01-11-2019, 11:47 PM
|
|
،
هو على دراية بأنه كدَّ في الفقد كما كدَّت له مسرحيّة الحياة بالنهاية المشؤومة دوماً ... ،
.. وجعلت منه أضحوكة الجمهور رغم عدم مشاركته بمشاعره الداخليّة
لقد كانت روحه هائمة في حقول الضياع .. ، تائهة عن تشارك الوقائع على تلك المنصّة .. !!
أنّه لم يباشر حتّى بتهيأة نفسه قبل الدخول والإعتلاء بالخطى الباردة ... والأنفاس الضئيلة
التي تكاد لا تخرج من شفتيه
تكاد لا تكمل رحلتها في معابر تنفسه الصدئة ! .. كيف حال كل شيء للسواد عندما أمتطى
السطح الخشبي .. ؟
و قرر أن يتمادى عن القانون المنصاع له كل فرد هناك ، ويكسر الحدود ويقوم بأمرٍ
خارج عن النمطيّة ، أمرٌ لم يتجرأ أحد على فعله ،
لقد تشارك الحكوى مع الأعين المنصاعة بتكهّن ، لكنه لم يأبه ! وتابع .. بل أستمدّ قوةً من متابعته
ورفع أكفّه مناجياً السماء ! ... رغم أن أكفّه كانت تحادث سقف القاعة فحسب في منظار
الجماهير !
ردد بصوته الهاتف حتى ترنحت أذيال حروفه في الصدى :
- إنها حكاية النفس ! .. حكاية كل نفس تحيا الوجود ، ماذا صنعت لنفسك حتّى تكبّلها
من ألتواءات الدنيّا .. ! .. ماذا صنعت لترضي ضمير إنسانيّتك التي كادت أن تنعدم
في لهو الأرض وإنقلاباتها .. !
وأرخى كفّه عن التعلّق وأكمل بهمسٍ لا يُسمَع !
- مهما طرحت بك الأرض مراراً ... لا تنسى ، أنت لست سوى مُمتَحِن على طاولته
ويواكب تدفق الوقت إلى أن ينتهي ، فقبل أن ينتهي ..تأكّد !
بالعمل في كل شيء قبل أن تحين العقارب على ساعة الصفر ! وتَبلُغ المُنتَّهى !
نزلت طيات الستار مخفية آخر ظهورٍ له ، وعلى آخر عبارة تتوّج بها تحت التصفيق والصيحات
المتأثّرة من الجمهور الذي لم يدرك بأن أحاديثه تلك ، كانت خاتمة اللقاء في تاريخ عمره .
في الصباح ،
تداولت الصحف أحداث المسرحيّة وأنتقل صيتها حتى وصل إلى الأزقة السكنية الفقيرة ،
طوى أحدهم ورق الجريدة في يده وهو يحادث جاره بأسى مرير :
- لقد كان شخصاً صالحاً ولم يؤذي أحد ، المسكين ... قضى بقية عمره وحيداً دون أن يؤذي
أحد ! لقد كان يريد فقط إيصال نداءاته للعالم ، ولكن لا أحد يسمع !
تمت. # بقَلمْ : وِسامْ - ميارْ |
__________________ THINKING IN OWN SPACE BETWEEN PIECES FROM ME [ LOST BETWEEN MIRAGE AND REALITY ] BLOG#NOTE#ART#NOVEL# |