02-17-2018, 10:43 AM
|
|
أسدلَ الليلُ ستارَهُ وتلبدَتِ السّماءُ بالغيومِ مُنذِرَةً بعاصِفةٍ قويةٍ ,
وبعد ثوانٍ معدودةٍ بدأَتِ السماءُ تُمطِرُ بغزارةٍ وأصواتُ الرَّعدِ تملأُ المَكانَ ,
كان الجوُّ يبعثُ التشاؤُمَ في النفسِ .
في ذلكَ البيتِ الكبيرِ الذي يدُّل على صاحِبِهِ الثّراءُ الشديدُ ,
وتحديدًا في تلك الغرفةِ المُظلِمَةِ عدا ذلك الضوءَ الضعيفَ الصّادِرَ من النافذةِ ,
ومَعَ صوتِ الرعدِ استيقظَت تِلكَ الفتاةُ بِفَزَعٍ , وشعرتْ بِجَسَدِها غيرَ قادِرًا على حملها
, جالَتْ في نظَرِها على أنحاءِ الغرفةِ ليَثبُتَ نَظَرُها على الساعةِ لتَجدِها تَجاوزتِ الثانيةَ عشرَ مُنْتَصَفَ الليلِ
, أسئلةٌ كثيرةٌ دارت في رأسِها أينَ أنا؟ وما هذا المكان ؟
وكيف أتيتُ إلى هُنا ؟ , قَطَعَ حبلُ أفكارِها صوتٌ يقولُ: ارفعي يديكِ وسلِّمي نَفْسَكِ
نظرت لمصدرِ الصوتِ لتَجِدَ رِجالَ الشرطةِ تحاصرها وتوجه الأسلِحَةَ نَحوها
, وقفَتْ فسمعت صوتَ ارتطامِ شيءٍ حادٍ نظرت فرأت سكينا ملطخًا بالدماء على الأرضِ
, سارتْ باتجاهِهِمْ بثقةٍ وهي تحلل الموضوعَ برأسها لِتَصِل إلى نتيجةٍ سيئةٍ سيئةٍ جدًا بالنسبةِ لها ,
وما إن وصَلَت إليهم حتى كبَّلوا يديها بالأغلال لِتَمشي بجانِبِهِمْ تُظهِرُ القوةَ لكنها خائفةً وبشدةٍ أيضًا
.
ركبتِ السيارة بجانِبِهم , واتجهوا مباشَرَةً إلى مركزِ الشرطةِ ,
وصلوا إلى المركز ونزلتِ الفتاة من السيارةِ مع رجالِ الشرطةِ
ودخلوا ليصلوا إلى بابٍ خشبيٍ بلون القهوةِ منقوشٌ عليه بنقشٍ ذهبيٍّ "غُرفَةُ المُديرِ" ,
طرَقَ الشرطيُّ على الباب وَبعدَ برهةٍ سمعوا صوتًا يسمحُ بالدخولِ
, دَخَلتِ الفتاةُ مَعَ أحدِ رِجالِ الشرطةِ الذي يبدو وأنّه قائدُ المهمةِ , قال بعد دخولِهِ
: سيدي ها قد أحضرنا الشخصَ الوحيدَ الموجودَ في مكان الحادثِ
, فأجاب ذلك الجالسُ على الكُرسي خلفَ مكتَبِهِ :
أدخلهُ , أريدُ التحدُّثَ معهُ .
فقالَ الشرطيُّ : حاضر سيدي .
دخلتِ الفتاةُ فقال الشرطيُّ: ها هي سيدي , أتريدُ شيئًا آخر ؟
فقال المديرُ : لا , انصرف إلى عملك
فأجاب : حاضر , عن إذنِكَ سيدي . وخرجَ من الغرفةِ .
قال المديرُ والهدوءُ يصاحبُ صوتَهُ : تعالي إلى هنا .
تقدمتِ الفتاةُ بهدوء ووقفتْ على بعدِ مِترٍ منه
قال لها : اجلسي .
فتقدمت وجلست على أحد الأرائكِ الموجودات في الغرفةِ
فقال لها بهدوء: أولا :ما اسمكِ ؟ وأكمل بجدية ثانيًا : احكي لي ما حَدَثَ معكِ .
فأجابت : اسمي جوليا , في الساعةِ السابعةِ كنت عائدةً إلى بيتي
وقد أحضرتُ أشياءً لأعدَّ العشاءَ لعائلتي وفجأةً شعرتُ بشيءٍ
قويٍّ يسقُطُ على رأسي لأسقُطَ بعدها مغمى عليَّ
,وبعدها استيقظتُ لِأجدَ نفسي في ذلك المكانِ ثمَّ أتيتُمْ أنتُم , هذا كلُّ ما حدثَ سيدي .
نَظَرَ لها ثمَّ قال : سَتَبقينَ هُنا حتّى تُثبَتَ براءَتُكِ
, فأنتِ الشّخص الوحيدُ الذي شوهِدَ في المكانِ , وبصماتُكِ على السكينِ الموجودَةِ
امتلأت عينيها بالدموعِ لكنّها تماسَكَتْ وقالت بتَلَعثُمْ : هَلْ لي أنْ أرى الضحيّةَ .
أمسكَ بِمِلَفٍ موضوعٍ على مكتَبِه وأعطاهُ لها لتُمْسِكَهُ بيدٍ مُرتَجِفَةٍ
وتفتحَهُ لتتفاجأ بصورَةٍ لِجُثةٍ ممزقةٍ إلى أشلاء , نَزَلَت دموعها وأدارت رأسها من هَولِ المنظَرِ ,
وقالت بارتباك ودموعُها تغلِبُ صوتها : سيدي أ ..أنا لا .. لا أعرفُ هذا الشخص .
قال لها باستنكار : يدعى هذا الرّجل تاكسي يامامورا وهو أكبَرُ تاجِرٍ للمُخدراتِ ,
وصلتنا معلوماتٌ تفيد بأنك تساعدينهُ بصفقاتِه الغير مشروعة.
ألجَمتِ الصدمةُ لسانَها وفتحتْ عينيها على مصرعيهما ثم قالت بصدمة : ما هذه الإشاعات
, سيدي أنا لا أعرف عن ماذا تتحدث ,
الجميع يعرف أني لا أهتم بهذه الأشياء كل اهتمامي منصب على عملي لأعيل بهِ عائلتي
.
قال لها : سننظُرُ في هذا الأمر لاحقًا
قالت له ودموعها تنساب على خديها: كيف أثبتُ لكَ أني بريئة ؟ كيف؟ ثمَّ علّتْ شَهقاتُها
وفجأةً طُرِقَ على الباب ليدخُلَ مِنهُ فتى لا يبدو
وأنَّهُ تجاوزَ العشرينَ بعدْ يمسكهُ رجال الشرطةِ يمنعونَهُ من الدخول ليقول :
سيدي لدي ما أقوله بشأن الحادثْ
قال المديرُ: أتركوه . تفضل ادخل وقل ما عندكْ
سيدي في غُضون السابعةِ إلا خمسِ دقائق كنتُ عائدًا إلى بيتي
بعدما اشتريتُ بعض الأغراضِ رأيتُ شخصًا يحمِلُ أنبوبًا معدنيًا
لم اهتم للأمرِ بدايةَ الأمر لكن ما جعلني اهتم هو ضربُهُ لفتاةٍ ما بهذا الأنبوب
, حينَها تبعتهُ بهدوء , رأيته بعدها يدخل لمنزلِ أحد الأثرياء
دخلت خلفه بصعوبة وبعدها رأيته يقوم بقتلِ أحدٍ ما , ثم حملَ الفتاة ووضعها بالغرفةِ
, أردتُ أن أتصل بكم لكنه لاحظ وجودي وهربت بصعوبة لآتي إلى هنا وأخبركم.
هذا كل ما حدثَ معي سيدي .
قالَ المدير : أتعرفُهُ ؟
أومأ رأسَهُ إيجابًا , فأرسل المديرُ مجموعةً من الشرطة للإمساك بِهِ
وبالفعل أمسكوه واعترف بكلِّ جرائِمِهِ .
أما المديرُ فقال لجوليا : نعتَذُرُ آنستي لعدم تصديقكِ
قالت له : لا بأس المهمُ أنكم عرفتمْ أني بريئة وأن الذي على حق سينتصرُ دائمًا
قال لها بفخر : أنتي رائعة وقوية فنادرون الآن من يدافعون عن حقوقهم لا أحد يرد |
__________________
شكرا حبيبتتي الامبراطوورة |