عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree1Likes
  • 1 Post By يّسًرى|ყὄմṩʀᾄ
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-31-2018, 01:19 AM
 
فضية:~ كوابس راودتها ~




أهلا بكِ غاليتي

لون





بسم الله الرحمن الرحيم




كانت مستلقية على فراشها , الذي بجانب نافذة غرفتها, غارقة في بحور احزانها , متحسرة على فراق صديقتها , بقيت على هذه الحال تستذكر احداث يومها , فتنزل دموعها على خديها , لتحمل يديها فتمسحها من على وجهها , رن هاتفها منقذا اياها من كابتها ,تفقدته لتجد ان المتصل هو والدتها ,
فتجيبها سائلة عن احوالها , و بعد محادثة طويلة بينهما , اغلقت الهاتف و وضعته قرب وسادتها , و غطت في نومها , لتدخل عالم احلامها
استيقظت الفتاة على اشعة الشمس المتسللة الى فراشها , مداعبة وجهها , فتزيد من اصفرار شعرها , فغادرت سريرها متجهة صوب خزانتها , لتوضيب ملابسها , للعودة الى ديارها , و كلها شوق لرؤية عائلتها , عساهم يخففون الامها
حملت " يارا " اغراضها لتركب سارتها , فتتوجه الى منزل والديها , و ما ان وصلت الى مكان عيشهما حتى تقدمت صوب باب منزلهما و دقت الباب لتفتحه لها والدتها مستقبلة ايها بقبلاتها و احضانها , سائلة اياها عن احوالها قائلة : كيف احوالك غاليتي ابنتي ؟ كنا في شوق لرؤيتك و تفقد احوالك , لترد الفتاة و نبرة الحزن بادية على صوتها : ااه يا امي , مالذي سافعله من دون صديقتي, لقد كانت ملجأ احزاني , و مكملة افراحي , كانت يارا تروي لوالدتها ذكرياتها مع صديقتها , والدموع تنهمر من عينيها , فقالت لها امها مخففة عنها الامها : اصبري يا حبيبتي, فما من شيء اجمل من الصبر , فاننا الى الله راجعون , و املئيها بدعواتك , عساها تؤنسها في قبرها, فردت الفتاة على امها : حاضر يا أمي , سامطرها بدعواتي في صلواتي , و في أوقات فراغي , لكنني لن اسامح من كان سببا في وفاتها , فردت الام على ابنتها بصوتها الحنون و اشراقة وجهها الباسم : لا تقلقي يا عزيزتي , فان الله لن يخيب امل عبده به , كوني على يقين بانه سياخذ لك حق منهم , فقط ثقي به عز و جل لانه لا يرد مظلوما خائبا , قبلت الفتاة جبين امها شاكرة لها على رفع معنوياتها , فحملت حقائبها متجهة صوب غرفتها , و ما ان دخلتها حتى ترقرت عيناها بدموعها , فكل زاوية منها تذكرها بصديقتها , و تنسج في خيالها تلك اللحضة التي فارقت الحياة فيها , فوضعت اغراضها ارضا و توجهت نحو سجادتها رغبة في ان تشكو همها لربها , مبتهلة له داعية لصديقتها بالرحمة و المغفرة , طالبة من الله عز و جل اجابة دعائها ,و عند انتهائها من صلاتها توجهت نحو سريرها , و رمت بنفسها فوق فراشها , و بدأت الكوابيس تراودها عن صديقتها , لم تفارق ذهنها تلك اللحضة التي لن تنساها , اذ كانت هي و تلك الصديقة الراحلة عن دنياها , متجولتان في القدس و شوارعها , و اذا بهما تسمعان اصوات اطلاق النار ,
شيئا فشيئا و اذا بالصوت يقترب , لتلتفتا فتجدا ان العدوان الاسرائيلي يفترس القاطنين في ذلك المكان برصاصات اسلحته اخذا ارواحهم بها , فهرعت يارا و صديقتها راكضتان , لا تدريان الى اين تتجهان , حتى لمحهما احد الجند الاسرائيلي , ليصوب رشاشه نحوهما و يشرع في رميهما برصاصاته , و بينما كانتا تجريان حتى اصيبت " سارة " , و استشهدت اثر ذلك مما اصاب بذعر يارا تاركة صديقتها الشهيدة راكضة باقصى سرعتها , الى ان وصلت الى منزلها , لتستيقظ من ذلك الابوس الذي يلاحقها على صرخات امها " يارا " "يارا" لتلبية نداءها قائلة : انا قادمة يا امي
نهضت يارا مغادرة سريرها نحو الحمام لتغسل وجهها
و تذهب الى امها , لتسالها ما حاجتها , فتجيبها والدتها : لقد ناديتك لاطمئن عليك يا عزيزتي
لقليلا ... , لترد عليها امها بعذوبة صوتها : لا بأس يا حبيبتي
فغادرت يارا , منزلها باتجاه مكان وفاة سارة , فمشت بين مخلفات الحروب و اثارها صارخة باعلى صوتها : سحقا لكم ايها الصهيون , دمرتم ديرانا , و معها نفوسنا , قضيتم على احلامنا ,و اخرجتمونا من بيوتنا , و قمتم بتخريب بلادنا, بسببكم تيتم اطفالنا , و رملت نساؤنا , و قتل رجالنا , سحقا لكم و لامثالكم , و ما كادت تنهي كلامها حتى احست بشيء يخترق قلبها , فالتفتت خلفها لترى احد جنود الاعداء قد صوب بندقيته نحوها استعدادا لرميها برصاصات اخرى , فادارت جسدها نحوه و كانها تقول : اقتلني , فانا لا اهاب الموت باسلحتكم , اقتلني , لانني عند الله سالاقيكم , و سقطت شهيدة ثر اختراق رصاصات العدو جسدها

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *

فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَ

لَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ



فاللهم يا ساتر الذنوب و منير الدروب , ارحم شهادءنا الابرار , فهم قد فضلو العيش تحت ظلالك , و نيل مرضاتك على دنياك , اللهم اسكنهم فسيح جنتك , و قهم عذاب نارك , اللهم قبورهم , ووسع صدورهم , و اجعل مثواهم فردوسك يا رب العالمين
__________________




التعديل الأخير تم بواسطة لون السحاب ; 03-31-2018 الساعة 06:45 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كوابس الأطفال وطرق تفاديها *النجمة الثاقبة* الحياة الأسرية 3 01-21-2011 09:07 PM


الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011