07-19-2017, 09:57 AM
|
|
سحقا لك ايها الانانى ... "ااااااااااه.."
صرخات متوالية صدرت من تلك الفتاة ذهبية الشعر وهى ترى زوجها غارقا بدمائة اثر رصاصة صدرت من خلفهما بينما كانا يجلسان على احد المقاعد فوق حافة ذلك البحر
فأخذت تتمعن به ولطريقة اختراق الرصاصة لرأسه وبوجهه الذى اغرقته الدماء لتتقهقر للخلف بعدم تصديق وهى تضع يدها على فمها محاولة منع شهقاتها التى تأبى التوقف واعطائها فرصة لتفقده ولكنها قاومتها وتقدمت نحوه لتبدأ بهزه بفزع وهى تتمتم بينما تنهمر دموعها كالشلال :"بيت" ..."بيت" رد علي ارجوك ...ارجوك لا ترحل لمن سأعيش بعدك "ببييت"...أرجوك أنا آسفه لن أغضب منك مجدداً صدقني يمكنك الخروج مع اصدقائك قدرما تشاء ...."بيت" ارجوك لا تتركني لوحدي!. ...
كان نحيبها يمزق القلوب وهى تحاول ايقاظه كطفل لايعي معنى الموت غير مدركة لتلك الأعين التى قرر صاحبها الحراك بعدما رواهما بما اراد منذ شهور..
سار ناحيتها بخطوات متباطئة يبتسم بشر والهواء يعبث بشعره البنى الطويل ليمد يده التى تحمل ذلك المنديل المبلل ويغطى به فمها ليرتخى جسدها مباشرة وتغط فى نوم عميق....
*******
ترون هذا التجمع الكبير هنا ..حيث ان شاب فى اواخر العشرينيات من عمره قتل بطريقة بشعة وهو جالس على احد المقاعد ..وإلى الآن لم يُعلم هويته ولا من قتله حيث لم يتواجد أي شاهد عيان وقت تنفيذ الجريمة فى الساعة الثانية ظهرا ......
هذه الكلمات دفعتها للإطلال برأسها من مطبخها المتواضع ذو الألوان الزرقاء لتنظر لذلك التلفاز الموضوع بمنتصف الصالة وسط تلك الكراسى المنظمة وهى تمسك بأحد الاطباق الوسخة متأهبة غسله بتلك الإسفنجة القابعة باليد الأخرى ..
وفور وقوع عينيها على التلفاز شهقت بفزع لتركض ناحيته وتتأمل ما ترا مكذبة ما رأته عيناها وقت انشغالها ليسقط الطبق من يدها ويتحطم إلى اشلاء فوضعت يدها على فمها وتمتمت برعب :"بيييت".....
.......اخذت تسأل الشرطة وهى تصرخ بفزع بعد أن وصلت اليهم فى لمح البصر باستقلالها اول سيارة رأتها عيناها بدون حتى ان تبدل ملابسها...:اااااه من فعل هذا به من ....اااه كيف تسمون انفسكم شرطة ...اين كنتم وقت حدوث هذا ......
ثم شهقت واتسعت عيناها لتنظر حولها كالمجنونة وكأنها تبحث عن شىء ما ثم قالت اثناء ذلك بفزع :"ليسا"..ابنتي "ليسا" أين هي ...أين هي..!!؟
فاقترب منها احد رجال الشرطة محاولاً تهدأتها بكلماته المتوترة تلك :أ...أهدأى سيدتي ...اشرحي لنا بروية...
حينها ظهر رجل من بين الحشود يرتدى زي المحققين وتعلو وجهه ملامح الجدية ليقف امامها باستقامة ثم يتكلم بنبرته التى تبث الرعب بالقلوب :هلّا شرفتِنا فى القسم سيدتى ...؟
قالها واستدار ليبتعد كما أقترب فنظرت للشرطي الذي بجانبها وقالت بغضب :ماذا يعنى هذا زوج ابنتى قد قتل وهى مفقودة ويتعامل معي بهذا التجاهل أي شرطة أنتم.....!!
حينها انهال عليها فوج الصحفين بنور كمراتهم الساطع واسئلتهم المربكة لتتقهقر للخلف وهى تغطى عينيها بإحدى يديها بينما تعالت اصواتهم المختلفة :من أنتٍ سيدتي ...ومن هي "ليسا" التى ذكرتها ....وهل لك علاقة بالضحية المجهول..!!؟؟
*******
فتحت "ليسا" عينيها بتعب لتتفاجأ بتلك الظلمة التى تحيطها فتحركت ببطء وهى تشعر بوخذ كالإبر فى جميع اجزاء جسدها ثم صوبت نظرها لتلك النافذة التى ينبعث منها بعض خيوط الضوء لتقف بتشتت وتنظر لها وعندما صارت بكامل وعيها اتسعت عيناها وشهقت بفزع لتبدأ دموعها بالانهمار تلقائياً
فحركت قدميها بصعوبة قاصدة ما تقع عليه عيناها ثم فتحتها ببطئ لتغرم بجمال ذلك المنظر..!!
كانت السماء زرقاء شديدة الصفاء ويتوسطها ذلك القمر المكتمل مرتدياً حلته الانيقة من الاضاءة مما جعلها تنظر له بسحر شاكية له همها ...
وبعد بريهات من النزاع مع عينيها اللتان تأبيا فراقه استطاعت ابعادهما لتستقرا اخيرا على ما يقبع اسفل ما تطل منها ..حينها اكتشفت انها بطابق ثانى مما هي فيه ،فكسى وجهها الأسى لتتراجع للخلف وتستدير متفقدة الغرفة ببصرها ...
كانت فارغة تماما من اي أثاث وبألوان مقرفة وكأنها مهيأةٌ لتكون سجناً لا غير ..حينما علمت أي مصيبة حلّت بها وأي مصير ينتظرها فشهقت بحزن وتوجهت للجدار وجلست تحته جامعة قدميها لجسدها تبكى بصمت خوفا من سماع من بالاسفل نحيبها.....
كانت تطالع ذلك الباب بشرود ودموعها ترسم خطاً مستقيماً على وجنتيها غارقة فى تلك الذكرى التى لم يمر عليها سوى ساعات. .... ...........كانت جالسة فوق ذلك المقعد وبيدها كيسٌ من البطاطا المقرمشةِ تطالع تلك المياة الصافية التى تأسر الالباب لجمال تموجها ،فجأة احاطت يدان من الخلف برقبتها وطبعت شفتين حنونتين قبلة رقيقة على وجنتها لتشهق بفزع وتلتفت بسرعة بغِية معرفة صاحب الجرأة ذاك...
ولكنها ارخت عينيها المتسعتين فور رؤية ذلك الجريء كما ظنت مما دفعه للتكلم قائلا: اووو عزيزتى "ليسا" ...ما رأيك بهذه النزهة الجميلة..؟؟
فاعادت بصرها لما كانت تطالع بلامبالاة ليكمل هو : انا اسف عزيزتى لقد كنت الهو مع اصدقائى ونسيت امرك ولكني.....
لكنها قاطعته قائلة :اذن عد إليهم..
فقال بعجلة :اعدك أن هذا لن يتكرر عزيزتى ..إنها آخر مرة ...ما رأيك بأن اخذك غداً للملاهي..؟؟
فنظرت إليه بغضب ثم قالت بإنفعال : توقف عن هذا "بيت" .. لا تظن بأننى سأبتسم ثم اقف وابدأ بالقفز فرحةً كعادتي..هذه المرة لن أسامحك ..انا هنا منذ ساعتين الم تقل بأنك ستكون هنا عند الثانية عشر ...!
فذم شفتيه بدلال قائلا :لقد احلوت اللعبة فحسب ولم انتبه للوقت مطلقاً الى ان ذكره "فير " سامحيني
فتمتمت بعد ان صوبت نظرها للمياه مجددا وقد رسمت الدموع خطاً مستقيماً على وجنتيها :كل ما يهمك هو اصدقائك ....
فتحرك متجاوزا ذلك المقعد ليجلس بجوارها ويمسك بكلتا يديها ثم يبتسم ابتسامته التي لطالما سحرتها ويقول برقة :"ليسا" حبيبتى انت تعرفين انني انس الوقت عندما اكون معهم انا لم اتعمد ذلك صدقينى ...وسوف أعوضك عن هذا "ثم قرب وجهه من وجهها حتى لاصق جبينه جببنها ثم تمتم بثقة " ..أعرف انك قد سامحتنى ولكنك تتدللين علي كعادتك ...
فابتعدت عنه بسرعة ثم انتزعت يديها منه بقوةٍ وهى تقول بحزن :ليس هذه المرة "بيت" ...لن تقنعي اكاذيبك.. كل مرة تقول نفس الكلمات ولكني صرتُ اعرفك جيدا كل ما يهمك هو اصدقاؤك.. لم تهتم لامري ابداً ...
فشهق بسخط ثم قال :ماذا وكل لقاءاتنا ...الليل بطوله لك ..ونخرج كل ثلاثة ايام لمكان مختلف
فقالت بهلع :ماذا لقاءاتنا ...ومن الذى يغط فى النوم فور وطءه السرير وكأنه كان يعمل طوال النهار .. ونزهاتنا التى كلها كهذه ..."بيت" انت شخص مهمل ولن تتغير ابداً ابداً..
فانتزع كيس البطاطا من يدها وقال بغضب "لا اريد أن اتغير" ثم بدأ بأكل البطاطا بشراهة من شدة غضبه
فظلت تنظر له ودموعها تنهمر كالشلال ...وما هى الا دقائق من ابعادها عينيها عنه حتى رمى كيس البطاطا من يده واحتضنها بقوة جاعلاً لها بين ذراعيه ثم قال بسعادة :لن تهزمينى "ليسا" ..انا لن اسمح لك بأن تغضبي مني
فقالت بإنفعال وهى تقاومه محاولة الافلات منه :بل سأفعل لن أُسامحك بهذه السهولة ليس هذه المرة
فقال بحزن وهو ينظر لمدى الحزن الذى بعينيها : انا آسف..
فدفعته بعيدا عنها ثم قالت بغضب:لا..
فكتف يديه وجلس بإستقامة ينظر للمياه بسخط مثلها ...
وحينها اظلمت الدنيا حولها وصار لونها احمر ليمر امامها ذلك المشهد بسرعة مساوية لتلك السرعة التى فقدته بها...
فأمسكت رأسها بكلتا يديها بقوة ثم صرخت :"بيت" بيت" لا تتركنى وحدي ..لاتتركنى ارجوك ..."ببيييت"
ثم ظلت تنوح وتنوح حتى خانتها حبالها الصوتية فجلست على الارض تضم نفسها بقوة وهى تشهق بخفوت..
وحينها فتح الباب برفق ودخل منه شخص سار ببطء حتى استقر واقفا فوق رأسها مباشرة ثم قال :ههه لقد حذرتك "ليسا" ولكنك لاتنصتين لأحد كعادتك..!
فاتسعت عيناها وهى تحدق بالارض بعدما تصديق محاولة تكذيب اذنيها اللتان سمعتا نغمة لطالما عشقتها ...
******
كانت تجلس على ذلك الكرسى بقسم الشرطة وبعض منهم يقفون حولها بينما هى تعبث بهاتفها القابع ببن يديها مكررة نفس الرقم الذى طلبته لمرات رغم اعلام عاملة الشركة لها بأن الهاتف مغلق...
فرفعت رأسها ونظرت لمتجهم الملامح ذاك ثم قالت بصعوبة :ماذا سنفعل لقد اختطفت لا محالة "ثم انهمرت دموعها لتكمل بألم "ابنتى "ليسا". ...
فزفر صاحب الصوت المرعب ثم قال بضجر : لقد تأكدنا الان انها اختطفت ...فكري جيدا.. يستحيل الّا يكون لديها عداوات...
فضيقت عينيها وظلت تحدق فى الطاولة لثوان ثم شهقت وكأنها تداركت امراً ما لتقول بعجلة : أ..تذكرت لقد جاء شاب لمنزلنا منذ شهور وقد تحدثا على انفراد بطلب من ليسا ولكني ولعلو صوته استطعت سماع تهديداته الصريحة لها ..لقد هدد بقتل بيت وقال ايضا بأنها ستكون له وحده ...
فوقف بسرعة وضرب الطاولة بيده بقوة ثم قال بغضب : لم لم تتذكرى هذا منذ البدايه هذا ما نبحث عنه ...ما مواصفات ذلك الشاب..!!؟
فقالت بتلعثم : أ.. لقد كان هذا قبل زواج ليسا... لذا لا اذكر ملامحه جيدا ..امم ولكنى اتذكر بأنه كان وسيما وبشعر بنى طويل...
***
رفعت عينيها لتصعق بما ترى غير مصدقة لذلك أهو حقاً امامها ام ان مخاوفها التى لطالما ارّقت نومَها قد تحققت ..
ظلت تحدق به ليقطع هو ذلك بكلماته المسمومة :اوو عزيزتى الا زلت مغرمة بوسامتى ...!؟
فتجمعت الدموع بعينيها مجددا ثم عضت على اسنانها بقوة لتقول بإنفعال :ايها القاتل ...
اعقب كلماتها التى انبعت من صميم اعماقها هجومها الذى ارتكز على وجهه مخلفاً اثره على وجنته بعد ان رماها بقوة تجاه الحائط لترتطم به بعنف...
مسح بكفه تلك الدماء التى سالت ليعض على اسنانه قائلا بحقد :سحقا لكٍ كيف تجرؤين على فعل هذا بي، انسيتِ كل ذلك الحب الذى اكننته لي ....!!
فاعتدلت بوقفتها مقاومة ذلك الالم الذى عصف بظهرها ثم قالت بحقد مماثل :اى حب ايها اللعين انا لم احبك يوما ..
فضحك بسخرية ثم قال :اي حب..انسيتِ اعترافكِ ذلك اليوم
فحدقت به لتقول وصوتها ينذر بما بداخلها : ذلك كان اكبر خطأ ارتكبته بحياتى ...
فأخذ يحرك لسانه ذهاب واياب فوق اسنانه ثم قال بسعادة : ولكنه كان اجمل حلم ..."ثم جهم وجهه وصرخ بإنفعال" حلمى الذى حطمتِه بغرورك ...
فقالت بسخط :حقا صرت انا المغرورة الآن ..وكأنى من تجاهلك لسنين وعندما اعترفت لي ادعيتُ بأننى غير مستعدة للحب ...
فصرخ بغضب :كان عليك احترام ظروفي لا التخلي عني والقبول بأول خاطب لك ...
فعضت على اسنانها اثر كمية الحقد التى نطق بها اخر كلماته لتصرخ بيأس :اول خاطب لي كان اجمل احلامي ،احلامي التى حطمتَها بغرورك وجشعك وانانيتك ...لقد احببتُك طوال سنين جامعتي كنت مغرمة بك لدرجة انني اراك حتى بأحلامي لذا قررت اخبارك لعلك تريحنى ...ولكن غرورك وانانيتك حطماني فكيف تريد مني ان احبك بعد كل هذا ...أأنت مجنون ام ماذا ...بيت وهب لي السعادة التي فقدتها وهب لي الدفء الذى لطالما تمنيته وهب لي الحب الذى فقدته ....بيت الذى سرقته مني ايها المجرم ...
ما ان انهت جملتها حتى انقضت عليه كثور هائج تضربه بقوة اينما سقطت يدها ليمسكها هو من كلتا يديها بقوة ثم يصرخ: كان عليك حبي كان عليك التخلي عن ذلك السارق والعودة الّي ...لا ..ولكنك فضلتِه على رغم انني اخبرتك بمشاعري التى اخفيتها سابقاً ...سحقا لك وله ..والان أرأيت الاماً اوصلك غبائك ..ههه لقد صرتِ ارملة لا حول لها ولاقوة ..اسيرة بين يدى افعل بكِ ما يحلو لي ...
فدفعته بقوة وهى تصرخ :فلتذهب الى الجحيم ايها القاتل ..فلتحل عليك اللعنة ..لن تنحو من الحساب ابدا ..ستجدك الشرطة وستحاسبك على فعلتك ثم ستحاسب مجددا فى الاخرة ...أه اه لن تنجو ابداً ايها المجرم ..لقد قتلك زوجى قتلك حبيبى "بيت" ....
نطقت اخر كلماتها لينهار جسدها وتتشتت الرؤية من حولها وهى تنظر له يحاول الحيلولة دون سقوطها لتغمض عينيها وتستسلم لما اصابها..فتمتم هو بمتعه :هه سأريك ما سأفعله بك عزيزتي ...
****
****
كان واقفا داخل غرفته امام مكتبه منهمكا بالنظر بما يمسك ليتمتم بشرود :"ليسا مات "و"تير جيم "اممم حسب اقوال مقربيهم من الاصدقاء انذاك فإن ليسا كانت تحبه بشدة ولكن شىء حصل جعلها تتغير فى اخر ايام امتحانتهم ...اممم يبدوا انه كان يحبها ايضا ولكنها تعلقت بشخص غيره وهو زوجها الحالي لذلك عاد وقتله واختطفها لينتقم منها ...هه الخيط المتبقى سأجده مع تلك الوسيمة ...
ثم رمى الملفات التى بيده على الكرسى ورفع هاتف العمل وضغط بعض الارقام ليأتيه صوتها القلق: ..هل وجدتم ابنتي ...؟؟
***
كانو متجمعين على حافة الطريق ليقول احدهم بغضب :سحقا لهم كيف يشكون بي انا ...انا اقتل اعز اصدقائي ...!!
فنطق صاحب الشعر الازرق قائلا :اهدأ "كي" هذا اجراء طبيعي ..عليهم الشك بجميع معارف الضحية ليصلوا للمجرم ..هذه طريقة عملهم لذلك لا تضخم الامر يكفينا ما نحن فيه
فالتفت لهما ذهبى الشعر بعد ان كان ينظر ارضا بصمت ثم قال بنبرة تظهر مدى الحزن الذى بداخله: "فير" الم يجدو اى دليل على مكان ليسا
فنطق "فير" بهدوء :ليس بعد "رو"
ثم نظر ثلاثتهم لذلك الواقف بصمت يحدق بالسيارات المارة امامه بشرود ليتمتم "كي" بحزن :انه لا يستوعب ما حصل
فتمتم "فير" بأسى :اتمنى الا تسوء حالته ..
فتنهد "رو" ثم قال بصوت مرتفع قاصدا مواساته :"جت " ما رأيك بأن نذهب لزيارته ...؟؟
***
تحركت بتعب أثر ما حصل معها لتشعر بشىء لين تحتها ففتحت عينيها بسرعة واعتدلت بفزع لتنظر حولها بريبة وترى انها بغرفة مغايرة تماما عن التى كانت بها ..فهي تحتوي على خزانة وسرير بالأضافة لالوانها التى صادف بأن تكون مفضلتها ..
فعضت شفتها بتشتت لتتحرك وتنزل من فوق ذلك السرير الذى كاد يبتلعها من شدة ليونته لتتفقد الارجاء بحذر ...
فتوجهت للباب وحاولت فتحه ولكنها عبثا حاولت فبحثت فى الادراج والخزانه ولكنها لم تجد اى شىء يفيدها فعادت للسرير وجلست فوقه لتمسك بتلك الوسادة الصغيرة وتحتضنها بقوة خوفا من عودة ذلك المجنون ومما قد يفعله بها ...
كانت تحدق بالباب بخوف لتسبق دموعها تلك الذكرى التى انبعثت ....... ......... دخلت لغرفة الضيوف وهى تحمل صنية عليها اجمل شكل من اشكال الكوكتيل ليصيح "فير" وهو جالس على احد الكراسى :واو "ليسا" انت افضل طباخة بالعالم
فابتسمت لتظهر اسنانها اللؤلؤيه ثم قالت وهى تضع صنية العصير من يدها :صنع كوكتيل جميل الشكل ليس مهارة فى الطبخ "فير"...
فقال "رو" بمرح وهو يطالعها بإعجاب :ما تذوقناه قبله هو عين المهارة
فتحرك "كي" من مكانه بسرعة واخذ كأسا وملعقة ثم قال :طعام "ليسا" لن تجد له مثيلا فى العالم بأسره ..ومؤكد كوكتيلها كذلك
فأحاط "جت" رقبة "بيت" بذراعة ثم قال بفخر :هكذا هو صديقى "بيت" لا يختار سوى الافضل...
فابتسمت "ليسا" وظلت تطالع تصرف "بيت" بسعادة فقد دفع "جت" وابعده عنه ثم قال بإدعاء للغضب :هاي التزموا حدودكم هذه زوجتي من تتغزلون بها ...
فتوقف "كي" عن اكل الكوكتيل الذى ازهله وجعله ينغمس بعالم اخر بعيدا عنهم ليقول بضجر بعدما افاق على جملته :هاي مهلا "بيت" نحن لانتغزل بها نحن نمدحها فحسب ..
فوضع " رو" يديه خلف رأسه ثم ارخاهم على حافة الاريكة ليتمتم بسخط :بيت اناني جدا لايريدنا حتى ان نتغزل بزوجته اى صداقة هذه ..!!؟
فتنحنح "فير" ثم قال بخجل وهو ينظر لهما بتشتت :هاي ياشباب لا تنسو انها واقفة هنا ..
فنظرو جميعا لها ليجدو انها واقفة تتكئ على الجدار المجاور للباب فوقف "بيت" وتوجه لها واحاط رقبتها بذراعه ثم قال وهو يطالعهم بسعادة :انا لا اخفى اى شىء عن حبيبتى "ليسا" ولا اخجل من ابداء غيرتي عليها امامها ...
فاحمر وجه "ليسا" وابعدت ذراعه برفق وهى ترى نظراتهم المرحه لتتمتم بخجل متهربة من الموقف :أ..لدى بعض الاعمال بالمطبخ لذا على انهاءها ...أ وداعاً...
ثم خرجت بسرعة ليقول "فير" بعجلة وهو ينظر "لبيت" بسخرية :ولكني اخجل بيت...
فضحك خمستهم بمرح بينما كانت هي واقفة بالخارج تبتسم بسعادة .....
........جعلتها تلك الذكرى ترتجف بقوة وهى تضم قدميها لجسدها المبلل اثر تلك الدموع التى تأبى التوقف لتتمتم بتقطع : كيف حالكم من دون بيت...سحقا لك أيها الاناني لقد دمرت حياتى وحياتهم مزقت اجمل صداقة قد جمعتهم ..لن يكونوا سعداء من دونه ابداً...اه اه سحقا لك سحقا لك ...
وبينما هى كذلك اذ لمحت شاحن لجوال معلق بمقبس الكهرباء فتسعت عيناها ولمعتا ببريق من الامل ....
*******
كانت جالسة تبكي بصمت وهي منهارة ارضاً تمسك بصورة لفتاة شقراء جميلة الملامح لتتمتم بألم :أاه عزيزتى " ليسا" كيف حالك ..اه اه ماذا فعل بك ذلك المجرم أاااااهههه...
ثم رفعت كفها ومسحت دموعها لتكمل بحزن :ليس لي غيرك حبيبتى انت من تبقى لي لذا لا تتركيني .."ثم صرخت"سحقا لهم كيف يعجزون عن معرفة مكانك رغم كل المعلومات التى جمعوها عنه...ايكون قد طار بك للفضاء ..مجرد فشله ....فشله
حينها رن هاتفها المحمول لتقف بهلع وتركض لتلك الطاولة المجاورة لها ثم تمسكه لتتسع عيناها وترتجف اوصالها ..ولكنها اخذت تحاول تنظيم تنفسها لتبتلع بعد ذلك ريقها وتضغط على بعض الازرار ليصل لمسامعها ذلك الصوت الذى تشتهييه: أااه امى ....
فشهقت بعدم تصديق لتقول بفزع :أهذه انت "ليسا" ..!!؟
فأجابها الصوت الهامس بنعومة :أجل أُمى إنها أنا ...
فقاطعتها قائلا بعجلة ودموعها تنهمر كالشلال : اين انتِ يابنتى ماذا فعل بك ذلك المجرم ...؟؟
فنطقت بعجلة :لم يفعل بعد امى ولكنه ينوى على شىء خطير لذا استمعى إلّي جيدا ...
دفعت ذلك الباب الثانوى بعجلة لتقول بفزع بعد ان وقفت امام اعينهم الفزعة :تحركوا تحركوا بسرعة لقد عرفت مكان "ليسا"...
فوقف ذلك المحقق بفزع ليقول بصوته الصاخب :ماذا أأنت جاده ...!!؟
فقالت بعجلة :لقد اتصلت بي ولكن علينا الاسراع ...
فقال بحزم مشيرا لأولئك الشبان الواقفين يرتدون زيهم الموحد :اتصلوا بعملاء شركة الجوال واجعلوهم يحددون مكان ذلك الهاتف لنتأكد من عدم تغير المكان ..
ثم نظر لها بسعادة وقال بحماس :ها قولي ما عندك اود ان ارى ذلك المجرم البارع ...
*****
كانوا جالسين على تلك الاريكة بينما "جت" ينام على المقابلة واضعا الوسادة فوق وجهه فتمتم "فير" بحزن :مسكينة "ليسا" كيف حالها الان...!!؟
فأخفض "رو" رأسه وحدق بالارض قائلاً : لابد وأنها بحالة سيئة ...
فزفر "كي" وقال بضيق :لكن من ذلك اللعين الذى قام بذلك وماذا يريد منها ....!!؟
حينها رن هاتف "فير" فنظر كل من "كي" و"رو" له ليتوتر ويقول بضيق :ماذا ....
فقال "رو" بتعجب :من يتصل بك غيرنا...!!؟
فقال بسخرية :حقا.. اليس لى معارف غيركم ربما هى "لونا"...
فتمتم "كي" بسخرية :اذن رد ايها الحبوب ...
فأدخل يده بجيبه واخرجه وحينما نظر به بدت علامات الدهشة على وجهه فقال "كي" بتعجب :ما الامر ...!!؟
فبتلع ريقه وتمتم بخوف :انها عمتى "كاتي" ...
وحينها توقف الهاتف عن الرنين ليصرخ "رو" بغضب :لم لم ترد عليها ايها اللعين ربما كان لديها معلومات عن "ليسا" ..
فتحرك "فير" بعيدا عنه قليلاً وقال بتوتر :أ لقد خفت من ان تكون لديها أخبار سيئة ...
فقفز "رو" من مكانه وانتزع الهاتف من بين يديه ليبدأ بالرنين مجددا فصغط زر الاجابة قائلا : اجل عمتى انا "رو" ...
كان "فير" و"كي" ينظران له بعجب بسبب تعابير وجهه التى تتغير بشكل غريب فهى تتحول من الحزن والغضب الى السعادة الغامرة ليلقي بعدها بالهاتف لاعلى وهو يصيح :مرحى لقد عرفوا مكان "ليسا" ...
فصرخ "فير" وهو يرى هاتفه يسقط ارضا ويتحطم لاجزاء بينما قال "كي" بصخب :هذا ليس وقت السعادة "رو" لم ينته الامر بعد ربما هى فى خطر الان ...
فقال بسرعة :اذن ماذا ننتظر هيا بنا "وركض للخارج ليتبعه "كي" بينما توجه "فير" "لجت" وهزه بقوة قائلا: هاى استيقظ "جت" لقد عرفو مكان "ليسا" ...
حينها خرجت والدته من المطبخ وهى تحمل صنية عصير لتقول بتعجب :ماذا هناك لقد جهزت العصير
فركض خارجا وهو يصبح :لقد عرفو مكان "ليسا"..
فظلت واقفة مكانها بتعجب ليعتدل "جت" ويفرك عينيه قائلا بخمول :أا...ماذا هناك ..!!؟
فقالت بهدوء :يقولون انهم عرفو مكان "ليسا"
حينها اتسعت عيناه ووقف بسرعة راكضاً وهو يصرخ "ماذا" ولكنه سقط على وجهه بقوة اثر سرعته
فشهقت والدة صديقة بشفقة :اا مؤكد ان هذا مؤلم
ولكنه كان قد اعتدل وخرج بسرعة البرق راكضا كالمجنون ...
****
كانت جالسة فوق ذلك السرير تطالع الباب بخوف وهى تدعو بامل الا يتأخروا وحينها تحرك الباب ليبين لها ان بعض الادعية لا تستجاب فضمت تلك الوسادة بقوة ليقترب هو منها وعلى وجهه ابتسامة شامته ...
فتجمعت الدموع بعينيها عندما صعد ذلك السرير ليصير امامها وهو يقول :كيف حالك حبيبتى ...!؟؟
فتحركت بسرعة ونزلت من على ذلك السرير البشع كصاحبة ثم صرخت :انا لست حبيبتك ايها اللعين..
فجلس بروية ثم قال وهو يبتسم بسعادة : ولكنك ستصيرين شئت ام ابيت ...
فقالت بإنفعال :هذا مستحيل ايها القاتل
فتمتم بثقة :هه سوف نرى...
ثم ترك مكانه وتوجه إليها فتراجعت هى للخلف بينما قال هو وهو يتابع سيره :ستنسين ذلك الصعلوك وستتعلقين بى كالسابق أهذا مفهوم ...؟؟
ثم امسك بذقنها بكفه بعدما صارت ملتصقة بالحائط وهو يحاصرها ليتأمل ملامح وجهها المرتعبة ثم يقول بنرة مرعبة :أهذا مفهوم ...!!؟
فعضت شفتها بقوة بينما سالت تلك الدموع شاقة طريقها لتتمتم بعد ذلك بجرأة :أنت هو الصعلوك ...
فأمسكها من مجمع ثيابها ثم دفعا بقوة للحائط بعدما ابعدها عنه قليلا ليصرخ قائلا :اقسم اننى سأقتلك وامزقك اربا ان لم تنسى امره ..ستحبيننى كالسابق رغما عنك
فقالت وهى تشهق بألم :هذا مستحيل افضل الموت على ذلك..انا لا اخاف تهديدك اقتلنى انا اريد لقاءة لم يعد لي مكان بهذه الدنيا من دونه ..
فصرخ بقوة ثم رماها ارضا بكل قوته ليقول وقد بلغ الغضب به حد الجنون: سأريك ..سأريك ما سأفعل بك ايتها الغبية
ثم بدأ يتقدم منها ببطء ونظرة عينيه تنذر بالقادم لتتراجع هى للخلف برعب حتى التصق ظهرها بحافة ذلك السرير وعندما اقترب منها اغمضت عينيها بقوة وهى تدعو بكل مالديها من إيمان ان ينتهى ذلك الامر ....
وحينها دفع الباب بقوة لتمتلئ الغرفة برجال الشرطة فى ثوان وهم يشهرون اسلحتهم تجاهه مباشرة ....
****
نزلوا من ذالك التاكسي كالمجانين ليركضوا ناحية ذلك المبنى المحاط بالبيوت القديمة الخالية من القاطنين وهم يرون ذلك التجمع من رجال الشرطة وغيرهم
ولكنهم توقفوا بين الحشود عندما رأو تلك المرأة تخرج من ذلك المبنى وهى تحتضن ابنتها بكل عطف مخففة عنها بعض الخوف الذي الم بها لترتسم البسمة على وجوههم دافعة اياهم للتوجه ناحيتهما بسرعة ...
" ليسا حمدا لله على سلامتك "كانت هذه اول كلمة نطقها "رو" قبل توقفه ليعقبه "فير" بعد ان توقفوا امامهما :جيد انك بخير "ليسا" ..
فتمتمت بخفوت وهى تتشبث بوالدتها كطفل عثر عليها بعد ضياعه لايام :شكرا لكم ...
حينها التمعت عينا "جت" ببريق غريب ليتمتم "كي" وهو ينظر لسبب التماعهما : اهدأ "جت" لا تتهور سينال عقابه بالسجن ...
ولكن "جت" كان قد اندفع قبل ان يسمع اى كلمة مما قال لينقض على ذلك المعتقل وهو مصفد بالاغلال وينهال عليه ضربا...
كان يضرب بكل ما لديه من حقد ..بكل ما لديه كراهيه ...
وبكل ما لديه من حب لبيت ..صديق الذى احبه بكل معنى الكلمه..صديقه الذى عاش اجمل اللحظات برففته ..صديقه الذى شاركه اجمل المواقف واتعسها ...
صديقه الذى طار من بين يديه لانانية شخص لم يرد التخلى عن فتاة تخلى عنها مسبقا وحطم قلبها حتى بعد ان وجدت من داوى لها ذلك القلب الذى حطمه
*****
"تم اثبات ان المدعو "تير جيم "هو من قام بقضية القتل والاختطاف التى حصلت الاسبوع الماضى وقد تم اعتقاله وتحرير الرهينة فى اليوم الثالث لحدوث الجريمة وتقوم السلطات حاليا بمحاكمته ...بعد ان اقر بالسبب الذى دفعه للقيام بجريمته وبأنه غير نادم على ذلك وقد صرح امام الصحافة بأنه سيعود ليكمل انتقامة ممن كانت رهينته ..."
قطع ذلك التقرير رفعها لجهاز التحكم واغلاقه وعلامات السخط مرتسمة على وجهها لتنهمر دموعها بصمت معبرة عن كم الالم الذى يعتريها لتظهر والدتها وتجلس بجوارها محتضنة لها بعطف لتبدأ هى بسرد ما يمزق قلبها وهى تشهق بطريقة مؤلمة :لقد اشتقت له امى..اشتقت له كثيرا..ليته يعود لاتدلل عليه وادعي عدم مسامحته...كان يعلم اننى احب ذلك ليته يعود امى ...ليته يعود .... |
التعديل الأخير تم بواسطة الورده البرنزيه ; 07-19-2017 الساعة 10:13 AM |