|
روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
مازلتُ مريضٌا بكِ : للكاتبة Night Breeze مرحباً أعزائي من جديد...... أضع بين أيديكم اليوم....رواية جديدة من رواياتي.....أتمنى أن تنال اعجابكم....تحياتي....ونبدأ مع الفصل الأول.... "ما زلت مريضاً بكي!" Night Breeze الفهرس : الفصل الأول الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع الفصل الخامس الفصل السادس الفصل السابع الفصل الثامن الفصل التاسع الفصل العاشر الفصل الحادي عشر الفصل الثاني عشر الفصل الثالث عشر الفصل الرابع عشر الفصل الخامس عشر الفصل السادس عشر الفصل السابع عشر الفصل الثامن عشر الفصل التاسع عشر الفصل الاول " الكعكة الهاربة!" تتجمع الصديقات الاربع في منزل أماندا.....والتي تعيش عائلتها في الريف....مما يغري الصديقات بالنزهات والرحلات المتميزة..والطبيعة الخلابة...التي لن يروا لها مثيلاً....الا في الريف!!!!! وبينما تتجول الفتيات في ارجاء المزرعة....يطل عليهن فجأة..ذلك الرجل الاسمر...وقد أسر الفتيات بطلته وحضوره الطاغي ورجولته المدمرة....وهو يتهادى فوق حصانه بخيلاء وثقة تكاد تصل الغرور....... " آه ..ها هو أندرو!" تصيح أماندا بفرح....... تقوم أماندا بتعريف صديقاتها الى شقيقها والذي يكبرها بعدة أعوام.....وقد ظهرت على وجوههن امارات الاعجاب ....ويلمس هو طرف قبعته لتحيتهن.....لكنه يتذكر فيقول :" ألم تذكري ثلاث صديقات؟؟أم أنني مخطئ!" " كلا...هناك لوسي...لكنني لا أعرف أين هي....لقد ذهلت من حياة الريف التي لم تعتد عليها أبداً...ومنذ جولتنا في المزرعة وهي تتركنا وتنفرد بالاشياء بذاتها....وهي تتعجب من كل ماتراه..." علقت اليانور:" كأنها أليس في بلاد العجائب" وضحكت الفتيات على تعليق اليانور...واليانور الشخصية العدائية والشقية...المثيرة للمشاكل في المجموعة!....لكنها ذات جمال صارخ يذهب بالعقول,..وشخصية منفتحة..مغرية!!! وبينما كانت الفتيات مشغولات بالضحك, نظر أندرو الى البعيد وقد لمح فتاة هاربة في مزرعة الدجاج....تركض في جميع الاتجاهات وهي تصرخ طالبة النجدة....بينما يجري وراءها سرب دجاج كامل......ماهذا الذي في يدها؟؟؟آه..انها تمسك كيساً من الحبوب.....اذن كانت الدجاجات تجري خلف عشائهن..... لم يستطع منع نفسه من الابتسام...ثم مالبث أن قال:" أيعقل أن تكون فتاة الدجاج تلك...هي الصديقة المختفية؟؟؟" التفتت الفتيات بسرعة للخلف..وما ان وقعت اعينيهن عليها...حتى صرخت أماندا:" آه...انها لوسي..ولكن؟؟ماذا يحدث؟؟" مشى أندرو على ظهر حصانه باتجاهها سابقاً الفتيات....وما ان أصبح على مسافة قريبة من السياج....صرخ قائلا.."ماذا تفعلين؟؟!!" صرخت بذعر:" أووه!! ساعدني أرجوك..!!!....." قال ووميض التسلية في عينيه:" هل تحبين اللعب مع الدجاجات ؟" اغتاظت...وصرخت قائلة:" تعال ساعدني بدلاً من سخريتك علي....واجعل هذه الدجاجات الحمقاء تتركني وشأني؟؟لم تلحقني...يا الهي!!لقد تعبت" " أرم الكيس الذي بيدك....فتترككي وشأنك!" ودون تفكير..نفذت ما طلبه منها بسرعة..وألقت بالكيس وهربت.....ولما نظرت وراءها وجدت الدجاجات وقد كفت عن اللحاق بها وانهمكن بالاكل.... " أووه يا الهي....." لكنها حينما حاولت الخروج ..وجدت أنها لن تستطيع ذلك! فباب السياج يقع في الجهة المقابلة لها...اذاً عليها أن تمر عبر هذا السرب المخيف ثانية لتخرج من هنا..... " أووه..ماذا سأفعل؟" قال بتثاقل:" باب السياج من هناك..!" وهو يشير باصبعه..... " أنا أعرف....ولكن...أليس من وسيلة أخرى؟؟" " كلا..هذا هو المخرج الوحيد!!" "قال مبتسماً.. ارتعدت لوسي:" ولكن كيف سأمر عبر هذه الدجاجات المريعة!!" اتسعت ابتسامته أكثر:" هي لن تأكلكي!!" نظرت اليه بحقد.....ثم عادت وصلت في داخلها أن تلتهي الدجاجات بطعامهن ولا يلحظنها....بدأت بالسير وساقاها تضرب بريش الدجاج....فترتجف لوسي ويقشعر بدنها....صرخت برعب..."أووه... يا الهي! كم هذا مريع!! " قال بصوت واثق:"...أنتي جيدة حتى الآن!!.. استمري " " .ابتعدي عني...أيتها الدجاجة الحمقاء!" وهي تبعد احدى الدجاجات عنها...وقد خرجت من السرب..لكن دجاجة او اثنتين عادتا لملاحقتها..وما ان تنبهت لذلك حتى عادت للصراخ...والجري...ووصلت باب السياج فأخذت تحاول فتحه..ولكن دون جدوى....وهي ترتعد خوفاً....وتصرخ طلباً للنجدة.... لكن الباب فتح فجأة...فاندفعت خارجة وتعلقت بذلك الجسد القوي الماثل أمامها.....وهي ما تزال تنظر ناحية الدجاجتين اللتين أغلق الباب في وجهيهما ...... وحينما أحست بالامان..استدركت ماهي فيه...ونظرت الى هذا الذي تعانقه دون حياء.....أووه..كم يبدو مثيراً للاعصاب...ويقطع الانفاس....لكن نظرة السخرية في عينيه وابتسامة الاستهزاء التي كست شفتيه..جعلتها تنفر وتجذب نفسها منه..... وفي هذه اللحظة وصلت صديقاتها....ومع أنهن كن قلقات...الا أنهن لم يستطعن منع انفسهن من الضحك..وبشدة... " هذا ليس مضحكاً..لقد كدت أموت من الذعر..خاصة حينما تحتك ريشات الدجاجات المريعات بساقي!!أوووه" وهي ترتعد..... " ربما لو كان فستانكي أطول بقليل...(وهو ينظر)..بل بكثير...لما حصل ذلك!!" قال هذا وهو يتفحصها بنظرة وقحة من رأسها وحتى أخمص قدميها.... وهنا تدخلت أماندا...:" أه..نسيت أن أعرفكما ببعضيكما....لوسي هذا شقيقي الاكبر..."أندرو" ...أندرو...كما سبق واكتشفت...هذه صديقتنا المفقودة.لوسي!!" لمس قبعته بطرف يده قائلا " تشرفنا أيتها الكعكة الهاربة!!!" وانفجرت الفتيات بالضحك من جديد.... " لم تنسي أماندا أن تخبرينا عن وجود شقيق لكي وحسب...بل وكم هو خفيف الظل أيضا!!!!" محاولة الرد على ملاحظته اللاذعة.... وعادت الفتيات للضحك من جديد.....بينما لاحت طيف ابتسامة على وجه أندرو وهو ينسحب ليودع حصانه الاسطبل....... التعديل الأخير تم بواسطة Snow. ; 03-30-2017 الساعة 06:12 PM |
#2
| ||
| ||
الفصل الثاني " هل تجرؤ؟" دخل الجميع الى المنزل..فقد حان موعد العشاء...ولما التف الجميع حول المائدة,..بدأت الفتيات بقص ما حدث للوسي على السيد والسيدة ماير.....فانفجر الجميع بالضحك...الا لوسي التي كانت عابسة!..لقد كانت خائفة حقاً....فلم كل هذا الضحك الآن!!! لكن شخصاً واحداً فقط...لم يشارك الجميع الضحك بل اكتفى بالابتسام وهو يحدق فيها خلسة....ثم قال " أبي...ما أخبار المزرعة الجنوبية؟؟؟" " أوه يا بني...هناك فوضى عارمة..لست أعرف لم لا يستطيعون......" حينها تنفست لوسي الصعداء....هاقد نسوا قصتها ووجدوا أمراً آخراً للتحدث فيه....يمكنها أن تشكر أندرو على ذلك...ولكنها لن تفعل....فهو مغرور بما فيه الكفاية!!! وبعد العشاء..اجتمعت الاسرة في غرفة الضيوف من اجل تناول القهوة...فاقترحت عليهم اماندا ان يستمعوا لعزف كيتي على البيانو..وبالرغم من أنها كانت محرجة جداً..الا أنها وافقت تحت اصرار الجميع...وبدأت تعزف اعذب الالحان....كان اندرو يجلس على حافة النافذة ويرفع الفنجان الى شفتيه تارة...ويحدق بكيتي.....تارة أخرى!!! لم تدر لوسي لم أزعجها ذلك....أتراه تعجبه كيتي؟؟حسناً هي فتاة جميلة ورائعة..ومع أنها خجولة قليلاً..الا أنها طيبة القلب!! كيتي ذات الشعر الاشقر الطويل...والعينين الخضراوين الطفوليتين....كانت القلب الطيب في هذه الشلة...وحلالة المشاكل....وبالاخص مشاكل القلب.....فكانت كل الفتيات يلجأن اليها حينما تصادفهن اي مشكلة.... وحينما انتهت صفق لها الجميع بحماسة....حينها قفزت أماندا..لتعلن بأن لوسي ستؤدي فقرة جميلة مع غيتارها...بهتت لوسي..واعتذرت بحجة انها ليست بتلك المهارة....فبعد عزف كيتي الرقيق...العذب...هل يتوقعون منها أن تعزف على غيتارها بكل بساطة؟؟وماهي الا مبتدئة....بالتأكيد ستكون موضع سخريتهم وبالاخص ذاك النمر الذي يحدق فيها الآن بغموض...وهو يبتسم بمكر..... " هيا لوسي!!" " آه..حسناً ربما في وقت آخر....فالغيتار الآن في غرفتي..ولن أستط..." لكنها بهتت فجأة حينما رأت أماندا تسحب الغيتار من خلف كرسيها..... ابتسمت لوسي بغيظ:" أرى أنكي خططتي لكل شيء أماندا!" " والآن لا حجة لكي أيتها الكعكة الهاربة!!"قال أندرو بتسلية.... نظرت اليه بشزر وهي تبتسم بغيظ... " حسناً...! ان كنتم تصرون....!" وهي تمسك غيتارها بتوتر.... جلست على كرسي واحتضنت غيتارها ..وبدأت أصابعها تعبث بأوتار الغيتار..فتنبعث أحلى الالحان وأشجاها....ويبدو انها انسجمت فماعادت تشعر بوجود أحد غيرها...أغمضت عينيها وهي تحرك رأسها مع ألحان معزوفتها.....كان اندرو يحدق بها...ثم نهض من مكانه واقترب حتى أصبح الى جانبها تقريباً........ ولما انتهت أدركت انها كانت في عالم آخر....ففتحت عينيها..لتجده بهذا القرب منها...ولكن الجميع ضج بالتصفيق والتشجيع... قال لها بصوت هادئ" لم أسمع هذه المقطوعة قبلاً!! لمن هي؟؟" نظرت اليه بترقب:" هل أعجبتك؟؟" " لا بأس بها!! " أثارها مرة أخرى:" انها من تأليفي!!" لوى شفتيه بتعجب...:" هذا مثير!" "شكراً!!" قالت بغيظ...والتفتت لتذهب...وتلحق بالاخرين...لكن كلماته استوقفتها..:" انها تشبهكي.........فهي حالمة..وشقية!! مزعجة....وعذبة!...أجل...تشبهكي" قال ذلك بجانب أذنها ثم خرج ....تاركاً اياه تغرق في بحر من الحيرة.......حتى اتت اماندا وجذبتها من ذراعها...قاطعة عليها تلك اللحظة الحالمة!!! يخلد الجميع الى النوم..لكن الفتيات يرغبن بالقليل من المرح بعد!...فيقمن بلعب لعبة "هل تجرؤ؟" وفي هذه اللعبة يقوم شخص بالعمل على ادارة زجاجة فارغة على الارض... والتي تشير اليها قاعدة الزجاجة تقوم باختراع التحدي الذي على من تشير اليها رأس الزجاجة أن تنفذه أو تنسحب!!..وبالتالي تخرج من اللعبة! وهكذا استمر اللعب لساعات وساعات... والضحك متواصل طوال الليل....حتى أخيراً خرجت كل من أماندا وكيتي....وظل الصراع بين اليانور ولوسي...ولما كان دور اليانور في رمي التحدي...قامت بما هو غير متوقع......فتحدت لوسي ان تنزل للحديقة خارج المنزل...وتحضر لها زهرة صفراء...ولكن؟؟؟؟؟؟؟...وهي بقميص نومها القصير الشفاف...وأيضا حافية القدمين... صرخت أماندا:" أنتي مجنونة اليانور.....هذا لا يعقل!!" وافقتها كيتي:" هذا صحيح اليانور! لقد كنتي مجنونة طوال الليل بتحدياتك المحرجة...ولكن هذا الأكثر جنوناً..هل فقدتي عقلكي؟؟!!" ابتسمت اليانور بمكر:" لم تسمى هذه اللعبة (بهل تجرؤ) عبثاً!! عليها أن تكون مثيرة!!" وقفت لوسي بتحدي:" أنا موافقة!!" صرخت بها أماندا:" لوسي..أنتي لستي جادة!! سوف تتجمدين من البرد!!" عقبت اليانور بدهاء:" كلامها صحيح لوسي.....ربما من الافضل أن تنسحبي!!" ابتسمت لوسي بتحدي:" أبداً!! ربما أنتي لا تعرفين اليانور..بأنني أكثر جنوناً منكي!!وأنتي لن تربحي الا على جثتي!!" هزت كتفيها بلا مبالاة:" أرنا مهارتك اذا!!" حاولت كل من أماندا وكيتي ثني لوسي عن ما ستفعله....أو على الاقل اقناع اليانور بالسماح للوسي بارتداء روب خفيف فوق قميص نومها الوردي....ولكن اليانور رفضت بشدة.....هي للحق, كانت تتوقع انسحاب لوسي...لهذا شددت عليها الشروط....ولم تعرف كم كانت لوسي مصرة وجادة في تنفيذ التحدي!!! وفي النهاية كانت لوسي تنزل الدرج على أطراف أصابعها حتى لا توقظ أحداً...حتماً سيكون الموقف بغاية الاحراج..ان رأها أحد على هذه الصورة....... فتحت باب المنزل....فهبت عليها نسائم الليل لتلفحها بشدة.....ارتجفت لوسي...ولكنها لن تسمح لتلك المتكبرة اليانور بالفوز عليها...أبداً.... بدأت تخطو خارج المنزل....وقد تلطخت قدماها الصغيرتان بالتراب...حتى وصلت الحديقة....وراحت تبحث عن تلك الزهرة الصفراء...ولم تجدها!! انتصبت فجأة وهي تضم ذراعيها حول نفسها....وقد كانت ترتجف من شدة البرد....." أين تلك الزهرة اللعينة؟؟" " هل هناك أحد؟؟" التفت بذعر لترى خلفها.......أندرو؟؟؟؟؟.....كاد قلبها يتوقف....خاصة وهو ينظر اليها بتلك النظرات المتفحصة الساخرة... " أنها أنتي اذاً ايتها الكعكة الهاربة!! ولكن ما هذا بحق السماء؟؟؟هل أنتي معتادة على التجول هكذا تحت ضوء القمر..؟؟" شعرت بأشد الحرج وهو ينظر اليها ويفصل جسدها الذي لا يستره الكثير...نظرت اليه وقالت بتوتر:" أليس لديكم هنا زهور صفراء؟؟؟" بدت الدهشة على ملامح وجهه:" أستمحيكي عذراً؟؟" قالت وهي تتحرك في مكانها من أجل بعض الدفء:" اسمع...ان كنت تعرف فدلني عليها..لأنني أكاد أتجمد...وان لم تعرف....فاتركني وشأني....فلست بحاجة الى من يأخرني!!" وهي تعود لتغوص بقدمها في تربة طينية......" آه..تباً!!" ظهرت التسلية في عينيه.....ومنع نفسه من الضحك بصعوبة.." هذا منظر لا يراه المرء كل يوم!!" نظرت اليه بحقد:" أنت مسرور حقاً!ها؟؟" نظر اليها...كانت شفتاها ترتجفان...:" حسناً هذا يكفي..أنت مجنونة بالقدر الذي يتطلب التدخل!!" وهو يخلع سترته ويحاول ان يلقيها على كتفيها..... لكنها ابتعدت..." لا!! سوف أخسر هكذا!!" " تخسرين؟؟ لا أكترث بأي لعبة تلعبينها أيتها المجنونة؟؟؟سوف تتجمدين من البرد...والآن اقتربي هنا...فقد بدأ صبري ينفذ!" " أنت لا تفهم....نحن نلعب لعبة " هل تجرؤ" واليانور تحدتني هذا التحدي....والذي قد يفسر لك بأنني لست مجنونة أو مشعوذة تقوم بأحدى طقوسها في اليالي المقمرة.......ساعدني في العثور على تلك الزهرة...لا يمكنني تركها تهزمني!!" قال بصوت محتد:" أنتما مجنونتان ولاشك!! وسوف يكون لي كلام مع أماندا بشأن مثل هذه السخافات.....لكن هنا في هذا البيت...ذلك مرفوض!! تعالي هنا!!" " لا!!" وهي تحاول الابتعاد...فغرز شيء ما في قدمها...فوقعت أرضاً وصرخت متألمة........ " أووه.. أيتها الحمقاء؟؟" وهو يقترب منها...ليرى قدمها...لكن الظلام كان دامساً..فلم يستطع رؤية أي شيء...سوا بعض الدماء.... نظر اليها بغضب وهو يرغب بدق عنقها:" وتمشين حافية أيضاً؟؟؟" قالت ودموعها تنساب بألم:" هكذا كان التحدي!!" " اللعنة على هذا التحدي! أنتم مجانين....!" قال ذلك وهو يلفها بسترته....ثم يحملها بين ذراعيه....ويسير بها الى المنزل.... أطرقت محرجة:" أنا آسفة!! هل آلمت ذراعيك؟" قال بجفاء:" هل هذه طريقة غير مباشرة.... لتعرفي ان كنتي ثقيلة الوزن؟؟؟حسناً..لا تقلقي..فأنتي أخف من الريشة!!" أشاحت بوجهها عنه..فهو لا يطاق!..تباً لاليانور....هاقد أذت نفسها وخسرت الرهان أيضاً...... أجلسها على كرسي في المطبخ...وهبط الى جانب قدمها المصابة ورفعها...ليتفحصها....فوجد بأن هناك جرحاً في قدمها جراء غصن صغير..لكنه كان بسيطاً....عمد الى تطهيره وتنظيفه.....ثم بدأ بمسح قدمها الصغيرة....ولم تدر لم توترت هي من لمسة يديه القويتين...... وما ان انتهى...حتى أعاد الكرة مع قدمها الاخرى....ومع انها حاولت الاعتراض الا أنه لم يلتفت لها.....وأخيراً أحست بأصابعه تمشي على باطن قدمها.....وهو يقول بغموض:" لم أر في حياتي...قدمين عاجيتين ناعمتين كهاتين!!" توترت لوسي وهي تستمتع اليه...لكنه تركهما فجأة قائلاً بسخريته المعتادة:" أرى بأنكي لم تعرفي سوا الرفاهية في حياتكي....أيتها الاميرة!" نظرت اليه بحنق..ولكنها سعلت فجأة....فتنبه الى ما ترتديه....اقترب منها وهو يتساءل باهتمام " هل تشعرين بالبرد؟؟" كانت حقاً ترتجف:" أجل!!" " اذاً من الافضل أن تأخذي حماماً ساخناً وتبدلي ثيابكي الرقيقة هذه!! مع أنها كانت رائعة...طبعاً قبل أن تختلط بالطين!!!" قال بمكر وهو يبتسم..... أثارت كلماته حنقها...فآثرت الصمت....الذنب ذنبها أولاً وآخراً....!وبدون سابق انذار...قام برفعها على ذراعيه.... " كلا...انزلني من فضلك!!" لكنه لم يكترث...بل صعد بها حتى باب غرفتها....ثم أنزلها..." والآن...لامزيد من العاب المراهقة....وأظنكي تتفقين معي في ذلك!!" ثم التفت وغادر سريعاً......" أي مغرور هو؟!!" وقبل أن تمسك بمقبض الباب...كان الباب قد فتح...وظهرت منه صديقاتها..التي بدا عليهن مشاعر متضاربة...الرعب والقلق ....الضحك...والسخرية.....أدخلنها وأغلقن الباب خلفهن سريعاً! |
#3
| ||
| ||
الفصل الثالث " التحدي!" وفي اليوم التالي...يتم التخطيط للذهاب في نزهة مع الفتيات....لكن ما ان تفتح لوسي عينيها حتى تشعر بوهن وثقل في اجفانها...وحرارة مرتفعة!! حسناً..كان واضحاً بأنها مرضت نتيجة التحدي الرائع ليلة الامس!!! ولكنها لم ترغب في تعطيل برنامج الفتيات..خاصة وقد لاحظت مدى حماستهن للقيام بمثل هذه النزهة.... لكن السيد والسيدة ماير..يرفضان الذهاب دون وجود شخص يعتني بلوسي...ولم تكد السيدة سارة تنهي جملتها حتى أطل أندرو من الباب متسائلاً: " تحتاجون لمن....ومن أجل العناية بمن؟؟" أجابت اليانور:" نحتاج لشخص يعتني بلوسي...بينما قوم نحن بنزهتنا التي خططنا لها بالامس!!!" ظهر الاهتمام على وجهه:" لوسي مريضة؟؟؟ " أجابت السيدة سارة:" أجل عزيزي..وهي ترفض ان تعطل نزهتنا!!لكننا قلقون من بقائها وحيدة ومريضة هنا!" " لا تقلقي أمي...أنا سأهتم بها!!" اتسعت كل العيون محدقة به, فقال بارتباك:" وهل قلت شيئاً خاطئأً؟" أجابت اليانور:" ألن ترافقنا؟؟؟" نظر اليها أندرو نظرة ذات مغزى....فهي المسؤولة الاولى عن جعل لوسي طريحة الفراش.... " كلا اليانور...فلدي أعمال هنا علي أن أنهيها...!" وهنا علق السيد ماير بابتسامة:" حسن اذاً.....فليستعد الجميع..سننطلق خلال دقائق!!!" وحينما غادر الجميع........... يتجه الى المطبخ ويحضر الفطور لها...ولاينسى وضع زهرة صفراء..على صينية الطعام..حتى تحسن شهيتها!!!لقد فكر في كل شيء اذاً!!! صعد الى غرفتها ....وطرق الباب أكثر من مرة..ثم دخل......وضع الصينية جانباً..ثم وقف ينظر اليها......وهو يبتسم ضاحكاً..... لم يرى في حياته من هي تنام هكذا.....!!انه غير قادر على تحديد مكان رأسها من أقدامها....من ذراعيها؟؟؟انها تنام بفوضوية تامة!!!! اقترب منها...ليوقظها..وهو محتار...كيف سيفعل هذا!!! حتى نفد صبره أخيراً.....فجذب الغطاء بأكمله عنها...مما جعلها تقفز مرتعدة...من الذعر والبرد!!! وما ان وقعت عينيها عليه... :" كيف تجرؤ على فعل هذا!!!ثم لم أنت في غرفتي؟؟؟" ترك الغطاء من يده...واقترب ليجلس على حافة السرير..... " أعتذر حقاً! لكنكي تنامين بطريقة غريبة...جعلت من الصعب علي ايقاظكي!!" ابتسم بمكر وهو يلاحظ مدى ارتباكها.....,فقالت متلعثمة:" هذا.....هذا...ليس من شأنك!!! ولا يبرر لك اقتحامك لغرفتي بهذا الشكل!!" " اقتحام؟؟؟ انكي تشاهدين الكثير من الافلام...ياصغيرتي!!" كانت على وشك قول شيء سيء حقاً..لكنها سعلت فجأة.... " حسناً انتهينا من حركات المراهقة الآن....انتي مريضة وأنا هنا للاعتناء بكي...لم يرض والدي المغادرة حتى تأكدا من وجود من يفعل ذلك...وسواء أعجبكي ذلك أم لم يعجبكي....فسأقوم أنا به!!!" قالت مندهشة:" هل تهددني يا هذا؟؟" نظر اليها بجمود مما أخافها قليلاً:" لدي اسم....وأنتي تعرفينه جيداً....!" حاولت تجاهل تلك النبرة الساخطة:" حسناً يا سيد أندرو!! هل من الممكن ان تخرج وتدعني انام...وبهذا توفر علينا مزيداً من الازعاج والتعب!!!" وهي تجذب غطاءها اليها من جديد وتحاول الاستلقاء...... لكنه عاد فجذبه عنها......فصاحت قائلة:" اتركني وشأني!!!" يبدو أنه لم يعد قادراً على تحمل مزاجها السيء أكثر من هذا:" أوووه لوس!! آخر ما تريدينه هو اثارة غضبي...وصدقيني ان ذلك قريب...قريب جداً!!" ومع ان كلامه أخافها:" أنا ..لا أخاف منك...!!فأنت ببساطة مجرد.." قاطعها بغضب:" حذار!!!" ابتلعت ماكانت على وشك قوله....واكتفت بالنظر الى ملامح وجهه المشدودة.... نهض من مكانه وحمل اليها صينية الفطور...." والآن ستتناولين هذا كله...ومن بعده الدواء...!ثم تنامين قليلاً!!" " هذا رائع!!تخطط لي كل شيء...لم لا تحشر طعامك هذا في فمي....ورغماً عني؟؟؟لأنني ببساطة....لن أكل!!!" قال بغيظ:" اممم!! ليست فكرة سيئة أبداً!!!" تراجعت لوسي الى الخلف...وهي تراه يمسك بقطعة التوست ويقترب منها... " لاتمزح معي أندرو؟؟" كان صوتها يرتجف....مع انها حاولت ان يبدو واثقاً ..هازئاً.... " وهل يبدو لكي أنني أمزح؟؟" قال بغضب..... " حسناً..حسناً...سأتناول فطوري....ولكن وحدي!!" عاد للجلوس ...." سأظل هنا ريثما تنتهي!!هيا الآن..." بدا الحنق على وجهها:" هيا الآن...أهكذا تعتني بالمريض؟؟؟أشعر وكأنني في معسكر!!!" بدت الابتسامة ترتسم على وجهه:" تتراجعين فوراً حالما تشعرين بالخطر...!!فتاة ماكرة!!" " حسناً...لم ترى وجهك..كم هو مخيف وأنت غاضب!!!" اتسعت ابتسامته أكثر....." ولم تري وجهكي حينها أيضاً!" ارتبكت باحراج, لكنها قالت بحنق:" لقد أخفتني!!!فكيف تتوقع أن يصبح وجهي!!" قال بهدوء وبابتسامة ناعمة:" كما لم أتوقع أن أراه قبلاً.....رائعاً..يضج بالانوثة والسحر!!" رفعت رأسها اليه مندهشة..., وحينها تذكرت...بأنها تجلس أمامه ..مشعثة الشعر...وبوجه شاحب....لم تغسله بعد!!! " أووه...أنا..؟؟عذراً...(وهي تضع يدها على رأسها...وتبتسم باحراج)..من المؤكد أنني أبدو لك كفزاعة...!" " فزاعة؟؟؟ان كانت هكذا الفزاعات..فعلي البدأ باقتنائها!!!" ابتسمت وقالت بنبرة عدم تصديق..:" آه...أجل!! مقنع للغاية!!!اذن....هل تظن أن بامكانك الخروج للحظات.....علي الذهاب...للحمام!!!!!" ضحك رغماً عنه.....:" حسناً...سأترككي..على ان تنهي فطورك وتتناولي دوائك...هاهو بجانب فنجان القهوة....اتفقنا!!!؟؟" " اتفقنا....أيتها الممرضة الجميلة!!!" قالت بسخرية..... لكنه انفجر ضاحكاً......وهو يغادر...وذلك لم يغظها...بل على العكس...لقد راحت تبتسم هي الاخرى رغماً عنها!!ما بالها؟؟؟هل بدأ وجوده يعجبها؟؟؟وهل بدأت تحب مشاكساته وانتقاداته لها؟؟؟؟ " آه..لوسي....كفاكي سخافات" قالت ذلك وهي تنهض لتستعد ...لما يبدو ...يوماً حافلاً!!! وبعد انقضاء فترة العصر...يعود ليتفقدها....فيجدها تجلس في سريرها بملل...وهي لا تدري ماذا تفعل!!! " كيف حال النمرة الشرسة؟؟؟؟" نظرت اليه وقد سرها وجوده...فهي تعاني مللاً فظيعاً بالجلوس هكذا في سريرها...دون حراك...:" هل جاءت الممرضة المجتهدة للاطمئنان على مريضتها؟؟" ابتسم واقترب منها:" سخريتكي لاذعة يا فتاة...وتحتاجين لمن يهذبها لكي!!" " انك من يحب استفزازي!!!مع العلم بأنني المريضة هنا..ويتوجب عليك مراعاة مشاعري!!ولكن..كيف تفعل ذلك؟؟؟ الكاوبوي المتسلط العنيد....كيف يمكن أن يراعي مشاعر آنسة رقيقة مثلي!!" ضحك طويلاً...ثم جلس الى جانبها:" اذن الانسة الصغيرة الرقيقة....تشعر بالملل!!! حسناً.....ربما يمكننا معالجة ذلك!!!" ابتسم أكثر..حينما لاحظ الفضول والترقب في عينيها...:" ماذا سنفعل؟؟؟؟" تساءلت بحماس.... " كبداية!! سنعمل على اخراجكي من غرفتك....فيبدو لي أنكي مللت التحديق في السقف!!لا؟؟" أجابت برأسها مؤكدة:" أوه...بلى..., كثيراً!!! " " حسناً اذاً!" قال ذلك ثم أزاح الغطاء جانباً....وهو ينهض ويحضر روبها الدافئ...:" ارتدي هذا!" أطاعته وارتدت حذاءها المنزلي الصوفي.....وعادت للجلوس على السرير.... " والآن ماذا؟؟؟" اقترب منها وحملها بين ذراعيه..لكنها اعترضت كثيراً.......وحاولت النزول... " أندرو لم نتفق على هذا...أوووه!!أندرو! أنزلني!!!" "ان لم تهدأي فستتسببين بوقوع كلينا عن السلم!!!" " أووه....كان يجب ان أعلم بأنك لن تتغير!!!" ابتسم:" لا...لن أتغير أبداً...كوني واثقة!!!!" وصل بها غرفة الضيوف....ووضعها في كرسي مريح....له مسند صغير لترفع ساقيها عليه..... ثم وضع عليها بطانية قطنية....من باب الاحتياط..... كانت هي تنظر اليه وتراقب مايفعل..وهي حائرة...فلماذا يهتم بها هكذا؟ ويتعب نفسه في العناية بها؟؟؟بالطبع من أجل والديه وشقيقته أماندا....وماذا غير ذلك؟؟ألم يعدهم بالاعتناء بكي؟؟انه من نوع الرجال الذي ان وعد يلتزم بوعده حتى آخر رمق.....!!انه من نوع الرجال الذين يعتمد عليهم بحق!! انه من نوع الرجال....الذي قد يجذبكي من آخر الدنيا لوسي......لترتمي في أحضانه!! لاحظ حمرة خديها...فتبسم وهو يسأل:" والى ماذا تراكي تخططين الآن؟؟؟أدفع كل مالدي..لأعرف مايدور في هذا الرأس الجميل!!" قالت بتحدي بعد ان استيقظت من شرودها:" ربما ستولي هارباً ...حينما تعلم ماهو داخل هذا الرأس الجميل!!" " اذاً لم أخطئ...!!فأنتي حقاً تخططين لشيء؟؟؟؟وهو...؟؟..يتعلق بي...!!" علت الحمرة خديها:" أووه أندرو.....لكم هذا محزن!مازلت أصغر بكثير على أن تصاب بالخرف!!!" قالت ممثلة الحزن.... ضحك عالياً...:" هكذا اذاً؟ مصاب بالخرف؟؟؟لا بأس! بامكانك اذاً ان تفسري لي سبب هذه الحمرة؟؟" وهو يلمس وجنتها بلطف..........ابتعدت لوسي تلقائياً من جديد......وكأن تياراً كهربائياً مسها...... ابتسم أكثر....وهو يرتد الى الخلف....ويجلس على مكتبه ويختفي بين أوراق وملفات كثيرة منتشرة على سطح المكتب...... (ذلك المغرور....يشعر بتأثير لمسته علي!!!آه لو كان بامكاني توجيه صفعة لكبريائه العالية تلك!!!!لكن لا بأس.....الايام قادمة...وهي كفيلة برد الصاع صاعين...سترى ايها الكاوبوي!!!)... التقطت كتاباً كان قد وضعه الى جانبها....كي تنشغل بقرائته.......لكنها من ان أنهت الفصل الاول....حتى أحست بالملل.....ورويداً...رويداً....شعرت بالنعاس يتسلل الى عينيها...حتى أثقل أجفانها أخيراً...فلم تستطع الا أن تستغرق في نوم عميق...... تنقضي الساعة وهو بين أوراقه وملفاته....ويتذكر فجأة وجود لوسي...فيرفع رأسه ليلقي نظرة عليها...ليجدها تنام بهدوء كالملاك...... ابتسم...ونهض متوجهاً اليها.......أمال رأسه جانباً وهو يتأمل ملامح وجهها الرقيقة....وحينما تذكر كلماتها الخشنة....أفلتت منه ضحكة بدون صوت...فهذه الملامح الناعمة لا تتناسب أبداً مع لسانها السليط!!!! لاحظ بأن غطاءها انحسر عنها قليلاً...فاقترب منها ليشده عليها حتى تظل دافئة.....لقد كان قريباً جداً منها...., وبينما هو كذلك....اذ بها تفتح عينيها فجأة وقد أحست بحركته القريبة....... وتلتقي العيون أخيراً....وبهذا القرب الشديد....وتتحدث حديثاً صامتاً خاصاً بها...وتكون هي البادئة في كسر الصمت...فتشيح بعينيها جانباً...وكأنها تهرب من دوامة تجرفها دون هوادة.....الى حيث كانت تخشى دوماً الذهاب!!! فتنساب خصلة او اثنتين من شعرها الجميل بالقرب من وجهه.... ويتسلل الى أنفه رائحة عبيرها المنعش...مما يشعره بالضعف قليلاً...ويجبره على الانسحاب فوراً.... كان لابد أن يكسر هذا الجو المشحون..... " أرجو أن تعذريني....انشغلت بأوراقي واعمالي ونسيت وجودكي...!لابد أنكي شعرتي بالملل!!! ألم تعجبكي الرواية؟؟" شعرت بالراحة لتجنبه التحدث عما حدث بينهما منذ قليل:" انها مميزة..لكنها ليست نوعي المفضل!" " حسناً...بما أنكي تحبين التحدي....فما رأيك ان تنازليني؟؟؟" لمعت عيناها :" موافقة!! ولكن بماذا تتحداني؟؟" ضحك من حماسها الشديد:" لا تتحمسي كثيراً.....فربما أحبط مخيلتكي!!والآن..أتظنين أنكي قادرة على الامساك بالغيتار؟؟؟" صفقت بيديها فرحاً:" أوووه!! ستتحداني في العزف؟؟هذا رائع....انها لعبتي...وسأهزمك شر هزيمة!!!" ضحك مجدداً" تبدين واثقة؟؟؟اممم.. ربما علي اعادة التفكير!!!" " أوه...أندرو....أرجوك!!! أهكذا تهتم بمريضتك الرقيقة...الحساسة...الرا.." قاطعها:" حسناً حسناً..... لا تبدأي من جديد!!!" ابتسمت بفرح....كان هو أيضاً مستمتعاً وفرحاً لرؤيتها سعيدة وتضحك... " سأذهب لاحضار الغيتاران....!" " حسناً!!" قالت بفرح...... وبعد حين.....يمسك هو بغيتاره وهي بغيتارها...والتحدي ان يبدأ أحدهما عزف مقطوعة مشهورة...على الاخر ان يتمها...وهكذا....وتبدأ هي أولاً...فيكمل معها....فيضحكان بشدة....ثم يبدأ هو ....فتكمل معه...لفرط انفعالها تصاحب عزفها بصوتها الشجي...لتندمج وتغني برقة......مما يدفع اندور للتوقف عن العزف...والسرحان والتأمل فيها ومعها...وعلى وجهه ابتسامة مفاجئة....تنتهي أخيراً حينما تفتح عينيها ..لتراه يحدق بها هكذا فتضحك بخجل...." آسفة!!" ولكن التصفيق والهتاف الذين صدرا من ناحية الباب قطعا انسجامهما الرائع....كانت العائلة قد وصلت ولما رأت تلك المبارزة الرائعة..وقف الجميع ينصت بصمت....ومع غناء لوسي....انفجرت عبارات المديح والفرح من الجميع.... " لم نشعر بقدومكم؟؟؟!!هل تقفون هناك منذ مدة؟؟" قال اندرو بتهكم...... " منذ بدأ التحدي!!" علقت أماندا......ودخل الجميع ليجلسوا معاً.....فماكان من اندرو الا أن انسحب بهدوء قائلاً قبل خروجه..." حسناً...أنتي الرابحة اذاً لوس !!ولكي ما طلبتي!!!" وخرج سريعاً.... " وماذا طلبتي لوسي؟؟أخبرينا!!" أصاب الفتيات الفضول....... سرحت هي مع هذا الرجل المحير......ولم يكن طلبها الا ان يعوضها عن رحلة اليوم..بنزهة شخصية يصطحبها هو بالذات فيها.......حالما تتعافى..... |
#4
| ||
| ||
الفصل الرابع " أجمل رهان!" وبعد اسبوع....تحسنت احوال لوسي....وكان من المقرر الذهاب غداً في نزهة اندرو....لكن بينما كانت الفتيات يسهرن ..كعادتهن قبل النوم....ويتحدثن...عن نزهة لوسي.....بدأت اليانور برمي سهامها.....فلم يعجبها اصطحاب اندرو للوسي وحدهما..... " اوه لوسي...مازلتي بريئة وتصدقين كل شيء!!" نظرت اليها لوسي بعدم فهم..:" ماذا تقصدين اليانور؟" توجهت كل الانظار الى اليانور:" أنتي لم تصدقي بالطبع..من أنكي تمكنتي من هزيمة اندرو؟؟؟" " بلى فعلت!" " حقاً؟؟هل تظنين بأن مبتدأة مثلكي..قد تهزم شخصاً ضليعاً بعزف الغيتار؟؟؟لقد ترككي تهزيمنه عزيزتي...لأنه يعطف عليكي...بسبب مرضكي....ولأنني هزمتكي في لعبتنا" من يجرؤ"!!" " أه أليانور...كفي!" علقت أماندا..... " انا لا أصدقكي...!" علقت لوسي واجمة.... "لا؟؟؟بامكانك سؤال أماندا عن مهارة أخيها.....أو..لم لا تسألين اندرو نفسه؟؟هو لن يستطيع الانكار....او سأخبركي بفكرة أفضل....احملي غيتارك وتحدينه ثانية...وانظري ان كنتي ستهزمينه أم لا!!!" كان يبدو على لوسي أنها تفكر جدياً في ذلك..... " أوه لوسي لا تستمعي لها!!" قالت أماندا.... لكن لوسي نهضت اخيراً وهي تمسك بغيتارها:" سأبرهن لاليانور كم هي مخطئة!! وبأنني على حق!" وخرجت حانقة.... " لم يكن هذا لطيفاً منكي اليانور....!!" قالت كيتي بحزن... أما أماندا فاكتفت بأن تلقي بنفسها على سريرها معطية ظهرها لاليانور.....وهي لا تفهم لماذا تفعل ذلك بلوسي.... يسمع طرقاً على باب غرفته المفتوح....ومع انه يندهش لكنه يأذن لها بالدخول....وما ان تفعل...ويراها تقف هناك بشورتها الليلي وبلوزتها الداخلية....حاملة الغيتار بيدها... " هل أصبحت هذه عادة لديكي....أن تتجولي في المنزل بثياب نومك!!؟؟" دخلت وأغلقت الباب...مع أنها تكاد تموت من الاحراج...فهي لم تفطن الى ما ترتديه قبل ثورة غضبها...لكن لا يهم الآن..فالمهم هو ان تثبت لاليانور مدى خطئها.... اقتربت منه وقالت بحدة:" أصحيح أنك تركتني أهزمك في تحدي الغيتار؟؟؟" رفع حاجبيه دهشة:" هل أتيتي الي في مثل هذا الوقت المتأخر...وبثيابكي الخفيفة هذه....حتى تقولي ذلك؟؟ لوس....ستجعلينني أشك في نواياكي...!" وهو يقترب منها بمكر..... ابتعدت وقد أجفلها قوله...لكنها تماسكت وقالت....:" أخبرني الان..هل هذا صحيح؟؟؟" هز كتفيه بلا مبالاة...وقال:" وان يكن؟ فالمهم هو النتيجة...وانتي ربحتي..واستحققتي بذلك نزهتكي الجميلة!!" أصابها الغيظ من تهكمه الواضح..ونبرة عدم اللامبالاة منه....فوجدها تتجه الى سريره وتجلس عليه وهي تتخذ وضعية العزف...قالت بغيظ:" سنعيد التحدي!! هيا أمسك بغيتارك!!" قال بسخرية:" أنتي تمزحين!!" لم تجب....وكأنها مازالت تنتظره....., زفر زفرة طويلة...هل عليه أن يتحمل تصرفاتها الصبيانية؟ أمسك غيتاره بحنق...وجلس على الارض قبالتها...... نظر اليها وهو يبتسم باستهزاء:" ابدأي!!" بدأت تعزف مقطوعة..بكل ما اوتيت من قوة....لكنه سرعان ما أنهاها عنها......وهو يبتسم باستهزاء..... " والآن دوري!!" بدأ يعزف مقطوعة جديدة....بدا هذه المرة مختلفاً...كانت الالحان اقوى...وأكثر مهارة.....ظل يعزف طويلاً...ولم تكمل عنه..حتى توقف أخيراً....وهو يرفع حاجباً ويقول بخبث:" لقد تعبت يداي!! ألا تذكرينها؟؟" أخفضت رأسها من شدة حرجها..فهي لم تتعرف على تلك المقطوعة الرائعة التي عزفها منذ قليل....نظر اليها...ثم قال بسخرية لاذعة.... " لا عليكي....محاولة أخرى للكعكة الهاربة!!" رفعت رأسها اليه وعينيها تتأججان غضباً.....ضحك باستخفاف...ثم عاد يعزف مقطوعة أكثر روعة من سابقتها....وهو يختلس النظر اليها بين كل فينة وأخرى... وأيضاً لم تتعرف اليها....وضع الغيتار جانباً...وهو يريح ذراعيه على ركبتيه...." اذاً!" ......" اذاً....أنت الرابح! واليانور كانت محقة!!" قالتها وهي تهم بالذهاب....لكنه وقف بسرعة وأمسكها من ذراعيها....." الى أين؟؟؟لم أحصل على هديتي!! ألست أنا الفائز؟؟" نظرت اليه بحنق.....لكنها تمالكت نفسها فالتحدي يظل تحدي...وهو الرابح...فلابد من تحقيق مطلبه... قالت بجفاء....:" وما هو مطلبك؟؟" " لا افهم لم تؤثر فيكي اليانور الى هذا الحد؟؟؟ لم تريدين أن تثبتي لها دوماً أنها مخطئة!!" " لآنها دوماً على حق...مع أن دوافعها ليست طيبة أبداً!!" حدق فيها قليلاً..ثم قال بلطف:" حسناً..مطلبي هو نزهتنا في الغد!! " لكنها نظرت اليه بغضب قائلة:" لا!! هذا كان مطلبي أنا..وليس أنت...اختر شيئاً آخر!!" قال باستغراب:" ولم لا؟؟أنا أيضاً ارغب في نزهة...معكي!!" قالت بحنق:" أنت لا تريد ذلك...الا لأنك تشعر بالحزن والشفقة نحوي..!!ولكنني لا أريد ذلك!!أفهمت؟؟ فاما ان تطلب ماتريد...أو تتركني لأذهب!!" كان الغضب قد بدأ يعميه..." لامشكلة.....فهناك ما رغبت في عمله منذ مدة!!" جذبها من شعرها الطويل وأطبق على شفتيها بوحشية....بدأت تضرب صدره بقبضتيها الصغيرتين.....حتى تركها...فابتعدت بخوف....وهي تمسح شفتيها بظهر كفها بقرف واشمئزاز.. " أيها المتوحش.....ستندم على مافعلت!!" كان ينظر اليها براحة..وعلى شفتيه طيف ابتسامة شيطانية......" كان هذا أجمل رهان على الاطلاق!!" " أيها...؟؟" لكنها تمالكت نفسها وخرجت بسرعة من غرفته....وما ان اصبحت بمأمن منه...حتى راحت تحاول تهدئة قلبها المجنون......الذي كان ينبض بشدة..بدون رحمة!! تحسست شفتيها من جديد.....حركت رأسها في محاولة لطرد تلك الاحساسات الدخيلة.....فهي لن تحمل لهذا الاندرو....سوا الكره والاحتقار....ولسوف تجعله يندم على فعلته هذه...! |
#5
| ||
| ||
الفصل الخامس " حورية البحيرة!" يمر أسبوع دون ان تلمح لوسي اندرو...الا من بعيد, حسناً هي لا تريد ان تراه بعد مافعله معها!!!لقد كان في غاية الوقاحة....لكن لم تشعر بقلبها يدق بشدة حينما تتذكر فعلته الشنيعة تلك؟؟!!لا...لا يمكن أن يكون ذلك أعجبها!! لقد هاجمها تقريباً....!!وربما كان هذا هو المميز في الامر!!! استيقظت من أفكارها...على صوت أماندا..وهي تهزها.... " لوسي....أنا أحدثكي منذ ساعة؟؟؟بماذا تسرحين؟؟" قالت بارتباك:" ها؟؟لا..لاشيء....أنا أسمعكي!!" " اذن هيا بنا!!" " والى أين؟؟؟" قالت باستغراب..... " أوه....كنت أعرف أنكي لم تسمعيني....الى الكرنفال عزيزتي..سيبدأ قريباً!!" " الكرنفال؟؟؟حسناً ولم لا!!" وفي الحال....كانت الصديقات الاربع يتجولن في انحناء الكرنفال..... " آه....انظرن الى ذلك الشاب هناك!!كم هو وسيم!!" قالت اليانور بمكر..... " أوه..أجل ...يا الهي...انه يحدق بكي اليانور!!" قالت كيتي..... " حسناً صديقاتي....لا تنتظرنني!!!" وهي تعبث بشعرها لتتأكد من حسن ترتيبه...وتمشي بطريقة مغرية متجهة الى ركن المشروبات..والذي كان واضحاً بأن ذاك الشاب...يبيع العصير فيه!!! تنهدت أماندا.....:" كم هي محظوظة اليانور!!لا يعجبها شخص..الا ويقع في اللحظة التالية في شباكها!! كيف تفعل ذلك؟" علقت كيتي:"انها جميلة جداً....وتعرف جيداً ما الذي عليها فعله!!أما نحن؟؟فأظن أنه تنقصنا الجرأة....أليس كذلك لوسي؟" " لست أدري حقاً!" قالت ساهمة.......لكنها عادت فقالت بفرح:" لكن ما أعرفه الآن....هو أننا خرجنا لنتسلى لا...لمراقبة اليانور...والتحسر على انفسنا!!" ضحكت الفتاتان:" هذا صحيح!!" صاحت كيتي:" انظرن هناك! أليس هذا هو أندرو!!" " أين؟؟ آه..اللئيم....لم يخبرني بأنه آت!" علقت اماندا بفرح.... لكن لوسي..توترت وارتبكت الى حد بعيد....رفعت نظرها اليه...أوه اللعنة!!هل عليه أن يكون وسيماً هكذا؟؟؟لم لا تستطيع اخراج ذكرى تلك الليلة من ذهنها!! " مرحباً يا جميلات!!" " أهلاً...." هتفن بصوت واحد.....باستثناء لوسي التي اكتست وجنتاها لاتعرف لماذا بالحمرة...... " مرحباً لوس!" قال وهو يبتسم بمكر..... " أهلاً..." " أين اليانور؟" تساءل بدون اكتراث...... " انها هناك!!" أجابت أماندا وهي تشير برأسها الى حيث كانت اليانور تضحك وتتكلم برقة مع بائع العصير..... " انها تلهو جيداً!!" قال بدون استغراب....لكنه عاد فنظر اليهن قائلاً:" وماذا عنكن؟؟؟هل تستمتعن بوقتكن؟؟" " كنا على وشك ذلك قبل مجيئك!!!" قالت لوسي بحدة..... ولماذا هي محتدة هكذا؟؟ألانه سأل عن اليانور؟؟؟هل يهتم بها؟؟هل يغار عليها؟؟؟ آه كم هي غبية ومجنونة....مابالها تتصرف بهذا الشكل المخزي المثير للتساؤل!! " يبدو أن وجودي يضايق الاميرة الصغيرة!!" قال اندرو بعينين ضيقتين.... ارتفع ذقن لوسي عالياً...وقالت بتحدي:" وجودك ليس من شأني....كما أن لدي اسم..وتعرفه جيداً!!" ابتسم...اذن فهي تتذكر كلامه واياها..حينما كانت مريضة...... كانت كل من أماندا وكيتي مندهشتان وهما تراقبان بحيرة مايحدث بينهما......اخيراً استأذن وغادر فجأة..كما جاء فجأة........ " ماسبب كل هذا لوسي؟؟؟؟" تساءلت كيتي...... " هل هناك مايحصل بينكي وبين اندرو ؟؟" قالت اماندا بحيرة.... " ما بالكما؟؟؟لايوجد بيني وبين اندرو اي شيء....!" قالت اماندا بمكر:" أرأيتي يا كيتي...كيف كانا ينظران الى بعضيهما؟؟؟" نظرت لوسي بحنق الى اماندا....لكني كيتي ابتسمت وأردفت بسرعة:" كاثنان يكرهان بعضيهما بشدة بالطبع أماندا...وماذا غير ذلك؟؟؟" وانفجرت الفتاتان بالضحك....بينما احمر وجه لوسي...وانطلقت تمشي وهي لا تعرف الى اين تذهب... . " انتظري لوسي....حسناً حسناً سنصمت!!" ولحقتاها بسرعة...ومع ان لوسي كانت غاضبة الى ابعد حد..الا ان ذلك لم يمنعهما من الاستمرار في الضحك.... اتجهت الفتيات الى مسابقة خيول خاصة بالفتيات.....والفائزة في السباق تربح جولة على ظهر حصان الرجل الفائز بسباق الخيول الرجالي....... شاركت الفتيات الاربع في السباق.....لكن أياً منهن لم تفز.....الحقيقة كانت هناك مسافة بسيطة بين لوسي وفتاة رائعة الجمال شقراء....عرفت فيما بعد أنها تدعى جوزي..... وما ان قطعت خط النهاية حتى التفتت الى لوسي باستهزاء ..ثم هبطت عن ظهر حصانها وهي تتجه الى المنصة..... وكم كانت دهشة لوسي....حينما رأت أندرو يقف في المكان المخصص للفارس الفائز...... وكم شعرت بالراحة حينما تذكرت بأنها لو فازت كان سيصحبها في تلك النزهة المزعومة...... لكنها لم تدر...لما بدأ دمها بالغليان...حينما رأت الفتاة ترمي بنفسها بين ذراعي اندرو لتعانقه....ثم يمتطيان سوياً ظهر حصانه ويغيبا عن الانظار...بين هتافات وتصفيق الجميع........ " كم هذا رائع..وعاطفي!!! قالت كيتي ذلك وهي تضم راحتي يديها الى صدرها وتتطلع اليهما بشكل حالم...... وكزتها اماندا بيدها..وهي تشير الى لوسي....التي بدا الضيق على وجهها...ثم مالبثت ان رفعت رأسها لترى الجميع ينظر اليها..... " ماذا؟؟؟ " تنقلت نظرات اليانور بينهن......:" لاشيء سوا ان الفتيات يظنن بأنكي بتي تغارين على اندرو!!" " اليانور!!!" صرخت اماندا بدهشة وحنق...... نظرت لوسي الى اليانور..ثم قالت بابتسامة مريرة:" لم عليكي دائماً التصرف بهذا الشكل؟؟؟" ادعت اليانور البراءة قائلة:" وأي شكل تعنين لوسي؟؟ألأنني أقول الحقيقة لكي دائماً..أصبح بهذا سيئة؟؟؟ آه..انتي غير عادلة أبداً!!" نظرت اليها لوسي...وهي غير قادرة على فهمها....وفهم كرهها لها....فاكتفت بأن رفعت يديها علامة الاستسلام...وانسحبت بهدوء...... " لوسي...؟؟لوسي!!" حاولت كيتي اللحاق بها.... لكن لوسي أوقفتها:" أريد أن ابقى وحدي!!" وابتعدت بسرعة....... فما كان من أماندا التي اغتاظت من اليانور الا ان وقفت في وجهها وقالت بحدة:" اليانور...لا تتصرف الصديقات على هذا النحو!!ولوسي لم تخطئ يوماً في حقك....فلم تقسين عليها؟؟؟" قالت اليانور بعدم اكتراث:" هذا رائع!! تلك الاميرة لديها كل شيء....كل شيء..., حتى صديقاتي!!!!" قالت كيتي بدهشة:" ولكنها صديقتنا ايضاً اليانور!!!" " ليس بالنسبة لي!!" علقت اليانور بحقد...... " اليانور!! ليس ذنب لوسي...كون عائلتها فاحشة الثراء....!!" علقت اماندا وكأنها بدأت تفهم مايعتمل في صدر اليانور..... " وليس ذنبي ايضاً..أن عائلتي...؟" وصمتت...وقد بدت الحرقة في صوتها...ولاحت الدموع في عينيها.... اقتربت منها كيتي لتربت على كتفها:" اليانور...؟؟لوسي طيبة....وتحبك!!" رفعت رأسها وقالت بشراسة والدموع تغطي عينيها:" وأنا أكرهها!!أتسمعن؟؟أكرهها!!" واندفعت بين الجموع....حاولت كيتي اللحاق بها..لكن اماندا منعتها...... " دعيها تفكر قليلاً.......فربما غيرت قليلاً من افكارها عن لوسي!" " أوه لوسي المسكينة...! انها لاتستحق ذلك!!" علقت كيتي بأسى... " وايضاً اليانور مسكينة كيتي....فهذه اول مرة أدرك مدى معاناتها...لم تكن طفولتها سعيده ابداً....لكنني ظننت بأنها تجاوزت ذلك!! والواضح انها لم تفعل!!" " يجب ان نحل هذه المسألة...وفي اقرب وقت!!لا استطيع رؤيتهما يهذا الشكل!!" " معكي حق كيتي....يجب ان نفعل ذلك!!" كانت تسير وحيدة....وهي تشعر بأسى وحزن فظيعين......فلم تستطع منع دمعة من الانحدار على وجنتها......كانت قد ابتعدت قليلاً عن مكان الكرنفال...اسندت رأسها الى شجرة وهي تنظر الى مظاهر الاحتفال من بعيد...وتسمع صوت الموسيقى والضحك...وهتافات الناس....... " ربما علي المغادرة!!" قالت بحزن..... " ربما أنتي جبانة!!" التفتت بذعر...لترى اندرو يمتطي صهوة حصانه ويقترب منها.....مسحت وجهها بسرعة.... " هل من الصعب ان يختلي المرء بنفسه قليلاً هنا؟" هبط عن جواده واقترب منها....تفحص وجهها مما أربكها فأشاحت برأسها لتنظر الى الكرنفال... " أكنتي تبكين؟؟؟" تساءل بدهشة.... " لا...بالطبع لا....وماذا سيبكيني؟؟؟" قالت بارتباك...وهي تتمنى لو يرحل ويتركها بسلام...قبل ان تنهال الدموع من جديد..... " هل حصل شيء في غيابي؟؟؟لا تبدين بخير!!" ومع أنها لاحظت نبرة الاهتمام في صوته..وفي نظرات عينيه...الا ان ذلك لم يمنع فمها الثرثار من القول:" ربما لو تتركني وشأني...سأكون بخير!!" نظر اليها نظرة باردة:" لم أكن الى جوارك...حينما كنتي تذرفين كل هذه الدموع....و قررتي المغادرة!!" قالت بتوتر:" هذا ليس من شأنك!!" " اذاً...لست أنا من يثير انزعاجك!!" " اتركني وشأني!!" صرخت بأسى.... أمسكها من ذراعيها.....لكنها قاومت...:" لا تلمسني!!" " مابكي؟؟؟؟" قال بصوت اشبه بالصراخ......" أخبريني الآن....عن ذاك الشيء الملعون الذي اثار دموعكي!!" عادت الدموع تترقرق في عينيها:" أخبرتك أنني لم أكن أبكي!!!" نظر اليها طويلاً.....:" وهذه اللالئ؟؟؟ أهي من خيالي أيضاً؟؟؟" حينها لم تستطع..فانسابت تلك الدموع التي حبستها طويلاً...قالت بصوت أجش:" اللعنة عليك أندرو ماير....!" لانت قبضته عليها قليلاً...وقربها اليه بصوت مهدئ:" سيكون كل شيء على مايرام!" قالت بصوت يملؤه الدموع:" لا..لن يكون اي شيء على مايرام!!" " لايوجد اي شيء في هذا العالم...يستحق كل هذه الدموع الغالية!!" زاد بكاؤها...:" وأنت...؟؟كف عن هذه السخافات....ولم لا تتركني وشأني؟؟" في الواقع.... هي من كانت متمسكة به..ومسندة رأسها على صدره....والآن تطلب منه ان يتركها وشأنها؟؟؟أليس الاحرى بها..أن تدعه هي وشأنه!! ابتسم حينما لاحظ تمسكها به...:" حسناً..أظن بأن لدي الحل لما تشعرين به!" رفعت رأسها وهي تحاول مسح دموعها.... " تعالي معي!" قال وهو يمد يده اليها..ويبتسم ابتسامته الرائعة ..... قالت بدهشة:" الى أين؟" " ستعرفين بعد قليل....تعالي الآن!!" ترددت قليلاً....فأردف قائلاً:" ألا تثقين بي لوس؟" بلى هي تثق به ثقة عمياء.....لكنها أجابت بخلاف ماتشعر به.... " حسناً...إنك شخص مزعج...ولئيم..وماكر...وشرير..و." قاطعها قائلاً بنفاد صبر:" هل هناك نقطة معينة ستصلين اليها بعد كل هذا المديح؟؟" ابتسمت:" على الرغم من كل تلك الصفات وتلك التي لم تتركني اكملها.." قاطعها من جديد وقال بحنق:" لوس؟" " الا أنني أثق بك!" قالت بابتسامة عذبة..... ظهرت ابتسامة رائعة أخرى وجهها بدوره اليها...." اذاً هيا!" وهو يمسك بيدها ثم يمسكها من خصرها...فيشعر بنظراتها المذعورة....ويرفعها على الحصان فتصرخ..:" أندرو!!كان عليك أن تخبرني!!" ضحك عالياً:" وأفوت فرصة تلك النظرة المريعة على وجهك؟؟أبداً!" " أنت لا تطاق!!" قالت بتسلية.... جلس خلفها وقد امتدت ذراعيه على خصرها ليمسك باللجام وينطلق...... " الى أين ستأخذني؟" " الى بقعة خاصة بي!!" " حيث أخذت رفيقتك منذ قليل؟؟؟" علقت بمكر.... لكن لهجته المرحة اراحتها الى ابعد حد:" أخبرتك أنها بقعة خاصة بي...ولا يدخلها الا من يخصني!!!" قال بصوت عذب.... مما جعل وجنتيها تحمران من جديد....ولم تعرف لماذا شعرت بالسعادة الى هذا الحد..... وحينما وصلا....كانت بقعة رائعة تنتشر فيها الاشجار الباسقة الخضراء.....وتتناثر فيها الزهور من كل الألوان...حتى لتظن بأن الارض مفروشة بسجاد ملون...... وكانت هناك بحيرة صافية...تعكس منظر السماء وبعض الغيوم البيضاء الصغيرة التي تسبح في السماء..على صفحة الماء النقية...بينما كان هناك بعض أسراب البط تسبح بشكل رائع..... " يا الهي!!!" قالت لوسي وهي تضع يدها على صدرها....... هبطت الى الارض..ولحق بها اندرو....كان ينظر اليها باستمتاع وسرور...وهي تنظر الى كل شيء مبهورة...بل مسحورة...... " كنت أعرف أنه سيعجبكي!!" نظرت اليه غير مصدقة:" أه أندرو.....أنه أشبه بحلم!!وكأنني دخلت لوحة زيتية....أو تسللت الى صفحة كتاب!!ان هذا أجمل من أن يصدق!!أه أندرو!!لكم أنت محظوظ!!" اقترب منها وقال بصوت اقرب للهمس:" أجل أنا محظوظ...فأخيراً تحقق حلمي!!" قالت وهي مازالت مأخوذة بروعة المكان:" أي حلم؟؟" لمس وجنتها لتنظر اليه..وعاد ليقول:" أن أحضر فتاتي الى هنا!!" وفي الحال اشتعلت النيران في قلبها ووجنتيها:" أنا... لست فتاتك أندرو!!" " أهذا صحيح؟؟؟" تساءل بنبرة أثارت مشاعرها....... " أجل...أجل....هذا صحيح!! وان كنت تنوي افساد هذه النزهة فاستمر بكلامك المجنون هذا..ولكنني لن أظل دقيقة واحدة!!" " حسناً..انتظري!!كم أنتي حادة المزاج!!" وهو يمسكها من ذراعها..... ابتسمت...وهي تتنقل بين الزهور....وتعبث بمياه البحيرة تارة..... قالت بسعادة وهي تفتح ذراعيها على اتساعهما وتنظر الى السماء مغمضة العينين..وكأنها طائر يستعد للحرية:" آه..ما أجمل هذا المكان!!! هذه هي الطبيعة!! وطننا الام!! هذه هي الحرية التي اريدها....! أريد أن أرى أماكن كهذا المكان الرائع!! أريد أن أطوف العالم..بحثاً عن كل مايبهج العين..ويسعد القلب!!أريد أن أرى الدنيا!!!" نظر اليها وهو يبتسم:" وماذا يمنعكي؟؟؟" فتحت عينيها وتنهدت وقد هبطت ذراعيها الى جانبيها...وكأنها أفاقت من حلم جميل:" والدي!!!" نظر اليها اندرو باستفهام...فتابعت توضح:" آه..أنت تعرف كيف هم الاباء هذه الايام!!! يريدون ابنائهم ان يكونوا نسخة مصغرة عنهم!! حتى لا يضطروا الى توريث كل اعمالهم وتسليمها الى غريب!!!" " أتعنين بأن والدكي يريد منك العمل معه؟؟" " هذا صحيح!!!وهو ينتظر تخرجي بفارغ الصبر!!" " وأنتي؟؟ما رأيكي لوس؟؟" " أنا لا يهمني عالم الاعمال...بل انا لا اطيقه....أريد أن أكون حرة أندرو!!أتفهمني؟؟؟ حرة كالطير...أتنقل من مكان الى مكان...بدون قيود!! أريد أن أعيش يومي....وأن أتعلم من العالم.....!!" " افهمكي لوس!!" نظرت اليه....لكنها لاحظت بأن أندرو يجلس مستفيئاً بظل شجره..وهو غارق بالتفكير..... فما كان منها الا أن حملت بعض الماء براحتي يدها ونثرتها في وجهه....وما ان لامست قطرات المياه وجهه حتى انتفض مذعوراً....ولما تعالت ضحكات لوسي...وفهم ماحدث...حتى خلع قميصه...وقام بثني بنطاله...وقال وهو يدخل الى البحيرة... " تذكري بانكي جلبتي هذا لنفسك!!" صرخت لوسي:" أوه..كلا...كلا...لم أعد أريد اللعب!!" لكن اندرو كان قد قذف كمية من الماء باتجاهها....فوقفت في البحيرة...وقد تبلل قميصها وشعرها..... كانت واقفة كتمثال وهي لاتتخيل ماحدث للتو..... صرخ عالياً وهو يضحك:" مابكي؟؟؟هل تجمدتي يا أميرة الثلج؟؟؟" خلعت قميصها هي الاخرى واكتفت بالبلوزة الداخلية...ورمت به على العشب....ولم تدر ماذا حدث لاندرو حينها...كانت هناك حرب تجري داخله لم تعرف بها أبداً..... ثم أرجعت شعرها الى الخلف بعد أن تبلل معظمه....و قالت بتحدي:" سوف ترى الآن ايها الكاوبوي!!" وراحت تقذف الماء عليه من كل الجهات...... علا صوته وهو يحاول الابتعاد:" سأريكي ايتها الكعكة الهاربة!!" وقام برشها بالماء من جديد...علا صوت صراخها وضحكاتها....." أيها اللئيم!!" لم تستطع بالطبع مجاراته....فحاولت الهرب...لكنه سبح بسرعة اليها وأمسكها من ذراعيها:" ذاهبة الى مكان ما؟؟" قالت وهي تحاول الامساك بنفسها من شدة الضحك:" انك تفتقر الى الذوق ايها الكاوبوي...لايتوجب عليك رش انسة رقيقة مهذبة وناعمة مثلي بالماء بهذا الشكل!!!" قال بابتسامة واسعة:" ولماذا لم تفكر الانسة الرقيقة المهذبة والناعمة بالعواقب قبل ان تبدأ الهجوم؟؟؟" " آه...أندرو....قدمي....هناك شيء في قدمي!!" قالت بصرخة.... فظهر على وجه اندرو الذعر وأفلت ذراعها وهو يقول بقلق:" دعيني ارى حبيبتي!" ومع أنها جفلت لثانية...مما سمعته منه...حبيبتي؟؟؟هل ناداها حبيبتي؟؟؟أوه يالهي؟ما هي آخرة كل هذا؟؟؟؟ لكنها عادت لرشدها فوراً...فسبحت حتى أصبحت خلفه ثم قفزت بكل ثقلها عليه..لتغرقه.....وهي تضحك...:" خدعتك!!" رفع رأسه من البحيرة....وهو يمسح وجهه وشعره:" أيتها الماكرة.. سأريكي!!" حاولت ان تسبح باتجاه ضفة البحيرة...لكنه كان اسرع ....فانسل من تحتها...واذا به يهب واقفاً وهو يحملها....صرخت هي من العذر والضحك... " كلا..أندرو ..أنزلني...أنزلني فوراً!!" " في الحال!!" ويعود ليفلتها لتقع في الماء من جديد......... رفعت رأسها وهي تمسح الماء عن وجهها:" أيها الشرير!!" ضحك عالياً:" أنتي من بدأتي!!" وهو يقف بالقرب من حافة البحيرة..ويمد ذراعه لها..:" هيا تعالي....لقد تبللت كثيراً وهذا كفيل بامراضك مرة أخرى!!" سبحت باتجاهه...حتى وقفت على ساقيها..بينما هي كذلك...تعثرت قدمها بصخرة صغيرة...فكادت ان تسقط..لولا تلك الذراعين القويتين اللتين أحاطتا بها على الفور..... تمسكت بهما وهي تقف من جديد..وتقول باحراج:" أشكرك!!" لكنها ما ان نظرت اليه حتى أحست بانجذاب هائل...في عينيه.... مسح شعرها المبلل بيده....التي ارتاحت أخيراً على وجنتها....... فقالت بذعر:" أشعر بالبرد!!" كانت حقاً ترتجف......ولكن ليس من البرد...ومع هذا صدقها....فساعدها على الخروج....وبمجرد ان ارتديا قميصيهما..حتى ساعدها على الصعود على ظهر الحصان..وانطلقا الى البيت..... ولم تدر هي بماذا أخطأت....فقد كان يظهر على وجهه كم هائل من الغضب....كما انه لم يتحدث معها طوال الطريق.....وما ان دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها حتى تنفست الصعداء....... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة غلطة للكاتبة إبتسام بن عتش. | ابتسآآآم نآصر | قصص قصيرة | 0 | 12-13-2011 07:13 AM |