10-07-2017, 02:58 PM
|
|
برونزي:"مأساتى و فرحى" محاولة جميلة
واصلي أكثر...
كريستال _ مأساتى و فرحى
راكضة والهلع باد على ملامحها مجاورة لتلك السيارات التى ابت جميعها التوقف لها بسبب أزدحام السير ،متوجهة لذالك المكان الذى تأمل بشدة تكذيب ماقيل عنه
وقفت تحت ذالك البرج وقد اتسعت عيناها وتأكدت من كلام صديقها "جو"..،فصرخت بهلع :"باو" لا تفعل هذا بى ارجوك باو..
ثم دخلت بسرعة مندفعة للمصعد قاصدة التوجه لذلك السطح الذى يحوى شخصين كانت تظن انها تفهمهما ...
فجأة وجدت نفسها خارج المصعد وقد امسك بها صديقها "جو" بكل قوته قائلا :لا تقتربى منه سوف يقفز ان فعلت..!
وحينها التفت ذلك الشخص للخلف ومتع عينيه برؤية معشوقته ،لتنهمر دموعها وهى ترى اليأس بعينيه ..
لتكون دموعها الشىء الاخير الذى رأه قبل تحريكه لقدميه لذلك الفراغ، فصرخت هى صرخة افزعت كل من سمعها :لاااااااااااااااااا
كانت تصرخ وهى تحاول الركض لذلك الاتجاه ولكن ممسكها القوى منعها ،فجثت على الارض بتحطم وهى تصرخ :لماذا "باو" لماذا ..ماذا سأفعل من دونك ..ماذا سيفعل "لو" من دونك. ..اااااه
إنخفض ذلك الصديق خلفها ووضع كفيه على كتفيها :هذا يكفيك "رينا" هو من اختار هذا، لو كان يحبك لتحمل لاجلك هيا... هيا انهضِ...
لكنها ظلت تنوح وتندب حظها الذى سلب منها زوجها الذى احبته بكل صدق ...
وما هى الا دقائق وانهارت متعبة ،لتغيب عن الوعى على غير عادتها ،فهى ليست من ضعاف القلوب الذين يفقدون وعيهم عند اى فاجعة.......
......فتحت عينيها لتجد انها بغرفة خافتة الإضائة بسبب تلك الستائر البنفسجية التى تحجب اشعة الشمس ..،كانت راقية لدرجة لا تصدق ،الوان مذهله واثاث متطور بالاضافة للأجواء المريحة...
كل ذلك جعلها تشعر بالغرابة لتواجدها بمكان مختلف تماما عما تقيم فيه ..،فتحركت ببطئ وأعتدلت بعد ان قررت تفقد ما تقبع به
فور وصولها لتلك النافذة وابعادها للستائر شهقت بفزع لمعرفتها مكان اقامتها الذى ذكرها بما حصل قبل فقدانها للوعى ...
جثت على ركبتيها قرب تلك النافذة تبكى بصمت، تمتمت بخفوت :ماذا سأفعل من دونك "باو" وكيف سأهتم ب"لو" ...
حينها شهقت بفزع لتصرخ برعب :"لو"... ..منذ متى وانا هنا ؟؟
ركضت للباب، فتحته وركضت خارجه، لتتوجه مباشرة لاسفل ذلك البرج ،لتصادف فى طريقها مالك ذلك المكان الذى اوقفها بجذبه لذراعها بعدما عبرت من جواره دون اهتمام به ...
فالتفتت له لتقول بغضب :دعنى بسرعة "جو" ..
فقال ببرود :اهدأى لقد انتهى الامر ...!!
فإتسعت عيناها وقالت بفزع :اى امر ..؟؟
فقال بعجرفة : اهدأى انا سأعيد لك سعادتك التى سلبها منك ...!
حررت يدها من قبضته بقوة ثم صرخت :هو لم يسلب منى اى شىء ..
تابعت ركضها بسرعة وقلبها يتمزق فقال هو بإنفعال :سحقا لك ايها اللعين ، سأريك رينا ستعودين الي حبوا طالبة المساعدة ،حينها سأنال منك ...
******
اخرجت مفتاحاً من جيبها وفتحت هذا الباب الذى كانت قد وقفت امامه ،دخلت بسرعة وهى تجول ببصرها فى ارجاء المكان ،تلك الخزانة الصغيرة والحوائط مقشرة الطلاء ،السقف المصدع، وتلك النافذة محطمة الزجاج
ثم توجهت بسرعة لذلك السرير الصغير وهى تصيح :"لو" عزيزى أأنت بخير..؟
كان نائما كالملاك وعلامات التعب بادية على وجهه من كثرة الصراخ، الذى كان يرجو منه حضور حانيته التى تحتضنه بين يديها برقة وتقربه لقلبها الذى ما ان يسمع صوت نبضاته حتى يهدأ وكأنها تهويدة نومه المحببه ...
فإنهمرت دموعها بغزارة وجثت على قدميها، لتبدأ بالنحيب على ما اصابها :لو حبيبى، لقد تركنا والدك بوحشية، فضل الهرب على المواجهة معنا..اه اه كيف سنعيش من دونه كيف...؟'
ثم حملته بين يديها وقربته لقلبها ضامة اياه بقوة املة ايجاد رائحة من فقدته بأنفاسه ...
*
**
***
كانت تسير بتعب وهى تحمله بين يديها بعد ان طُردت من تلك الشقة لعجزها عن دفع ايجارها، تائهة ومتشردة لا تعلم الى اين ستذهب ..
حينها توقفت بجوارها سيارة فخمة وفتح بابها متزامنا مع بدأ هطول اول قطرات المطر، ليخرج صاحبها ويقف امامها وعلامات القلق والاسى بادية على وجهه اثر ما رأى من حالها ...
قال بحزن وهو يتأمل ملامح وجهها المنهكة :"رينا" كيف آل بك الوضع الى هذا ، لقد بحثت عنك كثيرا أين اختفيت ...؟
فتمتمت وهى تخفض رأسها ببأس بعدما انهمرت دموعها :لقد طردت من الشقة بعدما عدت مباشرة فقد كان "باو" عاجزا عن دفع ايجارها منذ شهور
فقال بملامح محيرة لا تُعلم اهى حقيقية ام مذيفة : يا لهم من اندال ..
ثم نظر لما تضم بقوة فى حضنها محاولة منع البلل من الوصول إليه وقال بإسمئزاز :متأكد انه سيكون نسخة من والده اللعين، عليك التخلص منه "رينا" ..
ثم التفت لسيارته واكمل وهو متأهب دخولها :تعالى انا اعرف ميتما قريبا ...
اعاد نظره لها عندما لاحظ عدم تحركها ليضجر من علامات الصدمة المرتسمة على وجهها : انصتى إلى لا يمكنكِ الوقوف هكذا ستمرضين من المطر هيا ادخلى ...
تراجعت للخلف وهى تقول برعب :أى مخلوق انت؟.. انت لست انسان ..."ثم زادت من احتضانها لصغيرها " ابتعد عنى وعن طفلى سنكون بخير من دونك، لا نحتاج لمساعدة مجرم مثلك ...
فعض على اسنانه ثم قال بإنفعال وهو يحدق بها بعد ان بللت الامطار شعرها واسدلته على وجهها النضر : سوف تموتين وانت تحاولين الاحتفاظ به، لقد مات والده لذا عليك نسيان امره لن تستطيعى تربيته لوحدك ...
فتمتمت وهى تشهق بألم :بل سأفعل ..
فصرخ بغضب :ماذا أأنت مجنونة..؟ ،انت حتى عاجزة عن أطعام نفسك، بدون عمل او مأوى او حتى شخص يحميك ان تعرضت للخطر ...
فقالت بحزن وهى تنظر لكل مشاعر الاخوة تتبدد امام عينيها: سأكون بخير ان ابتعدت عنى
فقال بسخط وهو يحدق بها بحقد :سوف اريك "رينا" سأجعلك تعودين لصوابك "ثم اضاف وهو يعض على اسنانه " صوابك الذى فقدته منذ لقائك بذلك الفاشل
قال ذلك وركب سيارته ليبتعد كما اقترب تاركا لها حرية ذرف الدموع على ما محى امامها من مشاعر سابقة ..!
هو الذى كانا يعتبرانه شقيقهما قد اظهر كل ذلك الحقد والنذالة حين صارت فى امس الحاجة لمساعدته
...فسارت وهى تحاول التشبث بكل ما تبقى لها فى هذه الدنيا لتنهمر دموعها وتشارك الامطار فى تبليلها له..
وبينما هى تسير وقف طالب جامعى مشفقا عليها ومد مظلته لها قائلا :خذى هذه سيمرض طفلك ...
فنظرت للارض بألم وهى تتمزق على وضعها الذى دفع الاخرين للاشفاق عليها ..ولكن صعوبة موقفها اجبرتها على مد يدها وقبول صدقته لتتمتم بصوت مبحوح وهى تراه يبتعد راكضا قبل ان تتبلل كتبه :ش..شكرا...
جلست فى ذلك الزقاق تإن بألم وهى تفكر بحل لازمتها بعد ان رفض الجميع طلباتها للعمل ،فأرخت رأسها على ذلك الحائط البارد ثم تمتمت بخوف :اعتقد انه لم يتبق لى خيار اخر ،سحقا لك "جو".."
ثم نظرت لطفلها الذى بدأت علامات المرض تظهر عليه لتكمل بشفقة " ان اكترثت لكبريائى فسيموت "لو" لا لا اه يا الهى ساعدنى .....
..........حراره !!
هذا ما استشعرته فور استيقاظها على صوت انفاس طفلها المرتفعة لتشهق بفزع قائلة :يا ويلى انه محموم ..!!
اخذت لاقرب مشفى وهى تهرول بسرعة لتصدم برفضهم قبوله بسبب افلاسها ...
فخرجت تجر ازيال الخيبة والتحطم ،عاجزة عن زرف مزيد من الدموع لتتمتم وكبريائها يتمزق :لقد انتصرت "جو"
وما ان نطقتها حتى انهارت ارضا بعد ان اصابها ما الم بإبنها الذى علا صوت صراخه لإرتطامه الشديد بتلك الارض الحجرية ليغطيه فجأة ظل شخص ما ...؟؟؟
"بعد خمسة عشر سنه"
كان جالس على الدرجة الثالثة من سلم مدخل ذلك المبنى القديم ينظر للسماء بشرود عندما خرج من خلفه صبى بشعر اشقر وصاح قائلا : "باو" تعال سنلعب "حماة الشعب"
فعض على اسنانه وكتم غيظة فإقترب الصبى منه متمتما :"باو"
فإلتفت له وقال بغضب :أكل يوم سنكرر هذه المسرحية ..؟
فأخفض الصبى راسه وتمتم بحزن :توقف باو ارحم نفسك قليلا ،التفكير فيهما لن يعيدهما لك ،اما انهما ماتا او تخليا عنك ،عليك اختيار احدهما والاقتناع به ..!
فأعاد ذو الشعر الاسود وجهه للامام ونظر لذلك الطريق وقال بشرود :ه.. اعرف جيدا انهما على قيد الحياة لدى شعور قوى بهذا ..!
فابتسم الفتى ابتسامة جانبية :هه..ابقى بحلمك ولا تستيقظ مطلقا....فغدا سترى نفسك كهلا تبحث عنهما ..!
قال ذلك ودخل ليبتسم باو ويتمتم بثقة :طرف الخيط معى ايها الاحمق...!
*
***
*******
كانت جالسة بغرفتها فوق سريرها الوثير تبكى بصمت وهى تتذكر تلك اللحظات التى قال لها فيها بأن مجموعة من السكارى قتلوا رضيعها بينما كانو يتصارعون على اغتصابها...
هى لم تصدق اى كلمة مما قال بالتحديد وصوله البطولى فى اخر لحظة وانقاذها من بين ايديهم النجسه
فوضعت كفها على قلبها وأسندت رأسها على وسادتها تحدق بالسقف ببأس،تتمتم بأمل :اشعر وكأنه قريب منى
حينها فتح الباب بقوة وظهر واقفا امامه شاب بشعر اسود وبشرة بيضاء ،تذيد جمالها تلك الاعين الواسعة شديدة الزرقة ،يرتدى ثيابا عادية تدل على عدم انتمائه لهذه الطبقه التى صارت منها رغما عنها
كان سيتمتم بكلمات اعتزار سريعة ويركض لغرفة اخرى ليتفقدها بحثا عن ذلك الذى يزورهم كل فترة ،ولكن شىء جذبه لتلك الشقراء زرقاء الاعين، لايعلم ماهيته
انتشلته مما هو فيه يد صديقه المزعج التى امتدت وسحبته لجانب الباب :كم انا مجنون لقدومى معك ،اتعرف ماذا سيفعلون بنا عندما يأمرهم من تريد محادثته برمينا فى السجن ..؟
فنظر له "باو" وهو عاقد حاجبيه ثم تمتم بسخط وهو ضجر من كلماته المحبطه :اصمت يجب ان اعلم سبب اخفائه لمعرفتى ،نظراته تلك تقول الكثير .."
هزت رينا راسها وافاقت من صدمتها ووقفت بسرعة متوجهة لذلك الباب المفتوح عندما رأت ركض هذان الشابان من امامه ،وما كادت تتجاوزه حتى اصطدمت بشخص وفزعت لذلك ..!
رفعت بصرها ونظرت له ،متمتمة بتوتر :"جو"..!
فدخل واغلق الباب بهدوء وهو يحدق بها بمكر : لم كل هذه العجلة ..؟
فحركت راسها يمينا ويسارا بتوتر ثم نطقت :أا...لا شىء ..كنت ...اريد الذهاب... للحديقة ..
فزفر بضجر ونزع جاكت بذلته وعلقه على الحمالة بينما ظلت هى واقفه تفكر بعمق بما رأت ....
.....همس صديقه بأذنه وهما مختبأن بنهاية ذلك الممر :انس الامر "باو" كيف ستحادثه وقد دخل الغرفة "ثم حدق بوجه صديقه الشارد وتنهد بضجر " لا فائدة
فالتفت له باو وأشار بيده قائلا :تحرك "كريس"
تسللا للخارج كما دخلا تحت ظل حيرة كريس من تصرفاته المتناقضة ،فقبل ساعات كان متلهفا لمقابلة ذلك الثرى ،والان يبدو وكأنه لايبالى به اصلا ..
فزفر ووكزه بزراعه :استخبرنى ام لا ..!!
فنظر له "باو" وعلى وجهه ابتسامة ساخرة : ه،لقد دخل لغرفة نومه كيف سنحدثة هناك ..!
فقطب كريس حاجبية بسخط فهو يعرفه حق المعرفة، كما يعرف ايضا بأنه يكذب: حسنا هيا بنا ،ولكنى لن اشاركك بأى عمل مجددا حتى وان ترجيتنى مئة مرة
فضحك بخفة وكأنه نسى بلحظة كأبته التى دامت لخمسة عشر سنه، ذلك جعل مرافقه يبدل ملامح الضيق تلك لملامح فى قمة سعادتها ،لو علم سابقا ان تلك المجازفة ستدخل السرور لقلبه لفعلها منذ سنين ...
~~~~~~~~
"أأنت متأكد "جيم"
قالتها وهى تحدق بوجه ذلك الضخم بذهول ،فرد وهو يرسم ابتسامة واثقة على وجهه البشوش الذى ذاد نضارة عند رؤيتها :اجل سيدتى هو يرتاد ذلك الميتم من سنين ، يذهب كل فترة لتفقد احواله
فتلألأ وجهها وكأنه القمر بحلته ثم قالت بسعادة لا توصف :خذنى لذلك الميتم بسرعة "جيم"
فأومأ برأسه وأدارها للامام وحرك مكابح السيارة لينطلقا لوجهتهما المنشودة
وقفت امام ذلك الباب بعد ان صعدت تلك الدرجات المعدودة ،مترددة اى ذريعة تختار لتبرر زيارتها المفاجأة ،فتمتم "جيم " بأذنها :لاتنسى سيدتى انت زوجة السيد "جو" وقد جئت بطلب منه لتفقد الاطفال..
رمت بعينيها الفرحتين إليه وتمتمت بسعادة :كم انا محظوظة بحارس مثلك ..
فابتسم برضا بينما طرقت هى ذلك الباب برفق...،وبعد ثوان ظهرت رأس احدهم ليتمتم وهو ينظر لهما بضجر :همم م.....
حدق بها عاجزا عن اتمام جملته ليعتدل بدهشة ويفتح الباب جيدا ثم قال وهو يقف امامها :لقد توقعت حضورك ..!
فنطقت بهدوء وهى تضع كفيها على قلبها تتمعن به بمتعة : اااه...
نحنحة حارسها نبهتها فهزت رأسها وقالت برسمية : أ..أنا زوجة السيد "جو ماكستر " وقد جأت لالقاء نظرة على الاطفال
فابتسم الفتى واخفض رأسه متمعنا بالارض، لو لم ينظر لعينيه عدة مرات بالمرأة لكذب نفسه ،انها تملك نفس عينيه ،وكأنها خلقتا من بعضهما..،هما ما جذبتاه للنظر لها ذلك اليوم بدهشة ،وهما ما جعلاه ينتظر مجيئها بشغف فقد جعلته نظراتها المصدومة يوقن ان هناك شىء غريبا تخفيه ،وان مايبحث عنه موجود معها وليس مع ذلك الجشع ..!
رفع رأسه وقال بخيبة :أ..تفضلى سأرشدك لمكان الاطفال
فلحقته بعد ان اشارت لمرافقها ،نظرت لذلك المكان انه يذكرها بالاماكن التى عاشت بها سابقا
،قدمة ،بساطته، وروحه،
اخذت تتمعن بأركانه المتهالكة وستائره المهترئة لتفكر بعجب :ماذا كان يفعل "جو " هنا ان كان المكان هكذ..؟
"باو من على الباب "
تلك الجملة التى صدرت من كريس الذى خرج لتوه من احدى الغرف ،جعلتها تشهق بفزع وتحدق بمجاورها ،بينما منحها هو نظرات متعجبة من فعلتها..
نظرت لكريس وعيناها مترقرقتين بالدموع ثم عاودت النظر له ،هو حقا نسخة منه عدا عينيه التى ورثهما منها ،عضت على شفتها وسمحت لدموعها بإتخاذ طريقهما ثم قالت بحسرة : من منحك هذاللاسم ..؟
فابتسم بجانبية وتمتم بسخط بعد ان اعرض بوجهه عنها :ماهذا السؤال الغبى ،بالطبع منحه لى والدى..
فأكملت بهدوء: واين والدك..؟
فذم شفتيه وقال بضجر وهو ينظر لصديقه :لقد مات
فأخفضت رأسها واخذت تبكى بصمت فقال كريس بغضب وهو يكاد يلتهمه بنظراته المتوقدة :توقف عن الكذب باو، لقد وجدت على باب الميتم منذ خمسة عشر عاما ...
كان باو ينظر له بحدة بينما رينا تحدق به بفضول فأكمل غير مبال بباو :هو لا يعلم ان كانا على قيد الحياة ام لا ،لكنه يملك احساسا قويا بأنهما على قيد الحياة، لطالما شعر بذلك.
فتمتمت برقة بعد ان نظرت لباو: كما شعرت به انا طوال تلك السنوات
ثم اقتربت من باو وقالت بحزن: انت تشبهه تماما، الوجه الجميل ،الشعر الاسود الناعم ،والملامح الجزابه ،وحتى هيئة الجسد نفسها
فإتسعت عينا باو ثم قال بغضب :مستحيل انا لست ابنا لذلك الجشع
فإبتسمت وقالت بمرح بعد ان مسحت دموعها العالقة بوجنتيها: ومن قال بانه والدك ههه اترى اى شبه لك به ..؟
فضحك جيم من خلفها بينما اكملت هى :لقد كان غبيا مثلك وطيبا وهذا ما جعله يقع بفخ جو بسهولة
حدق بها وتمتم بحذر :اين هو..؟
بللت دمعاتها ارضية المكان الخشببة قبل ان تنطق بحسرة :لقد...رحل ..منذ زمن...!
فتخلل الصمت الاجواء لدقائق ثم قطعه باو بنظرة حادة :وماذا تفعلين انت مع ذلك الرجل ،لماذا خنت والدى، وتخليت عنى ان كنت امى..؟
فنظرت رينا جنبا بغصة بينما قال جيم بغضب :التزم حدك يافتى ،ان اردت الكلام فتحدث بأدب
لم يكترث "باو" لكلام "جيم" واكمل بغضب :ولم ينعتنى ذلك اللعين بالفاشل كلما رأنى..؟
فنظرت رينا له وقالت بحقد : لقد اطلق عليك اسم والدك لهذا السبب "ثم اقتربت منه ووضعت كفيها على كتفيه واردفت " باو ، لقد قَتَلَ والدك بالضغط عليه واهانته ،جعله يقتل نفسه كما اراد هو ..،اقرضه نقودا لمشروعه ثم سلط عليه بعض المخربين الذين افسدو كل شىء بعد ان ظهر لنا الصديق المعين ،ظل يضغط عليه وينعته بالفاشل وبأنه لن يستطيع اسعادى حتى طفح الكيل بوالدك البسيط وقرر الهرب من جحيمه الذى ورط نفسه به ،كان مدينا للكثيرين، عاطلا بدون عمل بعد فشل كل مشاريعه التى بذل جهده بها
عضت على اسنانها واكملت :اتعرف لقد كان عمله الدؤوب هو الجرى خلف باو وإدعاء مساعدته ثم الغدر به وتسليط المجرمين على مشاريعنا ،ليظهر بعد ذلك على انه الصديق المتألم لألمنا ، كل هذا لم اكتشفه سوى بعد فوات الاوان ،بعد ان فقدت حبى للابد
كان تتحدث وعيونها تفيض بألمها بينما هو منصت بتأثر ،هزته بحسرة وشددت : وفوق كل هذا وذاك سلبك منى وقال بأنك قتلت، اجبرنى على الزواج منه بنفس طرقه الدنيئة ،تحملت كل تلك السنوات لاجلك، لاجل مراقبة تصرفاته وافساد اعماله، علي اجد طرفا يوصلنى اليك، فقد كنت موقنة بوجودك لان قلبى كان يشعر بألمك
قالت ذلك واحتضنته بحنان بينما ظل هو يحدق بكريس دون حراك فابتسم كريس وقال بمرح :تحرك يافتى انت لم تعش بالغرفة المجاورة للباب كل هذه الفترة إلا لإنتظارك لهذا اليوم
فترقرقت عيناه وضم امه بقوة واختبأ بحضنها ، الحضن الذى تمنى كل يوم الاختباء فيه والشكوى من آلام الحياة له،فهمست رينا بأذنه وهى تبكى :اسمك "لونى " باو هو من اختاره لك
فنظر بعينيها بدلال وتمتم بألم :لقد انتظرتك بشغف، كنت موقنا بمجيئك ،عرفت انك لست ممن يتخلون عن اطفالهم بسهولة.
فإزداد بكائها واحتضانها له بينما نظر كريس وجيم لبعضهما بتأثر ،وفجأة....!
ضُرب الباب بقوة وظهر منه ذلك الحاقد بعيونه الملتهبة ،صرخ بقوة :"باو" سأقتلك بيدى هذه المرة
فزعوا جميعا ونظروا له برعب، فخبأت رينا ابنها خلف ظهرها وقالت بتوتر :انت تحلم جو ،لن تلمسه ولو على جثتى
فأشار لها بسبابته وقال بإنفعال :ابتعدى رينا لا اريد ايذائك ،كان على قتله من البداية
فدفع لو رينا ووقف امامها وقال بثقة :ولم لم تفعل ايها الفاشل ..؟
عض جو على اسنانه وصرخ بغضب هو يشهر مسدسه فى وجهه :سأفعل الان ايها اللعين
صرخت رينا واحتضنت "لو" بينما وقف جيم امامهما ينظر لجو بتحدى ،فحدق جو به وقال بغضب :ابتعد ايها الصعلوك
ابتسم جيم بإستفزاز ثم قال :لم اكن حارسها الشخصى طوال اربعة عشر سنة دون فائدة ،على الاقل هى طاهرة ونقيه وليست مثلك ايها الشيطان.
فصرخ صرخة غضب اقترنت بطلقته التى اخترقت صدر جيم واسقطته مع رينا ولو ارضا
لم يكن الصمت سيد المكان ،فقد علا صوت صراخ الفتيات والشبان الذين ظهرو من غرفهم اثر ماسمعو
بينما اقترب جو من بركة الدماء التى تكونت تحت اؤلئك الثلاثة ووقف امامها ينظر لهم بحقد.
كانت رينا تأن لسبب ماه بجوار جيم ،بينما لو يحدق بهما بفزع ثم رفع بصره وصوبه لجو صارخا : لقد قتلتها ايها اللعين"اعاد انظاره لوالدته " امى ..امى تماسكى..!
نظرت رينا له وهى تضع كفها على صدرها المغرق بالدماء ،ابتسمت بنعومة هامسة بألم :اعدها وسأكون بخير
فإنهمرت دموعه غزيرة وقال بحزن :امى لا تتركينى لقد وجدتك لتوى، ارجوك امى...
فعض جو على اسنانه وصوب مسدسه للو وقال بحقد :هى ستكون بخير لى انا، اما انت فستلحق بهذا الخائن
فظل لو يحدق به بغضب ولم يكترث للمسدس الموجه له وقال بشجاعة :مهما فعلت وحاولت لن تفرق اما عن ابنها حتى وان فرقتنا الان فسنلتقى لاحقا ...
فعض جو على اسنانه وحدق به بحقد :كان على قتلك فى ذلك اليوم..!
حرك اصبعه ليضغط على الذناد مقررا التخلص من الشخص الذى يعتبره نفس ذلك الصديق القديم ،ولكن ذلك الصوت الصارخ من خلفه اوقفه "الق سلاحك وقف بثبات"
التفت للخلف ببرود ولكنه تفاجأ بذلك العدد الهائل من رجال الشرطة فإتسعت عيناه وحدق بلو ولكن الاخر كان ينظر له بحقد فحسب ..!
تقدم رجال الشرطة واعتقلو جو بينما هز لو امه برفق ففتحت عينيها واصدرت انينا متألما ،فقال وهو يبكى بسعادة : امى حبيبتى لن نفترق مجددا
فأشارت بسباتها لجيم الغارق بدمائه، فبدى الحزن على وجهه وهز رأسه محاولة افهامها انه مات
ولكنها اعتدلت بإصرار واخذت تهز جيم الذى بدى الشحوب على وجهه وهى تبكى وتناديه، لكن دون فائدة ،فانخفضت ووضعت رأسها على صدره لتتسع عيناها فجأة وتقول بفرح : انه حى..!
حينها دخل كريس بسرعة وصرخ بفزع وهو ينظر لجيم :لقد وصلت الاسعاف " ثم نظر للمسعفين عند دخولهم وقال بحزن " ارجوكم ساعدوهم .......
.....وبعد ايام خرجت رينا من المشفى لان اصابتها لم تكن عميقة بسبب تلقى جيم للرصاصة التى مرت بجوار قلبه مباشرة ،وبقى هو لانه يحتاج للمزيد من العناية
ولان جو حكم عليه بالسجن لمدى الحياة بسبب اثبات جميع التهم عليه بفضل جهود جيم المسبقة فى جمع الادلة ،صارت رينا المالكة الوحيدة لثروته
****************
كانو جالسين على ذلك الشاطئ بسعادة ،تتوسطهما رينا ينظرون لغروب الشمس براحة
فنطق لو وهو ينظر لهما بحب :ااه لم اتوقع يوما ان احظى بوالدين مثلكما
فنظرت رينا له وقالت بمرح :كنت ستحظى بوالدة فقط لولا الحاحك المزعج
فنظر لجيم وعينيه تفيضان بكل مشاعر الحب والامتنان : ومافائدة الام دون اب رائع كجيم
فقال جيم بسخرية بعد ان رمقه بطرف بصره : واخوة كثر طبعا
فضحك ثلاثتهم بحب وسعادة ،وجذبهما جيم لصدره ،احتضنهما بحب، فتشبث لو بهما بقوة وأخذ يرد بنفسه :لن افقدكما مجددا عيناى
"النهاية" |
التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 11-22-2017 الساعة 01:31 PM |