عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة

Like Tree75Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #86  
قديم 09-09-2016, 11:19 PM
 
الفصل الحادي والعشرون / 2



لورا بحزم و هي تضع يدها على كتف كريس : كريس ! ما الذي ...؟

لم تكمل لورا جملتها حتى دفعها كريس بقوة لتسقط أرضاً و هي تصرخ , رفعت برأسها لتجد كريس ينظر إليها بحدة فاتسعت عينيها و هي تهمس بأسى : كريس !

انطلق أحد الفضائيين ذو المستوى الثالث نحوها فنهضت بسرعة و هي تمسك بسيفها , ضربها الفضائي بيده لكنها وضعته سيفها وقاية لها من هجومه فاصطدم بسيفها و اندفعت إلى الخلف من قوة الهجوم , تفحّصت موقعها فإذا بثلاثة يتقدّمون نحوها ببطء و لمحت كريس يقف و هو ينظر إليها مراقباً , فقوّست حاجبيها قائلة بغضب : أيها الخائن !

ثم انطلقت تركض هاربة و تبعها الفضائيين الثلاثة ذو المستوى الثالث .

< وقفة: رأيكم بكريس ؟


قبل الثلاثة الأيام التي انضم كريس إليهم حيث ليوناردو مقيّداً بالأغلال و كيس قماشي يغطي وجهه , كان سيرا يحدّث كريس في مكتبه بهدوء و رويّة و هو يطرق سبابته على مكتبه مراراً : إذاً فهم سيأتون إلى هُنا من أجل رفيقهم , لقد أخبرتك مراراً ألا تتهور , لمَ فعلتَ ذلك ؟

كريس بهدوء : أنتَ تريدُ دراستهم أليس كذلك ؟ سيأتون بأنفسهم دون أن نضطر للبحث عنهم
ابتسم بثقة حيث أردف : جهّز أفخاخك و أجهزة تحركاتهم و هم لن يشعروا بشـ ..

لم يكمل كلماته حتى ضرب سيرا قبضته على الطاولة أمامه بصورة أسكتت كريس حيث قال سيرا بغضب : متى ستتوقف عن تهورّك أيها الأحمق ؟ هل نسيت اتفاقاتنا مع الفضائيين ؟ وجود الـ aku هُنا سيقضي على المزيد منهم و بذلك قد ينقلبون ضدّنا

ظل كريس واقفاً بصمت فقال سيرا بهدوء : لقد كنتَ غاضباً بشأنِ تلك الفتاة , أراهن بأن ما تفعله بسبب محاولاتك لمساعدتها , ما الذي يجعلك بأثقاً بأنّها لن تأتِ ؟

لم يجب كريس بل صامتاً حتى قال سيرا : هه أنت لا تُفكّر بالانضمام إليها أليس كذلك ؟ , إيّاك أن تفكر بذلك كريس و إلاّ فسيكون الـ ..

قاطعه كريس بانفعال : أعلم ذلك
هدأ ليكرر : أعلم ذلك , في النهايّة أنا مُجرّد غرض تحت دراسة تجاربك و سوف تطاردني حتى لا تخسر وثيقة نجاحك
ابتسم بسخرية مردفاً : أعلم ذلك

استدار كريس ليخرج من الحجرة فاستوقفه سيرا قائلاً بهدوء : إذاً استمع الآن .. لديّ خطة

توقف كريس و أدار رأسه نحوه .


سقطت لورا على أرضيّة خشبية لكنّها نهضت بسرعة هاربة من ليزر أحدث فجوة على الأرضيّة كاد أن يصيبها لولا أنها تفادته , كانت حجرة عادية لعائلة تسكن فيها قد كانوا يقفون حول بعضهم في آخر الحجرة عند باب خلفي و يبدو عليهم الخوف و هم يراقبون , فصرخت لورا بحزم : ماذا تفعلون ؟ اهربوا بسرعة !

اهتزّت أطرافهم و انطلقوا هاربين فيما بقيت لورا مواجهة لفضائيين اثنين دخلوا من الباب الأماميّ أمامها , حوّلت بعينيها نحو النافذة يمينها مقوّسة الحاجبين فوجدت آخر يدخل الحجرة , تراجعت إلى الخلف خطوتين فانطلق أحدهم نحوها يحاول ضربها لكنها تفادت هجومه بمهارة و سرعة حيث التفت خلفه , صرخت بحماس و هي تضربه بسيفها لكنّه أسرع بضربها لتندفع إلى الحائط و هي تصرخ ثم انطلق آخر نحوها و ضربها بعنف حيث لم تقاومه فصرخت لتقع أرضاً , رفع رأسها بتثاقل و هي ترفع إحدى عينيها حيث رأتهم يتقدّمون نحوها و قد خُدِشَ خدها , صوت ما سمعته في رأسها يحدّثها : لورا , هل تسمعينني ؟ حاولي الهروب , حاولي الهرب فحسب سيد ليوناردو لديه خطة للإيقاع بهم

كأن صوت كارولاين بداخل لورا اجمعها قواها فنهضت بسرعة و انطلقت هاربة نحو الباب الخلفي , حاولت لورا الهرب و الاختباء منهم في تلك البناية التي كان الفضائيين يهاجمونها محدثة نفسها : مقاتلة مجموعة من المستوى الثالث وحدي سيهلكني بالتأكيد , سأحاول انتهاز فرصة يكون فيها أحدهم وحده

دخلت لورا حجرة مظلمة تتخللها أشعة الشمس فحسب , لتجد فضائياً يفتّش في الحجرة و ما إن دخلت حتى رآها , ابتسمت لورا بثقة هامسة : لقد تحقق ذلك بسرعة

انطلق نحوها مندفعاً و هو يهاجمها بذراعه الضخمة فتفادتها لورا بمهاره ثم ضربته بسيفها لتقطع جزء من ذراعه , تراجعت إلى الخلف بحيث لم تبعد عينيها عنه استعداداً للهجوم الآخر , لكن ذراعه كونّت نفسها ليستعيدها و كأنّ شيئاً لم يحدث فاتسعت عينيّ لورا و هي تشهد ذلك محدّثة نفسها : ماهذا ؟ المستوى الثالث المتطوّر ! أهوَ مستوى رابع !

تقدّم نحوها ببطء حيث تراجعت هي أيضاً ببطء و شيء من القلق و هي تمسك سيفها بيديها , لكن الفضائي توقّف فجأة و خرج من الحجرة مما أوجس الحيرة في لورا التي ظلّت واقفة , لكن هذا الهدوء و الوحدة لم يلبثان حتى اندفع أحدهم من النافذة إلى الداخل محطّما الزجاج , فأدارت لورا برأسها نحوه لتجده كريس الذي بدا كأنّه خاض حرباً , فقال فضائي من الخارج كان ينظر نحو كريس : اعتبر اتفاقاتنا كلها مغليّة , نحن سندمّر مدينتكم بما فيها , و سنحكم الأرض بدون أي تحالف معكم أيها البشر !

كريس متوجّعاً : هه أتعتقدون بأنّكم ستحتلّون الأرض ؟
الفضائي : نحن لن نحتلها , بل سنأكلها ثم ندمّرها !

انطلق الفضائي مبتعداً و آخرون خلفه , أما كريس فقد ظلّ على الأرض متوجّعاً , تقدّمت لورا نحو كريس بهدوء ثم قالت ببرود : لقد كان ذلك متوقع منذ البداية , الفضائيين و البشر لا يُمكن أن يتحالفوا إلا لمصلحة و ما إن يحصل عليها أحدهما حتى يبدأ بالتكشير عن أنيابه

ابتسمت ساخرة : هه نحن البشر أضعف بكثير منهم !

لا يزال كريس ملقى على الأرض فقال بهدوء : لقد قام سيرا بصنع عقار لإنهائهم و القضاء عليهم , بالرغم من أنّهم اكتشفوا ذلك للتو لكنّهم سيقلبون الوضع لجانبهم , سيرا كان يريد التخلّص منهم بعد أن ينتهي من دراساته التي يقوم بها ضد البشر , لكنه أقنع الفضائيين بأنه سيساعد على تحسينهم و بأنّه سيسخّر لهم غذائهم بسريّة حتى لا يُهاجَمون

بدأ اللهاث يمتزج بكلمات كريس الذي أكمل : و بالنسبة إليكم , لقد كان اتفاق القضاء عليكم سيساعد كلا الطرفين

سعل كريس مرتين بإنهاك , فقالت لورا ببرود : و أنت أيضاً كنت بجانبهم , بالسماح لنفسك أن تكون غرضاً لتجاربهم و تكون ضمن خطة القضاء على الجنس البشري

حوّل كريس نظره نحو لورا حيث لاحظ حدة عينيها الباردتين : لقد أخفقتم ! و إن نجحت تجاربكم لكنكم لم تستفيدوا منها شيئاً سوى الشعور بالإخفاق !

< لورا مرة معه ومرة ضد, حددي وضعك يافتاة


قوّست حاجبيها ثم قالت بحنق : كريس أيها الأحمق .. لقد وثقت بك !
تسارع تنفس كريس لكنه قال بإجهاد : لورا !

< لاحظوا بأنه نفس المشهد الذي رآه كريس في منامه

قبضت على سيفها قائلة : لقد أخبرتك سابقاً بأنني سأقضي على جميع المهددين لحياة البشر .. حتى لو عنى ذلك ..

قاطعها كريس بإجهاد : لورا لم اخنك ! لم أقم بخيانتك , لم أفعل ذلك يوماً !
حدّقت لورا به بصمت فكرر كريس : لم أفعل ذلك يوماً !

ظلّت لورا صامتة لكنها لم تكن هادئة بهدوء اللحظة التي مرّت بينهما , فقال كريس بإجهاد و هو يحاول الجلوس متوجّعاً : لقد فقدتكِ سابقاً , لم أستطيع رؤيتك بعدها فقد خشيت أن يكون اللقاء بيننا حاداً لأنني كنت قد تحوّلت فعلاً , لقد متّ بذلك اليوم يا لورا حينما افترقنا , لكن سيرا أعادني و بدأ بتجاربه , لم أمنعه لأنني كنت حينها قد فقدت كل شيء .. كل شيء حتى ما تبقّى من إنسانيتي !

أسند كريس ظهره على الحائط ثم أردف : لقد قام سيرا باستغلالي , و خطته كانت تهدف دائماً بأن أكون بينكم لأقوم بدارستكم تحت ثقتك بأنني لازلتُ الشخص السابق , لكنني .. لم أخنكِ لورا .. لم أكن بجانب سيرا يوماً ضدك , لم أكن دائماً إلاَ شخصاً يريد حمايتك , لم أرد إلاّ استرجاع مشاعرك .. لقد أحببتكِ دائماَ لورا .. لقد أحببتكِ دائماً

لورا بحزم : ماذا كان ما حدث اليوم إذاً ؟ لقد هاجمتني و تركتني عرضة لهجومهم !

كريس بإجهاد : حينما دفعتك أعطيتك جزء من قوتي , لقد أردتُ معرفة خططهم و ما يجري بينهم و بين سيرا , فذلك الفضائي .. لايزال يعتقد أنني بجانبه لذلك جاريته لأفهم ما يريدونه و أخبركم إياه , لقد أنهى سيرا العقارات التي تقوم بمحو قدراتكم , كان من المُفترض أن يجدوكم في ذلك المنزل لإنهائكم و قد كنتُ أنا المقصود بالتجسس , لكن الفضائيين شعروا بخيانة سيرا لهم حينما انتقلتم , آسف لأنني تركتِ وحدك .. مجدداً

فجأ علا صوت انفجار مدوٍ حدث بالقرب حيث انارت الحجرة لبرهة بفضل شعلة الانفجار , و بالتأكيد فإنّ ذلك لفت انتباه كريس و لورا , وبدأت الانفجارات و الحطام في الخارج , فقال كريس بإجهاد : اذهبي لورا ! قاتليهم لكن لا تفعلي ذلك وحدك , سيقاتل أقويائهم , لديهم فضائي واحد من مستوى متطوّر جداً .. قد تصنّفونه كمستوى خامس , سيكون هناك فضائيون من المستوى الرابع أكثر ضخامة و أكثر قوة .. تعاونوا جميعاً معاً و لا تسمحوا لهم بتدمير الأرض و القضاء على البشر

لورا بتوتر : لن أتركك هكذا , يجب أن تخرج من هُنا ! حالتك سيئة !
انحنت لورا لتجلس بجانبه فقال كريس بإجهاد : آسف لورا .. سأترككِ هُنا فقد تمكّنوا مني
برهة صمت مرّت بينهما فاتسعت عيني لورا فقالت بذهول : كريس .. ما الذي تقصده ؟

< نعم مالذي تقصده أيها الباكا؟

بالرغم من الأجواء الصاخبة في الخارج إلاّ اللحظة بينهما كانت أكثر اهتماماً بينهما , حيث رفع يده بالكاد ليضعها على خد لورا بلطف التي ظلّت تنظر إليه فقال بابتسامة لطيفة : أريدك أن تعديني .. إن تركتكِ الآن فلن تتجلدي أو تكابري مشاعرك ببرود , كوني ما أنتِ عليه دائماً لورا , الفتاة الطيبة اللطيفة التي تحب الجميع و تساعدهم و تحميهم إن شعروا بالخطر , لا تسمحي لشيء بأن يمحي ابتسامتك أو يكسر روعة جوهرك الحقيقيّ

دمعت عينيّ لورا حيث قالت بنبرة باكية : كريس .. لماذا تقول ذلك الآن ؟

كريس بابتسامة : آسف , البشر المتحوّلون مثلي بالرغم من قوتهم إلاّ أنّ لديهم نقطة ضعف قاتلة يعرفها أولئك الطفيليّون

اتسعت عيني لورا قائلة بذهول : مهلاً , هل أعطيتني جزء من قوتّك لتكشف عن نقطة ضعفك ؟

كريس ساخراً : آسف , الآن لم يعد بإمكاني منعك من قراءة أفكاري فقد بدأتُ أضعف ..
إنّ هذهِ القوة لن تدوم أكثر من يوم و يجب عليكِ استغلالها

أكمل كريس كلامه بابتسامة لطيفة : كوني أقوى منّي و لا تتخليّ عن إنسانيتك مهما حدث , أحبّي شخصاً أفضل مني و سامحيني لأنني آذيتك .. لم أكن أريد سوى حمايتك .. سامحيني لورا

اندفعت لورا إليه تضمه و هي تبكي : كريس ! توقف عن ذلك سأخرجك من هنا و ستنجو , أصدقائي سوف ينقذونك .. أطباء المختبر لدينا بارعون و سيعيدونك إلى طبيعتك , أرجوك أصمد .. سأخرجك من هنا و سنقاتل معاً لنعيد الأرض و نحيا فيها بدون هجوم الفضائيين , و حينما ينتهي الأمر ستكون الامور على ما يرام , لن أبحث عن شخص غيرك .. سنخرج معاً و نتسلى معاً .. سنتزوج و سنرزق بأطفال رائعين , و نعيش حياتنا سويا لنموت سوية , لقد ارتبطنا معاً دائماً منذ طفولتنا .. فبمقدار حبك لي أنا أعشقك كريس .. أعشقك جداً قلبي لم يرضخ إلاّ لك , على الرغم من مكابرتي و لكنني أحبّك أكثر من أي شيء آخر , أرجوك اصمد لا تتركني ! لا تتركني مجدداً كريس !

تراجعت لورا إلى الخلف لتنظر إليه قائلة بابتسامة : هيا فلنخرج من هنا , ستكون الأمور بخير !

صمتت لورا برهة و هي تحدّق بوجه كريس المنكس رأسه , كان وجهه هادئة حيث خلت ملامحه من أي تفاعل , فتلاشت ابتسامة لورا بذهول قائلة : كريس !

لم يتجاوب كريس معها حيث ظلّ على وضعيته , و المبنى بدأ يتزلزل فيهما حيث بدأ رذاذ تراب يتساقط إلى الحجرة و قد وصل تأثير الانفجارات في الخارج إليهم , لكنّ اهتمام لورا لم يكن إلاَ نحو كريس الذي لم يتحرّك البتة , فقطبت لورا حاجبيها قائلة بأسى : كريس !

وضعت يدها على كتفه و هزّته قائلة بقلق : كريس ! كريس !
فاهتزّ مع هزّها له جيئة و ذهاباً بدون استجابة أو مقاومة , فقالت لورا بنبرة باكية : كريس !

وضعت يدها على فمها ثم وضعت رأسها على صدره و هي تبكي بحرقة و الانفجارات في الخارج تزداد ضراوة , فسقط كرسي كان في الحجرة و لوحة معلّقة على الحائط و لورا تبكي في حضن كريس , برهة ثم تراجعت إلى الخلف و نظرت في وجه كريس الخالِ من أي تعبير بالحياة , فقالت و هي تبكي : أعدك كريس , أعدك بأنني سأكون أفضل و سأحاول أن أدافع عن الأرض حتى تكون أجمل , حتى لا يكون هناك أبرياء يتم استغلالهم بأنانية و يقتلون بدون ذنب , أعدك كريس لا تقلق عليّ

قبّلته على جبينه و نهضت مبتعدة لتخرج من الحجرة تاركة جثمان كريس في الحجرة المظلمة , فلمع السلسال الذي يرتديه مع وميض انفجار حدث في الخارج .


إنّ كريس قد أُحيَت روحه مجدداً بعد أن ماتت إثر الماضي , حدث في ذلك اليوم الذي كان فيه مبنى المنظمة المحالفة للفضائين يدمّر , حينما خرج كريس و سيرا إلى السطح حيث طائرة عمودية تنتظرهم و ماري في الداخل , توقّف كريس فجأة حيث كان يسير بجانب سيرا الذي توقف هو الآخر و أدار برأسه نحو كريس حيث كان منكساً رأسه و ينظر نحو اللاشيء , فقال سيرا بحزم و هو يصرخ بسبب ضوضاء الطائرة : ما الذي تنتظره ؟ يجب ان نسرع و إلا انهار المبنى بنا

ظل كريس واقفاً لوهلة فقالت ماري : سيد كريس !
فتحرّكت شفتاه قائلاً : لا أريد أن أبتعد
رفع رأسه لينظر نحو سيرا قائلاً بحزم : هناك شيء ما تركته , يجب أن أستعيده , اسبقوني و سألحق بكم !

استدار كريس مبتعدا حتى استوقفه سيرا حيث ناداه بحدة , فتوقف كريس مكانه دون أن يستدير , فقال سيرا : إن ذهبت الآن فلا مجال للعودة , فكّر بعقلانية .. يجب أن تأتي معنا , عد إلى هنا !

لم يجبه كريس بل أكمل طريقه و هو يركض تاركاً سيرا يقف ممتعض الوجه يراقبه , بالتأكيد كريس أدرك اخيراً بأن ذهابه مع سيرا سيبعده عن الحقيقة و عن قلبه أكثر فأكثر , لقد ادرك جيداً بأنّ اهتمام سيرا به لم يكن إلاً لأجل دراساته , و أنّ الكره تجاه البشر لم تكن إلاَ مشاعر غاضبة كبرت معه كصورة مع ماضيه المؤلم , لقد رأى الحقيقة الآن .. جمال العالم و كيف يريد الآخرون السيطرة عليه , لقد أراد العودة لـ لورا و ذلك بإنقاذ ليو الذي كان لا يزال مقيّداً في إحدى الحجرات , لقد فعل كل شيء من أجل لورا ليموت اخيراً بين يديها و هي تعانقه بحب , لقد أراد دائماً البقاء بقربها لحمايتها لسعادتها لرؤية ابتسامتها و سماع ضحكاتها التي لا تزال في ذكرياته منذ الطفولة , لقد كان اهتمامه الوحيد لورا التي كانت الشخص الوحيد الذي بادله المشاعر بحب بدون استغلال أو تعاطف , لذلك فقد ابتسم بخفة حينما أحسّ بكلماتها الأخيرة الدافئة تخبره بأنّ الأمور ستكون على ما يرام مع آخر نفس تنفسّه .



نهاية الفصل الحادي والعشرون



الآن يمكنكم طرح رأيكم عن شخصية كريس بعد معرفة جميع جوانبه
الآن وقد مات كريس كيف ستتصرف لورا مابين الحرب ومشاعرها؟
وإلى أي مدى قد تصل هذهِ الحرب؟

من سينتصر ..
أبطالنا , أم الفضائيون, أم سيرا ؟
من سيتحد مع من ومن سينقلب ضد من ؟

ستزداد الحرب شدة



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #87  
قديم 09-10-2016, 12:58 AM
 
الفصل الثاني والعشرون / 1





تبدُو الساعات التي مرَّت ، أيَّامٌ في نظر أبطالنا ، عَدا لورا ، التي لا زال مشهد موت كريس يتزلزل أمام مرأى عينيها في كل خطوة أو ومضة هرب تفعلُها ، لم تكن كارولاين التي تركت وحيدة من قبل ليوناردو أفضل حالًا كذلك ، إذ بدأ تأخُّر هذا الأخير يصيبها باليأس و الإحباط ، و يجعلها تمتنع نفسيَّا عن إمكانية التواصل مع أفراد مجموعتها الذين أصبحوا في مواقف مهولة ، تفوق قدراتهم على الصُمود !

- في مكانٍ آخر على بعد عشرات الكيلومترات عن كارولاين تحديدًا -

كان مبنى البلدية اللندني يعاني أزمة الصُراخ و الهَرب ركضًا في كل ممراته ، ذلك الأمر الذي منع ليوناردوالمتواجد فيه من استخدام السلالم التقليدية للصعود ، مما جعله يفضَّل المصعد !

ماهي إلا ثوانٍ صغيرة ، حتى أصبح في داخله ، ضغطات متتالية على أزرة المصعد ليرتفع للمكان الذي يريدلم يلبث على هذه الحالة إلا جاء صوت احتكاك أسلاك المصعد العلوية تُعلن التوقف الاضطراري له ، مما يعني : ليوناردو في ورطَة

نبرة مغتاظة صدرت من ليوناردو الذي زفر بتململ :
- مصاعدُ غبيَّة !

من بين كل الأوقات التي أحتاج فيها إلى وسائل كهذه ، تخذُلني .. أشكَّ في أن لعنةً ما أصابتني و توردني الهلاك في كل مرَّة .

أخيرًا .. جلس ليوناردو في أحد أطراف المصعد الضيَّق محاولا عدم التفكير بالوقت ، خصوصًا إذا ما تذكَّر أنه لا فائدة لقدراته مطلقًا في مكانٍ صغير ، ناءٍ و مُغلق !

------------------------------------------------------------


22


- الشرق ، جولي و ريك -

لم تُعد جولي تنظر جيَّدا ، يتراءى لها أنها تفقد تركيزها ، و ستدخل في غيبوبة إلى الأبد ما تواجهه الآن كثير ، كثير جدًا على جسدها ، و ما تمارسه
من تركيز ، قتل كل ذرة مقدرة لها على الوقوف انطلقت همسات من فيَّها ، أصمتت صوت أنفاس ريكاردو المتعالية و الساقط على الأرض بقرب نيرانه ، التي أشعلها كدرع حماية :
- قُـ .. ـل لي ريك ، متى تتوقع سيأتي ليو ؟ أشعر بأن الوقت يمر ببطء !

انتفض ركاردو لمجرد إعادة التفكير بسؤالها ، الذي سأله لنفسه مرار قبل أن يسقط ، و رد غاضبًا :
- و ما أدراني ؟ جامع القُمامة ذاك لم و لن يكون أهلًا للثقة ! لعلَّه تركنا و هرب كما يفعل هذا النوع من أمثاله !

ضحكة ساخرة مخنوقة صدرت من جولي بالمقابل ..



- الشمال ، جون و كايرو -

صرخ جون بقوة :
- تبَّا لك كاي ، حاول أن تعمل معي كفريق ، لقد تعبت من الدوران حول لا شيء, أنا أموت في محاولة معرفة ما سوف تفعله ، بينما أنت تفعل ما يحلو لك و لا تهتمَّ ، بالله عليك أنصِف !!

تململ كايرو من صراخ جون بقربه و راح يتحدث :
- لم لا تصمت ؟ كم مرة علي أن أخبرك بذلك ، إنك فعلا لا تستحقني شريكًا ، هلا صمتّ لوهلة !

لم يكن بوسع جون بعدها سوى النظر لكايرو باستصغار لا يُطاق ..



- عودة لـ مصعد ليوناردو المتوقَّف -

- هيلوو ، هل من أحدٍ هنا ؟ أكادُ أختنق ، رفقًا بي يا جماعة ..

ثم راح يتحدث مع نفسه مُجددًا : حسنا ، مع أنه لا يمكن لأحد سماعي فربما أنا الآن معلَّق ما بين صخور اسمنتيَّة تفصل بين الأدوار ، أو لنقل أنه حتى و لو كنت في دور ما مثلًا ، من سيسمع وسط كل هذه الصيحات ؟

فكَّر بحُرقة :
- لايوجد أتعس من لحظة كهذه ، كيف يمكن لشخص مثلي من فئة خاصة أن تنتهي حياته هكذا بمنتهى البساطة و الاعتيادية الغير متوقعة طبعًا ، بئسًا !

دقائق مرت ثقيلة على ليو ، حتى صاحت كارولاين في ذهنه تخاطُرا :
- ليوووووووووو ، يا أحمق يا مغفَّل !!!
إنهم يموتون بينما أنت قابعُ في مكان لا أعلمه ، الله وحده يعلَم ، قل لي متى ستأتي !؟

ضرب ليوناردو رأسه وجعًا ، بينما راح يرد عليها بعد ذلك :
- كارولاين !! جئتِ في وقتك ، اهدئي رجاءً ، إنني مع الأسف محاصر في مكانٍ مغلق و يصعب علي الخروج هذا ما جعلني أتأخر ، و لو كنتِ مكاني لتفهَّمتِ ، عمومًا .. هاقد جاء وقتُ تفعيل مركزك ، هلا استمعتِ جيدًا ما أقوله و نفَّذته ، حياة أصدقائك أصبحت بين يديك الآن ، و قد خرجت من عُهدتي .

ضحك ببلاهة بعدها ..



بعد خمسة عشر دقيقة من شرح ليو خطته لـ كارولاين ، إلا و هبط على سطح المصعد شيء أرجحه بقوَّة حطم حديده و أُدخلت مخالب عميقة صفائحه الحديدية ، لتظهر يدُ خضراء تطلَّ من فوق رأس ليو ، ليو الذي قال مرحَّبا و بحماسة :
- أهلًا ، لم تكد تصل يا رجُل .

ثم أكمل لكارولاين قائلًا :
- إني أعتمد عليكِ كارو ، هيَّا انطلقي .



من جانب كارو قبل خمسة عشر دقيقة ، التي قبعت مصدومة من خطَّة ليو ، و من شرحه مكونات العقار الذي لابد أن تجلبه و توزعه على أصدقائِها ، صاحت بقهر :
- إنه ليس سهلًا ، ماذا تظنَّ ؟ كيف سيتقبلون هم الأمر أصلًا !! استخدام عقار قد يُزيل قدراتنا إلى الأبد ، شيءٌ قد يودي بحياتنا للهاوية ، أرجوك ليو ، فكر مجددًا !!

تكلم ليو على الجانب الآخر بهدوء :
- ألا تودين إنقاذ أصدقائك كارو ؟ و قبل ذلك إنقاذ كوكب الأرض أخيرًا .. كل شيء يتطلب التضحية, و التضحية المهمَّة لا تكون إلا من الأقوياء القادرين ، و لا أحد سوانا قادر على ذلك .

- ولكِن ..
- من دون لكِن كارو ..

( تشوش صوتُ ليو عند كارولاين مع أصوات الاصطكاك عنده )

صرخَت :
- ليوو !
جاءها صوته بعد لحظات :
- إني أعتمد عليكِ كارو ، هيَّا انطلقي .

ثم لم يعد هناك أي اتصال بينهُما ، كيف ؟ و لمَ ؟ هي لا تدري ؟!

ما يهم الآن أن تكون أهلٌ للثقة و تغادر مكانها لجلب العقار و من ثمَّ استخدام قدرتها الطبيعية في خلق المناخ
من أجل إيصاله لأصدقائها .. و هذا كل ما تعرفه .



"قبل ساعتين"

أخذت كارولاين بشعرها الأسود الطويل تجوب معمل الشركة يمنة و يسرى تبحث عن المكونات و هي تحدث نفسها "لم أفهم يوما الكيمياء و رموزها المعقدة " ، بعض المساعدة من أصدقائها سيكون مجديا لكنها بقت متوترة بسبب الوقت الذي سينفذ قريبا .



"أبطالنا في الشمال "

قال كايرو بانفعال :
إلى متى ينظل هكذا إنهم أقوى منا بآلاف المرات .

قال جون بسخرية :
توقف عن التذمر و دمرهم .

أجابه كايرو بتعب :
لا ارى اي جدوى من القتال فعشرات منهم يظهرون من اللامكان كل عشر دقائق .

كان جون يحلق و يحاول تشتيت انتباههم أما عن كايرو فقد غزا أفكار ستة من الفضائين من المستوى الثالث و أستخدمهم لمصلحته .. لم يكن قادرا على إضافة فضائيا آخر لحصن دفاعه ، فقد كان ذلك فوق طاقته .



"أبطالنا في الشرق"

كانت جولي قد انهكت تماما حتى انها اوقفت الهجوم واحاحطت نفسها بدرع جليدي سميك ، كانت تتنفس بسرعة و ضربات قلبها متضطربة .

لاحظها ريكاردو بينما كان يطلق كرات نارية على الفضائين ليبعدهم لكن عشرة كانو يظهرون من الخلف ومن المستوى الثاني .

صرخ :
جولي ! هل أنت بخير ؟

قالت بصوت متقطع :
أنا .. أنا لم أعد أقدر ..

لم يستطع ريكاردو التفكير جيدا فقد كان الأمر برمته مشتتا لكنه أراد تحفيزها قائلا :
جولي .. لا أحد يفوقك في الغناء ! ولا احد يفوقك في ساحة القتال !

جمعت كف يدها وقالت :
هذا ليس صحيحا ..

قال ريكاردو وهو يصر على أسنانه محاولا ردع خمسة فضائين :
بلى جولي .. لا احد يفوقك لأنك ببساطة جولي .

نزلت دمعة حارة على وجنتها :
لم أكن جولي الرائعة قط .. انا جولي فقط !

قال ريكاردو و العرق يتصبب من جبينه :
جولي انا بحاجتك ..

رنت تلك الكلمات في أذني جولي كانت مقنعة جدا لدرجة انها استجمعت قواها و حطمت ذلك الحاجز مستعدة للقتال, وفجأة أصبح الجو ممطرا ممطرا بغزارة .. عرف الإثنين انها كارو.

في حين ابتسمت جولي لريك وقالت : هذا مناسب جدا !

بدأت تجمد قطرات المطر حتى أخذت تتساقط كالحجارة على الفضائين و بدأت بتدميرهم .
ظهرت كارولاين من الخلف وهي تحمل حقيبة جلدية تضعها على عاتقها .

ركضت نحو جولي وهي تقول :
جولي احمي ظهري .. ريكي تعال إلى هنا حالا .

تمتمت جولي :
بالطبع .

وحالما وصلت جوارها قالت كارو باندفاع :
نحتاج حصنا هنا .

أنشأت جولي سريعا حاجزا سريعا حولهم هيا و كارو وريكي بينما حاول الفضائين كسر ذلك الجليد أخرجت كارولاين تلك الجرعة وقالت : عليكما شرب هذا !

قال ريك :
أهذه خطة جامع القمامة الأحمق .

تنهدت كارو :
لم أكن يوما جيدة في اتمام مهمة وحدي ..

أكملت :
عليكما تناوله حالا .

قالت جولي:
و ذلك العقار سيفعل ..

قالت كارو :
لا وقت لدينا سرعان ما سيحطم الفضائين الجدار ..

شرحت بعدها :
هذا العقار يضاعف من القوة .. و ربما و ربما نفقد القوى للأبد .

قال ريك :
مستحيل لن اتناوله .

قالت كارو ببطولية :
نحن نقايض سلام العالم بقواتنا .

أمسكت جولي القنينة الزجاجية وفتحتها لتشربها سريعا ..
فزع ريك قائلا : لا جولي لا !

ابتسمت جولي قائلة :
أحتاجك ريك .. لنتمم هذا سويا .

وما كان على ريكاردو إلا ان أمسك بالقنينة الآخرى و شربها دفعا واحدة ثم أردف :
اتمنى ان يكون مفعوله أفضل من طعمه .



"أبطالنا في الغرب"

كانت كاسيدي تطلق ذاك الماء الساخن المندفع لتحرق عشرات الفضائين ، شعرت بذلك شعرت بالقوة التي لم تشعر بها من قبل .. علمت ان العقار قد بدأ مفعوله وانها اقوى الأن اقوى بكثير من السابق ..

قالت آبيغال بثقة :
أهلكت أربع من المستوى الثالث !

ابتسمت كاسيدي :
نحنا أقوى بكثير .

اطلقت آبيغال تلك الموجات فاطاحت باربع آخرين من المستوى الثالث و العديد من المستوى الثاني, ولكن بعقول المستوى الثالث حاولو تشتيت تركيز آبي ليتسلل احدهم من الخلف و يوجه لها ضربة قوية لتندفع بقوة نحو أحد الجدران, كان الصوت عاليا جدا مما جعل كاسيدي تنظر إلى ذلك الموقف الرهيب ..

صرخت برعب : آبيغآآل !!

كان يجب على الفضائين تدمير الأقوى (آبي) و من ثم التعامل مع الأقل قوة ليكون أسهل بكثير تدمير الأثنين معا .
حاولت كاسيدي ابعاد الفضائين عن طريقها لتصل سريعا إلى آبيغال .. أما عن آبي المسكينة فقد كانت تتألم مغمضة عينيها .

و حالما وصلت كاسيدي إليها حتى قالت :
آبيغال هل أنت بخير ؟

حاولت ان تساعدها على النهوض و هي تقول :
أنهضي آبي .. ليس الآن .

أطلقت كاسيدي كرات من الماء الفاتر لتكسب بعض الوقت حتى تستعيد آبي وعيها, لكنها خطرت ببالها فكرة أفضل لتقول : آبي .. سأبعدك عن هنا قدر المستطاع .. امسكي بيدي.

تمتمت آبي :
لا كاسيدي سأكون بخير ..

وقفت أبيغال على قدميها لتمسك برأسها و تهتف :
أنا أقوى انا اقوى من اي وقت مضى .

ابتسمت كاسيدي :
نكمل المعركة ..

قالت آبي :
نكملها وبشراسة !

احتدت نظرات كاسيدي لتقول :
فلنكملها ظهرا لظهر ..



"في الجنوب"

و بعد ان سمعت لورا صوت انفجار المبنى ، امسكت قلادتها لتقول : سانتقم لأجلك ..

وفجأة ظهر خمسة فضائين من المستوى الثالث , كانت تقاتل بسيفها بكره لتحاول إردائهم .. لكنها استنتجت انها لن تصمد كثيرا وعليها ابتكار خطة, و دون ان تلاحظ لورا بدأت الغيوم بالتجمع و أخذت صواعق من البرق تقصف بالفضائين, ظهرت كارولاين بجانب لورا وهي تناهج و تقول : أين كريس ؟

لم تنظر لورا لها بل اكتفت بالنظر إلى الأسفل, فهمت كارولاين حالا ما قصدته لورا بتلك الحركة .. أرادت قول شيء لكن لورا سبقتها لتقول : اعطني العقار ..

قالت كارولاين :
أأنت متأكدة ؟

قالت لورا بحزم :
لن أخسر شيئا سوى قدرة غبية تجعلني أقرأ مشاعر الشفقة في عيون البشر !

ناولتها كارولاين القنينة لتقول :
آسفة لورا ..

اعلنت لورا بجدية :
لننهي هذا حالا ..

قالت ذلك بينما رأت أولائك الفضائين ذوي اللون الأخضر يقتربون منهما .



"وفي ذلك المصعد الهاوي "

أخرج ليو مسدسه الفضي ليطلق النار على ذلك الفضائي الأخضر, وهو بقول : ياله من مكان مناسب للقتال !

حينها قام ليوناردو بلمس ذلك الفضائي و لم يلبث حتى سقط فوقه نائما ..



"عودة إلى أبطالنا في الشمال"

قال كايرو : لماذا لم تأخذ العقار ؟

-صعب ان تفقد قوة أحببتها .. لا اتصور نفسي لا أطير ..

ضحك كايرو و قال :
ستندم على هذا لاحقا ..

كان يجلس فوق تلك الشجرة قريبا من جون الذي كان يحلق في الفضاء ، مستندا على جذع الشجرة و ينظر لهؤلاء الفضائين من المستويات المختلفة يقاتلون بعضهم و يدمرون ويقتلون .

ابتسم كايرو :
اترى هؤلاء .. العشرين فضائيا كلهم تحت أوامري ..

ضحك جون :
لربما كنا الفريق الأفضل بين الجميع .

مسح كايرو عرق جبينه وقال :
بالطبع لأنني جزءٌ منه .



"عودة إلى الشرق "

أحسست جولي بخطب في جسدها ، كانت قوية .. قوية جدا و لكن وكأن تلك القوة كانت أكبر من ان يتحملها جسدها .
كان ريك يقاتل بقوة كفارس مغوار .. ابتسمت جولي و قالت : ريك .. شكرا لك .

كان بإمكانهم التحدث بأريحية أكثر ، لم يكن الفضائين بالكم الهائل فقد انتشرت دمائهم الخضراء اللزجة على ساحة المعركة, قال ريك : على التشجيع ..

اردفت جولي :
على الإيمان بي .

و إذا بها تفقد التركيز و يدور كل شيء حولها لتقع مغشية عليها ..

<< جميع ماسيتم طرحه حتى النهاية هوَ من كتابتي >>

صرخ ريك باسمها لكنها لم تجب, فأطلق الشعلات النارية نحو الفضائيين الذين تفادوا هجماته
لكنه بذلك وجدها فرصة مناسبة ليحمل جولي وهو يقول بحزم: لن أسمح لهم بأن يؤذوكِ

حوّل بعينيه حوله حيث الفضائيين ذوي المستوى الثالث متجمهرين حوله
فقال بشيء من القلق: لن أستطيع قتالهم والدفاع عنكِ بنفس الوقت

ثم حدّث نفسه وهو يهمس: لايهمنّي لو قاتلتُ حتى النهاية ولا أحب الهروب أبداً
ولكن إن كان ذلك يعني المخاطرة بكِ فلتذهب لندن والعالم إلى الجحيم!

قال جملته الأخيرة متدرجاً من الهمس إلى الصراخ بحماس
ثم انطلق مسرعاً يهرب تاركاً الفضائيين يدمرون ماحولهم!





__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #88  
قديم 09-10-2016, 12:59 AM
 
الفصل الثاني والعشرون / 2




ومن جهة أخرى فقد سقطت آبيغال كذلك حيث صرخت كاسيدي باسمها وهي تحاول تفادي هجوم الفضائيين ذوي المستوى الثالث, انطلق فضائيّ نحوها بغيّة التخلّص منها حيث لاقوة لها للدفاع عن نفسها وهي بالكاد تبقي عينيها مفتوحتين مراقبة اندفاع الفضائيّ إليها, كانت رؤيتها له مموهة وهي تسمع صوت كاسيدي تصرخ بها, ففكرت: لا أستطيع التحرّك! مالذي يحدث لي؟ سيقضي عليّ

اندفع الفضائيّ إليها وهو يلوّح بذراعه الحادة كالسيف, وقبل ان يصل إليها توقف فجأة مكانه متجمّداً, فقد أطلقت كاسيدي بقوتها عليها, لم تدرك آبي مايحدث حولها فلم تستطع أن تبقي عينيها مفتوحة, ناورت كاسيدي هجوم الفضائيين بينما بدأ الجليد المحيط بذلك الفضائي بالتكسّر, أسرعت كاسيدي بالتقدّم نحو آبي وهي تساعدها على النهوض قائلة بقلق: آبي! آبي! تمالكي نفسك!

لم تجب آبي حيث بدت فاقدة الوعي, تقدّم ثلاثة من الفضائيين نحوها بينما تراجعت كاسيدي إلى الخلف وهي تضع ذراع آبي حول عنقها وهي تمسك بها, بينما كانت تطلق الجليد على من يحاول التقدّم إليهما, فاهتزّت عينيها قلقاً مفكرة: لن يجدي! لن يجدي! لن يدوم الجليد طويلاً, ولن أستطيع الصمود وحدي, و آبي بهذهِ الحال لن أتمكّن أيضاً من الدفاع عن كلينا ضدّهم جميعاً

كانوا يتقدّمون واحداً تلو الآخر والفضائي الذي يقف بجوارهم قد تمكّن من كسر الجليد المحيط بأحد ذراعيه, وفجأة اتسعت عينيّ كاسيدي وهي تشعر بقلبها ينبض بقوة, ثم بدأت تشعر بالخوار وبثقل في جسدها, ففكرّت بقلق: تباً! في مثل هذا الوقت! لا! إن سقطتُ الآن فسنهلك!

حوّلت بعينيها نحو آبي التي فقدت وعيها تماماً



ولم يكن الوضع بحال ممتازة في الشمال فستة من الفضائيين الذين يحيطون كايرو قد بدأو يرهقونه كما بدا من لهاثه و تعرّق وجهه, لكنّه بالرغم من ذلك كان يقف بوضعيّة دفاعية

جون الذي كان يحلّق بجانحيه فوقه كان يقاتل هو أيضاً بركل الفضائيين الذين يقفزون عليه من الأسفل, بينما كان كايرو يتحّكم بالفضائيين عبر قدرته, لكنّه لم ينتبه لأولئك الاثنان اللذان اتفقا على أن ينقضّا عليه معاً من خلفه, وقبل أن يصلا إليه اندفع جون إليهما بعد ان أحاط جسده بجناحيه ليضربهم بقوة كدرع حديديّ جعل منهما أن يسقطان أرضاً, فاستقام على قدميه وأدار برأسه نحو كايرو قائلاً بحزم: بجديّة! دعني أحملك الآن ونحاربهم من الأعلى بدل أن أضلّ أحميك هكذا, أنت حتّى لم تعد تقوى على التحكّم بعقولهم

أجاب كايرو بنبرة ضعيفة:
لن تحملني كالضعفاء, يمكنني القضاء عليهم من هنا

شعر جون بضعف كايرو فقال بشيء من القلق:
هيه! هل أنت بخير؟

أجاب كايرو بأنفاس متهالكة:
أوه! جون! إن كان عليّ أن اموت فسأموت وأنا أقاتل واقفاً

ثم خرّ على الأرض, فاتسعت عينيّ جون وانطلق نحو كايرو لكن الفضائيين وجدوا أنها فرصة مناسبة فانقضّوا عليهما من كل جانب, أسرع جون بإمساك بكايرو و طار به ولكنّ أحد الفضائيين قد تمكّن من الإمساك بأحد جناحيه فلم يستطع استخدامه, فسقط أرضاً هو وكايرو, فقفز الجميع عليهما إلاّ أن جون استخدم جناحيه ليغطي بهما هو وكايرو كدرع له من هجوم الفضائيين, ولكن قواهم التي يطلقونها عليه ثؤثر به سلباً فتأوه وهو يمسك بكايرو بكلتيّ يديه

ففتح كايرو أحد عينيه بتثاقل قائلاً بضعف:
هيه! لاتقتل نفسك من أجلي الآن

جون وهو يتألم:
مالذي تقوله؟ سأنتظر الفرصة المناسبة لنبتعد من هنا

كايرو بابتسامة ساخرة:
لن يستطيع جناحيك الطيران بكلينا بعد كل هذا الهجوم أيها الغبي!

جون بحزم:
لن أتركك هنا كايرو!

كايرو بسخرية:
نحن حمقى! لقد كان فخاً! نحن لانتعلّم من أخطائنا والآن علينا أن ندفع الثمن

جون وهو يتألم:
اصمت أيها الأحمق!

صرخ جون متألماً حيث بدأ هجوم الفضائيين يمزّق جناحيه, ابتسم كايرو بسخرية ثم فقد وعيه, فناداه جون باسمه لكنّه لم يجب, فأخرج أنبوب العقار من أحد جيوب ملابسه وفكّر: قد أخسر قدرتي في كل الأحوال ولكنني سأحمي أصدقائي و لندن والعالم

فشرب محتوى الأنبوبة





وفي الجنوب حيث كارولاين ولورا, فقد كانت الثانية تقاتل بشراسة بسيفها وهي تقتلهم واحداً تلو الآخر, بينما كانت كارولاين تضعف خلفها وهي تلهث على عجل, تنبّهت لها لورا قائلة بحزم: هل أنتِ بخير؟

أجابت كارولاين بقلق وهي تجلس على الأرض:
أشعر بثقل في جسدي, ربما يكون بسبب العقار الذي شربته

اتسعت عينيها فجأة وهي تقول بذهول:
يا إلهي! ربما أخطأتُ في العقار وقد قمتُ بتوزيعه للجميع

ضربت لورا بسيفها نحو الفضائيّ التي حاول مهاجمة كارولاين ثم قالت بثقة: غير صحيح, لقد تناولتُ العقار أنا أيضاً ولستُ أشعرُ بالفتور, لديّ طاقة تجعلني أشعر بأنني أستطيع القضاء عليهم جميعاً

اتسعت عينيها فجأة حينما تذكرت كلمات كريس وهو يخبرها بانه قد أعطاها جزء من قوته, فقالت كارولين بقلق: آبي وجولي وكايرو لايستجيبون لي! لقد قال شركائهم بأنّهم قد فقدوا الوعي, ريك مشتت وكاسيدي تقول بانّها ستفقد قدرتها على الصمود وجون قد تناول العقار لتوّه

قطّبت حاجبيها أكثر وهي تقول بقلق:
سيفقدون حياتهم! بسببي! بسبب أنني أخطأت إحضار العقار المناسب!

لورا بحزم:
تحدّثي إلى ليوناردو! أخبريه بما يحدث لعل ذلك أحد أثار العقار الجانبية!

سقطت كارولاين أرضاً حتى لم تعد تقوى على الصمود, فنادتها لورا:
هيه! كارولاين! كارولاين!

كزّت لورا على أسنانها مفكرة:
تباً ! في مثل هذا الوقت!

رنّ هاتفها النقال فجأة فألقت نظرة نحو الشاشة فإذا به ليوناردو
فأجابت بسرعة بحزم: ليو! مالذي يحدث؟ لقد بدأوا يضعفون! ألا يفترض بالعقار أن يزيدنا قوة!

أجاب ليو بدهشة:
ماذا ؟

لقد كان يتحدّث من مبنى البداية وقد كان الناس في حالة اضطراب وهم يركضون بين هنا وهناك في الممرات
بل إنّ الكثير منهم بدا عليهم الإرتباك وهم يعملون على حواسيبهم وأثناء تحدّثهم في هواتفهم المحمولة

أضاف ليو: إنها مكونات العقار نفسه الذي صنعه علماء المختبر بإشراف من أخي! لكنّ شيئاً من الأثار الجانبيّة لم يذكروه أو أي ملاحظة تتعلق بما بفاعليته سوى أنهم سيزيدكم قوة, ألم تشعري بقوتهِ أنتِ أيضاً؟

لورا بحزم: إنها قصّة طويلة, ألم تجرّبه؟
ليو بهدوء: كلا, لايزال لديّ عمل مهم يجب أن أقوم به أوّلاً

أخذ ليو نظره نحو القاعة الكبيرة بجواره العاجة بالفوضى ثم قال بحزم: انصتي إلي! يجب ان تعودوا جميعاً إلى وسط المدينة, لقد كان كلهّ مجرد فخ لاستدراجكم فالمهمّة الرئيسية ستحدث هنا !

اتسعت عينيّ لورا فأردف ليو: حاولتُ الاتصال بالبقيّة ولكنّ أحدا لم يجب, وأراهن بأنّ شبكات الاتصال و الانترنت قد اضطربت مع هذهِ الهجمات فالفوضى في كل مكان, حاولي أن .. تتصلي .. البقيّة .. و الوقت ..

بدأ صوت ليو يتقطّع حيث لم تسمعه لورا جيّداً فقالت: لا أستطيع سماعك جيّداً !
ليو: البلديّة.. الفضائيين .. العالم .. كنتُ قد .. الرابع .. خمسة وعشـ .. هناك !!

لورا : ليو ! مهلاً .. ليو !

فجأة انقطع الاتصال حيث لم تعد تسمع سوى رنّات الهاتف المتكررة, فأعادت هاتفها إلى جيبها وهي تحدّث نفسها ساخرة ببرود: هه أنتَ تقول بأن ننسحب و نتركهم هنا! لقد قضيتُ عليهم جميعاً في كل الأحوال

كانت تنظر نحو الحي من حولها فبالرغم منالدمار الذي حلّ وتهدّم الأبنية, إلاً أن الكثير من الفضائيين قد توزّعت جثثهم هنا و هناك والدماء الخضراء منتشرة في كل مكان, ثم انحنت نحو كارولاين الفاقدة وعيها وهي تقول: فلنبتعد من هنا!



خطى خطاه الثابتة في الممر الهادئ وعيناه تكبتان غضباً عارماً ومشهد حديثه مع كريس حينما فك وثاقه يمر مراراً في رأسه, لقد عزم ليو على أخذ ثأرهِ الآن .. وممن؟, من الشخص الذي أفقده مايجعله يستمرّ بالحياة

فبعد أن فك وثاقه لم يسايره ليو بل أراد قتاله لكنّ كريس قال: عدوّنا واحد !
تمهّل ليو فقال كريس: أعرف الكثير عن منظّمتكم ليوناردو وأعرف تماماً لمَ انضممت إليهم وماهيّ نيّتك

ليوناردو بحزم: هل تحاول أن تبتزّني بطريقة ما؟

كريس بحزم: كلا! بل أعرفُ قدراتكم ولو وُجّهت بطريقة صحيحة وبقليل من الدهاء فستتمكون من الوصول لغايتكم
سيرا يحاول التخلّص من الشخص الذي أحب, وهو الشخص الذي..

احتدت عين كريس وهو يردف: قتل الشخص التي أحببت!

اتسعت عينيّ ليوناردو, ولم يمر سوى القليل من الوقت حتى اقتنع بضمّ كريس إليهم وسط انفجارات المبنى


لقد تذكرها ليوناردو الآن.. ابتسامتها العذبة و وجهها المشرق وقلبها الأبيض, وابنته ذات الثلاث سنوات ذات البراءة الصافية و الملامح الجميلة, لقد ماتتا بطريقة بشعة من قبل فضائي المستوى الثالث, لقد كان ذلك قبل ثمانية سنوات شعر فيها بالضياع والألم والتشتت والذنب, ضاعت حياته, ضاع مستقبله, ضعت سعادته, لقد شعر بذلك طوال الثماني سنوات

لقد تأكد ليوناردو مما قاله كريس, وفوق كل ذلك فقد عرف بأنّ سيرا ليسَ مجرّد أحد أعضاء منظمة فاسدة, بل إنّه كان واثقاً بأنّ سيرا نائب رئيس البلديّة ولدية قوة في تحريك المدينة كما شاء ومتى شاء, والآن قرر أن ينتقم أخيراً فلا حاجة له للتأخير أكثر من ذلك, سيرا الذي كان يقلّب أوراق مكتبه تفاجأ فجأة بوجود ليوناردو يفتح الباب بهدوء وهو يرمقه بنظرة غاضبة, تجاهله سيرا حيث قال بلامبالاة: مالذي تفعله يا هذا؟ أخرج من هنا فأنا مشغول الآن

دخل ليوناردو وسار بخطاه نحو سيرا الذي وضع الأوراق على الطاولة وظل يتأمل وجهه
حتى مالت ابتسامته حيث ميّزه قائلاً بسخرية: هه أنت ذلك الشخص! أحد أفراد a.k.u
ظننتُ بأنّ جثتك قد تفرّقت لأشلاء حين لم يجدوك

بادله ليوناردو ابتسامة السخرية قائلاً:
ليسَ هذا وحسب أيها المتأنق, لقد عرفتُ كل شيء عنك, لاتظن بأنّك ستهرب من كل هذا

ثم أردف بنبرة باردة: يالكَ من وضيع حقاً! بأن تستغل البشر وتتاجرهم لمخلوقات فضائية يريدون الاستيلاء على كوكبنا
تخون الأرض والعالم, وكل ذلك من أجل مصلحة شخصية, لذلك ضاق ذرعاً بـ كريس باريت أن يكون إلى جانبك, فأنت لاتختلف عن الأشخاص الذين شعر بأذيّتهم له

تلاشت ابتسامة سيرا فقال لماري التي كانت تقف بجواره:
روزا! دعينا وحدنا !

ماري بطواعية:
حسناً !

سارت ماري ببطء وثقة وحينما مرّت بجوار ليوناردو أخذت لمحة منه وهي تفكّر:
أرجو ألا تتسرع ليو, إنه ليسَ الوقت المناسب الآن

ثم ابتعدت وخرجت وهي تغلق الباب خلفها

< ماري تتجسس ضد سيرا باسم روزا وهو لايعلم بأنها وليوناردو في صف واحد



فتحت عينيها بتثاقل لتجد نفسها في ذلك الزقاق الضيّق مستندة على أحد الحيطان, وصوت الدمار الذي يحدثه الفضائيين يتردد على مسامعها, لقد كانت فاقدة الوعي منذ مدة, أدركت ذلك بعد أن تذكرت كيف سقطت فجأة وهي تقاتل بعد أن ارهقت, فسمعت صوته بجانبها يلهث, أدارت فوجدت ريكاردو يجلس بجوارها بإعياء وهو يلهث وكأنه يقاوم, فعدلت جولي جلستها وهي تشهق ثم قالت بقلق: ريك! هل أنتَ بخير؟ مالذي حدث؟

أدار برأسه نحوها ثم قال بابتسامة يائسة:
أوه! أنتِ بخير الآن! كيف تشعرين؟

جولي بحزم:
أنا بخير, ولكن مالذي حدث معك؟ لماذا تبدو بهذا الشكل؟

ريك بإجهاد:
لقد تعبتُ وأنا أحملكِ

برز عصب على جبينها فحرّكت شفتيها لترد ولكنه أضاف:
شعرتُ بالخوار فجأة, لم نبتعد عن المكان كثيراً سيجدوننا! جولي!!

وضع يده على وجهها فاتسعت عينيها ثم قال بابتسامة:
ظننتُ بأنني فقدتك أنا سعيد لأنكِ بخير

ثم سقط أرضاً وهو يفقد وعيه!



أما بالنسبة لكاسيدي فلم تستطع الابتعاد عن الفضائيين الذين يحيطون بها, فهاهي قد سقطت أرضاً وهي تمسك بأبيغال بإعياء وهي تقاوم تقدّم الفضائيين, ففكرت بقلق: آسفة آبي! لم يعد بإمكاني أن أحميك

ثم سقطت أرضاً وقد فقدت وعيها, فانطلق فضائيّ إليها لينقض على كلتيهما, هُنا فتحت أبي عينيها دفعة واحدة, وقبل أن ينقضّ عليهما نهضت وهي تنظر إليه, فانتقلت تلك الموجات إلى رأسه, حدّقت به لوهلة واحتدت عينها فسقط أرضاً ميّتاً, فوجئ بقيّة الفضائيين فاشعل غضبهم فانقض ثلاثة معاً إليها بسرعة فمدّت يديها إليهم وانطلقت تلك الموجات بقوة إليهم حتى سقطوا جميعاً أرضاً, لم يكتف البقيّة بالمشاهدة ولم ينسحبوا حتى فانطلقوا كلّهم حول العشرة إليهما, أدركت آبي بأنّ التركيز ينصبّ إليها فقط فابتعدت عن كاسيدي مسافة حتى لاتتأثر بالقتال, شعرت بخفة وسرعة لامثيل لها بل إنها استطاعت أن تتفادى هجوم الفضائي, الذي حاول طعنها بيده المتحوّلة كالسكين بسرعة ومهارة عالية, تفادتهم واحداً تلو الآخر وهي ترسل قواها إلى عقولهم ليسقطوا أرضاً, دون أن تشعر بضعف قوتها كما اعتادت أن تكون في الثالثة حتى قضت عليهم جميعاً وهدأ القتال

فمالت ابتسامتها وهي تقول: إذاً هذا مايعنيه بأنّ قوانا تزداد !! أشعر بأنني أستطيع القضاء على جميع الفضائيين حتى لو ظهر امامي المستوى الخامس!!

تذكرت كاسيدي فجأة فادارت برأسها إليها فإذا هي ملقاة على الأرض بدون وعي, هرولت إليها ثم انحنت وهي تقول : كاسيدي! هل أنتِ بخير ؟

لم تستجب لها, فهمست آبي:
حسناً لابأس, حينما تستيقظين ستكونين أقوى!!!!




كان جون من جهة أخرى يقاتل بشراسة وهو ينقض على الفضائيين بجانحيه المدرّعة, فحدّث نفسه وهو يهمس: صحيح بأنني شربت هذا العقار وأشعر بالقوة, ولكنّ هذهِ القوة لاتستحق أن أفقدها

فاجأهُ صوت بارد:
إذاً قررت أخيراً أن تتناول العقار! لقد نصحتك منذ البداية!

كان جون في الأعلى يطير وهو ينظر نحو كايرو الذي يتحدّث ببرود ولامبالاة, وكأنّ فضائيين المستوى الثالث لايحيطون بهما

فقال جون بحزم:
قاتل بجديّة قبل أن تفقد وعي مجدداً كايرو!!

كايرو بابتسامة ساخرة:
أفقد وعيي! أنت تمزح! دعهم لي!!!!!!

وبنظرة واحدة فاحصة لمن حوله حتى أغمض عينيه حيث توقّفت اللحظة وكأن الفضائيين قد تجمدوا أماكنهم
فهمس جون بحيرة: مالذي يفعله هذا الكايرو؟ أرجو ألا يوقعني في وضع محرج مجدداً !

فتح كايرو عينيه وهو يهمس:
قاتلوا!

هنا بدأ الفضائيين يهاجمون بعضهم بشراسة وقوة, بل إنّ نصفهم قد توقّف دون حراك حتى يسمح لمن بجواره بالقضاء عليه, حتى ما إن مات النصف و تضاءل العدد حتى أصبحت مجموعة أخرى ساكنة لاتتحرك ويقتلهم الآخرون, ذُهِلَ جون وهو يراقب بدهشة بينما كان كايرو يراقب بسكون, قد كانت قوته موجهة نحو أفكارهم حتى يحكم بهم بهذهِ الطريقة السهلة, حتى ما إن أصبحوا اثنين وقتل أحدهم الآخر حتى قال كايرو : هيه! هل تريد القضاء على هذا الهمجيّ؟

جون بدهشة: أكمل قتالك !

مالت ابتسامة ماكرة من كايرو وجعل من الفضائي أن يطعن نفسه حتى مات, ثم قال بسخرية: لن ألوّث يداي على قبيحين أمثالكم!

بينما ظل جون يراقب



أشغل سيجارته الغليظة ذات النوع الفاخر, أخذ رشفة ثم نفخ الدخان في الهواء مكوَناً موجة دخّانية نذوب في الهواء مالبثت إلاّ أن تلاشت, فقال بهدوء وثقة: يبدو أنّ كريس قد أصبح في قبضتكم, لكنني لم أتوقع بأن يضعف بهذهِ السرعة, أوه تلكَ الفتاة! كانّ عليّ أن أقتلها حينما سنحت الفرصة

< لايعلمان بأنّ كريس قد مات

ثم مالت ابتسامته وهو يقول: ولكن لابأس, لقد وقعت هيَ ورفاقها في الفخ وستكون النتيجة أفضل مما خططت لها أن تكون الآن, شخص نبيه مثلك بحضوره هنا لابد أنه أدرك ما الذي أسعى إليه

ظلّ ليوناردو واقفاً ينظر إليه بحدة بصمت, فقال سيرا ساخراً: لقد فات الأوان لتراجعهم الآن ..



سارت أبيغال بإجهاد بين الحطام وهي تمسك برفيقتها كاسيدي التي لاتزال فاقدة وعيها, فسمعت أزيز الطائرات الحربية السماء, توّقفت عن السير ورفعت برأسها, فإذا بها مجموعة كبيرة تغادر بعيداً كما أنّ هناك طائرات عمودية بالقرب
تأمّلتها وهي تهمس: يا إلهي! هل هناك المزيد من الفضائيين؟

فاجأتها دبابة أمامها سارت في منتصف الطريق متوجه إليها, تسير على الحطام, ثم توقّفت وارتجل منها جنديّ بدت عليه علامات القوة والتأهب القتالي وهو مزوّد بالأسلحة, كما أنّ هناك مجموعة من الجنود قدموا من الطريق عن يمينها مزودين بدروع صلبة, وأبيغال تراقب تقدّمهم بغرابة وحيرة

تقدّم ذلك الجندي إليها ووقف أمامها قائلاً بآليّة:
شكراً لجهودكم! سنكمل عملنا من هُنا, يمكنكم مرافقتنا إلى مكان آمن ريثما يستتب الوضع تماماً

أبيغال بابتسامة وهي تقطّب حاجبيها:
لا بأس! أكملوا طريقكم سأعود وحدي!

تقدّم اثنان من الجنود المسلّحين وأمسكوا بكاسيدي ليحملوها فقالت آبيغال في حيرة: هيه! مـ مهلاً!

قال الجنديّ بآليّة: سنأخذها من هُنا
أبيغال بتضجر: أخبرتكم بأننا بخير!
الجنديّ بهدوء: إنها الأوامر أرجو ألاّ تعارضي يا آنسة

حولّت آبيغال بعينيها حولها فإذا بالجنود المسلّحين يحدّقون بها مما أشعرها بالغرابة
نظرت نحو كاسيدي وهي تُحمل بدونِ وعي, فهرولت إليها وهي تقول: مهلاً ..! دعني ..

شعرت آبيغال فجأة بصعقة كالكهرباء وفقدت وعيها لتسقط أرضاً



كانا كايرو وجوناثان يسيران جنباً إلى جنب مخلّفان دماراً خلفهما بعد أن هدأ الوضع, لقد كان كايرو يتفاخر بقوّته بينما كان جون ينصت إليه بتملل فقد كان يقول: بجدية! احضر لي عشرات من المستوى الرابع وسأقضي عليهم في ثوانٍ فلنجد رأس الحربة زعيم الفضائيين وسأقضي عليه حتى لو كان من المستوى السابع

جون : :heee:

قاطعهم مجموعة من الجنود كانوا يسيرون هنا وهناك فتوقّف أحدهم أمامهم وهو يقول برسميّة:
لقد راقبنا عملكم! شكراً لجهودكم, الآن عليكم أن تستريحوا وسنكمل ماتبقّى

ردّ كايرو بتضجر:
بعد أن أنهينا كل شيء!

سأل جون بحزم:
كيفَ لكم أن تعرفوا بعملنا؟ هل كنتم تراقبون مايحدث وتركتم الأمر على عاتقنا؟

قال الجنديّ برسمية:
أرجو أن ترافقونا حتى يتم توثيق إفاداتكم بشأنِ هذا الهجوم

كايرو بغرور:
لن نذهب معكم! فلتقم المنظمة بالتعامل معكم!

جون بحزم:
يمكنكم أخذ إفاداتنا لاحقاً, هناك أمور أخرى علينا التعامل معها أولاً

قال الجنديّ برسمية:
يجب أن تأتوا حالاً

أمسك بكتف كايرو الذي قال بإنزعاج:
لا تلمسني!

أصابته لسعة كهربائية, ففقد وعيه, صرخ جون: كايرو !!!!

أطلق آخر بمسدسه نحو جون فاخترقته رصاصة ذابت في جسده مباشرة, شعر جون بخدر قويّ فجأة وفقد وعيه مباشرة



كانت لورا تحاول الاتصال بأحد ما وهي تقف في صندوق الهاتف الأحمر, وكارولاين بجانبها مسندة عليه وهي لاتزال فاقدة وعيها, فهمست لورا بحيرة: الاتصال الأرضيّ أيضاً لايعمل, لقد تأثرت شبكات الاتصال كله, أتساءل كيف للفضائيين أن يفعلوا ذلك !! كلا, لربما أحد المنظمات المتحالفة معهم!

لاحظت لورا انتشار الجنود في المنطقة, ففتحت الباب وخرجت لتقف وهي تراقب بحيرة, فتقّدم أحدهم قائلاً برسمية: يجب أن ترافقينا يا آنسة

لورا ببرود:
لاحاجة لذلك! الوضع آمن الآن!

الجنديّ برسميّة:
يجب أن ننقل جميع الناجين لمكانٍ آمن وأخذ إفاداتهم

حدّقت لورا به لوهلة محاولة التنصّت لأفكاره
ثم ردّت ببرود: حسناً سأحضر صديقتي!

دخلت إلى صندوق الاتصال وحملت كارولين ثم خرجت ببطء
لكنها فجأة بدأت تركض هاربة فصرخ الجنديّ: أمسكوا بها!

كان الجنود يطلقون عليها الرصاصات من كل مكان, فتفادتها بصعوبة وهي تحمل كارولاين معها, ركضت وانعطفت يميناً
لكنّها فوجئت بدبابة ضخمة أمامها وجنود آخرين بدا أنهم قد أحاطوا المنطقة بكاملها اتسعت عينيها حينما رأتهم يشهرون بأسلحتهم فلم يسعها أن تلتف أو تهرب, ففاجأتها رصاصة انطلقت نحو جبينها وارتدّ رأسها إلى الخلف وهي تشعر بهلاكها حيث اتسعت عينيها.



نهاية الفصل الثاني والعشرون



ولايزال للقصّة بقيّة فالأحداث لاتتوقف
ماذا تتوقعون أن تكون خطط سيرا بعد أن أصبحت الأمور تحت يده كما يزعم



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 09-10-2016 الساعة 06:29 PM
رد مع اقتباس
  #89  
قديم 09-11-2016, 04:10 PM
 
الفصل الثالث والعشرون / 1





كان الجنود يطلقون عليها الرصاصات من كل مكان, فتفادتها بصعوبة وهي تحمل كارولاين معها, ركضت وانعطفت يميناً
لكنّها فوجئت بدبابة ضخمة أمامها وجنود آخرين بدا أنهم قد أحاطوا المنطقة بكاملها, اتسعت عيني لورا حينما رأتهم يشهرون بأسلحتهم فلم يسعها أن تلتف أو تهرب, ففاجأتها رصاصة انطلقت نحو جبينها وارتدّ رأسها إلى الخلف وهي تشعر بهلاكها حيث اتسعت عينيها, ذابت الرصاصة في رأسها وهي تخدّرها ففقدت وعيها وسقطت هيَ وكارولاين فتجمّع الجنود حولها ليحملون كلتاهما.

.
.


تخلّصت جولي من آخر الفضائيين وهي تحوّله لقطعة جليدية صلبة ثم بنقرة من أصبعها عليه تحطّم, وضعت يديها على خدّيها وهي تتمايل بغنج وحماسة, ضحكت بطريقة مغرورة ثم قالت: يا إلهي! لا أصدّق بأنني قضيتُ عليهم بسهولة فضائيوا المستوى الثالث, فعلاً أشعر بأنني قويّة إلى أبعد الحدود, أوه ليوناردو أين كنت تخبئ هذا العقار؟

كانت تقف في الدور الثاني لأحد المباني وقد تهدّم جداره مما يسمح لها بالنظر إلى الشارع, أدارت برأسها نحو ريكاردو تعتليها نظرة مغرورة وهي تفكّر: لا أصدق بأنه هرب منهم هذا الضعيف, يبدو أنه لايجيد استخدام قواه الجديدة كما يجب , هاه!

لاحظت جنوداً يتقدّمون نحوه ويلمسونه بحذر, حيث كانوا مسلّحين و مزوّدين بالدروع فهمست: مالذي يريدونه هؤلاء؟

حمله جنديّ وسار به إلى مدرّعة, راقبه آخر وهو يتتبعه ببصره, ففوجئ بصوتٍ من خلفه هزّ جسده حيث كانت جولي
التي قالت بحزم: هيه! أنتم! ما الذي تريدونه من ريك!

لعلّه كان جنديّاً مستجدّاً فقد أجاب بنبرة خائفة وهو يضع الدرع وقاية لها:
هـ هاه! إنها الأوامر! يـ يجب أن تأتي ..

جولي بغضب:
لستُ وحشاً أيها البائس لتتراقص أمامي هكذا! هيه! أنت! ضعه أرضاً !!

وجّهت أوامرها نحو من يحمل ريك, ولكنّها مالبثت أن تقدّمت خطوتين حتى شعرت برصاصة خدّرتها بدت لسعة الكهرباء
ففقدت وعيها وهي تراقبهم يبعدون ريك عن نظرها.

< الآن تشتد الحرب أكثر ~
هذا الفصل سيدور غالباً بين ليوناردو و سيرا


------------------------------------------------------------


23

قال ليوناردو بحزم: لقد بدا كالفخ فعلاً, ولكنّ رؤية الفضائيين يقتلون الأبرياء ويدمرون لندن لم يوقفهم عن القتال!
وأنت تضحّي بالناس للفضائيين وبالفضائيين لنا وبنا لجنودك.. وبجنودك.. حتى يتسنى لك أن تتربّع على عرشك!

كان يحدّث سيرا في ذلك المكتب المتواضع في مبنى البداية, حيث كان الأخير يجلس بإسترخاء على كرسيه الفاخر يدخن السيجار بهدوء

فقال ليورناردو بجديّة:
لم أفهم الأمر جيّداً حتى وصلتُ إلى هنا, أن تستخدم قوة نفوذك لنشر الجيش في لندن باسم القضاء على الإرهاب!! تستدرج حماة لندن حتى الخارج وتجعل من جنودك أن يقبضوا عليهم

ابتسم ساخراً وهو يردف: بالتأكيد قوتهم أكبر من يتم القبض عليهم بواسطة البشر العاديين, ولكنّ بمعرفة مكونات العقار, كلا.. بل لعلّ مكون واحد يجعلك قادر على إنتاج مايكبّلهم, حتى تمنعهم من استخدام قوتهم موقتاً على الأقل, وهذا ماحصلت عليه من المكونات الناقصة

زفر سيرا بهدوء ليخرج الدخان من رئتيه, فأردف ليوناردو بجديّة: لا أظن بأنّك ستقضي عليهم وإلاّ لفعلت, ولكن.. لعلّك ستقوم بما يستهويك, كالحصول على قوى الفضائيين مثلاً فأنت تريد أن تحصل على قواهم بعد أن تحتجزهم!

لقد كان الجنود قد أمسكوا بهم جميعاً وهم يكبّلونهم بحلقات معدنيّة حول أجسادهم و أرجلهم, لم يدرك أحدهم مايجري فقد كانوا فاقدي الوعي وهم يُنقلون إلى ذلك المكان النائي, عبر الطائرات العمودية أو السيارات المدرّعة, إلى مبنى مسيّج مزوّد بالحراسة المشددة

قال ليوناردو بجديّة: وفي النهاية.. ستفوز باسمِ القضاء على الإرهاب, أنتَ وبقيّة المنظمات المتحالفة في أنحاء بريطانيا, بل لربما في أنحاء العالم, أما بالنسبة للفضائيين, فستقوم بالقضاء عليهم بعقاقيرك المطوّرة, وحينما ينجح ذلك ستكون لك اليد في التحكّم بالعالم

زفر سيرا دخان السيجارة ثم قال بتأنٍ: لقد ضعف أولئك الجبناء وانسحبوا! لقد قالوا بأنّ قوى الفضائيين أكبر من أن يحتويها البشر ليقاتلونهم, يال ضعفهم! لن تكون حماية العالم بالمجّان! لابد من بعض التضحيات

ليورناردو بجديّة:
هناك أمر لستُ متأكداً منه في الحقيقة, ولكن.. هؤلاء الفضائيين..

احتدت نظرة عينيه وهو يردف:
لم يأتوا من تلقائهم!

ابتسم سيرا ساخراً وقال:
أنتَ تحلل الأمور بطريقة جيدة, من المؤسف أننا سنضطر للقضاء عليك

ليورناردو ساخراً:
تقضي علي! أتظن بأنني أتيتُ خاوي اليدين؟

حدّق سيرا به بحدة, فأخرج ليوناردو من جيبه الخلفيّ, جهاز بدا كمسجّل صغير, فقرّبه فمه قائلاً: هل سمعتم؟

لم يجب أحد فكرر جملته لكنّ الصوت كان مشوّشاً, فضحك سيرا ساخراً, رفع ليوناردو عينيه نحوه, فقال سيرا: أتظنّ بأنني أترك دفاعاتي متهالكة؟

احتدت نظرة ليوناردو فقال سيرا بثقة: هذهِ الحجرة متميّزة بحيث تجعل الأجهزة غير قادرة على العمل, بالتأكيد, لم يكن هذا هوَ المغزى ولكنه نفع, فقد عرفتُ بأنك تخطط لذلك منذ دخلتَ الحجرة

ابتسم ليوناردو قائلاً :
هذا ليسَ كل شيء! لديّ وثائق وأدلّة ضدّك

سيرا بثقة:
أين؟ مبنى المنظمة, أم ذلك المنزل المتواضع.. أم منزلك!

اتسعت عينيّ ليوناردو فأردف سيراً :
لقد أصبحت جميعها رماد! مواقعك الالكترونية كذلك, كل شيء يخصّك أنت و بقيّتكم

عض ليوناردو شفتيه .. أطفأ سيرا سيجارته وقال:
من المؤسف أن ترسل الأطفال إلى حتفهم ببساطة أليسَ كذلك؟

بابتسامة ساخرة قالها ثم أدرف:
أخاك أيضاً كان يفعل ذلك بدمٍ بارد قبل أن نقتله بهدوء

خطا خطوة وهو يرفع قبضة يده بغضب قائلاً:
لاتتحدّث بهذهِ الطريقة عنه!

استخدم ليوناردو قوته بالتنقّل ليكون بجانب كرسيّ سيرا, وبسرعة لوّح بقبضته ليضربه ولكن سيرا فجأة اختفى من كرسيّه بلمحة عين فاتسعت عينيّ ليوناردو, سمع صوته من وسط الحجرة يقول ببرود: أتظن بأنّك قويّ كفاية لمواجهتي؟

أدار ليوناردو برأسه نحوه بدهشة فوجده يقف بكبرياء ويديه خلف ظهره, فقال ليوناردو بذهول: أنت.. مستحيل! لابد أنّك قمتَ بتحويل جسدك أيضاً

سيرا ببرود:
ليسَ تحويلاً بل تطوير! كيف لبشريّ بسيط أن يقود العالم بقوة؟

مالت ابتسامته وهو يقول بخبث: بالتفكير ملياً..
وضعك يعجبني.. ليوناردو جاكفيلدون!

لم يفهم ليوناردو مايلمّح إليه فظلّ ينصت بصمت
أكمل سيرا: بدلاً عن قتلك.. ما رأيكَ بأن ..

احتدت نظرة عينيه:
نعيد تكوينك!

لم يفهم ليوناردو حيث ظلّ يحدّق به, اختفى سيرا من أمام عينيه فجأة فاتسعت عينيّ ليوناردو, وحينما شعر به من خلفه تماماُ استدار بسرعة وهو يلوّح بقبضته, فأمسك سيرا بذراعه, انتقل ليوناردو إلى جهة أخرى من الحجرة بعيداً, حدّق به وهو يفكّر بقلق: إنه سريع جداً, بشكلٍ يضاهي قدرتي

انتقل سيرا إليه وهو يقف أمامه مباشرة, فانتقل ليوناردو ليكون خلفه فاختفى سيرا مجدداً, تلفّت ليوناردو حوله بتوتّر حتى وجده يقف في زاوية بعيدة وهو يبتسم بخبث, احتدّ تقويس ليوناردو لحاجبيه فقال سيرا ساخراً: هل تفكّر بالقضاء عليّ فعلاً أيها الجاهل؟

سار سيرا نحوه بخطى ثابتة بطيئة فظلّ ليوناردو يحدّق به, وسيرا يقول بثقة: أترَ سيّد جاكفيلدون؟ يمكنني تطوير القدرات البشرية لتصبح أفضل باستعمال قدرات الفضائيين

خطوة تلو خطوة وهو يبتسم بخبث ووقع خطاه يتردد على مسمع ليوناردو, الذي فكّر بتوتر وهو يقوّس حاجبيه: قد لاينجح معه التنقّل البصري ولكن ..

قال سيرا وهو يتقدّم نحوه:
الشباب اليافع ذوي عواطف متوقّدة, ولكن أنت.. قد تصبح ..

وصل سيرا ليقف أمام ليوناردو مباشرة الذي ظلّ مكانه ينظر إليه
فأردف سيرا: المُطوّر المِثاليّ!!

أسرع ليوناردو بوضع يده على كتف سيرا وهو ينظر نحو عينيه, ظلّ سيرا يحدّق بعينيه, لقد كان ليوناردو ينوي تنويمه بقدرته الخاصّة, مرّت اللحظة ببطء وبصمت, بطريقة متوترة بالنسبة لليوناردو الذي كان متشككاً من قدرته الآن
وكلتا العينان تحدّق بالأخرى بنظرة صادمة, فتحرّكت شفتاه سيرا الذي قال ساخراً: أيها الجاهل!

فجأة اتسعت عينيّ ليوناردو وهو يشعر بخدر في جسده, فمال جسده وهو يحدّق بوجه سيرا ذو الابتسامة الخبيثة, حتى سقط على الأرض فاقداً وعيه



لم يشعر بطول المدة التي قضاها فاقداً وعيه, لم يعرف كم من الوقت غاب فيها عن العالم, لقد كان ذهنه في بقعة أخرى لم يعرف مسارها, لمح زوجته المتوفاة تبتسم إليه, ابنته تركض في الأرجاء, أصوات مموهة, ضحكات طفولية, حتى بدأ يضايقه صوتها وهي تنادي بإسمه, حتى شعر بثقل في جسمه وهو يحاول التحكّم به, فهمست مجدداً بحدة: سيد ليوناردو!!!!!

ففتح عينيه دفعة واحدة لأقصاها, ووجد وجه ماري أمامه وهي تنظر إليه بقلق, همست بتوتر وقد كانت منشغلة بما حولها: يجب أن تخرج من هنا بسرعة

ابتعدت عن ناظريه حين شعر بجسده ملقى, حرّك ليوناردو جسده ولكنّه لم يكن قادراً حيث قطعة معدنية صلبة تحيط بجسده وهو يشعر بذراعيه على جانبيه بمحاذاة السرير الذي وُضع عليه مصفّدة, وكذلك قدميه, سمع صوت ماري يقول يتوتر: سيرا يريد تزويدك بقدرات الفضائيين ومحو ذاكرتك كما فعل بلورا سابقاً

أدار برأسه نحوها ليجدها تعمل على جهاز الكتروني قرب سريره وهي تردف:
سيقوم بإجراء التجارب عليك لتصبح مثل كريس, كلا! بل أقوى منه وأقدر على تلبية رغباته

زفر ليوناردو ثم قال بحزم وهو يحاول فكّ الأصفاد: صدقاً!
إن هذا الرجل مجنون! أين أنا الآن؟ هل أرسلني إلى مختبره؟

ماري بحزم: ليسَ بعد, لاتزال في مبنى البلدية في الحقيقة, ولكن إن لم تخرج الآن فسيرسلونك إلى مركز المنظمة مع الآخرين, لقد أمسكوا بهم جميعاً !!!

توقّف ليوناردو عن شد عضلاته من أجل أن يتحرر وهو يقول بابتسامة ساخرة: ههه تباً !
وهذه الأداة تمنعني من استخدام قدرتي لأهرب ببساطة من هذا العناء

كان يقصد ذلك المعدن الذي بدا كنصف دائرة يلصق جسده بالسرير
فقالت ماري بحزم: إنني أعمل على إلغاء قدرتها الآن

حدّق ليوناردو بها لوهلة ثم قال بتأنِ:
إن اكتشف سيرا وجودك هنا فسيقتلك, هل أنتِ متأكدة بإنه لابأس بوجودك؟

ماري بحزم: لا يهم! لن أتواني عن القتال في هذهِ الظروف الحرجة, ولو أنني لستُ ذات قوى فريدة أو مزوّدة بقدرات فضائية, ولكنني سأفعل مابوسعي, لاحاجة للتجسس إن فشلنا الآن!

حدّق بها لوهلة وهيَ تعمل على اللوحة الالكترونية بإرتباك, حتى كُتبَ على الشاشة الصغيرة التي تعمل عليها ( غير مقفل ), وظهر صوت الكتروني ظلّ لنصف ثانية مؤكّداً نتاجاً الكترونياً قد حصل, فقالت ماري بجديّة: هاقد عطّلته! ولكنّك لن تستطع إستخدام قدرتك قبل ثلاث دقائق من زوال مفعول هذهِ الأداة

ليوناردو ساخراً وهو يغمض عينيه بإحباط:
هه يالِ هذا العناء, بالرغم من أنني سأظلّ مقيّداً

ماري بحزم: سيد ليوناردو, أرجو ألا تتواجه مع سيرا الآن, إنه أقوى بأضعاف المرات, لايُمكنك أن تتصدي له وحدك
لقد تسرّعت, لولا أنه لم يردك لغاية له لما كنتَ حيّاً اللحظة, أنتَ حتّى لم تستخدم العقار أليس كذلك؟

ليوناردو بشرود وهو ينظر إلى السقف: أعلم ذلك, لقد تهاونت ولكنه أغضبني!
لم أتناول شيئاً من ذلك العقار فلم أتوقع أن يكون سيرا نفسه متحوّلاً مجنوناً!

ماري بحزم: سيد ليوناردو حينما تخرج من هنا أرجو أن تساعد الصبية في الخروج من المركز

حوّل بعينيه إليها فأردفت:
هناك المختبر الرئيسيّ وبنك العقاقير, ومن هناك يقومون بإجراء التجارب, إنّ الفضائيين يعرفون ذلك و يتوقّع سيرا بنفسه أن ينقلبوا ضده قريباً, ولذلك فهو متجهّز بعقاقيره التي ستقتلهم

أبعدت خصلة من شعرها بأصابعها خلف أذنها, وعبثت بهاتفها النقّال وهي تقول: سأعطيك الرمز السرّي لسيرا, ومنه ستتمكن من الولوج لمستنداته وفك أقفاله حتى تتواصل مع البقية, يجب أن تفعل ذلك بسرعة حينما ألهيه وأخرجه من مكتبه

ليوناردو بحزم: لقد أخبرتني بأنّ مجموعة من المستوى الرابع تتوافد إلى هناك أحياناً
أتلمّحين بأنهم قد يلتقوا بالصبية هناك؟

ماري بجديّة: سيرا لايريد الاستفادة من قدراتهم فحسب واختزالها لدراسات وعقاقير أخرى, بل سيقوم بإهدائهم للفضائيين كإضحيات بدون قواهم فقد بدوا مهتمّين بهم بطريقة ما

اتسعت عينيّ ليوناردو فأردفت ماري بجديّة وهي تبعد عينيها عن هاتفها: وبعد أن يقومون بإلتهامهم سيقتل الفضائيين بعقاقيره, لذلك, ففضائيين المستوى الرابع سيواجهونهم حتماً

اهتزّت عينيّ ليوناردو بقلق, فقالت ماري بقلق:
وهناك أيضاً .. هناك أيضاً

حدّق بها ليوناردو بقلق ثم قال بجديّة: هناك أيضاً الجنود المنتشرين في كل مكان, والطائرات القتالية والسيارات المدرّعة إنه ليسَ من أجل الإمساك بنا أليسَ كذلك؟ هذا مُبالغ فيه!

حوّلت ماري عينيها نحوه بقلق فأكمل ليوناردو:
الأمر أكبر من ذلك! أليس كذلك؟

حدّقت به ماري بقلق وما إن حرّكت شفتيها لتنطق حتى تعالى صوت أحدهم: يالجرأتك!!!

أدارا برأسيهما نحو مصدر الصوت بسرعة, فكان سيرا يقف عند الباب بابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه, اتسعت عينيّ ماري وكذلك ليوناردو الذي لايزال مقيّداً.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس
  #90  
قديم 09-11-2016, 04:11 PM
 
الفصل الثالث والعشرون / 2




- يالجرأتك!!!

أدارا برأسيهما نحو مصدر الصوت بسرعة, فكان سيرا يقف عند الباب بابتسامة خبيثة ترتسم على وجهه, اتسعت عينيّ ماري وكذلك ليوناردو الذي لايزال مقيّداً, فقال سيرا بابتسامة خبيثة: تحبيّن الخداع بطريقة لبقة, روزا!

تراجعت ماري خطوة إلى الخلف وهي ترتجف, وفكّر ليوناردو بقلق: تباً!
لا أستطيع استخدامي قدرتي على التنقّل بعد لأفكّ هذا الشيء عني!!

حاول ليوناردو التحرر من قيده وهو يتحرّك بعشوائية على السرير, فيما بدا الخوف جليّاً على ماري وهي تقف متجمّدة بعينين تهتزان قلقاً أمام سيرا, سيرا بخبث: أتعلم بأنّ روزا هيَ من قامت بتنفيذ أمر قتل أخيك؟

اتسعت عينيّ ليوناردو, وارتبكت ماري وهي تقطّب حاجبيها, فقال سيرا بتأنٍ:
أمرتها بحقنة بعقّار قاتلٍ ففعلت دون تردد, هذهِ المرأة الفاسدة!

ففاجأها وهو يظهر أمامها مباشرة فجأة فشهقت هيّ وليوناردو في دهشة, ثم قال بحدّة: كنتُ اعلم بأنكِ تخونينني روزا, هه لا بل ماري, أردتُ أن أعرف إلى أي مدى ولكن هذا يتوقّف الآن!

أدركت ماري بنهايتها اللحظة, وتأكدت حينما شعرت به يغرس يده في جسدها وبألم فظيع يسري في أحشائها فصرخت, لقد راقب ليوناردو هذهِ اللحظة في يأس وعينيه متسعتان حيث لايزال على السرير, لم يكن قادراً اللحظة من الهروب ودماء ماري تتطاير في الهواء وقد استقرّ جزء منها على وجهه, وملابسه و شاشة الجهاز الالكتروني بالقرب

شهقت ماري متألمّة, وذراع سيرا المتحوّلة تخرج من ظهرها, رفع بذراعه فإذا بماري قد أصبحت معلّقة في الهواء بواسطة ذراعه, احتدّت عينه حيث تصادمت مع نظرة ليوناردو المفجوعة وهو غير قادر على التحرّك, فلوّح بذراعه بعنف لتتحرر ماري من يده وهي ترتطم على الأرض وهي تشهق, ودمائها تنتشر في أرجاء الحجرة حتى آخرها حيث وقعت

< رعب رعب مجزرة x.x1

شعرت ماري أنّها تلفظ أنفاسها الأخيرة, حيث دقات قلبها تتزايد بجنون مع دمائها التي لاتزال تسيل على الأرض, وبوجع شديد يلمّ بها حيث الفجوة في بطنها ممزّقة أحشائها, تنفّست بصعوبة وقد خرجت دماء أحشائها من فمها تسيل

نظر سيرا إليها قائلاً بحدّة: لم تعودي نافعة على كل حال فأعدائي على وشك الموت
ليوناردو الذي كان يراقب بذهول فكر: يا إلهي يجب أن أتحرر من هنا بسرعة!

تحرّكت عيناه بتوتّر في أرجاء الحجرة وهو يفكّر:
بسرعة! بسرعة!

أدار سيرا برأسه نحو ليوناردو قائلاً:
وأنت! سترافقني شخصيّاً

فوجيء حين لم يجده في السرير, أدار برأسه نحو ماري الملقاة أرضاً, فوجد ليوناردو بجانبها وقد تمكّن من استخدام قوته أخيراً, انحنى إليها وهو يقول: ماري! اصمدي!

وهو ينظر إلى وجهها المغطى بالدماء.. تذكّر فجأة وجه زوجته آني المغطّى بالدماء, اتسعت عينيه حين تّذكرها, لقد كان الوضع مشابهاً في ذلك الوقت! تذكّر مشهد موتها!! لكنه لم يسمح لذكراه أن تجرفه للماضي وهو في أزمة الآن

ماري بصوت متقطّع: آسفة.. لم أرد قتله ولكنه ..
ليوناردو بقلق: أعلم ذلك, لابأسَ عليكِ ماري

ثم لفظت نفسها الأخير بهدوء وضعف, شعر ليوناردو بالأسى نحوها وهو يقطّب حاجبيه, ثم رفع بعينيه نحو سيرا مقوّساً حاجبيه بحدة بغضب, بمزيج من مايفعله سيرا الآن وآلام الماضي, و.. ذكراه الحبيبة ..

فنهض والغضب يلفّ جسده, فهم سيرا بأنّ ليوناردو يرغب بقتاله فابتسم بثقة وهو يقول:
أنت لن تستسلم أليسَ كذلك؟ لا بأس سأريك شيئاً من قوتي!

ووقف بوضعية هجومية كما كان يفعل ليوناردو
وقال بحدة: سأصحّح ما أخطأته مع كريس!

< فكروا قليلاً من تتوقعون أن ينتصر ليوناردو أم سيرا ؟



بعد دمار جهات متفرقة من لندن تم نقل معظم المدنيين إلى وسط لندن وأخرجوا البعض منها, حيث كان دمار الأحياء والشوارع وحطامها لايزال مبعثراً مُخلّفاً أجساد الفضائيين الملقاة, قام الجنود المنتشرين في الأرجاء المزودين بأسلحتهم ودروعهم بإحاطة الجهات المختلفة, مفتّشين عن أي مدنيين مختبئين أو فضائيين متجولين, وفجأة ظهر الكثير منهم ! فضائيو المستوى الثاني والثالث انقضوا على الجنود, حاول الجنود التصدّي لهم بأسلحتهم ولكن البعض منهم هلك, وما إن شعر أحدهم بالنصر لقضائه على أحدهم حتى ينقضّ عليه آخر فيفتك به,وهكذا بدا الانقلاب في كل نواحي لندن

ومن جهة أخرى فقد كانا ليوناردو وسيرا يتقاتلان في تلك الحجرة التي ضاقت بقتالهما, كان ليوناردو يتفادا هجوم سيرا مستعملاً قدرته على التنقّل حالما يقع بصره على المكان المطلوب, وسيرا يواصل استهدافه بتلك القوة التي يخرجها من يده حتى أصابه فوقع ليوناردو أرضاً, لكنه لم يستسلم بل انتقل ليكون خلف سيرا وحاول مهاجمته بقبضة يده, إلاَ أنّ سيرا كان أقوى منه فأمسك بمعصمه, توتّر ليوناردو حيث شعر بأنه لامهرب, ثم شعر بقوة ما تسري في جسده بدأت من ذراعه, فصرخ متألماً حتى ألقى به سيرا على الأرض بقوة, تكوّر ليوناردو على نفسه ..

فقال سيرا بثقة:
إن كنتَ لاتزال تظن بأنّ بإمكانك هزيمتي فأعد تحليل قوتك مجدداً

ابتسم ساخراً وهو يقول:
ولكنّ ثقتك بنفسك تعجبني

حاول ليوناردو أن يعدّل وضعيته وهو يضع يده على بطنه, ورغم شعوره بالألم وهو يغمض أحد عينيه إلاً أنه قال بحزم:
أتعتقد فِعلاً بأنّك قادر على خداع الفضائيين وأنت الأعلم بذكائهم؟ لاتغترّ بنفسك كثيراً وبقدراتك فلابد أنّ الأرضّ والبشر ليسوا أوّل ضحاياهم, ولابد أنّهم سينقلبون عليك حينما تسنح لهم الفرصة

سيرا بابتسامة خبيثة وهو يتقدّم إليه:
ههه أنت تتحدث مثل كريس, ذلك الصبي قد بدا أحياناً وكأنه واحد منكم

كان ليوناردو يحاول الابتعاد من سيرا وهو يتراجع إلى الخلف, فقال سيرا بثقة وابتسامة واثقة: لقد كان لكريس نقطة ضعف واحدة ستودي بحياته حتماً, فلطالما كانت تحرّكه عاطفته التافهة, ولو أنه استمع إليّ لورثَ العالم من بعدي

ليوناردو ساخراً: هه يرثَ العالم!

سعل ليوناردو متوقفاً مكانه في حين كان سيرا لا يزال يتقدّم إليه, فمد يده إليه باسطاً كفه, فصرخ ليوناردو وهو يضع يديه على رأسه, توقّف سيرا حينما أصبح بجانبه تماماً وهو يقول: لاتقلق أنا لا أريدُ قتلك

احتدت نظرة عينيه وهو يقول:
سأعيد برمجتك فحسب, وأعطيكَ شيئاً ثميناً

< ركزوا بما قد يعنيه, ستظهر نقطة مهمة في آخر مشهد من القصة بشأنٍ ذلك

ظل ليوناردو يصرخ وهو يشعر بألم فضيع في رأسه, فقد كان يضغط على رأسه بقوة بيديه, وصراخه لايزال مستمرّاً, وكأنّ خلايا دماغه تتمزّق, وسيرا لايزال بوضعيته وينظر إليه بحدة

فجأة صوت إنذار تعالى وضوء أحمر خافت يومض تكراراً, وكأنّ خطراً ما يوشك أن يقترب !

فأبعد سيرا يده وهمس:
الحثالة!

نظر نحو ليوناردو التي توقّف عن الصراخ وهو يقول بثقة:
أراك لاحقاً

كان ليوناردو خار القوى تماماً وهو ينظر نحو سيرا, الذي استدار خارجاً من الحجرة, فأغمض عينيه وفقد وعيه, وماري ملقاة بالقرب ميتة



توجّه سيرا البوابة قاصداً بوابة مبنى البلدية حيث الفضائيين يهاجمون الناس, فتوقّف على السلالم الحلزونيّة حينما وقعت عينه على عين قائد الفضائيين الواقف هناك, وشعر الآخر به فبادله نظرة الحدّة, ثم أشار للبقية أن يتوقفوا عن الهجوم, تماماً قبل أن يدق أحدهم عنق أحد المدنيين

فقال الفضائيّ بصوتٍ وحشي:
عذراً كان علينا إحداث بعض الجلبة لإحضارك إلى هُنا

سيرا بجهوريّة وهو يقف على السلالم:
ماذا تريد الآن؟ ألا يكفي ما أعطيناك أياه؟

الفضائيّ ساخراً:
يكفي؟ لاشيء يكفي! لازلنا جوعى حضرة البشريّ

مالت ابتسامة سيرا قائلاً بثقة: لاتكن طمّاعاً!
إنّ تجاوز الحدود لأيّ شيء قد يعرّضك لعواقب وخيمة, التخمة مضرّة بالصحّة!

ضحك الفضائيّ ثم قال: نحن لسنا بشراً, سيد سيرا!
لسنا أرضيّون حتى, نحن نحبّ أن نأكل حتّى نُصابَ بالتخمة!

احتدت ملامح سيرا فأردف الفضائيّ: التخمة لن تضرنا أبداً, بل تزيدنا قوة!
احتدت ملامح الفضائيّ وهو يقول: نحن لن نتوقّف, حتى تعطينا مانريد

ومع اعتلاء حدة نبرة الفضائيّ فهمَ سيرا مقصده, فأشار بيده ليظهر الجنود محيطين بالمكان وهو يصوّبون عليه وعلى بقية الفضائيين, عن يمينهم وشمالهم وأمامهم و خلفهم بل حتى من فوقهم وقد بدا ان سيرا متجهّزاً مسبقاً

الفضائيّ باستنكار:
أتريد أن تعلن قتالك لنا سيد سيرا؟

سيرا بثقة:
أنتم فعلتم ذلك مُسبقاً حينما بدأتم هذا القتال!

الفضائيّ بثقة وحدة:
ستندم على ذلك! لايمكنك الوقوف في وجهنا!

سيرا بثقة:
مُهمّتكم تنتهي اليوم أيها الحُثالة!

أشار سيرا بيده فأطلق الجنود برصاصهم ليصيبوا جميع الفضائيين, ومن ضمنهم قائدهم التي أصابت كتفه اليسرى وأخرى أصابت ساقه اليمنى, فسقط جاثياً على ركبتيه

نزل سيرا السلالم بتمهّل وثقة وهو يقول بجهوريّة: ظننتم بأنكّم مسيطرين على الأرض, ولكنّ كلاّ, فقد كنتُ على علمٍ بنواياكم ولايمكنكم الانتصار على عقلٍ بشريّ مهما بلغت قدراتكم! إنها ليست رصاصات عاديّة كما ترَ, فهي خاصة بكم وتحتوي على عقارات تزيل قواكم, نحن البشر أفضل وأقوى حينما ُزوّد بخلاياكم وتتظور مهاراتنا وقدراتنا العقلية والجسديّة

سار بسرعة وكأنه قد اختفى من مكانه ليكون مقابل الفضائيّ في لمحة عين, ثم قال بثقة: لايُمكنكم الانتصار علينا! لايمكنكم الانتصار عليّ!

ظلّ الفضائيّ ينظر إليه ودمائه الخضراء تسيل على جسده, فرفع سيرا مسدّساً صغير ووجهه نحو الفضائيّ قائلاً بحدة: أيها الحُثالة!

وأطلق مسدسه لتنطلق الراصة نحو رأسه تماماً نحو جبينه تحديداً, فكردة فعل لا إرادية من جسده فقد اندفع إلى الخلف مرتطماً بالأرض, تقدّم سيراً ببطء نحوه وحدّق بوجهه ثم قال بحدّة: حُثالة!

فجأة أمسك بقدمه! اتسعت عينيّ سيرا متفاجئاً من يد الفضائيّ الميت تمسك بكاحله, ظلّ يحدّق ليتأكد مما يراه إذا بالفضائيّ يتحرّك !

فوجئ الجميع, الجنود والمدنيين المختبئون بنهوض الفضائيين حولهم بعد أن ظنّوا أنهم قد ماتوا, ظلّ سيرا يقف مكانه ينظر بذهول نحو الفضائيّ الذي وقف ببطء أمامه شيئاً فشئياً, وهو يقول: أظننتَ بأنني لم أتجهزّ لانقلابك ضدّي أيها البشريّ

احتدت نظرة سيرا حيث بدا عليه القلق بعض الشيء
فقال الفضائيّ بحدّة: سيد سيرا.. لقد كنّا نعلم بما تخطط له!


نهاية الفصل الثالث والعشرون



أبطالنا أصبحوا في قبضة الأعداء
والفضائيون ينقلبون ضد سيرا
ماتت ماري, وليوناردو فقد وعيه بعد أن تمت هزيمته من قبل سيرا

المواجهة بين سيرا والفضائيون من تتوقعون أن ينتصر؟
من تتمنون أن ينتصر ؟

بقي من الأحداث ثلاثة فصول مثيرة
قد يموت فيها شخص مهم آخر, وقد تحدث معجزات وسط هذهِ الحرب التي ستزداد حدة
بين الفضائيين والبشر ~

شخصيتين من أبطالنا التسعة سيتوقّف نبض قلوبهم مع صخب الإثارة بشكل غير متوقع
من تتوقعون ياترى ..؟

فليضع كل واحد منكم بباله شخصية يحبها لايريدها أن تموت وشخصية من الممكن أن يتخلى عنها لتموت





__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 09-11-2016 الساعة 04:23 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
◘♣♠♦♥مشــــــــــــــاركتي بمســـابقة أجمـــل توقــــــــــــــــــــيع ♣♦♣♥♣♠•♦☻◘ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy ألغاز 3 10-31-2013 12:21 AM
شفاطات حمامات - شفاطات السقف – شفاط حمام - شفاطات اسقف – مرواح الشفط الصناعيه - مرواح الشفط والتهويه – مرواح شفط سقفيه builtin44 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 02-05-2013 04:00 PM
♣♠♦♥رمــــــــزيات وتوووووووواقيع أنمــــــي من تجــميعي نــادر جدا ♣♦♣♥ Prïñcëŝŝ Đe Çrãzy صور أنمي 13 01-13-2013 07:14 PM
♠قصه عن انمي ناروتو ❤{♣ s+s♣, n+h ♣, i+s♣}❤♠ Ńεω ₥óØòŋ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 80 10-10-2012 07:05 AM
♣♠♣ عندما نعشق من ليس لنا ♣♠♣ ღ« يكفي عتب « ღ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-03-2012 05:47 PM


الساعة الآن 01:50 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011