عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة

روايات طويلة روايات عالمية طويلة, روايات محلية طويلة, روايات عربية طويلة, روايات رومانسية طويلة.

Like Tree2Likes
  • 1 Post By ترانيم الأمل | Corsica
  • 1 Post By .FIRE
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-20-2017, 12:54 AM
 
بزل القافية






الكاتب : ترانيم الأمل .
الفئة : + 7 سنوات .
التصنيف : دراما ، تراجيديا ..
ماذا يجب أن أكتب ايضا ؟
تاريخ النشر : 2017-05-19






كان يا مكان .. في زمان انتشر فيه الطغيان ..
و تفشى الخوف بين السكان ..
في مدينة الأحلام .. التي باتت أوهام ..
يحكى عن ملك ظلّام .. للكبار و الغلمان ..
و عن رجل مجنون .. عاش حياته في المجون ..
ذاق أهله مصيرهم المحتوم .. و عاشوا في ظله مبتلون ..


لا أحد يرد


.FIRE likes this.
__________________
غياب او دخول متقطع | اذكروني بخير و ادعولي

مدونتي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-20-2017, 01:03 AM
 
صافرة القطار





صافرة القطار



زعموا أنه في إحدى المدن ، التي تناقض اسمها مع واقعها ..
عاش حكيم المجنون _ أو هكذا كانوا يسمونه _ ، رجل فاسق ماجن لا خير فيه ، مرتاد للشجارات و مرآة عاكسة للمشاحنات .
لم تسلم زوجته الحنون من لسعاته السامة ، و لا هرب أبناؤه من سوطه الرفيع .
في كل ليلة كان يسمع صراخهم ، و يتعالى معه وقع ضربات ألواح الخشب و السياط .
،،،
فجر غائم كما ليالي الشتاء ، تلاحم القر و السكون ليرسما لوحة تلكم البيوت ، مبان أحاطتها هالة سديم الأسى ..
حرك جفناه ليكشف عن قطرتي الحبر الأسود ، جالت تلكما العينين في المقام متوجسة ، أيحتاج لإذن كي يستيقظ ؟
حرك ذلك البدن الرهل المعبئ بأنفاس الألم ، انبثق لحم يديه و قد وقف النزف منهما ، بل تجمد من البرد ..
أحس بلسعات الزمهرير في أطرافه بل و كامل جسده .
وسط صوت أسنانه تصطك و حركة ارتجاف يديه ، أدار رأسه ليقع بصره على الطفلة في جانب الغرفة تنام ، أخته كانت تشبهه .
لطخ الطين وجهها البرونزي ، لم يكن شعرها بمقصوص بل ممزقًا بوحشية ، شابهت أخاها كذلك في تلك الأيادي الصغيرة ،
التي وضع عليها الوصب لمساته ، أبت الجروح أن تكِنّ فانبلجت عليهما .
أشجان قلبه ترجمت لدموع عينه ، حين رأى مآل أمه ، توسدت الصخور ، خصلاتها القليلة ملأها التراب .
وضعت نفسها واجهة لحماية أبنائها ، ترفعت عن الحثالة من أمثال زوجها .
ترى أن الوجع سهمها في الدنيا ، و لا تمنُّها لأطفالها من بعدها .
تزعزع من ذلك السكون ليقف و قد ستر جسده ببعض الكتان المهلهل .
ابن الرابعة عشر جلدٌ جلْدَ الرّجال ، لم يكُ ما يعتريه سلوان ، وسط اصطباره الطويل تبرّم في اللحظة .
تكلّدت قطرات الدمع لتشق طريقها بين خديه .
بغتة صورة رسمت في تلك الذاكرة المنهكة ، صورة الملك ، إنه مذ حكم لم يُر ظله ، خلّف لهم جبروت الواقع اللئيم ،
حتى الحجارة الصماء تبكي لدواهٍ دهماء تسبب بها .
صوت لم يعتبر رنة ! ، ندرة حنان و بحاحة بانت واضحة " اسمع ، اذهب إلى كمال و اشتر علبة سجائر "
ازدرى تلك البشرة السمراء ، شرد خلده في تلك العيون الرمادية و لم يوافه إلا بصرخة إنعاش من أبيه .
لمّ شتات نفسه و باضطراب رد " لا مال لدي "
بابتسامة ثعلب انبلجت عنها أسنان ليمونية " إذن اسرقه ، أو اسرق السجائر "
اشمئز أكرم من كلام أبيه ، الذي كان يقوله كأنما هو أمر عادي جدا بيد أن أمه كانت تتحسس من هذا الموضوع ، و لا تسمح لأولادها حتى بالنظر إلى ممتلكات الغير لكي لا تتملكهم و لو أدنى رغبة في السرقة .
" حسنا "
كان هذا جوابه بهدوء أيضا ثم خرج تاركا أباه يغسل وجهه بالثلج الذائب ..

مشى و رجلاه تغطسان في البياض ، أحس بألم شديد خاصة بعد الضربات التي تلقاها مساءً ، و صباحا يضطر للسير حافي القدمين على الثلج .
أحس أنه لا أمل في أبيه ، ولا أمل في المدينة ، و لا أمل بالنجاة أبدا !
وصل إلى بيت كمال فطرقه لتخرج زمجرة الأسد من بين جحور الجدران ، لم يتحرك أكرم أبدًا ، لربما كان أقوى من أن يهرب من كمال !
الذي كان كالنسخة عن أبيه .
تابع طرق الباب ليخرج صاحب الزمجرة هذه المرة ، بعينين جاحظتين و شعر بني أشعث و وجه سمين مستدير ، نظر لأكرم متفاجآ .
لم ينتظره أكرم ليسأل بل أخبره عن مطلبه فورا ، إلا أن كمال زمجر ثانية قائلا :
" يطمع والدك في السجائر و لا مال لديه ؟ "
ثم أغلق الباب بقوة لدرجة أن الثلج الذي كان فوق السطح قد سقط مباشرة فوق أكرم . فانفض فزعًا من شدة البرد .
شعر لحظتها بأنه حثالة لا معنى لها ، شعر أنه خلق فقط ليهان ، شعر أن قافية القدر تناغمت مع كلمات المآسي لتنشد أغنية حياته .
ضم نفسه بيديه بعد مرور نسمة الهواء البارد قربه لتزيد الطين بلا .
بدأ بالسعال فجأة ، لم يكن هناك ما يشعر به غير الألم .
إلا أن ذلك الشعور تبدد في لحظة سمع فيها صوت صافرة القطار ..
القطار الوحيد في المدينة بأسرها ، الشيء الوحيد الدافئ الذي يمر بشارع " كارمل "
و الذي لا يدخله سوى الأغنياء ، كثيري الشح و قليلي العطاء !
فكر للحظة من الزمن في أن هذا القطار أمله الوحيد في النجاة ، إنه يتجه إلى باريس غالبا .
حيث قد يجد هناك ملكًا رحيما ، و يجد عملا ومأكلا و مأوى يحميه .
ركض بسرعة في اتجاه السكة ، ليبحث عن شعاع الحرية الذي فقده .

نعود مجددا إلى البيت الحجري المتآكل، حيث جلس أسمر البشرة على كرسي يهز قدمه لا إراديا .
أحس أن ابنه تأخر فصرخ موقظا المسكينتين " أكرم ، سوف أقتلك اليوم ! "
فزعتا و خاصة البنت الصغيرة ، إلا أن الأم وقفت بسرعة لتقول غير مدركة " هل جننت ؟ لما تصرخ هكذا ؟ "
وجه إليها زوجها نظرات حادة مما جعلها تعظ لسانها لزلته ، تقدم منها ليمسك شعرها و يسحبها إلى الأرض قائلا
" كيف تجرئين ؟ "
سمع صراخ طفلته البريئة " أبي ، أرجوك ! "
رمقها هي الأخرى بنظرات حقد و غضب لتتمنى لو أنها تبتلع لسانها فقط .
ترك أمها ليتوجه نحوها ، حينها وقفت الأم لتدافع عن صغيرتها .. نظر حكيم مطولا في عيني زوجته ..
كان متوترا بدون سجائره ، إلا أنه لم يكن يريد بدأ الضرب مجددا .. تنهد ثم خرج تاركا المسكينتين في فجوة الهلع .

وقف أمام المحطة ، ليلاحظ رجلا ارتدى زي الشرطة بدى واضحا أنه قاطع التذاكر .
نظر الرجل إلى أكرم متأملا إياه ، لم يكن ذا حذاء ولا ثياب كاملة و لا حتى ذا بدن مستو .
فقد ملأته الشروح غير مندملة
تسائل أكرم متلهفا " متى يأتي القطار ؟ "
أجابه بتذمر " أنت متشرد ولا يسمح لك بصعود القطار ! "
لم يبالي كثيرا رغم تأثير كلمة " متشرد" على نفسه ، اضطر للكذب هذه المرة .
" لست من سيسافر ، بل أحد الأغنياء أمرني بأن أحدد له الموعد بدقة "
" حسنا إذن ، يأتي القطار عند منتصف الليل تماما "
تنفس أكرم الهواء المجمد ليملأه الخذلان ، إلا أن إجابة الرجل منطقية فقطار واحد يصل باريس و يمضي في المدينة بأسرها ..
لا بد أن يقضي هذا الوقت الطويل في رحلته .
نظر خلفه للطريق الطويل التي سلكها ، هل يعود من حيث أتى و يتلقى أقسى العقوبات على يد أبيه ؟ أم ينتظر في هذا البرد لثمانية عشر ساعة ؟
في الحالتين لن ينال الراحة ، في الحالتين لن يشعر بالدفئ !
فجأة تذكر أنه إذا أراد التسلل للقطار و السفر فلا بد له من بعض الحاجيات ، وربما يتجرأ هذه المرة على سرقة المال .

تشاجر حكيم مع كمال مجددا بسبب السجائر ، ذهب المجنون إلى المقهى و أخذ يحطم كل مايراه .
اجتمع الناس حوله محاولين إيقافه إلا أنه أبى إلا أن يكسر الكراسي و الطاولات و النوافذ الزجاجية ..
فجأة انتبه إلى قارورة خمر في يد رجل عجوز ، أخذها منه بالقوة و أخذ يشربها بنفس واحد ، و بعد إنهائها خرج تحت نظرات الناس الحاقدين .
جلس عند باب المقهى ليلاحظ قدوم ابنه الذي أقسم على قتله ..
ركض نحوه فإذا بأكرم يحاول الهرولة إلا أن أباه كان أسرع فأمسك من كتفه أولا ، أداره نحوه ثم وضع يده على رقبته ليرفعه عاليا ..
صرخ غاضبا " لما لم تحضر السجائر ؟ "
حاول بعض الناس التدخل مجددا إلا أن الجثمان الضخم ذو الرائحة الكريهة و اللون البني كان أقوى من أن يهزموه .
يئسوا تماما فوقفوا محدقين في الصغير يختنق و وجهه يزرق شيئا فشيئا ..
كان والده يضحك كأنه يستمتع بقتل ابنه . حين أحس أكرم بأن روحه أصبحت في حلقه جاء رجل مناديا على حكيم .
لم يأبه حكيم بداية إلى أن قال الرجل : " الملك يريدك "
سمع حكيم كلمة الملك كأنها مرادفة للمال و الفضة ، ترك ابنه و نظر إلى الرجل بلهفة ، كان يرتدي زي الشرطة ، و يبدو عليه الحزم و الجدية
تبع حكيم الرجل إلى أعلى العربة لينطلقا في الطريق المؤدية إلى قصر الملك .
حينها تقدم بعض الناس من أكرم محاولين مساعدته إلا أنه استعاد نشاطه بسرعة فوقف و قد انتابه الفضول ليعرف ما وراء استدعاء الملك لوالده .
حيث أنها الواقعة الأولى من نوعها ، فلا أحد يرى الملك ، و الملك لم يقم باستدعاء أحد ليراه أبدا .
إلا أنه و بعد أن رأى الموت بعينيه قبل لحظة عقد العزم على الرحيل فقد نفذت كل ذرة صبر في جوفه المملوء كرها و حقدا ! .

في قصر عملاق ذو أسوار شامخة و عدد الحرس قد تجاوز الألف حارس ..
وقف حكيم غير مشدوه لهذا المنظر الذي يشل العاقل .
دخل بعدما سمح له الحراس بالدخول ، سار في رواق طويل و الذي انتشرت في جدرانه اللوحات الباهظة الثمن .
ثم دخل إلى القاعة الخاصة حيث قابله الملك شخصيا ، و قد كان ذو بشرة بيضاء نقية بنقاء بشرة الأطفال.
و ذو عيون خضراء كبيرة بارزة بعض الشيء ، و شعر أشقر قصير تخالجته شعيرات بيضاء ..
بدى في سن الخامسة و الأربعين على الأكثر .
نظر إلى الحراس قائلا " أخرجوا جميعا ، لا أريد أحدا هنا "
انصاع له الحراس غير معترضين ، و في ثواني خلت القاعة إلا من حكيم و الملك المدعو هارون .
وقف الملك ليتقدم من حكيم قائلا " كيف حالك يا حكيم ؟ "
أجابه حكيم بجفاء " كما ترى ، أعيش مهانا و ينادونني بالمجنون "
ابتسم هارون بزيف قائلا " لدي مهمة لك "
" لا أستطيع ، لم أعد رزينًا "
فتح هارون عينيه بذهول مصطنع " حقا ؟ ، و هل تعلم يا حكيم أن عقلك سيعود كما كان ؟ "
تفاجأ حكيم لهذا الكلام ، صحيح أنه مجنون قليلا لكنه لا يؤمن بالمرة بأن هارون إله ! .
تابع هارون قائلا " لدي بالفعل الدواء الشافي لمرضك هذا ، و لدي أيضا المال الكافي لتعيش في رخاء ، و لكن لا أملك من الرجال ذو القدرة و و المهارة على القتل مثلك "
ابتسم حكيم و قد اعترته أمارات الانتصار " إذن من الذي سيلقى حتفه ؟ "
تابع الملك كلامه مجيبا ..
و قد كانت هناك عين ترى كل هذا ، عين جاحظة تنظر من خلف أحد الأصنام الموضوعة قربهم .

نظر أكرم إلى أمه التي كانت تعاتبه على تأخره في العودة ، كان يتساءل في نفسه ، هل يترك أمه و يذهب ؟ و ماذا عن أخته الصغيرة ؟ ، هل يهرب فحسب من هنا ؟
توقفت خديجة عن عتاب أكرم لتقول بحنان " أكرم ، ما الذي تفكر فيه بحق الله ؟ "
أشاح أكرم بنظراته عن أمه لتقابله الصغيرة هدى و هي تحمل دبا صغيرا أزرق اللون ، قالت والدموع في عينيها
" هذه أول مرة أحصل فيها على لعبة يا أخي ، للأسف فقد مضى عمر اللعب "
ابتسم ليجيب " لا بأس أختي ، أنت في الحادية عشرة و لست في الستين من عمرك "
تنهدت أمهما لتقول في حيرة " و ما الذي يريده الملك من والدك ؟ إن هذا الأمر مرعب "
أجابها أكرم بحدة " لفعل سيء ولا شك "
حاولت خديجة إخفاء قلقها لتقول بهدوء " بني ، لا يجوز لك اتهام أبيك هكذا "
بنبرة كرهت من كل معاني الحياة قرب والده أجابها " لو ملكت الفرصة للهرب لما تركتها ! "
تفاجأت هدى و أمها أكثر ، تأملت الأخيرة حالها و حال أبنائها ، بعد دقيقة تفكير قالت :
" و إياك أن تضيعها ، إذا سمحت لك الحياة بالخروج من هذا الجحيم فلا تتردد بني "
لم يتوقع أكرم تقبل أمه هذا الأمر ، فقط توقع صفعة تجبره على تغيير رأيه .
رفع بصره نحو عيني أمه ، كانت تنظر إلى المستقبل بالفعل ، لن يكون بمقدورها تحقيق سعادة ولديها في هذه المدينة القاسية .
لربما إذا خلقوا الفرصة قد يستطيعون النجاة من هذا الجحيم الملعون .
زاده هذا عزما و إصرارا على تحقيق مبتغاه ..

إنها الحادية عشر و النصف تماما .
كانت الأسرة نائمة فيما عدا الأب لم يكن له أثر ، لأول مرة في بيتهم البسيط لا ينامون على آلامهم و جراحهم ..
فتح أكرم عينيه ، وقف بسرعة و اختلس نظرة خاطفة نحو أمه و أخته .
لكنه لم يقف مطولا لألا يفقد شجاعته و يتراجع عن قراره .
ابتلع ريقه و في لحظات استجمع فيها قوته قال : " سأفعلها "
و بخطوات هادئة و خفيفة سار نحو الباب الخشبي ذي الثقوب الكثيرة .
فتحه لتدخل نسمة الهواء البارد إلى البيت ، ضمت الأم ابنتها لا إراديا كي تقيها من لسعات البرد القاتل .
كان هذا المنظر كفيلا بجعل طفل كأكرم يحتار في قراره إلا أن الشجاعة التي سرت في عروقه كانت وليدة سنين عناء و لم تكن لتختفي بسبب تأثره بموقف واحد .

ها هو القطار قد توقف ، أغنياء _عددهم يعد على رؤوس الأصابع _ صعدوا القطار بيد لم ينزل منه أحد .
تثاءب حارس المحطة في ملل واضح ، لا شك أن عمله يسبب له الضجر ، بينما لم يلحظ بالفعل ذلك الثعلب الصغير الذي تسلل بين عربات القطار .
جلس أكرم في موقع مثالي لمتسلل مثله ، تنفس الصعداء و قد شعر لأول مرة في حياته أن قافية القدر التي لطالما عكست أغنية المآسي قد عكست هذه المرة الحرية المطلقة _ أو هكذا كــان يضنها _

عاد الوحش مرة أخرى ، وقف كصنيع الذئاب على رأس زوجته و صرخ بأعلى صوته : " أين أكرم ؟ "
فزعت الزوجة و كذا ابنتها الصغيرة ، كان الجو باردا كما اعتادوه ، ولا نور في البيت إلا شعاع القمر المتسلل من تلك النافذة العالية .
ضمت الأم ابنتها لتجيبه مرتعبة " إنه هنا نائم "
بتلكما العينين السوداوتين جال في أنحاء الغرفة ، لم يكن للمدعو ابنه أثر يذكر، زمجر بشراسة لينبئ عن غضب عظيم .
فإذا بصوت هادئ يتعالى من خلفه " لقد عدت ، أنا هنا "
نظر الثلاثة إلى أكرم الذي كان قادمًا من آخر الشارع نحو بيته . ما إن وصل حتى نطق : " لما تفتحون الباب و البرد قارص ؟ "
ثم أغلقه تحت أنظار أبيه الذي شعر بالسعادة في كينونة طفله الذي بات مبتسمًا مشرقًا رغم الزمهرير و الديجور القاتم .
نطق غير آبه و لا مبالٍ بالذي حدث مع ابنه : " أريدك أن تفعل شيئًا "
يمكننا القول بأن السعادة في أغوار نفسه الصغيرة قد تقطعت أشلاءً ، فهو يدري أن والده لن يطلب إلا أمرًا به ويل و كيد عظيم .
ابتلع ريقه و قد تملّكه الخوف مجدّدًا فاستدار نحو والده الذي كان يحمل صورة رجل غريب .
نظر أكرم جيدّا ، كان الرجل برتقالي الشعر الأملس ، ثخين الوجه ذو عيان غائرة و بشرة سحابية ، لم يبدو شيء من ملابسه في الصورة الصغيرة .
رد أكرم بعفوية " أليس هذا هو الوزير مالك ؟ "
أجاب حكيم بإيماءة من رأسه : " أخبرني كل ما تعرفه عنه "
تابع أكرم : " ليس الكثير ، إنه وزير فاسد ، يسرق أموال الملك على الأغلب "
ابتسم حكيم ليتابع بهدوء غير معتاد : " ابحث عن عمل في قصره غدًا "
خرج المستبد فلم تتركه النظرات المستغربة وحيدًا إلى أن أغلق الباب بعنف .
تساءلت الأم في حيرة : " غريب ، لما قد تعمل في قصر وزير ؟ "
هز أكرم كتفيه بلا اهتمام ثم ولج إلى أسفل غطائه .
عيون مغلقة ، فراغ آسر ، دجى حالك . تنفس الصعداء ليقول في نفسه :
" أفضل العيش في هذا الحضيض مع عائلتي ، على أن أعيش في رغد بعيدًا عنهم "





__________________
غياب او دخول متقطع | اذكروني بخير و ادعولي

مدونتي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-23-2017, 01:23 AM
 



وااااااااااه
رواية للجميلة ترانيم في القسسسسم
و مشاركة في مسابقتي كمااان
* تقوم ترقص رقصة النصر " class="inlineimg" /> *

كححح كححح
المهم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفك يا جميلة
ان شاء الله تمام التمام حب0

اول شي اسفة ع التأخير بالرد
كان عندي امتحانات و طبعاً ما زال عندي امتحانات بس تحمست للرد خ
و شكراً على الدعوة

اول شي ياا بنت العنوان
روعة ، ما فهمت شو مقصدك منه بس عجبني :" class="inlineimg" />
Xd
و ألهمني هالعنوان لكذا شغلة مختلفة ما راح اقولها لك

المقدمة كانت مناسبة جداً للاطفال
سلسة و جميلة و مميزة

و الان ننتقل للرواية ككل
في البداية بدي ابدي اعجابي بهذا المقطع
اللي قرأته فوق المليون مرة من كثر جماااله

فجر غائم كما ليالي الشتاء ، تلاحم القر و السكون ليرسما لوحة تلكم البيوت ، مبان أحاطتها هالة سديم الأسى ..
حرك جفناه ليكشف عن قطرتي الحبر الأسود ، جالت تلكما العينين في المقام متوجسة ، أيحتاج لإذن كي يستيقظ ؟


ابدعتتتتي
اسلوبك بسم الله ما شاء الله
احترااف
اول مرة اقرألك و سحرتيني
لو عندك روايات غيرها
هاتي الرابط

وصفاً و سرداً و حوار
كله توب
بتحتاجي الى القليل من التدريب و تصيري روائية عالمية xd

الاحداث روعة
و اطلب منك بقلب مكسور و محطم ان تتابعيها الى النهاية
قسم تحمست حتى الموت
قرأت كل حرف حتى الفواصل قرأتها xd

أكرم المسكين

حبيت عزيمته لتغيير حاله و اللي حبيته اكثر كونه تخلى عن الهرب من اجل عائلته
كبر بعيني الولد
و جد متحمسة لاعرف شو اللي راح يعمله مع الوزير

الام المسكينة
لما قالت لولدها لا تضيع فرصة الهرب
تأكدت انها ام مثالية تتمنى سعادة اولادها لكن لا حول لها و لا قوة
و عجبني انها تربي أولادها ع العفة و عدم النظر لممتلكات الغير

الاخت المسكينة
عمرها 11 وتقول ولى زمن اللعب
تباً لذلك الوالد الذي جعلها تقول هذا •Π•

حكيم الطاغية
انا مشمئزة من التعليق عنه
اعفيني °^°

اغلاط املائية قليلة جداً مما يزيد بجمالية الرواية
في جملة حسيتها شوي خطأ قواعدياً وهي

اللوحات الباهظة الثمن
الافضل
اللوحات باهظة الثمن
باهظة هي معرف بالاضافة
ف ما تحتاج ال تعريف

التصميم هادي و مريح للاعين و مناسب للرواية


بدي اعررررف ليش حكيم قال لاكرم احصل على عمل في قصر الوزير !
اكرم القتل
ام انه يريده جاسوس فقط !!


لا تيأسي من قلة الردود فكل الاعضاء عندهم امتحانات
و انا مؤكد راح اتابعك دوم

اتمنى تكملي الرواية و ترسليلي الرابط
لك لايك و تقييم
و ختم بعد كم فصل س1

في امان الله



__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:08 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011