|
روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#66
| ||
| ||
اشكرك وبإنتظاره عفكرة لما تجيك الرغبة بالتوقف اتذكري في زوار عم يقرونها بتلهف بس لسبب ما ما عم يقدروا يسجلوا < وهي زائرة سو استمري دايما يا فتاة ما تقدمينه منافس عالميا ومنعش للعقول من التقليد المستهلك توجب ان تكوني فخورة بنفسكي
__________________ |
#67
| |||||||
| |||||||
هآيو#@ في البدآية لآحظت: أنك لآتتطوري ولآتحتاجي للتطور... في العادة عندمآ أتابع شيء لشخص يبدأ تدريجياً في التقدم والتطور الى أن يصل لمرحلة مآ.. أنتي كمن وقف ثابتاً , لكن عندما تحرك تخطى من سبقه.. ************* نأتي للأحدآث كاالعآدة نسق متصاعد , وصف مذهل, أحدآث متنوعه متصله ببعضها اقتباس:
لنتوقف هنآ دقيقة.. لننظر ع محتوى تلك الأسطر.. ممممم ما أحتوت , وصف متكامل للظرف دون ترك اي تفاصيل مبهمه.. بحيث أنك ستقرأ كل سطر 6 مرات دون أن يتسلل إليك حتى ملل او لآمبآلآة.. فعلاً ذالك هو الإبدآع .. ****************** بصراحه شخصية فرنييتا قد تكون هي المفضله لدي.. لآنها بارده , تقتل دون تردد , يعني من النوع الذي يكمل مايفعله للنهاية@ اقتباس:
اقتباس:
تلك الفتاة حتى ذاتها لم تنجو من كلمآتها.. لآ غير ذالك بدأت تستكشف في العالم الخارجي ولآ كأن هناك حولها ماضي.. اقتباس:
أعجبني ذالك التصرف, كيف أنها تحدثت بثقه حتى لآتدع اي مجال للشك.. ************* دانسي لغز بالنسبة لي , لآنه يعتبر ملآك لآأشعر بأي شيء يدل ع أنه خالي من المشاعر.. بصراحه أراه ضعيف مقارنة ب الأخرين.. *************** لآأستطيع إقتباس الفصل كاملاً.. لكن أكثر مالفت إنتباهي بختصار.. سيرو فعلاً كما هو متوقع من أنطوان , فتاة نادره.. إيزو من طبقة أخرى , تشعر بمدى إختلآفه . فرنييتا أفضل شخصية من ظهورها أحدثت تأثيراً مقارنه ب الآخرين.. وصف مذهل منك كاالعادة.. أرى ان القادة ليسو ع إتفاق مما يدل ع أن المنظمة ستنقسم في المستقبل.. لآأستغرب نهائياً إن رأيت مواجهات في المستقبل بين الاصناف المحسنه.. ************* في النهاية.. ثانكس ع المجهود ع أنك أعطيتي وقتك لنا, ع أنك أريتي تلك الموهبة لنآ.. جانآ#
__________________
|
#68
| ||
| ||
- next ch is soon - - |
#69
| ||
| ||
تبا قلبي عم يخفق فكرته فصل
__________________ |
#70
| ||
| ||
[TABLETEXT="width:886px;background-image:url('https://d.top4top.net/p_12138j6pr1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] [10]# -COINSIDENCE , COST ?!-1- \ EVERY THING IN THIS WORLD, NO MATTER WHAT IT IS . . IS A KAY TO LEAD FOR SOMETHING . . IT COULD BE AN ANSWER OR IT COULD BE . . ANOTHER PAZZLE - ( هل جرّبت ؟ دفع الثمن الذي لا ذنب لك فيه . . ؟) عليّ توقّع العديد .. ! هل الخشية من الإقدام على أي قرار تباغتني الآن ؟ لا أظن أن الحال سيكون سخيّاً ويهلّ بنتائج في كل مرة ، وكما لو أني أصف قرار هروبي الآن بالطائش لعدم إحكامي خطّة ، وأنظر له من منظور مغاير .. ! أنطوان ، ذلك المستوى الخفيض لكن المخيف مِن صوته ، عندما أستذكره ..، " في حال تجرأتِ على النطق بما يجعل هذا المكان عرضة للكشف ، لأي آدمي يقبع خارجها. . . ، سينفجر الجهاز ويقوم بتفجير كل قطعة حيّة فيكِ !" لم أصدّق ذلك بشدّة .. ! لكن جزء ما قام بتصديقه وسبّب رعب فيني ! إنَّ عمليّة التحسين دورية وأصابت أشخاص قبلي ، أنا لم أكن الأولى ،ولكّني كنت الأولى في نتيجة ما .. ! أنطوان ليس معتوهاً ليتخلّص مني بهذه السهولة ، هو بحاجة إليّ ، لدوافع ما ، لكني يجب أن أدحض تلك الحاجة بعيداً عن عثوري .. ! أستندت على الحائط متأوهة : (فكري مآئة مرة قبل الإقدام على أي شيء . . ! ) لقد تصوّرت أن أدخل الى مركز الشرطة لأول مرة في حياتي ، دون معرفة الإجراءات اللازمة ، وأقوم بالتبليغ عن مجموعة أشخاص يقومون بقتل الناس ، وأن تلك المجموعة تعيش في منطقة بعيدة عن المدينة ، فكرّت أنّي لا يجب أن أقول الحقيقة حرفّياً وبأسلوب مباشر ، فلن يصدّقني شخص عاقل لو كشفت عن أطباء في قلعة بعيدة يتحكمّون بعقول مرضى فاقدين للذاكرة ! لا شك أني سأرى عيونهم الحائرة بعدم تصديق ، و ربما إبتسامات تفشي أني غير واعية لما أقوله وماذا لو سألني محقق أو مفتّش شرطة عن بطاقة تثبت هويتي ؟ أستطيع قول أني .. كآي نيثيآن ببساطة! ولكن إثبات ذلك صعب ، أنا حتى لا أعلم إن كنت من هذه البلاد أم لا ؟ من أي منطقة ولدت ؟ و من أي مدرسة تخرّجت ، هل أنا بريطانية الأصل أم ترعرت هنا فحسب؟ الأسئلة تملئ ذهني . والإسم المستعار الذي أنطق به كلما ذهبت لمكان ليس سوى إسم التقطته من شريط لقناة إخبارية . .! ألتفتّ إلى واجهة المبنى للمرة العاشرة على التوالي ، مشادات الرجل الذي بدى بذيء اللسان مع الشرطي لازالت مشتعلة ، الشرطي يحمل جهاز لإختبار مقدار الكحوليات ويأمر الرجل بإستخدامه لكن الأخير يحرّك ذراعيه نافياً ويطلق الشتائم ، بدا أنه ليس بحالة عقليّة سليمة . " ليس مِن الصواب فعل ذلك الآن " ردّدتها بصوت منخفض، وأنسحبت متراجعة عن المكان وأنا أشدّ قبعة رأسي الصوفيّة لوجهي . عينان كلون الخشب القاتم ، لكني لازلت أتفادى أن أكون مكشوفةً لتفاصيل الوجوه . . ! بينما كنت أمشي هاجت بي أفكاري يمنة ويسرة ، أقنعت نفسي أنه حان الأوان لأبحث عن تفاصيل هوّيتي بأي طريقة كانت ، وأن أنبّش في الماضي ، الذي حطّ أمامي كأبواب مجهولة موصدة . فكلّ ما أعرفه الآن هو إسمي الحقيقي ، هل هو حقيقي بالفعل ؟ هذا ما تمت مناداتي به عندما نهضت لأول مرة في غرفة العناية المركزة ، " كيف أصبحتِ اليوم يا سيروليت ؟ " " سيروليت ألبِرتونْ ! أقتلي هذا الشخص الخارج عن قانون المشفى ! " سيِروليتْ ألبِرتون . . ؟ لا أملك الإثباتات الملموسة على أني ولدت بهذا الإسم حقاً ، ولكن مشاعري تتخبّط حوله كما لو أنه مرتبط بي فعلاً ، إذاً هل ألبِرتون هو إسم والدي ؟ أم أنه لقب العائلة التي وُلِدت مِنها ؟ أم إسم واحد مِن أجدادي ، قد يكون الأول ، أو الثاني أو . . تلك الإحتمالات التي أملكها الآن ، سأستبعد الإحتمال الثاني بأن يكون لقب عائلة ، أو لنقل الإسم الأخير من ترتيب السلسلة ، الإحتمال الأكثر ترجيح إما يكون لوالدي أو أحد أجدادي ، وأشعر أن الأول هو الأشد إحساساً لي ! حسنٌ ، لا أريد زيادة التعقيد ، ولأجعل الأمر أقرب للبساطة ، وأعتبر أن ألبِرتونْ هو إسم والدي الفعليّ ، ولو للوقت الراهن حتى عثوري على معلومات أكثر . وصلت إلى قرب شارع فرعي فأنعطفت إليه ، صوت السيارات يتداخل الى أفكاري كل مرور دقيقتين وبعض العامّة يسيرون على رصيف يقع على الجانب الأيسر ، وكانت توجد متاجر صغيرة بدت أنها لسكّان الشعب ، قلّة منها متوزّعة على كلا الجانبين من بينهم كَشك متواضع . لأعود بالذاكرة لأول معلومة تخصّني ، ليس الحادثة الأولى ، وقبل إجباري على قتل الرجل النصف آليّ ! . . أنطوان أعلمني أني أصبت بحادث أدى إلى تلف أجزاء عديدة من جسدي ، لابد أنه حادث قوي ، ويبدو أنني كنت على مشارف الحياة ، متشبثة ، ولكني كنت أحتضر ، وذلك ما يفسّر الغيبوبة التي دامت ستة أشهر ، ولكني لست متأكدة بعد من صحّة التاريخ ، فلازلت أجهل الوقت الذي يسبق الحادث ، والسؤال الأهم هل تعرضت لحادث بالفعل كما أخبروني ؟ أستطيع تأكيد أن جسدي كان تحت علاج مكثّف أثناء مكوثي هناك ، لا أنكر أني كنت مغطّاة بالضمادات البيضاء ، والغريب فيها أنها لم تكن لاجل كسور ، وإنما . . ثم رفعت راحة كفّي على جزء من معدتي بينما أمشي ، وقطّبت حاجبي أجزاء إصطناعيّة ملتحمة بطريقةٍ ما مع بقية أجهزتي العضويّة ! أستطيع تناول الطعام دون مشاكل ، والتنفّس ، رغم أن إدخال الهواء في بداية الأمر كان يمزّقني من الداخل ، وألم حنجرتي الذي بسببه لم أكن قادرة على التكلّم جيّداً في أول الأسابيع ، الأمر الوحيد الذي استمر معي حتى اعتدت عليه هو الشعور بحركتي . . ! فكلّما حرّكت قدماي مشياً أو على أقل تقدير حرّكت نصفي الأول من جسدي فقط ، فسأشعر وكأن ظهري مكوّن من فقرات حديديّة وأن نهايته موصّلة بجزء صلبٍ آخر . رغم أن مظهري الخارجي يبدو طبيعيّاً كأي بشريّ في الحياة ، فلن يصدّق أحد أن هذه الفتاة تندَمِج بداخلها قطع دخيلة . توقفت عن المشي ورفعت رأسي للسماء ثم أخذت نفساً عميقاً ، حادثت نفسي بإطمئنان هذه المرة ، فأنا الآن أملك الوقت الكامل ، وبالتأكيد يجب أن لا أغفل عن حماية نفسي من أي مراقبة أو شكوك . كانت الغيوم الرمادية تشرنق الصفاء الأزرق ، والأجواء باردة . . فتحت عيناي وواصلت سيري "سيرو . . " استدرت للوراء وتفحّصت .. ، هل توهّمت السَّمع ؟ لم يكن هناك سوى بضعة أشخاص متناثرين ، موظف يقرأ الجريدة وهو متكئ على كرسي بلاستيكي أمام مطعم صغير ، وزوجان مسنان يمشيان معاً ، طفل يجر معه جرو صغير سيارتان تعبران . . ، هناك أصوات ولكنها لا تبدّد الهدوء الطاغي ، تحركت متقدّمة بلا إكتراث عاد الصوت مخترقاً أذني من الخلف " ساعديني ! " انتفض قلبي و أرتجفت حدقتاي ! استدرت للمرة الثانية .. ، هواء شتويّ يتحرّك في خواء الشارع ! لازال المشهد كماهو ولكن بدا أكثر بُعداً من حيث المسافة التي قطعتها ، الصوت قد تهاوى فوق سمعي كما لو أنه نشيج إرتطم بصدى ! مرحى ! هل بدأت الهلاوس السمعية تجتاحني ؟ ضربت فوق أذني بخفّة ، راودني صداعٍ بسيط ، وبعد لحظة تساؤل وخشية ،غشاني وجع خلف عنقي ، أنه ذات الوجع الذي راودني قبل انتصاف الليلة الماضية كما لو أنه يجعل عنقي مشلولاً عن الحركة و يصاحبه نبض متسارع ! غطيت عنقي بكفي وأنزلت رأسي ، بدأ الصداع يعصف بي ودار حولي المكان عليّ التحرّك لمكان خاوي ، اسرعت الخطى دون انتباه لما قد أراه أمامي وصلت لنهاية الشارع لتظهر خطوط المشاة من بعيد وعلى يمينها لاحت لي حديقة من مسافة وأثناء هرولتي اصطدمت بـجسم صلب ! التفت للوراء لأرى عجوزاً كهلاً قصيراً بعض الشيء ، رأسه أصلع لولا خصل بيضاء قليلة تغطّيه كان ينظر إليّ ويهتف وعليه إمارات الدهشة والرعب " العالم يقترب من نهايته ! . . العالم يُدمّر ! . . إنّهم الفضائيون ! الفضائيون قادمون لإبادتنا . .سوف نموت قريباً !! " وأخذ يردد العبارات دون توقف .. ! حدقيت فيه مشدوهة دون نطق وأنا أراقبه حيث فرّ وكأنّه هارب من مطارد ما يتربّص به .. ! ولم ألحظ سوى عيناه الخائفة التي يتطلع بها للوراء كل حين و حديثه الغريب لا ينقطع . وقالت سيّدة في منتصف عمرها ، تلبس هداماً رسمياً ، وكانت ترمي فتات الخبز للعصافير على رصيف مجاور ، ضاحكة بتردّد : " ذلك الرجل الكهل يمضي سنيناً من عمره وهو يردّد هذا الكلام لأي شخص يسكن في المنطقة ، لا تقلقي بشأنه " ثم ابتسمت بلطافةٍ ناحيتي ، " يبدو أنها المرة الأولى لكِ هنا ، فلم يسبق أن رأيتكِ في هذه المنطقة " ابتسمت بإضطراب ، محاولة إخفاء وجع عنقي " آه أجل ، .. " ضربت بكفيّها نافضة آثار الفتات ووقفت ، " أنا أعيش في منطقة سكنية قريبة من هنا " لم أعرف ماهو الرد المناسب لها ، لقد كان الإحساس بالوجع يزعجني جداً و لم أبدي إشارة إستعدادٍ لبدأ حوارٍ ما .. ! " هكذا إذاً .." واستدرجت خطاي حتى أنصرفت ! ، وهي بدت أنها لاحظت حركتي السريعة عندما كانت على وشك الحديث . لاحت الأشجار الخضراء مزيّنة منظر الحديقة ، وصلت قربها فكانت مفتوحة على الشارع و يحيطها أسوار معدنيّة هائلة الإرتفاع . دخلت من البوابة فلاح العشب الاخضر الذي يتوسد الارض ، كانت تحتوي على ملعب صغير لكرة القدم تعالت منه أصوات أطفال متفاوتي العمر ، يرتدون معاطف ثخينة ويغطون أعناقهم بأوشحة صوفية وهم يتسابقون في رمي الكرة ، وكانت هناك مقاعد خشبية تتوزع بشكل متناسق جلست على واحد من المقاعد الفارغة واسندت رأسي عليه ليطرف ناظري الى السماء المتلبدّة تأوهت وأخرجت أنفاسي كبخار أبيض ، لم يظهر على المقاعد البعيدة أشخاص كثر .. ، كان النبض المؤلم خلف عنقي يرتفع وينخفض كل حين ، شددت على طرفِ من معطفي وإنزلقت على جبيني قطرة عرق بالرغم مِن أن شفتاي كانتا ترتجف برداً ، ولسبب من الاسباب المجهولة كان جسدي بارد بشكل غير طبيعيّ لم يتناسب مع الطقس ، أما عنقي فقد كنت أشعر بسخونته . وبينما كنت أتأمّل الارض العشبيّة سمعت صوتاً صغيراً وكأنه يهم بالدفاع عن نفسه ! أدرت رأسي مرات عدة فلم يكن في الحديقة صغار سن سوى اللذين يلعبون في الساحة البعيدة قليلاً ، حتى أيقنت على بعد مسافة مجموعة أطفال بدو في مرحلتهم الابتدائية يتناوبون في دفع طفلة بِمثل عمرهم ، وبدت الأخير ضعيفة وواهنة ، حتى سقطت على الارض وتعالت الضحكات . قالت فتاة صغيرة منهم ، وكانت تربط شعرها كأذنا أرنب ، " أخبرتك أنها لا تحتمل المزاح ! " قالت أخرى بجوارها ، " إنها لا تستسلم مهما أبرحناها ضرباً " أجابتها زميلتهم الثالثة التي وقفت وراء الفتاة الملقاة على الأرض " بكل الأحوال هي لا تشعر بالألم مثلنا ، أنها مجرّد آلة " ثم ابتسمت بمكر وهي تنظر إلى رفيقتيها وبادلتهما الأخيريتين بذات النظرات . صاحت واحدة منهم وهي تشير إلى الفتاة التي ضمّت حقيبتها الى صدرها مشيحة النظر للأسفل ، " آلة بلا ساق ! " وأنفجر الثلاثة ضحكاً بإستمتاع على الفتاة التي كانت موشكة على البكاء . " أرجوكم .. توقّفوا " صوت ضعيف يكاد لا يسمع خرج من الضحيّة ، توقفنَّ الثلاثة عن الضحك وصمتوا جميعاً وهم ينظرون بنوعٍ من الغرابة إليها ثم إلى بعضهم . وما كان من واحدة منهم ، صاحبة تسريحة أذنا الأرنب ، والتي بدت أشدَّ شرّاً من البقية أن تقترب منها ليلامس حذائيها الصغيرين ملابس الفتاة التي تدنّت قليلاً مبتعدة ، " ماذا قلتِ ؟ " تسمرت جانباً ثم ردّدت بذات الصوت الخافت، " توقفّوا عن السخرية مني .. أنه يزعجني جداً " فنظرت الفتاة الى رفيقتها بإشارة ، ثم ابتسمت " هل تشعرين بالإنزعاج ؟ " صمتوا للحظات ، وسرعان ما وجهت ركلة إلى منتصف جبهتها ليسقط رأسها على لأرض العشبية متوأهةً ردّدت الأولى بخٌيَلاء " آلة مثلك لا تستطيع الشعور مثلنا ، فكيف تشعرين بالإنزعاج ؟ لا تحاولي خداعنا أيتها الخردة " تأوهت مغطية جبينها وهي تحاول القيام ، كانت حقيبتها ملقاة بجانبها ، وبينما هي كذلك صاحت واحدة من المتنمرات بحماس : " أنظروا يا فتيات لقد خرجت !! " وأشارت إلى ساق الفتاة التي ظهرت من تحت زيّها المدرسي الأزرق ، وسرعان ما فزعت الاخيرة وقامت بشد زيها لتغطية ساقها تحت أًصوات سخريتهنّ . قالت الواقفة أمامها " ماذا تفعلين ؟ لا يمكنك إخفائها أنتِ تتحركين بها في المدرسة دائماً !" قالت زميلتها بذات اللهجة الساخرة إلى لرفيقتيها " أبي يقول أن الآلات يملكون زر تشغيل لإيقافهم في أي وقت ثم نظرت بمكر إلى العينان المرتعبتان وأكملت " ما رأيكن أن نبحث عنه يا فتيات و نعطّله " ابتسمن البقية واقتربن منها ، إنخطف لونها وصرخت ، ثم نهضت و دفعت واحدة منهم بقوة و حملت حقيبتها لتسرع بالهروب .. ! سقطت الأخيرة على مؤخرتها وتأوهت ، نظرت بغضب " كيف تتجرأين .. " وقبل أن تبتعد أسرعن البقية ليمسكاها من قميصها ويدفعانها للوراء ، " أيتها المعتوهة الحمقاء ! " كادت عيناي تخرج من محاجرها عندما سمعت الشتيمة تتحرر من شفتا طفلة لم تبدو أنها قد تجاوزت العاشرة حتّى ! وتناوبن على ضربها ، واحدة تركلها والثانية تجر شعرها ، ولم يكن للضحية سوى أن تغطي وجهها بذراعيها ،وأما من سقطت على الأرض فقد قامت ونفضت ملابسها ونظرت إليهن ثم أخرجت هاتف ذكي زجاجيّ و رفعته أمام المشاجرة . ابتسمت بحماس " أبحثوا عن زرها يا فتيات حتى نثبت لبقية المدرسة أنها مجرّد آلة تحاول خداعنا طوال الوقت وتقوم بالتمثيل على أنها فتاة مثلنا ! " توقفن عن ضربها لتمسك واحدة ذراعيها وتشبكهما عن الحركة ، أما الثانية أمسكت قميصها تحاول فتحه تحت صرخاتها الهستيرية ! " توقفوا .. أرجوكم ، توقفو.. !ا " وقفت من على المقعد بعينان مشدوهتان ! وأسرعت الخطى ، وبينما كنت أهرول ظهر أمامي جهاز أبيض ذو رأس مربع بدى كما لو أنه يمسح العشب ! " البيئة النظيفة ، لنسعى إلى بيئة نظيفة ! لننظف بيئتنا من القذارة !" تراجعت للوراء و كانت الآلة تتقدم ناحيتي .. ، حتى توقفت أمامي وتوقفت بدوري . ثبتت الآلة عن حركة كما لو أنها تنظر لي ، أو كما لو أنها مفرغة من الطاقة ! ثم سرعان ما استدارت جانباً وتحركت ، " البيئة النظيفة ، لنسعى إلى بيئة نظيفة ! ...." تقرّب عدسة الكاميرا بسحب أناملها على الشاشة ، وتضحك بصوتٍ منخفض ،وفي بغتة تسحب يدي الهاتف عالياً من بين أصابعها! ألغَيتُ تشغيل عملية التصوير . رفعت رأسها بإندهاش تبحث عن المصدر الذي خطف منها هاتفها لتتلاقى عيناها مع طليعة وجهي المتجمدة ، قطبّت حاجبيها بعصبية ! خرج صوتي بارداً " هذه التصرفات لا تناسب وجهك الطفوليّ البريء " وتوقفتا الفتاتان عن مواصلة فعلتهما ، ورفعا أعينهما حيث وقفت كعمارة شاهقة الطول مقابل زميلتهما التي تحدّق إليّ بغضب لا يناسب عمرها . في حين كانت الدموع متوقفة في مقلتي الضحيّة التي كانت تتأوّه و قميصها المدرسي يكاد يكون مفتوحا للمنتصف بينما تنظر بدهشة وخوف ناحيتنا . رفعت صاحبة الهاتف يدها محاولةً أن تلتقطه ، " أعيديه لي !" ولكني رفعته للأعلى ببساطة أمام نظراتها . انتقلت بالرؤية بينهنّ ، " كيف لأطفال مثلكم أن يتمادوا إلى هذا الحد ؟ " نظروا ناحيتي دون نطق ، بل كانو ينظرون بنوعٍ من الدهشة وكأنهم يتسائلون كيف تتدخّل بيننا ؟ وكأنها المرة الأولى التي يوقف فيها شخص بالغ مجموعة أطفال ، أطلقت الفتاة صوتاً حانقاً. ارتخت يد الثانية التي أمسكت بالملقاة لتفلت الأخيرة ذراعها بسرعة وتمسك بحقيبتها محتضنة إياها ، تراجعت للخلف .. ، في حين اعتدلت الفتاتان بوقوفهما واقتربن من زميلتهما التي تنظر ناحيتي بغضب ، .. " هاه ما بال هذه النظرات ؟ هل تودين ركلي ايضاً ؟ " رددتها وأنا أنظر في عيونها المحتدّة ، ورغم أنها لم تتكلم إلّأ أن ملامحها كانت كفيلة أن تكشف مدى الكراهية و الانزعاج ناحيتي ، لأني تحدثت ؟ أم على اقتطاع تسليتهم ؟ بدوا لي من قطيع اللذين ينتسبون لطبقة تكون التربية فيها بإعطائهم كل ما يرغبون به دون رقابة أو تنبيه . ولكن الذي فاجئني هو تغيّر طليعتها من الإنزعاج الشديد إلى ابتسامة لطيفة واسعة لينكشف صوت طفولي صغير أثار غرابتي ! " أنها صديقة لنا في المدرسة ونحن نلعب معاً كل يوم هكذا ! " ثم استدارت و أبدت من رأتها خوفُ أكبر عندما شاهدتها ، قالت " إليس كذلك ؟ ولكن يبدو أننا تمادينا قليلاً هذه المرة ، لأنكِ لا تبكين عادةً " ثم دارت ناحيتي وأكملت بذات اللطافة " هلا أعدتِ هاتفي رجاءً " تأمّلتها مطوّلاً ، إلى تغيرها المباغت ، هل هذه الطفلة تحتفظ بعدّة وجوه ؟ لم تبدُ بملامح طفلة بتاتاً قبل أن آتي لإيقافهن ، بعدها لم أبدي ردة فعل ولم أنطق بشيء ، سوى أني نظرت ببرود وأنزلت يدي للأسفل لتلتقط هاتفها من بين أصابعي وترمق زميلتها الملقاة وهي تتبسّم ، " أراك غداً في المدرسة ! " و غادرن ثلاثتهن متخطين موقع وقوفي بصمت ، وخرجن من الحديقة . اقتربت إليها حيث كانت على الارض والدموع متوقفة في عيناها ، كانت مشيحة النظر . " أأنتِ بخير ؟ " وانحيت إليها ثم مددت يدي لكنها تراجعت بخوف دافعة رأسها إلى الوراء في خشية كما لو أني سأقوم بمهاجتمها . نطقت أطمئنها " لا تقلقي ، لن أؤذيك إطلاقاً " فنظرت لي بتردد وأنا بدوري ربتُّ على شعرها الأشقر . " شكراً .... " جاء صوتها خافتاً كالهمس . لاحت على شفتي بسمة ضئيلة ، في حين كانت متمسكة بحقيبتها الحمراء التي رٌسمت على جهتها الامامية دب بنّي ظريف ، بدت لي أنها تحاول تغطية ردائها المدرسي ، " لم يفعلن بكِ هذا ؟" سألتها بهدوء مستفسرة ، لكنها بقيت صامتة دون إجابة. نفضت ملابسها وساعدتها على الوقوف ، بدت عيناها تنظر طول الوقت بحزن ، كانت تنكس برأسها وكأنها مذنبة بأمر وغير مذنبة به في آن واحد . لم أنطق بالكثير سوى أني رغبت بالتخفيف عنها .. ، " ما رأيك بتناول الحلوى ؟ " رفعت عيونها الدائريّة بتعجّب ، لكن ملامحي كانت خاوية مِن التعابير ، وقبعتي القطنية تنزل الظلال على وجهي . ▄ دخلنا مقهى صغير يطلّ على الشارع القريب ، تصميمه متناسق هادئ ،مع مجموعة طاولات دائرية موزّعة ، كانت تنتشر فيه رائحة الخبز الشهيّ الذي امتزج برائحة القهوة . أقتربت من الزجاج الذي حَوى خلفه مجموعة ملوّنه من الحلويات وقطع الكعك . رحب بنا النادل ! قلت لها ، " إختاري ما تشائين " أخذت تحدق في الحلوى تحت نظرات النادل الذي أوحى ببسمة لطيفة لها ، ثم وضعت سبابتها على الزجاج مشيرةً ، " هذه .." أَشَرتُ للنادل ، .. " قطعة واحدة من فضلك " ثم أخرجت البطاقة من جيب معطفي هامةً بالدفع .. ، قرقَع بطني وأنا أمد يدي ، وأنبلج صوته ، فنظرت بغرابة إلى الأسفل في حين سمعت ضحكات الطفلة والنادل عليّ . جلسنا على طاولة من الطاولات ، حدقت في منظر الشارع خارجاً بينما كانت تغرس المعلقة التي تناسب حجمها مع حجم يدها الصغيرة ، رفعت قضمة مزينة بقطعة فراولة وهمّت بتناولها . بَقِي طبقي ثابتاً أمامي ، كانت قطعة الكعك خاصتي مبتور منها جزء صغير .. ، شردت قليلاً الى حركة السيارات ، كان المكان دافئ مما جعل البرودة القاسية في جسدي تتلاشى ، فشعرت بشيءٍ مِن الإسترخاء. كانت الموسيقى الكلاسيكية تنبثق في الأرجاء .. ! ذات نغمات رتيبة ومنخفضة مع همسات بعيدة لشخصين يتحدثان في طاولة مجاورة للنافذة ، وشاب بدى طالب جامعيّ ينقر على أزرار لوح حاسوبه المحمول وحقيبة سوداء مستلقية بجوار قدمه . " أنتِ لطيفة معي .. " أعادني صوتها الطفوليّ من رحلة شرودي ! ولكن هذه المرة كان أكثر وضوح ، مما جعلني ألتفت إليها بشعورِ مِن الغرابة على عبارتها ،وهي كانت تتطلّع فيني ببراءة . أشحت النظر جانباً ،ثم أعدت النظر إليها ، قلت بصوت بارد : " لأن الاطفال يجب أن يعاملوا بكل لطف " قالت، " أنتِ تشبهين معلمة الفصل " نظرت لها بتساؤل. أكملت " هي تتصرف معي بلطافة عندما يشتمني الفتية والفتيات " فسألتها ، " هل ذلك بسبب أنكِ هادئة أكثر منهم ؟ " نظرت لي دون ان تجيب ثم رفعت تنورتها الطويلة عن جزء من ساقها، مجيبةً " لأني أملك ساق أصطناعية " شعرت بدهشة ثم نظرت الى المكان الذي بقيت تنظر إليه ، لأرى جلد قريب من لون بشرتها ، ولكنه بدا أقرب لطبقة غير حقيقيّة ، وفي نهايتها حيث موقع المفصل الذي يربط القدم ظهر جزء يشبه عظم المفصل ولكنه إصطناعيّ ،و مغطّى بزجاج بلون أزرق ،حول حوافه خطوط معدنيّة فضيّة ورفيعة . ما أن تأملت فيها قليلاً حتى عادت لذاكرتي مشاهد من القلعة ، وتذكرت قانطيها اللذي كانوا يتحركون بأطرافٍ مختلفة التركيب . قالت وهي تغرس الملعقة في الكعكة ، " أمي وأبي قالا أن ساقي تحطّمت في حادث " " وهل تذكرين الحادث " هزت رأسها نافية " لا أتذكره " ثم أكملت " لكني أتذكر قليلاً ، أني كنت مستلقية على سريري ، ولم أكن أشعر بساقي الأخرى " نظرت إلى رمشيها المنسدلين ، أحسست بالأسى ، كيف لطفلة أن تتعرض لهذا الأمر ؟ وبعد صمت مطبق مع وقع المعزوفة الهادئة نطقت بصوت خاوي من الحسّ ، " لذلك السبب يدعونك بالآلة ؟ " هزت رأسها بإيجاب و ظهر حاجباها متقوسان بحزن . " وماذا تفعل معلمة فصلك عندما يطلقون عليكِ الشتائم ؟ " " لا شيء " تعجبّت " كيف ؟ " أجابت بعد ان قضمت قطعة من الكعك " أنهم من الطبقة A ، لا يتعرضون للتوبيخ " سألتها بغرابة " A ؟ " " أجل ، أغنى العوائل في البلاد " سقط ذهني في بحر التساؤلات ، هل هذا المجتمع مقسّم الى طبقات ؟ هل عاد الزمن الى العصور الوسطى ، حيث ظاهرة الطبقية التي أهلكت حياة العامة من البشر .. ؟! " اذاً ماذا عن البقية ؟ إن لم يكونوا من تلك الطبقة ، هل يتعرضون للتوبيخ ؟ " " أحياناً ، ولكنهم يعاودون فعل ذات الأمور " " أية أمور ؟ " " سحبي إلى الفناء الخلفي " صمت دون نطق ... ، في حين واصلت هي الأكل بهدوء ، شعرت بالغضب والانزعاج ، ولكن لم أبده على تقاسيم وجهي ثم قلت إليها " هل ساقك الاصطناعية صلبة ؟ " رفعت عيونها بتساؤل ، فأوضحت ، " أعني هل هي تستطيع تحطيم الأشياء ، لو ركلتها مثلاً أو دستي فوق شيء ما؟ " " أحياناً عندما أكون يائسة وحزينة ، أقوم بتحطيم الحجارة والحصى الصغيرة دون علم أحد" ابتسمت لها " جيد " ثم أردفت " في المرة القادمة ، عندما يقوم أحد بمضايقتك ، .. أركليه ." وانهيت عبارتي ببساطة وهي بدت وكأنها تتساءل في سرّها عن معنى كلماتي . ثم بدأت بالضحك ! " أحببت ذلك " استندت على ظهر المقعد و رفعت كوب الماء لأرتشف قليلاً قالت، " شكراً لكِ يا آنسة ... آنسة ... آه .." " كآي " قالت " آنسة كاي " ثم ابتسمت " أنا إيميليآ " أشحت بنظري عنها وعدت لجولة التأمّل في منظر الشارع خارجاً ، في حين أنزلت رأسها تكمل تناول الكعك . الموسيقى ذات سيمفونية باردة . ▄ ألقت 15 جثتين مغطاتين بأكياس سوداء على الأرض الرخامية . كان إيِزو يحدق فيهما بصمت ،وهو واقف على مقربة بجانب أجهزة متفاوتة الحجم انكشف صوته بعد مدة : " لم يبقى الكثير منهم ، قومي بقتل البقية وأحضري زعيمهم " فرفعت فرنييتا عيناها البركانية ، .. " كنت أتساءل ما سر إهتمامك بزعيمهم .. " وضع إيزو كفه بجيب معطفه الابيض وقال بلكنة خاوية مِن الإنسانيّة وهو ينظر للجثتين ، " سأقوم بتحسينه " نظرت له بدهشة وتعجّب ، " تحسينه ؟ " قال ، " أنه عملاق ولكن بلا عقل ، سيكون التحكم به سهلاً ، وسيكون مفيداً من ناحية الأعمال الجسدية " نظرت إلى طبيبها بلا تعابير ، رغم أنها من الداخل تسائلت أكثر من مرة عن ما إن كان يخبّئ أسباب أخرى فهو لا يقبل بالتحسينات لفترة إلّا ويقوم بتدميرها بعد وقت قصير . قالت " إذاً ماذا تريد مني أن أفعل ؟" إنحنى للأرض وفتح إحدى الأكياس السوداء ثم سحب الذي بداخلها ليظهر وجه ذو عينان غاص فيهما البياض ، مفتوحتان بالكامل وفاهه متصلب بهيئة صرخة لم تتمكن من الخروج . قال وهو يضع كفه ذات القفاز الأبيض على جبهة المقتول ، " أقتلي بقية العصابة و أحضريه حيّاً " ▄ توقفنا عند باب منزل أنيق توزعت على جانبيه شجيرات خضراء نضِرة . سحبتني من يدي ، " أدخلي معي آنسة كاي" أجبتها دون رغبة " لدي أعمال كثيرة ، دعيه لوقت لآخر ، أتفقنا ؟ " فتأمّلتني في خيبة وحزن . فُتِحَ باب المنزل لتظهر سيدة بهيّة بدت في بداية عقدها الثالث ، ترتدي فستان ضيّق يغطيّ ركبتيها وتلف عقداً من اللؤلؤ حول عنقها ، وترفع شعرها الأشقر للأعلى . هتفت إيميليآ ما أن رأتها وأفلتت كفي لتركض ناحية أحضانها ..، استقبلتها السيدة بلهفة وقلق ، " إيمي .. أين كنتِ حتى هذه الساعة ؟ اتصلت بالسائق وأخبرني أنه لم يراكِ تخرجين ! " أجابت بعدما نظرت لي مشيرةً ، " كنت مع الآنسة كاي ! " رفعت السيدة عيناها بغرابة ثم نظرت لي ،ارتبكت بعض الشيء وألقيت التحية وأنا أنزل قبعتي فوق عيناي " انها بخير لا تقلقي " قالت إيميليآ للسيدة التي بدت أنها بلا شك والدتها ، " هي من أوصلتني للمنزل واشترت لي الكعك أيضاً ! " نظرت الام بشيء من الشك والخشية إليّ ثم وجهت ذلك الشكّ إلى ابنتها ، " وما الذي اوصلكِ إليها ؟ لما لم تعودي مع السائق ؟ " لم تجب الفتاة وسرعان ما تغيرت طليعة الام الى الغضب وأمسكت كتفاها " هل ضايقك أحد مجدداً ؟ " صاحت مبررة بسرعة ، " لا على الاطلاق ! أنا فقط خرجت للحديقة المجاورة للمدرسة والتقيت بها هناك ، آسفة " " أخبريني الحقيقة يا إيميليآ " أجابت بعناد " أنها الحقيقة ، لقد شعرت فقط بألم في ساقي وكانت تزعجني " نظرت إلى ساق ابنتها بتفكير، " مرة اخرى ؟ .. سأخبر والدك ليتفحصها لاحقاً " كنت قدت أوشكت على الانصراف كشبح غير مرئي ، فلا أظن أن مكوثي واقفة سيجلب لي فائدة ، علي التركيز بما لدي الآن أكثر من الإنخراط بين الناس لكن صوتها أستوقفني .. ! " لحظة من فضلك !" نظرت مستفسرة ، فقالت بطيبة، " أن الناس خارجاً مصدر للخطر ، وقلّما نجد شخصاً أميناً في هذه الأعوام، هلا قبلتِ استضافتي رداً على جميلك مع ابنتي ؟ " أجبت مقاطعة بإستنكار " لم يكن شيئاً يذكر " ثم أكملت بابتسامة سريعة لأتفادى الموقف " أعتذر ولكني لا استطيع ذلك " و هممت بتحريك قدماي هذه المرة جاء صوتها برجاء ، " من فضلك ، لوقت قصير فحسب ، لا أرغب أن تنصرفي بهذا الشكل دون ضيافة لائقة " شعرت بقلة حيلة ، لا أحب التبرير كثيراً للغير ولا أحب وضع نفسي في وضع لا أرتاح له كليّاً ! فلم تكن فكرة دخولي منزل ، هو أول منزل سأدخله في حياتي أمر يحط إهتمامي بقدر ما كان غير مطئمن لي أو بمعنى أدق غير مريح ، وشعرت بأنني في موقف غريب جداً .. ، أمام إلحاح سيّدة أكبر مني ، وظهرت عليها البشاشة رغم رفضي عدة مرات ، مما جعلني محرجة من نفسي بعض الشيء ، لم يكن أمامي سوى الموافقة على مضضْ ، وكانت إيميليآ تقفز فرحاً . ،، خلال لحظات جلوسي الأولى لم أكن متوترة بحجم ما كنت مشدوهة بالنظر إلى تفاصيل الديكور ، وضعت السيّدة كوب الشاي أمامي ، تطاير منه البخار مع رائحة زكيّة . إنها المرة الأولى التي أرى فيها شاي منزليّ تم إعداده فوراً ! حثتني على شربه وطلعيتها مشرقة ، فرفعت الكوب الذي تيّزن بإيطار ذهبي وحدقت في تفاصيله من الداخل، حيث ظهرت وريقات خضراء تسبح ببطء على صفحته الساخنة. ارتشفت قليلاً لتمر قشعريرة صغيرة في وجهي وعنقي ، ما أزكى مذاقه ! كانت قبعتي الصوفية لا تزال تجثي الظلال على عيناي ، تحدث السيّدة إليّ ، " إنها تتعرض للمضايقات ، رغم ذلك لا تقوم بإخبارنا عن أي موقف تتعرّض له في المدرسة ، لولا سؤالي مشرفة الفصل هناك " نظرت إليها للحظات وهززت رأسي بإيجاب . شبكت كلتا يديها مردفةً : " لذلك السبب أقلق عليها طوال الوقت ، أنا أعلم كيف تبلي هناك مع بقية الأطفال. " حتى تأوّهت وكأنها تتحدث إلى نفسها بإنزعاج وعدم تصديق، " والأطفال في هذه الأعوام لا تستطيع تمييزهم عن البالغين ، لما تحتويه ألسنتهم من ألفاظ ! " تذكّرت موقف التنمّر الذي تعرّضت له إبنتها ، ووجوه الفتيات الصغار التي لم تكن تحمل سيماه الطفولة فيها . قالت : "هي تكذب بخصوص حظيها بصداقات هناك ، هي تواصل إخباري أنها بخير ، بالطبع لاحظتِ ذلك الشيء ، أليس كذلك ؟ " فقلت : " بسبب ساقها الإصطناعية .." أٌحيلت عيناها إلى الحزن وسألت " هل أخبرتكِ كيف ؟" " أنها تعرّضت لحادث لا تتذكّره " " ذلك صحيح ، كانت قبلها بثلاث سنوات قد تعلّمت المشي على قدميها ، حتى حدث ذلك ... لقد كان ... مأساوي جداً ، وبعدها شدد الأطباء على بتر ساقها لأن العظام تحطّمت بالكامل والأعصاب تضررت بعنف .. وبعد ذلك .. " طأطأت برأسها وأشاحت النظر لزاوية أخرى متظاهرة بإرتشاف الشاي وهي تخفي شيء ما كان على وشك النزول من عينيها . حدّقت بالكوب وقلت : " هي هادئة جداً .. " " هذا صحيح " ، أجابت على الفور . ألتقطتُّ أثناء حديثي الإنتباه لعنق السيدة الذي كان مزيّن بعقد اللؤلؤ ، لقد برز خط رفيع يمتد بطريق عرضيّ خلف عنقها ، وبدى الخط كما لو أنه أثر خياط جراحي! فشكّكت بأن الحادث كان مع وجودها ، وقد يكون الأب معهم أيضاً، هل البديهي قول حادث إصطدام عائليّ ؟ لم أسأل تلك الأثناء الكثير ولم أتحدث سوى بضع كلمات ، وإكتفيت بإشارات إيجاب بينما استمع لحديثها. نزلت إيميليآ من سلّم وظهرت أمامي فجأة بعد أن هرولت بمرح ناحيتنا .. ، ظننت أنها قادمة ناحيتي لكنها سرعان ما أختبئت خلف والدتها .. ، أبديت العجب في نفسي على خجلها في حين تذكّرت حديثها عندما كنا في المقهى . ضحكت السيّدة برقة وقالت " هل أمضيت وقت ممتع مع الآنسة كاي ؟" هزت رأسها بإيجاب وكانت وجنتاها كتفاحتين ناضجتين . " ما رأيك أن تصعدي للأعلى مع الآنسة كآي ، ريثما أحضّر العشاء " وثبت من مكاني بسرعة ما أن سمت عبارتها ! ، مما جعلني محط الأنظار المُندَهِشة .. ! قلتُ على عَجلة ، " يجب أن أنصرف الآن ، شكراً على الشاي ! " نظرت لي حيث كنت واقفة بمحاذاة الطاولة ، " ولكن لم يبقى شيء على الغروب ، ليس لطفاً أن تغادي هكذا ! " " يكفي إستقبالك لي .. ، لكني حقاً لا استطيع ... !" شدّت إيميليا رداء والدتها وهي تحدّق إليها برجاء وإستياء . قالت السيّد بإستسلام وهي تمسح شعر إبنتها " ما باليد حيلة يا إيمي ، لا يمكننا إجبار الضيفة على المكوث " عقدت الصغيرة حاجبيها الخفيفان وابتعدت من على هندام والدتها لأتفاجئ بإحتضانها لي ! أحاطت ذراعيها بجذعي .. ، نظرت إليها بتعجّب ورفعت يداي للأعلى كإشارة للتفاجئ .. ! شارفت على الحديث فقالت وهي تتمسك بي بشدّة ، " أرجوكِ آنسة كاي ، أبقي معي ! " نظرت لوالدتها حيث الأخيرة أكتفت بهز كتفيها وإهدائي إبتسامة مستسلمة . ▄ [ الرابع عشر منِ أبريل ، 2018 ] " أما زالت الكوابيس تراودك .. ؟ " هل كنتُ أملك عينان في ذلك الوقت ؟ ، لَم أشأ أن أنظر ، أخشى أن أغرق بشرود لا ينتهي عندما أتعرّف على وجوههم لكنّه معالج إختصاصيّ ! وصوته جاء كترتيلة بعيدة عن فوضى أصوات الغير، تحرّكت شفاهي ببطء.. ، " أيّة كوابيس ؟ " " عن محاولات قتلك لأشخاص لا تعرفيهم .. " رفعت رأسي وظهرت أحداقي ناعسة ، صمتُّ دون رد .. ، حتّى قال بجدّية للمرة الثالثة ، بغية أن يحصل على الإجابة التي يبذل ما بوسعه لسماعها . " لما إنفعلتِ بتلك الطريقة ؟ .. ماذا لو أُصيبت بضرر وخيم ، ألا تعلمين أنّك ستؤذين القريبين منك ، منهم السيّدة جولييت ؟ " شدّدت على قبضتي في دفاعٍ مضطّرب ، " لكني لم أحتمل قولها ذاك .. ! " " أي قول ؟ " " تلك العبارة .. " إقترب المعالج ناحيتي ، يحثّني على الإكمال بعيناه ، " أية عبارة يا سيروليت ؟ .. أخبريني " أشار لي على الإكمال دون أن أقلق ، أغرُورِقت عيناي ، " أنا لا أريد أن أؤذيهم حقاً ! ، لكنّهم لا يتركوني أعيش .. مثلهم ! كلّما عرفوا عن ذلك الأمر ! .. ذلك الأمر .. " ونظرت للأسفل ، وتحاشيت النظر ، مرّة أخرى . ▄ [ الخامس مِن سبتمبر ، 2017 ] يركض تحت غيث السماء ! يحمل صندوقاً تحت معطفه ، واصل الهرولة وهو يخبِّئه بحرص وخشية .. !، ظهرت بطاقة فضيّة ضئيلة تعلّقت على قماش قميصه ، حروف سوداء متقطّعة ، .. إلبِرتون هيِلواز ! يرتدي طاقية البرد فوق رأسه ، حتى وصل إلى زقاق ضيّق . أسرع أشخاص لا تظهر منهم معالم ، وقف أحدهم يلتفت ، ثم أشار إلى الآخرين بالمواصلة .. ! عثروا عليه في الزقاق .. ، ثمَّ تعالى الطلّق الناري مع سيمفونية المطر . ▄ [ 2022 ] رفع أنطوان شاشة زجاجيّة رفيعة ومسح بسبابته على طولها ، لتنفتح الشاشة وتعرض أرقام ورسم بياني وصورة ثلاثية الأبعاد لدماغ بشريّ ،في نهاية جذعه توصّلت به أسلاك ملوّنة رفيعة واتصّلت بجهاز صغير . لقد أظهرت الإشارات أن الأرقام الحاليّة ، مستقرّة . ولكن الخلايا العصبية المرتبطة بالذكريات ، أحدثت تغييرات ما . ▄ أدخلتني إيميليا غرفتها ، كانت تمسك كفّي وتقدّمني إلى عائلة الدمى ، نظرت إلى ما حولي ، كان كل شيء ملوّن بالزهريّ و تدرجاته ، وكان هناك إيطار على أحد الأرفف ، ظهرت فيه صورة لثلاثة أشخاص .. ، تمعّنت فيها ، لقد كانت تحتوي على إبتسامات ، .. إنها عائلة صغيرة يحيطها الدفء . جلست مقابلي ، ولكن ذلك الإشراق إنزاح من ملامحها في غمضَة ، لقد كانت عيونها خاوية مِن عنفوان الحياة الزهرية! و بدّت مثل دمية مِن الدمى المتناثرة في زوايا غرفتها .. ! قلت لها بلكنة مبهمة " ماذا لو أخفتوا ، ما الذي ستفعلينه ؟ " " كآي .. ، أنا من أريد الإختفاء " ،، أعدني للحياة الماضية . . ، ،، ... TO BE CONTINUED ● ● ● [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]
__________________ التعديل الأخير تم بواسطة Aŋg¡ŋąŀ ; 07-11-2019 الساعة 11:37 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إيقاع ماسي : معجزاتٌ في ديسمبر | كومومو | روايات الأنيمي المكتملة | 12 | 01-02-2019 03:19 AM |
جرار ماسي فرغوسن 385 دفع رباعي الجديد للبيع ماسي فيرجوسن ماسي فيرجسون ماسي فيرغسون | تراكتوربروفايدور | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 0 | 01-10-2014 11:23 AM |
جرار ماسي فرغوسن 385 دفع رباعي الجديد للبيع ماسي فيرجوسن ماسي فيرجسون ماسي فيرغسون | تراكتوربروفايدور | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 0 | 01-08-2014 10:58 AM |