عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree261Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 12-24-2018, 12:33 AM
 
السلام عليكم
الفصل سيكون هنا في اليومين القادمين ان شاء الله .
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 12-24-2018, 07:09 PM
 
عليكم السلام ...

جاري قراءة ما فات .. الى اجل لا اعلمه ^-^ ههههههههه
نسمات عطر likes this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #148  
قديم 12-25-2018, 01:08 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة المودة مشاهدة المشاركة
عليكم السلام ...

جاري قراءة ما فات .. الى اجل لا اعلمه ^-^ ههههههههه

وعليكم السلام ورحمة الله
أهلا وسهلا أسعدني مجيئك جدا،
ان شاء الله الي فات يعجبك وتستمتعي
ونشوف ردك على آخر فصل لاني أعلم التراكم يتعب هههه
أهلا
__________________
مهما زاد عنائي
لا يمكن أن أنساك
حتى إن تنساني
باقية لي ذكراك
لأن الروح داخلي
لا زالتْ تهواك


نبع الأنوار ايناس نسمات عطر
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 12-26-2018, 01:00 AM
 
ذهبي الفصل 13 من رواية _ بدأ قدرها في ليلة ممطرة








-آماس

تذكير: : أتعلمين أنكِ حتى الآن، لم تلتقي بأخي نيكولاس!؟ تخرجينا باكرا قبل استيقاظ الجميع وتعودين باكرا وتنامين قبل مجيئه.
عضت بيرلا شفتها حرجا فهذه قلة ذوقٍ منها،
تكلمت متأسفة: اسمعيني ليلا سأعود مساءًا قبل العشاء وسوف ألقاه حسنا...علي الذهاب الآن لدي مشوار مهم.

: حسنا عزيزتي.
نظرت ليلا لأخيها وهي تضع الهاتف فوجدته عابس بغير رضا ينتظر ردها
ابتسمت بتوتر : لقد تقابلت مع أصدقائها وقالت سوف تعود باكرا وستنتظرك.
سألها ميريل وهو جالس على الطرف الآخر من الطاولة البيضاء المستديرة بعد أن أعطى أوراقً ما للحارس الذي ذهب فور استلامها

: ألا تعلمين إلى أين ستذهب؟؟.
أعطته ليلا كأس عصير البرتقال وردت عليه بحزن على بيرلا
: البارحة قالت لي إنها ربما ستذهب لمنزلها.

~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~

وقفت بيرلا أمام منزلها وهي تُعَبِّأ رئتيها بأكبر كمية من الهواء،
استعدت للآتي وهي ترفع يدها تضغط على الجرس.
هنا ستعرف كل شيء، هنا ستكون نهاية كذبة،
هنا ستعرف من هي؟ ستعرف ماضيها الذي لم تكن تعرفه.


الفصل الثالث عشر


بيرلا


ضغطتُ على الجرس ثم سمعتُ صوت أمي الذي لم أسمعه من مدة طويلة : قادمة
وفُتح الباب وقفتُ أحدق بها، كما أتذكرها دوما صاحبة وجه جميل وكأن سنواتها الثالث والأربعون لم تمر عليها شعرها الكرْمالي الطويل مسرّح في تصفيف فاتنة حول رأسها وعلى كتفها وفستان حريري أبيض منساب حتى قدميها وقلادة زواجها ذات شكل القلب في عنقها لم تنزعها يوما،
نظرتُ لثغرها المنفتح بدهشة وتفاجأ،
هل تذكرني دوما؟ هل تبكي علي ليلاً؟ هل اشتاقت لي؟
ثم شهقتُ عندما وجدت نفسي بين ذراعيها تضغطني لصدرها،
لم أشعر بنفسي وأنا أغمض عيني وأشتم رائحتها الزكية.
تحسستْ كتفاي بلهفة فأفقتُ على نفسي وأوقفت ذراعي التي كانت ستتشبث بها أكثر من تشبثها بي،
أعدتُ روحي الباردة ورفعت كفيَّ لخصرها أمسكتها مثبتة إياها برفق وتراجعت للخلف خطوة فتركتْ هي كتفاي،
رفعتُ عيناي لها بعد أن كنت أحدق في صدرها الذي يتحرك بوتيرة سريعة ، حاولت جعل نفسي متماسكة أمام عيناها البندقيتين الدامعتين.
غطت فمها بيديها الرقيقتان تكتم شهقاتٍ منفلتة منها مختنقة،
وجهها المصدوم جعلني أدرك كم تغيرتُ من تلك الفتاة الرقيقة إلى إنسانِ رخامٍ جامدٍ وباردْ.
أزغت ببصري عنها لأبي بيـير الذي ظهر خلفها رأيت عيناه الرمادية تتوسع وتوقفت قدماه، رأيته يزدري ريقه،
لقد أدركَ أن لحظة الحقيقة حانت.
تحركتُ للداخل فتنحتْ أمي لأكمل خطواتي الجليدية بالنسبة لهما ولكني من الداخل كنت أتهاوى للأسفل ببطء ،
الأمر أني ببساطة غلفت نفسي من أشهر بقشرة قاسية حمتني لكنها آلمت آخرين، وعرفت قسوتها وشدت إيلامها الآن عندما لم أضم أمي.
أكملتُ خطواتي بدون قول كلمة متجاوزة من كنت يوما أظنه والدي
لم أهتم بالنظر للبيت الذي طردت منه في ليلةٍ ممطرة ودخلت الصالة على يميني مسارعة في الجلوس على أول أريكة منفردة قبل دخولهما.
رفعت بصري للتحديق في الجدار المزين بأبهى اللوحات وأروع الإطلالات من النافذة ذات الحجم الجداري.
تنهدت بقوة أخرج كل الإيجابيات وأخرج كل العاطفة التي يمكن أن تدعني أذرف دمعًا،
أردت وسأفعل لن أذرف أمامهما الدموع، سوف أكون باردة كالثلج.
وان كانت ستكون هناك سيول فحتما ليسا من يرياها.
في تلك الأثناء دخلا جعلتُ تعابير وجهي جامدة كالجندي المحنك لا حياة فيه سوى تنفسه،
جلس مقابلي وتبعته هي كانت تمسك يده وتشدها عليها، وكأنها ترى أمامها شخصا مخيفا لم تره سوى في أسوء كوابيسها.
وضعت مرفقي على فخذي المكسيين ببنطال جينز أسود وملت للأمام
وسألتهما بصوت بارد ليس أفضل حال من وجهي الجامد
ومباشرة بلا مقدمات

: من هما جايمس كارتر ؟ وآناميلَّا كارتر؟ وكيف انتهى المطاف بصور لهما عندك في خزينة أوراقك الهامة، وأوراق تثبت أني ابنتهما؟.

شهقة للخلف بل صرخة مِنْ مَنْ كنت أظنها أمي جعلتني أغير نظري لها
وأؤكد كلامي أكثر

: و أوراق أخرى أني ابنتكما بالتبني، وأوراق تثبت إدانتك أنتَ في قتلهما مع طفلهما حديث الولادة، ذا الثلاث أشهر؟.

رفعت هي يدها باتجاهي وكأنها تستنجدي أن أرحمهما بما أقول
لقد نزفتُ أنا من قبل، لم أنم، ولم أقوى على الأكل، لم يكن الأمر سهل فهل تستنجدي الآن

: لا تنظري لها بهذه الطريقة.. لا ذنب لها.

سمعت أخيرا صوت أبي بيـير ، ذكرني بيوم طردني من هنا غاضب
فرددت عليه بغضب لو تركته يخرج لانفلتت أعصابي وحطمت كل شيء طالته يدي

: كيف تريد أن أنظر لها ، لا بل لكما.. وأنت الآن لم تنكر بل نسبت ذنب الأمر لنفسك ان صمتَتْ عن الأمر فهي شريكة في كل شيء.

: أخبرتك لا تكلميها بهذه النبرة.. ولا ترمقيها بهذه النظرات المشبعة بالصقيع وكأنها لم تضمك يوما إلى صدرها.

هنا عضضت على أسناني، بل المعنى الأعمق عضضت بأسناني على قلبي لينزف على نفسه في داخلي ليصبح أسود بدم أسود من الغضب والحقد على من قتلوا أهلي وأخفوا عني،
والآن يتبجحون بأخذهم لي لأحضانهم، ألم ينزعوني من أحضان أهلي أصلا.

: أخبروني الآن بكل الحقيقة لأنه لا مجال للتراجع ولا مجال للإخفاء فقد خسرتموني يوم أُخرجتُ من هنا.

بدل نظره عني لزوجته التي أنزلت رأسها تبكي أمسك بوجهها يكلمها بلطف
: ليندا عزيزتي لا تبكي سيكون كل شيء بخير.

ابتسمتْ له من وسط وجهها المصفرْ و أومأت بتصديق.
أعاد نظره إلي و اعتدل جالسا يناظرني وأنا أراقبهما بهدوء ظاهري فقط
بدأ الكلام وهو يأخذ نفس عميق

: قبل سنوات عديدة كانت حالتنا المادية ليست كالآن، ولكني كنت أعمل وأشقى ليل نهار حتى أصنع ما ترينه الآن ....وفي صباح وكما لم أنسه يوما كان يوم "أحد" خرجت من عملي بسيارتي المتهالكة مسرعا لأن ليندا ( وأشار لأمي) اتصلت بي وهي تتألم من المخاض، كان مخاض مبكر، كنت مسرعا ولم أحترم إشارة المرور، كان كل همي أن أصل في الوقت المناسب لأن حالتها كانت سيئة وكنت لأخسرها وأخسر ابني القادم، وهناك عند التقاطع رأيتهم ...رأيت تلك العائلة الصغيرة وهي تقطع الطريق الزوج والزوجة تحمل رضيع...مرَّ كل شيء ببطء، لأرى نفسي أني سأتسبب في قتلهم حاولت التوقف ثم مرَّ كل شيء بسرعة.

نزلت دموع أبي بيـير أجل نزلت بسخاء على وجنتيه ولم يتحامل على نفسه ليمسحهما.
وأكمل

: ولم أعرف ماذا حدث إلا وأنا أصطدم بقوة بحائط مبنى هناك، وعندما خرجت من السيارة.

ومسح على جبينه وعلى كامل وجهه بيدين ترتعشان

: كان...كانت السيارة....كانت مقدمة السيارة محطمة تماما والزجاج مهشم بالكامل والدماء تناثرت عليه، وعندما عدت أنظر أين تلك العائلة وجدتها والناس متجمعة حولهما...ولم أسمع أي شيء سوى بكاء طفل.

لم أعد أحتمل أكثر وقفت أدور حولي أبحث عن شيء في ألاشيء صدري يحترق ومعدتي تتقلب حتى أشعرتني بالغثيان ورغبة في الخروج من هنا، ولكن رغبتي في معرفة الحقائق طغت علي جلست وعدت أنظر إليه يشبك يديه أمامه ليكمل وهو يحاول السيطرة على صوته من الارتعاش

: لم يكن بكاءً من ذلك الرضيع بل كان ينازع الموت ملابسه و الملاءات حوله غارقة بدمائه، لم أعي أي شيء كنت أسمع طنين في أذني والإسعاف تسعف الزوجين، وبطبيعة الحال أخذتني الشرطة.

عاد صوته للهدوء ومجددا وكان قد مسح دموعه

: عندما كنت في الحجز كنت أحترق بين حال زوجتي لا أدري كيف حالها، أما الزوجين والطفل كانت تأتيني إخبارهم،
الطفل وأمه ماتا بعد وصولهما للمستشفـى والوالد مات بعد يومين.

تخدر كل جسمي، وكلامه يتلاحق ويتكرر في عقلي لا أدري بأي شكل سأتصرف؟؟ هل أتكلم؟؟ ماذا أقول؟؟

: بعد أيام من التحقيق ووِفقا لشهود عيان كانوا هناك قالوا أن السيارة بدت خارجة عن السيطرة وبعد فحصها أدركت السلطات أني بريء وأن هناك من عبث بالكابح بغية قتلي، وعند عودتي للبيت قالت لي الجارة أن ليندا في المستشفى وقد أجهضت وهي في حال حرجة، ذهبتُ إليها كانت نفسيتها سيئة للغاية فالأطباء أكدوا لنا أن لا أمل في الإنجاب مجددا.
وهناك التقينا برجل عرّف نفسه أنه صديق العائلة وكان يصطحب معه فتاة صغيرة بدت متعلقة بـه متشبثة به بشدة.

رأيت عيناه غامتا بدا لي ضائع في ذكرياته ابتسم بحنو ذكرني بالماضي...ذكريات كثيرة تسللت إلي، اعترفت سرا بأني كنت أراه أبا عظيما حنونا ولطيفا، أخرجتني أمي من تأمل أبي

: في ذلك اليوم التقينا رواد معين، بمن تدعينه أنتِ خالي...

هذا شد انتباهي

: قال أنكِ الابنة الكبرى لتلك العائلة.

تسارعت أنفاسي وقلبي توقف عن العمل لحظة ثم عاد يعمل بوتيرة أسرع

: قال لنا أنه مريض ولا يستطيع الاعتناء بكِ كما وعد صديقه أي والدكِ البيولوجي لذا قرر أخذكِ للميتم.

: مريض؟!!

تلاحقت أنفاسي مجددا وتزاحمت في صدري

:إنه مرض عقلي.. وراثي قال كُلاً من جده ووالده أصابهما.

: ماذا؟؟ كيف؟؟

: إنها كالجنون

: ماذا؟؟!!

صرختُ أقف بغضب : أنتما تكذبان ، أنا لا أتذكر هذا...ليس ما موجود في ذكرياتي.

اقترب مني أبي يكلمني محاولا تهدئتي

: اهدئي صغيرتي بيرلا.

: لا تنادني صغيرتي ( يا الهي هذا فوق طاقتي )

نظرت له وقد عاد للجلوس بجانب زوجته وأنا أقف وسط الصالة وأضغط على جبيني أشعر أن رأسي سينفجر كلمته بهدوء

: اكشفا لي كل شيء لا مزيد من الأسرار لماذا لا أتذكر أي شيء وأنا كنت في سن السادسة؟.

: عندما أراد رواد أخذكِ للميتم قررتُ أنا وليندا أن نتبناك وأنت لم تتقبلينا وعندما استشرنا الطبيب النفسي قال أنه الأفضل لكِ أن تنسي وهي عدة جلسات وتغيرت ذكرياتك وصنعنا معكِ ذكريات تشابه الذكريات التي رويتِها للطبيب، وتقبلتنا وأحببتنا وأحببناكِ أكثر، وقد كنا سعداء.

نظرت له بصدمة من صوته السعيد،
راودني الغثيان مجددا

: هذا فضيع كيف أفضل لي لقد سرقتم ذكريات طفولتي يا الهي، أي بشر أنتم؟.

ولم أتحمل الغثيان أكثر وركضت للحمام الملحق بالصالة أفرغ معدتي الفارغة أصلا.

"~"~"
عدت وجلست بعد أن غسلت وجهي وأنا أستعد للعودة لهما.
تحكمت في أعصابي المنهارة وبوجه بارد باشرتهما قائلة

: لماذا قال الطبيب انه أفضل لي..أن تكون لدي ذكريات جديدة.

رد علي هو

: لأنكِ كنت هناك عندما صَدمتُ والداكِ......كنتِ قد عبرت الطريق قبلهما تركضين.

في هذه اللحظة لا أدري هل هي ذكرياتي الحقيقة أم أنها مخيلتي لعائلة ..لزوجين يضحكان ويلاعبان طفل صغير في حضن والدته والفتاة الصغيرة تركت يد والدها لتركض عابرة الطريق ثم تأتي الفاجعة والدماء المتناثرة والصراخ، وضعت يديَّ على وجهي بكيت داخليا وصرخت بصمت ومن بين أصابعي نظرت له يمسح دموع زوجته الحزينة

: ماذا حدث لخالي؟

أمسكتْ يد زوجها وأجابت هي هذه المرة

: بقي يأتي ليزورك من وقت لآخر وكان حاله متغير في كل مرة أصابه صرع في إحدى المرات فأخذناه للمستشفى.
ثم أكمل عنها بيـير لأنها غطت وجهها تنتحب من جديد

: أخذناه لعديد من المستشفيات ولكن لا أمل في شفاءه.

: (حسنا أخذت جواب كل شيء بقي شيء واحد).

استقمت على أقدامي أشد قبضتي، فتعلقت نظراتهما عليْ في مزيج بين الخوف، الحزن والكثير من الرجاء، نظرت لهما
..أنا في صراع كيف أناديهما بعد الآن أبي أمي أم بأسمائهما؟

: لماذا طردتني في تلك الليلة؟ إن هذا السؤال يحرقني من وقتها.

ترك يد زوجته ووقف مقابلي وقال بهدوء

: لأني غضبتُ بيرلا... لأنكِ صرخت في وجه والدتك، ولم أظن أنكِ سوف تغادرين حقا..ظننتك ستصعدين لغرفتك رغم قولي ولكن يبدو أنكِ كنتِ غاضبة لدرجة أنتِ الأخرى أردت الابتعاد عن بيتك.

: وهل لأنك كنت غاضب من ابنتك تطردها من البيت؟ هل تشعر بالأبوة نحوي حقا؟.

سألتُه بسخرية على حالي

: أنتِ فكري هل كنتُ أشعر بذلك؟.

نظرت له ولا أدري أي نوع من النظرات وصلتْ له ليكمل وقد أدخل يديه في جيوب ملابسه المنزلية

: هذا بيتك دوما بيرلا ، هو مفتوح لكِ ومن أجلك.

~"~"~

: حبيبتي أنا أعلم أنكِ ستعودين يوما ما إلى حضني.

تلك كلمات أمي سمعتها فتوقفتُ عن فتح باب الخروج كنت أشعر بها واقفة في باب الصالة خلفي تنظر إلي برجاء ولم أستطيع الاستدارة ثم أفتحت الباب وخرجت فاصطدمت بــــــميرا....!!!!!

: بيرلا!!!

صرخت ميرا وهي تتعلق في عنقي وتبكي بادلتها العناق ولكني لم أبكي مثلها، قبل ساعات كنت أتخيل ردت فعلي وأني سأبكي مثلها ولكن شيء... بل أمر سمعته قبل قليل أوقف دموعي

( أكد الأطباء أن لا أمل في الإنجاب) إذا من تكون ميرا ؟؟!!.

عانقتني ميرا واستشعرت ارتجافها وهي تبكي ضممتها إلي بقوة، حزنت عند مفارقتها وما كان يؤنسني هي الاتصالات والمراسلات،
سمعتُ صوت الباب فُتح على وسعه فعلمت أنهما خرجا على صراخها باسمي،
ابتعدت ميرا من حضني وهي تبكي وتضحك في آنْ.
عانقتني مجددا بسرعة وابتعدت قائلة

: أبي، أمي أتصدقان؟؟! أنا لا أصدق أنكِ أمامي بيرلا.

لمست دمعات على خدها وأنا شاردة في فكرة أنها أيضا ليست ابنتهما
ثم تنحيتُ جانبا عن الباب ونظرت لهما ثم أعدت نظري لها

: كيف حالك؟ يا...أختي.

وأرجعت بصري لهما لأجد نظرات الاستنجاد وطلب الصمت

: أنا بخير لماذا لم تأتي قبل الآن؟.

عدت والتفت إليها مبتسمة ابتسامة صغيرة صفراء

: هذا لأني كنت مشغولة بعدة أمور مهمة للغاية.

توترتْ عيناها ونظرتْ لهما،
اقتربتُ منها وعانقتها وقرب أذنها همستُ

: لا تقلقي لم أخبرهما أنكِ من أرسل إلي صور الوثائق.

فشدت على عناقي تهمس أيضا: بيرلا أنا آسفة.

ابتعدت عنها وغادرت المكان بدون التفات أو قول كلمة.

~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~

لا أدري كم من الوقت سرتُ هائمة بين الطرقات، جلت الشوارع بلا هدف حتى أظلمت وتعبت قدماي.
جلست في مقعد في إحدى محطات القطار ولم أهتم للضجيج من حولي،
لم أتصل بكيفين لأني أعلم أنه لن يحل شيء،
ولأني أحببت فقط الصمت والبقاء وحدي
أتى لفكري لو أني أعلم مكان قَـبْرَيـهِمَا لذهبت لزيارة القبور فهذا ما بقي لي من عائلتي

: (عائلتي)...عائلتي.....كان لدي أخ.....كان...لدي....أخ.

وكأن قلبي فُتحتْ أبواب عاطفتهِ فجأة، وعيني أطلقت عنان قطراتها مندفعة لأنكب للأمام أستند على ركبتي في انفجار متأخر.

احترقت جوارحي من فقد كان لأشهر ثم الآن أدركتُ أن لا أحد بقي لي من عائلتين أصفيت وحدي.
عائلة حقيقية مدفونة تحت التراب قُتلت عرضيا في سبيل قتل شخص آخر
وعائلة تبنتني فبماذا أصفها؟ بالخذلان.. كذبوا لسنوات لتنفجر كل الحقائق دفعة واحدة فلم يُترك مكان في قلبي إلا جعلتْهُ ينزف.
أم بماذا أصف نفسي وهي تتقلب بين عائلتي التي ربتني واحتضنتني أو الحقد من أجل عائلتي البيولوجية
عقلي لا يستوعب فقط أبكي في هذه اللحظة أفرغ دموع،
أفرغ جموح آلام تراكمت من شهور.

"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~"~

ديفيد / قبل ساعات /

دخلت على المكتب الفاخر حيث يعمل أخي، بل أقول أن المكان ملكه
من أول ذكرياتي في صغري ونحن نتشاجر،
فهو توأمي ومن المفترض أن نكون أقرب لبعض وأن نشعر ببعض وأن نفهم بعض ولكننا عكس هذا،
فما أحب واحد شيء إلا وكرهه الآخر.
تجاوزتُ السكرتيرة رغم تحججها،
وجدتُ نسختي جالس بغرور لا يليق إلا به وهو ابن أبيه "اللامع" جاين أنطونيو

: يا أهلا بأخي الجندي

: آسفة سيدي حاولت إيقافه لكن ..

: غادري.

طردها للخارج وهو يثبت عيناه علي بابتسامة الفتيات تراها ساحرة
ولكني أعرفها لئيمة، لا تشوبها الطيبة إلا نادرا، فسألته ما خطر على بالي

: دوما تساءلتُ بماذا تشعر نحوي حقا؟ وما هي نظرتك لي؟ فأنا رغم كل مشاحناتنا وكل مشاجراتنا، دوما ...دوما اعتبرتك نصفي الذي تقاسم معه كل شيء، بدآ من مكاننا داخل رحم أمي.

تراجع للخلف وبكل صلف رفع قدميه فوق المكتب وبصوته اللعوب ببحة أزعجتني

: أنا فقط لم أحبكْ، أمي من صغرنا أحبتك أكثر، لذا أنا كان يجب علي أخذ جانب أبي.

رمشت عيني جراء مفهوم قوله الذي استعصى علي فهمه،
يرمي كلماته كالسهمِ المسموم، فرددت ألومه

: حتى بعد رحيلها لم تتركها بحالها...

أسقط قدميه بسرعة واستقام يضرب المكتب عدة مرات بقوة يفرغ شحنات غضبه ضرب الأشياء فوقه لتسقط متناثرة
وصرخ يتهمني

: سحقا لكَ أنتَ السبب، أنتَ دوما السبب، كل شيء ... كل شيء، حدث لأمي بسببك.. لقد رحلت وهي تبكي لأجلك، أنت ابنها المدلل القريب منها.. تركتها لتعاني في آخر أيام حياتها.

بلغتُ الحد في صبري فركضت نحوه ألكمه رغم المكتب الذي بيننا
وصرخت عليه أنا الآخر

: أنتَ وأبي من دفعني للهرب من البيت، أنتما من أخفيتما عني مرضها... أنتما من لم تتصلا بي في حين احتضارها.

ترنح ليرتد للخلف ثم دفع نفسه بالحائط ليقفز نحوي عابرا المكتب وأسقطني بقدميه ونزل علي بلكمات في كل النواحي
التففنا عدت مرات على بعضنا في أرض المكتب وضجيجنا فقط ما يسمع،
لم أكن بالقوة البدنية لتارو ولكني كنت أقوى من أخي لكمته عدة مرات،
ثم سمعت الباب فتح ولكني لم أعلم من دخل، وفجأة شعرت وكأن البرق صفعني... توقف كل شيء لأعلم أنها صفعت من أبي..!!!!

استقمت أنظر له وأنا أتنفس بقوة شعره الرمادي ازداد بياض، نظرته المتكبرة لم تتغير، سخرية عيناه الزرقاء لم تتبدل،
لم أتوقع رؤيته هنا.. أبي أنطونيو!!.

: ساندي أخرجوا جميعا وأغلقي الباب ولا يدخل أحد.

خرجت السكرتيرة المرتجفة مسرعة من صوته الصقيعي،
لم أزح عيناي عنه كما لم يفعل، بينما استقام جاين يمسح شفتاه ويدلك فكه،
أما أنا سيطر علي الغضب فلم أشعر بأي ألم.

: وأخيرا عاد الابن الضال.

رددت على كلامه بغضب أظهرته دوما في وجهه

: أفعالك هي السبب، ماذا تفعل هنا؟؟
رفع حاجبي مستهزأً من سؤالي

: هاه وقح؟؟...ولماذا لا أكون هنا؟ أليس ما لابني هو لي،
كما ما لي هو لابني.

: لم أقصد ذلك بل قصدت في العادة تكون في المنزل في هذا هذه الساعة.

: المنزل مظلم بدون آنيلـيا عزيزتي.

تغيرت لمعة التكبر والسخرية بحزن أبحر في عينيه الخضراء، وتعبير التعالي انمحت ليسقط القناع ويبقى وجه "الحقيقة"
حقيقة أن وجع الفقدِ ألمّ به
سحقني منظره و قوله ، كونه يُرثي حالة المنزل بدون أمي
وأكمل بدون رحمة

: لقد كانت بائسة وهي تتذكر ابنها الغالي..ابنها الذي جعلها تتألم، ابنها الذي بسببه تشاجرت معها وأنا الذي لم أزعجها يوما، أنا الذي لم أسمح برؤية دموعها.

آلمني أكثر من ما فعل يوما وهو الذي رآني دوما وكأني عدوه الذي سيأخذ أمي منه،
لم أرد عليه وبخطوات منتهية ذابلة ذهبت للنافذة واضعا جبيني على زجاجها وكأنه كتفُ شخص سيتحمل ثقل همومي معي،
سقطت دموعي بصمت وكأني لم أبكي مع تارو من أيام الآن أدركت الآن العبارة المكتوبة على قبر والدة تارو عندما ذهبنا لزيارة قبر أمي
" وهل دموع كل العالم تكفي لأجلك ...يا أمي."

سمعت الباب صُفق ثم تربيت على كتفي وجاين يقول
وكأننا لم نكن نتشاجر قبل قليل

: ستكون أمي حزينة ان رأيتْك هكذا.

مسحت دموعي ثم تذكرت قضية تارو وشقيقته

: ما دخلك بأطفال الميتم؟؟ هل لك دخل في أخذ شقيقة تارو من الميتم؟.

تراجع للخلف مصدوم

: وهل تصدق أنت ذلك؟ بالطبع ليس لي دخل في أي شيء، لا تكن كصديقك،
صحيح أني لئيم.. صحيح أني أحب المال و جمع إمبراطوريتي ولكن ليس بهذه الطريقة،
بل ستكون إمبراطورية قانونية.
سألته أتأكد فأنا أصدقه رغم رعونته ورغم تعاليه ورغ كل سيئاته هو أخي، توأمي

: هل هذا صحيح؟

كلمتان تكفي لكلانا

: أنا صادق.

نظرت له جيدا وهو بادلني النظر بهدوء، ثم استدرت عن للباب قائلا و سائلا

: سأذهب للمنزل، هل سيكون أبي هناك؟.

: أجل.

وأغلقت الباب خلفي.

"~"~"~"

فتحت لي الخادمة الشابة الباب ألقت التحية باحترام وعادت لعملها، مباشرة دخلتُ مكتب والدي
وجدته جالس بين ملفاته كعادته أو كطوال حياته، باشرته قائلا

: أبي أتيتُ لقول كلمات...لا بل قراري.
وضع الملفات بروية ملتفتا لي بجلسته

: يبدو لي أنك لم تعد تلك الإمعة من نبرة صوتك الحازمة هذه؟.

تجاهلته كعادتي في الحوار معه

: قبل شهور خيّرتني بين زواجي من ابنة شريكك لأكوِّن معها إمبراطوريتي كما تقول أنت، أو طردي بلا إرث..ولا ننسى أنكَ سخرت من حلمي كممثل مشهور...و..

: أما زلت تهذي بهذا الهراء؟.

ولم أبالي بانزعاجه وأكملت

: أنا على نفس كلامي، أنا أرفض الزواج وجمع إمبراطوريتي، بل سأكمل سنتيْ الخدمة وسأدخل لجامعة الفن وسأصعد سلم شهرتي درجة، درجة وسيكون لي اسمي الخاص.

واستدرت عن وجهه الجامد البارد، لطالما برع في إخفاء مشاعره عندما يتعلق الأمر بنا أما عندما يكون مع أمي فهو يكون شخصا آخر وهذا هو الشيء الذي منعني من كرهه لأنه كان زوجا محبا ومخلصا لها وهي كانت تهيم به كما يفعل هو.

صعدت لغرفتي تجولت فيها قليلا وجدتها كما تركتها ثم خرجت من هناك قاصدا غرفة أمي ففوجئت بأبي جالس على السرير يقلّب ألبوم صوره مع أمي لم أستطع التعمق في فهم تعابيره،
أخذتُ صورة لأمي من على الرف وخرجت مسرعا بدون قول المزيد، فعلى كلٍ لم يبقى هناك المزيد لقوله.
كنت على مشارف الباب ولكن مدبرة المنزل السيدة الأربعينية أوقفتني مبتسمة

: بني كيف حالك؟

لا أدري ما بال لطفها ولكني دوما لم أحب المربيات،

أمي هي من تكلفت بتربيتنا رددت عليه بإيجاز

: بخير، ماذا تريدين؟.

أخرجت ظرفا من جيب ردائها الأبيض وهي تنظر حولها ما جعلني أستغرب من تصرفها

: أمك كلفتني بتسليمك هذا، خفية على والدك.

: ( أمي!! ؟ )

ارتجف جسمي واحترقت عيني من جديد وأنا أمسك الظرف من يديها رفعت أنظاري عنه لها فابتسمت بهدوء

: قالت خفية عن والدك لأنه سيصر على رؤية ما مكتوب فيه.

التفتت عنها مغادرا وأنا أتشبث بكلاهما الصورة والظرف.

"~"~"~"

صعدت للقطار بعد أن قرأت رسالة أمي والتي كان محتواها بقدر ما جعلني أبكيها مجددا بقدر ما أراحني، جلست أنتظر أن ينطلق القطار متجها إلى بيت تارو، أحدق في صورة أمي كنت أشبهها أنا وجاين كثيرا لنا نفس الملامح تقريبا.
شعرت بأحدهم جلس بجانبي ولكني لم آبه ولكنه تكلم ضاحكا

: يبدو أنها كانت لكمات وليست كلمات.

التفت متفاجئ

: بيرلا ماذا تفعلين هنا في هذه الساعة؟؟.

كان وجهها أصفر متعب وعيناها حمراء كالجمر وشفتيها جافة بيضاء، ردت عليّ تحاول الابتسام

: مثلك أتسكع، أحاول إراحة نفسي ثم أعود لمنزل السيد ميريل لديهم حفل عيد ميلاد ورغم أني وعدت بالحضور ولكنها الثامنة ولم أذهب بعد... ما سبب الكدمات على وجهك؟.

أجبتها وأنا أتحسس أماكن في وجهي تؤلمني

: مع أنني أكره العنف، ولكن وَجَبَ ذلك.

وافقتني بقولٍ استغربته من فتاة،
ولكنها في النهاية "غريبة الأطوار"

: أجل أحيانا اللكمات تعبر أكثر من الأحاديث.
لأستأنف أنا الحديث وأنا أضع إيطار الصورة في جيبي

: أنا أيضا عائد لشقة تارو.

التفتت إليّ تسأل باهتمام على ذلك الأبله الذي أحبها في لحظات

: بالحديث عن تارو هل وجد أي أثر لأخته؟.

: على حد علمي ليس بعد، ولكنه موقن أن من تبنوها في هذه المدينة.
رأيت عيناها تتوسع ولكنها لم تقل شيء وأعادت بصرها للأمام ففضلت الصمت أيضا.
توقف القطار في المحطة المنشودة وركبنا سيارتا أجرى كل عائد إلى منزل احتواه عندما لم يعد لنا مكان حيث كبرنا وترعرعنا.

انتهى الفصل
#

أسئلة مهمة يا ريت تجاوبوا عليها من أجل تكملة أفضل

1/ ما رأيك في المنحى السردي كون الشخصية هي من تروي أحداثها؟

2/ ما رأيك في موقف بيرلا من لقاء والديها وتصرفها جراء معرفة مقتل والديها الحقيقيين؟

3/ ما رأيكم في مسألة ميرا التي من المفترض أنها شقيقتها؟

3/ ما رأيك في جاين و والده أنطونيو ؟

4/ أفضل جزء في الفصل؟


.
..
...
هنا ينتهي فصل اليوم فصل اكتشاف الحقائق وفتح الستار على المخفي، ان شاء الله استمتعتم،،
هو أتعبني قليلا ولكن استمتعت أكثر في كتابته.
سوف أنزل صور لبعض الشخصيات كنت سأنزلها قبل الفصل ولكن النت لم يساعدني فقلت .
والسلام عليكم ورحمة الله أراكم قريبا باذنه تعالى.



التعديل الأخير تم بواسطة كواندا ; 01-01-2019 الساعة 07:16 AM
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 12-26-2018, 10:13 AM
 


هذه صور لبعض الشخصيات وكما أتخيلها انا لا أدري أنتم كيف تخيلتموها

صور بيرلا












ميرا شقيقة بيرلا





صورة ديفيد لكن هو عيناه زرقاء








صور جاين أنطونيو شقيق ديفيد






وهذه ليلا ابنة ميريل



وصور سام وتارو وشقيقته ان شاء الله مع الفصل القادم


التعديل الأخير تم بواسطة كواندا ; 01-01-2019 الساعة 07:09 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تبخسوا المرأة قدرها -Ayad حوارات و نقاشات جاده 16 06-14-2016 03:31 AM
وحدث في ليلة ممطرة mary kathleen أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 01-31-2015 05:46 AM


الساعة الآن 06:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011