الفصل الحادي والعشرون /1
- كريس أيها الأحمق , لقد وثقت بك !
قالت لورا كلماتها هذه بحنق و عينيها تشتعل غضباً حيث خدش خدها في حجرة تحطّم أثاثها , حيث تقف ممسكة بسيفها و هي تنظر نحو كريس الممد أمامها حيث أنُهك جسده و تمزّق جزء من ملابسه و هو ينظر إليها بصمت يلهث و كأنّ حرب ما قد نشبت , فأردفت لورا بثقة و حزم : لقد أخبرتك سابقاً بأنني سأقضي على جميع المهددين لحياة البشر .. حتى لو عنى ذلك أن أقضي عليك
اندفعت لورا إليه حاملة سيفها و هي تصرخ بحماس بينما ظل كريس مستسلماً أمامها , ففتح عينيه بسرعة دفعة واحدة و هو يشهق مندفعاً من سريره حيث جلس و هو يبعد الغطاء عنه , ظلّ كريس هكذا لبرهة حتى بدأ يستدرك نفسه و هو يتلفّت حوله حيث الحجرة المظلمة و أنّ ما رآه لم يكن حقيقة و إنّما رؤية في المنام , وضع كريس يده على مقدّمة رأسه حيث أنكسه للأسفل بحيث يغطّي إحدى عينيه و خصلات شعره الشقراء قد تبعثرت و بدا أنّه يتعرّق حيث يحاول استعادة أنفاسه بهدوء و رويّة , فابتسم ساخراً ليهدئ نفسه و هو يهمس : إنّه مجرّد حلم .. مجرد حلم , عشرون بالمئة مما أراه مجرد حلم و هذا واحد منها , تباً لتجاربهم ! وصلنا للشابتر المفضّل بالنسبة لي والذي كتبته كاملاً cool1
وهو خاص بمشاعر وذكريات كريس, ولورا بعض الشيء
ملاحظة: الشابتر مؤثر ------------------------------------------------------------ 21
كان الجميع مجتمع على طاولة الطعام , يتناولون الإفطار المكوّن من بيض و توست و بعض الخضروات , فيما تفاوتت كؤوسهم ما بين حليب و عصير و قهوة كـ كريس الذي اختار قهوة سوداء يرتشفها دون أن يتناول شيئاً من الطعام و قد بدا عليه الإرهاق حيث يجلس في طرف المجموعة , تنبّهت إليه لورا حيث كانت تجلس أمامه فقد اصطفّت الفتيات في جهة و الفتيان في الجهة الاخرى , فقال ريك و فمه ممتلئ بالطعام : هذا الطعام لذيذ بعكس طعام جولي الذي تحرقه في كل مرة تحاول فيه اكتشاف مواهبها
صرخت جولي بغضب : أنا لم اجبرك على تناول الطعام الذي أعدّه , أنت من كان يأكل بشراهة , ثم أنني لم أكن قادرة على شراء الطعام مؤخراً فقد توقفت مؤقتاً عن عملي و بدأ حسابي بالنفاذ بسبب كرمي عليكم
صرخت كاسيدي حيث كانت آبيغال تجلس بينهما و بين جولي , و قالت بغضب : ماذا ؟ ماذا ؟ كرمك علينا ! نحن لسنا بحاجة لنفقتكِ علينا يا صاحبة الجمال المتواضعة و المال الوفير
جولي بابتسامة غرور : هه شكراً لاعترافكِ عزيزتي , سوفَ أسخّر ما تبقّى من نقودي للحفاظ على جمالي ^؛^
تمتم جون مع نفسه : عشرون ألف يورو من أجل ذلك , يالكِ من بخيلة >< !
كارولاين التي كانت تجلس بجانب ليو حيث كان يجلس على رأس الطاولة حدّثته بشيء من القلق و التردد : امم سيد ليوناردو , ماذا بشأن عملنا ؟ لم نواجه فضائيين منذ مدة , هل لديك أيّة فكرة لاختفائهم ؟
ليو بهدوء : في الحقيقة لم نرصد لهم أية تحركات منذ الحادثة الأخيرة
ريك ساخراً : هه لابد أنّ الكثير منهم قد قضوا نحبهم في ذلك الانهيار و هجومنا عليهم , و لذلك قرر البقيّة الانسحاب , و ستنتهي حياتهم بسبب خوفهم منّا
كايرو الذي كان يجلس بجواره أضاف بسخرية : هه لابد أن هذا الشاب يعلم ما يخططون له , فتحرّكاتهم قد توقّفت حينما انضمّ إلينا , أنا متاكد أنهّم يقومون بدراستنا عن طريق هذا الـ ..
قاطعه جون قائلاً : كايرو لماذا لا تزال بهذا التشكك ؟ لابد أنّه مثل كل مرة , الفضائيون لا يهاجموننا كل يوم و لم يمضِ على ذلك سوى ثلاثة أيّام
كايرو بابتسامة واثقة و هو ينظر نحو كريس الذي يجلس بجواره و بينهما كرسي فارغ : أنا لا أثق بالناس بسهولة .. خصوصاً المستجدّين المثيرين للريبة , لا تزال هناك الكثيـــــر من الأسئلة التي أريد إجاباتها منه
كان الجميع ينصت لكايرو مراقبين حدة نظراته نحو كريس حيث أجاب الآخر بهدوء و برود بعد أن ارتشف جرعة من قهوته واضعاً ذراعه الأخرى خلف ظهر كرسيه : ما الذي تريد أن تعرفه ؟
كايرو بحزم : لماذا قررت الانضمام إليهم ؟
كريس ببرود مغمضاً عينيه : بالرغم من أنني وضّحت لكم ذلك سابقاً و لكنني سأخبرك مجدداً ..
بالرغم من أنهم قد استجوبوا كريس مراراً لكن الجميع كان ينصت لكلماته و كأنّهم يأملون أن يخبرهم أموراً أخرى , ففتح كريس عينيه مراقباً تموجت دخان القهوة و هو يردف : هذا العالم لم يكن ليعنيني فلم يقدّم شيئاً أمتنّ له , تبنّي سيرا لي جعلني تابعاً له عفوياً دون أن أقرر ما أريد أن اكونه فِعلاً ..
أدار برأسه نحو كايرو قائلاً بسخرية : ألا تصدّق طبيعة حياتي المزرية ؟
كايرو بابتسامة ساخرة : هه حياتك مثير للشفقة مثلك
آبي موبخة : كايرو يالك من ..><
همست جولي بتذمّر : كايرو سيجعله ينقلب علينا
ريك بمرح : هه كريس ! هذا الأحمق يفتش عن المشكلات دائماً لا تهتم بتعليقاته السخيفة
كاسيدي ساخرة : هه ريك أصبح طيّب القلب
بدأ الضجيج مع تعليقات الجميع و نقاشاتهم فيما احتفظ كريس ببروده و هو يشرب القهوة بهدوء و كأنه في عالمه الخاص حيث لاحظت لورا ذلك و هي تراقبه بصمت و برود , فعلا صوت كايرو ضجيجهم حيث قال : إذاُ أيها المُستجدَ .. لماذا قررت أن تتخلّى عن إنسانيتك و تصبح فضائياً بهذا الشكل المثير للشفقة ؟ أكنت تريد أن تصبح قويّاً لتفرد بعضلاتك و تفرّغ غضبك على الناس الذين نفوك عنهم .. كشيء من هذا القبيل ..؟
صمت الجميع و حوّلوا بأعينهم نحو كريس الذي أنهى قهوته برشفة أخيرة و أجاب بهدوء : نعم , شيئاً من هذا القبيل
ثم نهض من كرسيه بعد أن وضع الكوب على الطاولة , و جرّ سترته التي علّقها على ظهر الكرسي بهدوء مبتعداً عنهم حيث راقبه الجميع بصمت بينما اعترى لورا شيء من القلق و هي تراقبه . لا يزال المشهدَ الأول من حياة كريس الجديدة معلّقاً بمساحة ذكرياته , إنهُ يتذكر ذلك اليوم الذي فتح عينيه لأوّل مرة قد كانت خلاياه الغير بشرية تحيا بداخله قبل أكثر من سنتين , حيث فتح عينيه ببطء و تثاقل ليجد نفسه في حجرة ذات أثاث ناصع البياض حيث سرير طبي و أجهزة تتصل به عن طريق بعض الموصلات البلاستيكيّة , رنين الجهاز المتكرر الذي كان يرن مع كل نبضة من نبضات قلبه كان الشيء الوحيد الذي يسمعه , فقد كان منهك القوة و لم يتحرّك منه سوى عينيه حيث كان مستوى بصره نحو السقف الأبيض محدّثاً نفسه بإعياء : أين أنا ؟ كيف وصلت إلى هنا ؟
ظل على إعيائه برهة حتى دخل سيرا بابتسامة و هو ينظر إليه فقال مطمئناً : كريس .. كيف تشعر ؟
حوّل كريس عينيه ببطء نحوه بصمت بدون أن يجيب فجلس سيرا على كرسي بجوار السرير قائلاً بهدوء : لا تقلق ستكون بخير , قد تشعر ببعضِ التغيرات و لكنك نجوت و هذا ما يهم
كريس بإعياء : ما الذي حدث لي ؟
سيرا بهدوء : لقد تعرّضت لحادث مروري بسبب تهورّك , يجب أن تكفّ عن محاولاتك الانتحاريّة هذه كريس قبل أن تفقد حياتك
حوّل كريس بصره نحو سقف الحجرة شارداً بذهنه نحو الحادث الذي تعرّض له حيث كان يقود دراجة نارية و انعطف بها بسرعة ما إن فاجأته شاحنة , فانزلقت العجلات و فقد قدرته على الثبات بالدراجة فطار و ارتطم بالأرض بعد أن تدحرج مراراً حتى فقد وعيه , فقال بشرود : لقد فقدتّها .. لا أستطيع إيجادها < يقصد لورا
سيرا بحزم : كريس , يجب أن تنساها لقد تخلّت عنك , يجب أن تبدأ حياتك الجديدة بعيداً عنها
تنهد سيرا بينما ظلّ كريس شارداً فقال سيرا بحزم : استمع إليّ كريس .. هناك أمر مهم سأخبرك إياه , تعرّضك للحادث أودى بفشل بعض أعضائك و لم تكن لتنجو لولا أن أسعفك أطباء المنظمة بخبرتهم الخاصة و عقاراتهم التي صنعوها
أدار كريس رأسه نحو سيرا ببطء حيث بدا عليه الاهتمام , ثم بدأ بمحادثته .
أدار مقبض الصنبور ليكفّ الماء عن التدفّق بعد أن غسل وجهه و يديه , رفع رأسه لتقع عينيه نحو معكوسها على المرآة , ليرَ وجهه المبلل و أطراف خصلات شعره الأمامية تتساقط منها قطرات الماء محدّثاً نفسه : انظر إلى ما فعلته ! , لقد خسرتُ كل شيء .. حتى هيَ , على الرغم من أنني أصبحتُ قريباً منها .. لكنّها في صفّهم أقرب حيث لا يزالون يشكّون بي , لقد ابتعدَت كثيراً
ابتسم ساخراً و هو يهمس : يالِ هذهِ الحالة !
التقط منشفة كانت معلّقة على الحائط و مسح بها وجهه , ثم خرج و سار في الممر ثم توقّف حيث فوجئ بلورا التي تقف و هي تنظر إليه و كأنّها كانت تنتظره , فابتسم بلطف و سار بمحاذاتها حيث تجاوزها , فأمسكت بذراعه قائلة : مهلاً كريس ..
استدار إليها قائلاً بابتسامة لطيفة : نعم .. لورا !
تركت ذراعه و قد بدا على سمات لورا الجديّة لكنها قالت بهدوء : بشأنِ اختفاءِ الفضائيين .. هل تعلم شيئاً عن ذلك ؟
ابتسم ساخراً مجيباً : هه هل تشكين بي أنتِ أيضاً ؟
لورا بحزم : لماذا تضع حاجزاً يمنعني من قراءة أفكارك ؟
كريس بابتسامة ساخرة : هل أنتِ مهتمّة بمعرفة أفكاري طوال الوقت ؟
لورا بحزم : كريس أنا لا أريدُ التشكيك بك و لكنّك ترغمني لفعل ذلك بسبب تصرفاتك هذه , كن واضحاً لا تعقّد الأمور بشكل نحن في غنى عنه في هذا الوقت
وضع يده على رأسها قائلاً بابتسامة لطيفة : لا تقلقي يا عزيزتي , لا أنوي شرّاً بكم فلا تشوشي نفسك بهذهِ الطريقة
أبعد يده عن رأسها و حدّق بها فقالت بإنزعاج : ما الذي تنظر إليه ؟
كريس بابتسامة : همممم اللون الأسود لا يناسبك !
رفعت لورا حاجباً , فاستدار كريس ليتابع طريقة فقالت لورا بحيرة : مـ مهلاً كريس إلى أينَ تذهب ؟ لا تحبس نفسك في حجرتك !
لوح كريس بذراعه و أكمل طريقه دون أن يلتفت إليها قائلاً : سأخذ قيلولة فلم أنم جيّداً ليلة البارحة , أراكِ لاحقاً لورا
و ظلّت لورا واقفة تراقبه بصمت . حدثَ الأمر منذ سنة حينما قرر كريس أن يدخل ضمن دراسة أطباء المنظمة السريّة التي تعمل على دراسة الفضائيين بحكم السيطرة عليهم و الاستفادة منهم , فقد كانت العقارات التي صنعوها قد استخدمت على بعض البشر و الفضائيين و تم إثبات قدرتها و فعاليتها قبل استخدامها على كريس بصفته ابن سيرا رئيس المنظمة في لندن , لقد كانت تجاربهم تقوم باستخلاص أنسجة و سوائل الكائنات الفضائية عبر تشريحهم و دراستها لإنشاء عقاقير تحسّن الجنس البشري باستخدام مميزات الفضائيين الجيّدة , لذلك فقد كان سيرا و بقيّة الرؤساء يريدون السيطرة على العالم باستخدام هذهِ الطريقة , غيرَ أنّ الكائنات الفضائيّة كل ما تريده هو التغذّي على هؤلاء البشر للبقاء , لكنّهم يملكون من الذكاء ما يجعلهم يسيطرون على وضعهم دون السماح لسيرا و البقيّة باستغلال وجودهم لمصالحهم , كريس فهم جيّداً بأنّ بقاؤه بجانب البشر فحسب قد يهلكه إن انقلب عليهم الفضائيين و بما أنّه شعر بأنّه خسر حياته السابقة قرر أن يضع نفسه بين العالمين بحيث يكمل تجارب العلماء بجعله نصف فضائي أو كما يطلقون عليه بشريّ مُحسّن , لذلك فقد سافر خارج لندن لفترة بحيث يكمّل جميع التجارب حتى أصبح بهذا الشكل القوي المتطوّر , فهو الآن يملك قدرات عالية في القتال و خصائص فوق القدرة البشرية ليكون أقوى بشريّ رعته تجارب المنظمَة بجانب آخرين قلائل , سيرا كان يخطط لذلك و لذا فقد كان يبحث عن بشريّ لا أهل له أو اهتمام و بذلك كان كريس الشخص المثالي لتبنيه فقد كان دون العمر المسموح للعيش وحده خصوصاً حينما علمَ بصداقته مع لورا التي كانت تتواصل مع روبنسون منذ عمر صغير , و بعد إنهاء التجارب عاد كريس إلى لندن ليجد لورا ثم بدأت فكرته بضمّها إليه حيث لا يزال قلبه متعلّقاً بها , هذهِ الذكريات تمرّ براسه حين يحاول توضيح موقفه الحالي حتى صيغت بصورة مشهد تراءى لكريس في منامه حيث كانت لورا تقف و هي تمد يدها محاولة الإمساك به لكن شيئاً ما يجرّه يمنعه من أن يمسك بيدها و هو يبتعد عنها شيئاً فشيئاً .
استيقظ كريس من نومه على أصوات ضجيج سمعها خارج حجرته , حيث فتح عينيه بسرعة دفعة واحدة و نهض من سريره بعد أن مرر بصره على الساعة الموضوعة على منضدة بجواره مستنتجاً أنه قد نام قرابة ساعة و نصف , خرج من الحجرة بهدوء و أغلق الباب خلفه و اتجه إلى حجرة الجلوس حيث تجمّع الجميع هناك و بدا عليهم الارتباك , حيث قال ريك بحزم : يجب أن نسرع قبل أن يدمّروا لندن بما فيها
كايرو بحزم : لابد أنّهم يريدون استدراجنا ليكشفوا عن مكاننا
آبيغال بحزم : إذاً .. هل تعتقدون بأنّهم قد انهوا عقاقيرهم الخاصة التي تعمل على فقدنا لقدراتنا ؟
و ما بين تساؤلاتهم حوّل كريس بعينيه نحو التلفاز حيث كانت الأخبار تعرض هجوم الفضائيين في شوارع لندن و الناس في هلع و خوف و المشهد في فوضى و دمار , فوجئ كريس حيث اتسعت عينيه , فقال ليوناردو بجهوريّة جعلتهم يصمتون : سننقسم على مجموعات في كل فريق اثنين , إن حدث و وجدنا المستوى الثالث فلا يتردد أحد منكم بتبليغي عبر هواتفكم النقّالة
رد الجميع بالإيجاب بحماس بدون خوف تسلل إليهم ثم انطلقوا مهرولين إلى الخارج بينما ظلّ كريس يقف وحده فقال ليوناردو موجّهاً حديثه إليه : ماذا ؟ ألن تشاركنا ؟
حوّل بعينيه نحو ليو بعد أن كان شارداً ثم رد بحزم : بلى
و هكذا انطلق الجميع في جهات متفرّقة من لندن حيث كان الشرق من نصيب جولي و ريك و اتجه جون و كايرو إلى الشمال بينما كانت وجهة كاسيدي و آبيغال إلى الغرب و أخيراً لورا و كريس نحو الجنوب , أما كارولاين فقد استوقفها ليو و طلب منها البقاء لغاية في نفسه حيث لم تفهم غايته .
لقد كانت الفوضى عارمة في الجنوب حيث كان الناس يصرخون و كاميرات التلفاز تحاول التقاط ما يحدث حيث يقوم الفضائيين بتدمير المباني و الشوارع , و ما إن وصلا كريس و لورا حتى قالت الأخيرة بحزم : لا أفهم ما الذي يحاولون توضيحه من هذه الفوضى , ألا يفترض أن تكون تحركاتهم سريّة ؟
كريس بحزم : يريدون جذب انتباهنا لسببٍ ما , ربما من الأفضل ألا تقاتلوهم
أدارت لورا رأسها نحو كريس قائلة بحزم : ما الذي تقوله ؟ سأقاتلهم
ثم انطلقت متجاهلة كريس الذي راقب هجومها على الفضائيين في الشارع و هي تمنعهم من مهاجمة المواطنين الذين يهربون , برهة ثم حوّل ببصره يمنة و يسرة مراقباً ما يحدث أمامه , هذهِ الفوضى و هذا التدمير , و هجوم الفضائيين على البشر الذين يصرخون في هلع , كل يحاول النجاة بنفسه حيث يكاد يعضهم أن يسقط و هو يركض في جنون , كان الناس يهربون عكس اتجاه ما ينظر إليه كريس الذي كان يراقب بشرود ثم همس : لقد أخطأتم باختياري لإتمام تجاربكم
ثم أنطلق مقاتلاً الفضائيين , حيث كان يقضي عليهم ببراعة و شراسة مما لفت انتباه لورا التي راقبته , طفل صغير كان يهرول بين هنا و هناك ينادي أمه , انطلق أحد الفضائيين إليه بوحشيّة فتنبّه له كريس و قضى عليه قبل ان يلتهم الطفل الذي ظل واقفاً بذهول , انحنى كريس إليه قائلاً : أيها الصبي كن أكثر حذراً
اومأ الصبي بالإيجاب و انطلق مسرعاً بينما تتبعه كريس بعينيه بحنيّة , راقبت لورا ما حدث فابتسمت بلطف حيث شعرت بأنّ كره غضب كريس تجاه البشر بدأ يتلاشى , قاتل كلاَ من لورا و كريس الفضائيين حتى أصبح الميدان لهم و قد هرب الناس من المنطقة حيث الشوارع في فوضى , حتى هبط أحدهم على سيارة و قعرها , تنبّهت لورا إليه ثم نادت كريس لينظر إليه فكان كما يبدو فضائي من المستوى الثالث يقف بشموخ و كبرياء , ثم هبط اثنين آخرين خلف لورا و كريس حيث أدارا رأسيهما فور أن سمعا صوت ارتطامهما بالسيارة , فبدا الوضع كأنهما قد حوصرا .
رن هاتف ليو فردّ مجيباً : ما الأمر ؟
ظهر صوت آبي حيث بدا عليها التوتر قائلة : المستوى الثالث , خمسة من المستوى الثالث يحاصروننا
ليو بدهشة : ماذا ؟
كانت مجموعة من المستوى الثالث تحيط بآبيغال و كاسيدي , كذلك جون و كايروا , و لم يسلما جولي و ريك منهم , و ما إن انهى ليو مكالمته حتى قالت كارو بحزم : إنّهم يوقعوننا في فخّهم
ليو بحزم : العقار ! يجب أن يكون قد أُنهي صنعه الآن , يجب أن نوصله إليهم بأسرع وقت ممكن
أدار برأسه نحو كارو قالاً بحزم : كارولاين ! اتصلي معهم ذهنيّاً و راقبي ما يحدث لهم
ثم انطلق يركض , فقالت كارو بحيرة : مهلاً إلى أين أنت ذاهب ؟
تراجع كريس حتى أصبح يقف أمام لورا و هو يمد ذراعه وقاية لها من أن هجوم مفاجئ وسط هذا الهدوء حيث توقف الفضائيين عن هجومهم , فقال أحدهم بدون أن يحرّك فمه : كريس ! يالهذهِ المفاجأة , الآن تعمل ضدنا أنت و والدك !
لم يجب كريس أو لورا عليهما حيث ظل الهدوء يسود المكان فأردف الفضائي : هه أوقف هذا , سوف نقتلهم في كل الأحوال , لقد انتهت مهلتكم
لم تفهم لورا ما يقصده و كأنّ هناك شيفرة بين كلماته , نظر إليها كريس من طرف عينه لبرهة ثم أرخى ذراعه قائلاً بهدوء : يُفترض أن تكون المهمّة سريّة أيها الحمقى , أنتم تثيرون الفوضى !
الفضائي بآلية : والدك هوَ من خطط لكل شيء و أراد إحداث هذهِ الجلبة لاستخراجهم , من المفترض أن تكون قد أنهيت تقاريرك عنهم
لورا بحزم : كريس ! ما الذي يقصده بكلامه ؟
كريس محدّثاً الفضائي بحزم : أحتاج إلى المزيد من الوقت
لورا بحزم و هي تضع يدها على كتف كريس : كريس ! ما الذي ...؟
لم تكمل لورا جملتها حتى دفعها كريس بقوة لتسقط أرضاً و هي تصرخ , رفعت برأسها لتجد كريس ينظر إليها بحدة فاتسعت عينيها و هي تهمس بأسى : كريس !
|
|