إلى عالم مختلف تماماً.
قـال جونثان منكراً:
-هذا غير ممكن لقد كانت حالته تتحسن.
أبت ماري أن تجيبه , وفجأة سمـع الجميع صـرخة عالية قدمت من غرفة لورا.
وقف كـريس بشمـوخ أمام آبيغال وكاسيدي الفاقدتان الوعي على الأرض , ثم أخرج هاتفه واتصل بأحد رفقائه.
-مالأمر الآن كريس؟
-بحوزتي فتاتان من a.k.u أرسل لي سيـارة لحملهما.
-حالاً.
أقفل السماعة ثم ابتسم مفكراً:"أرجو أن تكونين بخيرٍ لورا".
نظر جوناثان نحو الجميع حيث بقوا متسمرين في مكانهم , بينما كان الوحيد الذي أدرك صرخة لورا وأسرع إلى غرفتها حيث وجدها مستلقية على سريرها تتأوه لسوء إصابتها.
ألقى نظرة سريعة لأبطالنا خلفه ثم تركهم واقترب من لورا وسألها:
-أنت بخـير؟
ظهرت ملامح الخوف على لورا حيث تذكرت أنه أحد أعدائها فقالت مرتعبة:
-ماذا فعلتم بي؟
جلس جونثان على السرير إلى جانبها ثم أجابها:
-كارولاين قامت بتضميد جرحك لم نرد المخاطرة بنقلك إلى المشفى في هذه الأثناء.
لم يرى الارتياح على وجهها بل بالعكس زادت لورا قلقاً قائلة:
-أين هو كريس؟
أجابها مستغرباً من سؤالها:
-كـريس؟ لم نجد أي أثرٍ له .. هل أنت بخـير؟
وضع جون يده على جبينها ليقييم حرارة جسدها , حركت يدها بجهد ودفعت ذراعه بعيد عنها ثم قالت متألمة وغاضبة:
-لا تلمسني.
هنا نهض جونثان وهو يحدق فيها باستغراب ,
متسائلاً في نفسه:"ماذا جرى لها أثناء غيابها؟".
وصل الشاب ذو الشعر الأشقر إلى حيث لمح آبيغال , أخذ يبحث في الأزقة الضيقة ليرى تلك الشاحنة السوداء المتوقفة بينما كان كريس يحمل آبي مقيدة ويدخلها إليها بجانب كاسيدي.
استوقفه قائلاً:
-أنت! ماذا تظن نفسك فاعلاً؟
وضع كريس آبيغال ثم التفت إلى الشاب ورفع إحدى حاجبية متسائلاً:
-ومن تكون أنت؟
أجابه بثقة:
-شخص لن يدعك تأخذ الفتاة معك.
قال كريس بسخرية:
-حقاً؟
طرق بأصابعه على الشاحنة منادياً:
-فيليب!
خرج فيليب من الشاحنة , ثم نظر إلى الشاب الأشقر وابتسم , لم تمر لحظات حتى ظهرت مخالب يديه وركض منقضاً عليه , تفادى الشاب مخالبه بسهولة ثم أمسك بيده وإذا بفيليب يتنفض في مكانه حتى سقط مغشياً عليه.
نظر كريس إليه بحدة ثم قال:
-الكهرباء .. هكذا إذاً.
بادره الأشقر بابتسامة سخرية , فأسرع كريس لينقض عليه بيده الفضائية تفاداها لكن كريس باغته بضربة على ظهره أسقطته على وجهه , عاد إلى النهوض والتفت ليجد كريس يركض نحوه مستعداً لإنهائه , لكنه انحنى ثم أمسك بكتفه ونقل إليه شحنة كبيرة من الكهرباء , انتفض كريس الآخر حتى سقط.
تركه الشاب وأسرع إلى الشاحنة ليخرج آبيغال , لكن كريس كان قد نهض وضربه على رأسه ضربة أفقدته وعيه. كانا يجلسان على كرسي في حديقة عامة أمام غروب الشمس , احمرت وجنتيها وهي تنظر إلى ملامح وجهه الأبيض الهادئة اجتاحها توتر بشأن ما تخفيه , فسألته:
-ديفيد .. ماهو الشيء الذي يمكن أن يبعدك عني؟
صدم من سؤالها , لكنها اصتنع ابتسامة ووضع يده على شعره الأشقر ثم قال ممازحاً:
-آبيغال .. مالذي يدفعك لقول هذا؟
لاحظت تهربه من الموضوع فسألته مجدداً:
-أنا جدية .. مالذي يمكنه أن يبعدك عني؟ أمر ستتركني بسببه؟
أشاح بنظره ثم قال مستاءً:
-الإختلاف.
فتحت آبيغال عينيها , ثم نهضت عن الأرض لتجد نفسها في غرفة زجاجية , نظرت حولها لترى كاسيدي مستلقية على الأرض في غرفة زجاجية بجانبها , أمالت رأسها قليلاً لتتسع عينيها لرؤية ذلك الشاب الأشقر بعد كاسيدي حين التقت عينهما قالت في صدمة:
-ديفيد؟!.. لقد .. لقد مرت سنتين!
اكتفى هو بالتحديق فيها بهدوء , قـاطعت تلك اللحظة كاسيدي:
-أين أنا؟
نهضت هي الأخرى ونظرت إلى آبيغال , ثم سألتها مستغربة:
-أين نحن؟
سمعتها آبي لكنها تجاهلتها وهي تنظر إلى ديفيد , تذكرت اليوم الذي تركته فيها ..
اليوم الذي قررت أنه من الأفضل الابتعاد عنه فقط لكونها "مختلفة"!
التفتت كاسيدي إلى حيث كانت آبيغال تنظر ثم قالت محتارة:
-هل تعرفون بعضكم؟
كانت الإجابة عليها هو التجاهل من الطرفين , لم يعجب كاسيدي الأمر فنظرت إلى آبيغال وقالت بقليلٍ من الغضب:
-أين نحن؟!
تمالكت آبي أعصابها وأجابتها:
-وكيف لي أن أعرف؟ آخر ما أذكره هو أننا كنا نتجسس على ذلك الفضائي وضربنا أحد من الخلف!
تنفست بعمق ثم أعادت النظر إلى ديفيد وقلبها يخفق بقوة.
تضايقت كاسيدي وخاطبت نفسها:"بالطبع .. حدقي في الشاب المجهول ولا تهتمي لكوننا محبوسين داخل زجاج ,
سأخرج نفسي بنفسي وأغادر المكان.
كونت بيدها كرة ماء كبيرة وأخذت تغليها بين يديها , ثم ألقت بها على الزجاج حيث أملت أن يكسر أو يذوب ,
لكن بدل ذلك سقط الماء على الأرض وتسرب عبر بالوعة صغيرة.
أدركت كاسيدي الأمر حالاً فنظرت إلى آبيغال وقالت بجدية:
-أظن أن من حبسنا هنا قد صمم هذا الزجاج لقوانا خصيصاً.
تعجب ديفيد في الناحية الأخرى مما قالته وتسائل في نفسه:"قواهم؟"
أردفت آبيغال:
-هـذا هراء , لا يمكن لزجاج أن يصمد أمام إحدى موجاتي.
أغمضت عينيها وركزت قواها لترتد الموجة عليها فستقط على ظهرها ,
أسرعت كاسيدي بسؤالها:
-هل أنت بخير؟
نهضت آبي ثم قـالت متفاجئة:
-مستحيل!
نظر ديفيد إلى قدميه حيث امتلئت الغرفة بالماء , وقال:
-إن استخدمت الكهرباء سأؤذي نفسي.
لكنه ابتسم وهو ينظر إلى آبيغال ثم أردف بثقة:
-سأخرجكم من هنا.
وضع يده على الزجاج ثم دفعها لتعبر منه دون أن تحطمه ,
قال في نفسه:"ذلك السافل ظن أن قدراتي محدودة".
عبر من الجدار الزجاجي إلى كاسيدي , فاستغربت آبيغال وقالت:
-هل أنا عمياء أم أنكم في الغرفة ذاتها؟
تخطى ديفيد كاسيدي حتى وصل إلى آبيغال , ووقف أمامها رفعت رأسها قليلاً حيث كان أطول منها وتأملت عينيه الزرقاوتين ثم قـالت:
-أنت ..مختلف.
-أجل. < ديفيد كان شخص طبيعيّ حتى قبل سنتين لكنه اكتسب هذهِ القدرة وستعلمون القصّة لاحقاً
حدقت كاسيدي بملل ثم قالت منزعجة:
-ألا تظنون أن هذا ليس الوقت المناسب لتبادل النظرات هذه؟
سأل ديفيد آبي:
-مالذي ورطت نفسك فيه؟
أشاحت بنظرها مجيبة:
-إنه أمر معقد.
-سأخرجك من هنا.
أمسك بيدها ثم أكمل قائلاً:
-لا تتركيني هذه المرة.
ابتسمت آبيغال فبادلها الابتسامة , حين خطى ديفيد خطوة إلى الأمام , صرخت كاسيدي وهي تكاد تنفجر غضباً:
-مرحباً! هل ستنسونني حقاً؟!
التفت ديفيد ثم تسائل:
-من تكون هذه؟
ابتسمت ابتسامة بسيطة ثم أجابت:
-إنها صديقتي.
طرق كريس الباب بمفاصل أصابعه ثم دخل قائلاً:
-سيدي..
وقف سيرا ثم قال بحزم:
-لقد سمعت بأنك فقدت أحد رجالك , أهذا صحيح؟
أخفض نظره قليلاً وأجاب:
-أجل , لقد كان بسبب هجوم الفضائيين.
سأل سيرا:
-هل ارسلت لورا إلى مكانها؟
-أجل سيدي , لدي أخبار جيدة أيضاً ..
أمسكت بإثنين من المنظمة وبرفقتهم فرد جديد منهم يملك قوة الكهرباء.
-فردٌ جديد؟
-كما بدا , سيدي.
رن الهاتف على مكتب سيرا فرفع السماعة وأجاب:
-مالأمر؟
مرت ثوانٍ حتى قال بسخرية:
-مذهل.
أغلق الخط ونظر إلى كريس قائلاً:
-يبدو أن أخبارك الجيدة قد تحولت لسيئة للتو ..
لقد هرب الثلاثة من المبنى.
كانت الشمس تشرق حين سـار ثلاثة أشخاص على أرصفة لندن ,
نظرت آبيغال إلى ديفيد وهي تمشي بجانبه ثم سألته:
-كـيف وجدتني؟
أجابها:
-لقد حالفني الحظ.
قـالت له بشوق:
-لقد اشتقت إليك.
نظر إليها ديفيد بضعة دقائق
ثم شدها إلى صدره واحتضنها قائلاً:
-لقد اشتقت إليك أكثر.
تذمرت كاسيدي:
-هلا توقفتما عن هذه الرومنسية المملة ,
حقاً علينا أن نعود للفريق لابد أنهم قلقون للغاية بشأننا. < كاسيدي
تذكرت آبيغال أمراً فقالت حالاً:
-لا نستطيع.
نظرت كاسيدي باستغراب إليها:
-لماذا؟
-علينا أن نذهب إلى منزل روبنسون.
تسائل ديفيد:
-روبنسون؟
وافقته كاسيدي:
-أجل .. لماذا قد نذهب إلى منزل السيد رونبسون؟
-لا ماقصدته هو من روبنسون هذا؟
أجابته آبي:
-إنه رئيسي في العمل.
تضايقت كاسيدي فقالت:
-بالطبع , أجيبي على حبيبك وانسي أمري.
-ما هو عملك؟
-أنا أقاتل الفضائيين في منظمة تابعة للحكومة.
-هناك منظمة لذلك؟
-أجل.
صرخت كاسيدي:
-آبي!! لماذا سنذهب لمنزل السيد روبنسون؟
نظرت آبيغال إليها أخيراً ثم أجابت:
-طلب مني روبنسون إحضار شـيء لأجله , علي فعل ذلك.
قالت كاسيدي ببساطة:
-إذا لنذهب.
آبيغال بثقة:
-لا تستطيعان مرافقتي , سأذهب وحدي.
عارضها ديفيد:
-لن أفقدك مجدداً آبي , ثم أنني أعلم مايقدر أولئك الفضائيون على عمله .. لن أتركك تذهبين وحدك.
فكرت آبيغال قليلاً ثم قررت:
-حسناً , يمكنكم مرافقتي.
طرق ليوناردو باب شقة جونثان , لكن لم يجب أحد فكر قليلاً ثم اقتحم المكان بقواه كان جونثان نائماً على الأريكة والتعب بادٍ عليه, سار ليوناردو إلى غرفة جونثان حيث كان ريكاردو جالساً على طرف السرير يحدق في شروق الشمس عبر النافذة , علم حالاً أن خبر موت روبنسون قد وصل إليه ,فتركه وأغلق الباب.
في غرفة أخرى كانت جولي نائمة في هدوء, تركها أيضاً وأغلق الباب وحين وصل لآخر غرفة ,فتح الباب حيث رأى لورا نائمة وكارو تجلس على كرسي بجانبها محدقة بها.
تفاجئ ليو وقال:
-لورا؟!
التفتت كارولاين إليه لترى ليوناردو فوقفت وقالت بارتياح:
-أنت بخير .. الأمور كانت في فوضى بدونك ,وكما أنني قلقت عليك كثيراً .. أعني بعد أن علمنا بــ.. بأن السيد روبنسون قد ..
ترددت في إكمال جملتها لكنها أردفت:
-وقد وجدنا لورا لكنها..
-ماخطب لورا؟
-تبدو خائفة جداً منا وقد حاولت مهاجمة جولي فقمنا بتنويمها ..
لكنني رفضت أن أنام قبل أن أطمئن عليها .. وريكاردو لم يغادر الغرفة منذ أن..
قاطعها ليوناردو:
-أظن أن عليك الخلود للنوم الآن.
-لكن لورا..
-سأراقبها أنا.
-حسناً..
همت بالذهاب لكنها توقفت قائلة:
-أين كنت ليوناردو؟
- اهتممت ببعض الأمور .
-إذاً أنت بخير؟
-اذهبي للنوم كارو.
استمعت لأمره وغادرت الغرفة في صمت.
في حدود الساعة الثـامنة صبـاحاً وقف ثلاثتهم أمام ذلك المنزل الكبير , قالت كاسيدي مندهشة:
-ياله من منزل.
ابتسمت آبيغال:
-وماذا كنت تتوقعين من مدير منظمة كاملة؟
أجابتها:
-أنت محقة.
نظرت آبي وكاسيدي إلى ديفيد ثم ابتسمتا , فقـال:
-حسناً سأدخلكما , لكن ألا تظنوا بأنه يجب أن نطرق الباب؟
أجابته آبيغال:
-روبنسون فـي المشفى حالياً.
تسللوا إلى منزله لكنه لم يتجولوا في أرجائه حيث أن روبنسون أخبر آبي المكان الذي ستبحث فيه تحديداً "مكتبـه".
أمسكت آبيغال بالمفتاح الحديدي الذي سلمه إليها روبنسون ثم فتحت باب مكتبه.
استغربت كاسيدي:
-تملكين مفتاح مكتبه .. وكيف عرفت بمكانه؟
تجاهلت سؤالها ثم طلبت منهما:
-إبقيا هنا سأدخل إلى مكتبه وحدي , أحتاج لبعض الخصوصية.
أراد ديفيد الإعتراض لكنه فكر مجدداً وأردف:
-كما تـريدين.
دخلت آبيغال إلى مكتبه ثم أغلقت الباب خلفها , نظرت إلى مكتبه الواسع حيث ذلك المكتب الخشبي العريض والجدران التي عليها تلك الأرفف الممتلئة بالكتب بكل أنواعها وألوانها.
فتحت الورقة التي أخذتها من روبنسون , حيث كتب فيها عنوان منزله ومكان مكتبه ثم تليه أربعة أرقام كتبت بخط أحمر كبير.
أخفضت كتفيها وقالت بملل:
-كان عليه أن يحدد أكثر , كيف سأعرف إلى ماذا ترمز هذه الأرقام؟
دخل جونثان غـرفة لورا ليتفقدها لكنه وجد ليوناردو جالساً هناك , قال:
-ليو .. أين كنت؟
التفت ليوناردو إليه ثم ابتسم قـائلاً:
-راقب لورا لدي عمل مهم.
-لكن...
اختفى ليوناردو قبل أن ينهي جون جملته.
فأردف:
-تباً.
خارج مكتب السيد روبنسون كان ديفيد يقف بهدوء
وبجانبه كاسيدي تتفقد المنزل بعينيها , قالت متذمرة:
-لقد مللت لن أقف لأنتظرها هنا , سأذهب لرؤية المنزل.
انزعج ديفيد من جراءة كاسيدي وقال:
-ألا تعتقدين أن هذا يعتبر تطفلاً =_="؟
-إطلاقاً.
أخذت تسير في أرجاء المنزل وتركت ديفيد وحده حيث زفر بروية مغمضاً عينيه وهو يفكر:"لا أصدق أن بعد كل هذا الوقت أجدها ,وينتهي بنا الأمر في منزل رئيسها , أرجو أن لا تكون تفكر بتركي مجدداً".
فتح عينيه وسار بضع خطوات ليلحق كاسيدي , لكن شخصاً ظهر من خلفه ولف يده حول عنقه لتثبيته ثم صوب مسدساً نحو رقبته ,ألا وهو ليوناردو يقول بثقة:
-اكشف عن هويتك.
أمسك ديفيد بيد ليوناردو الملتفة حول عنقه ونقل إليه شحنة كهربائية , فتركه ليو واختفى في الحال.
التفت ديفيد إلى الخلف لكنه لم يجد أحداً وحين أعاد النظر إلى الأمام, رأى ليوناردو مصوباً مسدساً إليه.
ابتسم ديفيد بسخرية:
-لن تنفع هذه الرصاصات معي.
سأله ليوناردو بجدية:
-ما الذي تفعله في هذا المنزل؟
انطلق صوت كاسيدي وهي تصرخ:
-إنتظـــر! لـيوناردو هذا صديقٌ لنا.
رفع ليو حاجبه ثم أخفض مسدسه وسألها:
-مالذي تفعلينه أنت وصديقك في منزل روبنسون؟
احرجت كاسيدي من سؤاله فقد كانت الإجابة صعبه لكن ديفيد أنقذها:
-آبيغال تريد أمراً مهماً من هنا.
ليوناردو باستغراب:
-حقاً؟ وأين هي؟
أشارت كاسيدي إلى باب مكتب روبنسون خلفها وقالت:
-هناك.
احتدت عينا ليوناردو بينما خاطبهما:
-إبقيا هنا.
|
|