04-30-2017, 05:03 PM
|
|
فّرشاةٌ شجْواء؛ أَلواننا تَحتضِرُ [ رُقعةٌ بيضاءَ، بِجانِبِ السوداءِ إمّا البيدقُ و إمْا الملِكُ حينْ ما تَخلُقُ جسْراً لأحْدهمَا ،إنس اللآخر. الجِسر لا يسعُ أجوفانِ!] . .
( ترنمت الثلوج في نهاية وجودها، ليبدأ ربيع ابريل!) توارت مُقلْتيه خَلف أهدْابه الشْقراء، لم ترْمش عينيه و لمّ تسْتحضِر مِن القْولِ حرفاٌ، كان لابشري الملامِح. دُميةً فَقطْ.. دُميةً بمَقاييسَ آدْمية، متوهج القزحية، تلك البّهية ذات الوحي الفضيّ! أكانت فضة أم نيلية؟، كانت قطعا فضية، بل كْجبّل جلِيدي منْجبِس، زاغَ هوايّ لأصيحَ : ( كلُ الأطبَاءِ جبِال صَلِدة!) ،لكنِ الذِكر خانَني.. لّقْد حَرِمتُ الكلام. أزاح المتّطبْب ذا العينينِ المتوهِجتينِ خطّ بصْره عنْ رزْمةٍ مُرثاة، ولّج مُّحياهُ تَعبيرٌ مستْنكِر لا ملامِحي، كأن تهْذي في أحدِ نوبَاتِ الصّرع : (لقْد كان دُميةً مُجرّدة.!) قَال بلِهجةِ عّذِلة : ( عمى الألوانِ ،تْختفيّ الألوان بكلْ سّدمٍ من مقلَتيكِ..)، أدار رأسهُ نَحو بُردي ،و أردْف (.. سيدْة وايت، أنتِ عَمياء النظر عن زرقةِ المُحيطِ و جورِ البّسيطة، حتّى بَريقُ البنّفسجِ يتلاشَى تِباعاً، و يَقبّعُ الأمْل في إجرَاء عَملية جِراحيةٍ لكرِيمتيكِ) دّلفْ جِيمْ عبْر المعْبّر ،أسترسْل شعْره البْني الجعدِ محيطاً وجههُ الأبِيض، وسامةُ الفتيةِ غارّت في مَلخمِ قِبلهِ، جلْس قبَالتي ، تألق لونُ عينيه العسْلي مع خشْب مكتْبِ الطبيب، أبْتسْمَ لِيحرِكْ يديهِ إشْتاتَ الرياح : (لقْد إستدعاني الطبيب -يا أمي- بِخبْر أن المصّير سيعقدْ.. هنا) حينْ ما يحسبُ طِفلكُ أنكَ أعتلُ السمعِ، كنّ أصماً. دميّ ليسْ وريد جِيم، فجيمِ إبني بالتْبني ، لكنهُ لم يفَهمْ بأن العْتل أجفانيّ، و مّا غشاني. لفْظ الطبيبُ قولّه : ( العْملية، أيها العْزيزان! لِنخْلقّ القرار، إمّا العمليةْ، و إمّا لا! إنه كإحدى قرارات الطبيِعةِ حينْما تهسهِس زماهريرهٌا، إمّا نصْنعُ الزوابعَ ، و إمّا لا) أشْرت إليه : (دْعكَ من الرِياحِ أيها الصّبي! بكلِ حال، ماذا يتّرتب على هذِه العَمليةِ؟) أصطْنعَ الحزنّ ، دونَ أثرِ من الوجودِ على كيانِه : ( قدّ تفقدينَ بصّرك أبداً، أو تَحصْدينهُ أبداً) خيارينِ لا ثالثْ، حينمّا يتقاطعُ طَريق الغابةِ، ويحكَ أسداً، أو أبشرْ سبيلا، إلا أن الفروقّ متباينة، إمّا أن تنعكِس أطلّال الكْون في بؤرتيكْ، أو تكلفَ نفسكَ تخيلها إلى ما بعدّ الغسقّ، و تفقِد أثركَ، موضعْ قدّمك قدّ أضمحل، أواهاً لك أيها الأخرسْ البّاكي، حينما سلِبت البّصر! و رّبما لا تخوضْ مغامرتَك، و تقبْع في أرضِك دونَ أن تألفّ من كَونكِ شيئا. بل و حسّبك جرمّك! لن تعْرفك أبْراج السّماء، أبقْ راسخاً دونّ أن تنظْر.. أو أنظر، و كحاليّ، لربمّا عفِت بصريّ يُردّ ليعشْى القَمر، و أنْكر بقِيةَ ألوانِي ،بلْ لأنفِيها تحت الرمادْ، لتُنسى و يبقى كلّ شيء.. إلا الرمّاد. حينْما تحيِيك الألوان، و حيْنما تقّرر الفنّاء، إتبعْ حدسك.. و لونْ! لونْ للنْسيان، للفَراغِ .. و للرحيلِ! لونْ قبلّ الآفولِ، قرْب المغيبِ، بعيدَ الشواظِ، فاللونُ هو لغْتكَ إذ عَسُر الكَلام. تختلج خلفّ الصخُورِ، تأبىّ الظهُور لِلعِيان، عِينيكَ الزبرجديتانِ تأبيانِ الشُعور، كيانَاتكَ الكْونية أضمحلتْ معَ الفِيء الذي أهْلكتهُ الشّمس، إبتْعدّ رُحلُ القْيروانِ و تْرككَ أنتْ بمّد البصّر! ما عدّت غيْر نَكِرةِ بلّا حُروف، أشْباح لَونكَ تفْنى .. أيها اللونْ! رّمقنِي جيِم يْريدُ الجْوابَ، رغْم وضوحِه الشّمسي!، رُغمِ تخلخّلهِ القْمري ، أشرتّ إليه : (أجْر العمْليةَ ، و حْسبكَ) تْهامس الرّجلانِ بحْروفِ قليلّة، فْقيرةِ المْعنى، قبل أن يشير إلي الطّبيب : ( بعدْ حينٍ من الدّهر، سنْقوم بِها) . . [ أيهْا البْشري العْظيمْ أيهْا الآلةُ القْديمَة أنسّ الوجودّ .. لتجِّد! ] . . مّا بينْ دهليزِ الظلامْ، حيثْ الغْسّق البْحت، حيثْ الليلْ السّرمدِي ، حيثْ تتَنازعُ الكلْماتُ، المّضاءَ في الظْلامِ، في الفضْاءات الفّارغَةِ بينْ النجُوم، فِي سبيلِ الفْراغِ و الفارغُون، ثْوانِي قليلةٌ قبْل الشْفاءِ.. أوْ الفقدّ، أعبّر أجنحْةَ المشفْى لأرْسّخَ في لبّي منظْرها، قبْل أنّ أنساها!، جْناحٌ وضيعٌ آخر، حيثْ المعّدمُ يمْحى منِ الذاكرِة، حيثْ تْتناثْر شظايا السِنين معْ هواءِ الوقتّ، داسْ باطنْ قدّمي شيئا ما لبثْ أن تقرقعّ يطلبْ النجّدة، أمسْكتُ به، كان مجْرد فرشاةْ، لم أتبْين منها سوى خشْبها الداكنْ، و شعْرها الذي أحسبْ أنني ما أتمكنْ من تخْمين لونْه، أكانّ أزرقا؟ أم أحمراً؟ لكّن بيدِ الحالّ، أحببْت فرشْاةَ الرسِم هذه! صدىْ خطواتِ جيمْ تقتّربُ، ينآدي بيأسْ : (أميّ، في أي الأركْانِ ولجّتِ؟) ، هنا! أيهْا الصّبي! في الجنْازةِ، جنّازتيِ أنا و الفرشْاة ،جنّازتنا الصامتةُ دونْ دفن! ألفنْا الموتَ قلباً دونْ دفن. صدى آخرْ متشائِم : (فْليرحْمني الله يا أميِ، نسيتُ عِلةَ الكلام!) يكْمل بحْثه عنيِ، أنْحشِر في الزاويةِ ببْغيا أن لا يدْركنِي، أتحسسْ مقلتِي ، أخاف العْمليةَ، أخافُ الفقْد أو الشّفاء، فلتْفنى الألوانُ دُونَ عينِي، لكّنْ رجّاءاً، فليبْقى الرّماد، لأبصرْ ما تبقْى على الأقل! بلآ وعّي، بلآ شعْور ، أنزاحتْ فرشْاتي نحو الجدارْ، و أخترْقتِ الجدآر لتّعبرَ، و أخذتْنيِ معهَا.. . . [ أَيتهْا النّفسُ، أسْكني! إِعتبري الماضّي، ظلاماً أخرسْ أنْزاحيِ نحوْ الأنِ.. نحّو الحديثِ بمعزْل عن سّواهْا، بلا قبْل.. بلا بْعدّ ] . . وْقفتَ حيثْ سقطْت، أمامْ عمودينِ لآبولونْ قَالتِ لي عْابداتُ بَاخوسْ : (أرحْلي) رحْلتَ عبْر البْابِ الأبيضِ العْظِيم، وْدعتُ معبْد آبولونْ لم أعبْر الى الحْديقةِ، أو البْيت.. بلْ وجْدت نفسيْ أمام عرْبةِ منْ نوعِ (تيوتاْ) ذاتِ لونٍ أزْرقَ متْوهجٍ، دُفْعت دْاخلهْا بِيدِ مجهولٍ ،كانت ناصعةً فيْ غورهَا، قعدتْ قربْ مقعَدِ السائِق.. أترقْب! ، فدّلفَ قُربِي شابٌ بْهي، ذَا ملامِحَ شرقِية و بشْرةٍ حنْطيةٍ، ما أدرْكني! حركت يدي: (مرحبا)، لكِنهُ ما سْمعَني! بعثرْ صاحِبي أرقاماً مشتْتةً في هاتِفٍ نقْال عْتيقْ،أنبثَقْ صوتٌ ما : (آلو!) ،صاحَ الرْفيق : (ماريه، أهذه أنتِ؟) -(أجّل، زينّ! إنها -يا إلي- إنهْا تّقول شيئاً ما!) -(ماذا تقْول إيلفين؟ تلك الممرّضةً التِي تشْرفُ عليهْا؟) -(شيئَا ما عن الجّنازْة! إنَنا نفقْدها يا زيّن، أمي تحتضرّ ، أمك تأفلّ) -(أنّا قادمّ أيتها العزّيزة! إعتني بها، لا تهمْليها فقطّ) صّاح الشّابُ، لاعناً المنايا!، لهثً باكيا، و هو يتلمسْ بسيارتهِ الطريق في غورِ الليلْ، ليلّة أخرى.. و موتٌ آخرْ. و دبّ في العتْمةِ زعيقٌ أهْوج، أصطدمتّ عربةُ الرّفيقِ – زينّ – بشيءٍ ما لم يتبينهُ قبْلا، انتفْضتُ من مقْعدي ،فْقد أرتمتْ فِي مقدِمةِ السيارْةِ جثةُ حواءَ صبيةٍ، أندفعْتْ من ثنايا شفتْيها الرقِقتينِ دماءُ كحِممِ ساغبةٍ، تْبعثرتْ خصلاتّها الشقراءَ عبْر فضَاء المْكانِ. كانْت تلكْ هي أنّا في ربوعِ العيش! قبل الذبولِ الساكنِ لازهارِ الخريفِ ،بلا كيانٍ أو كيانْ، تكسرْ رنينً الكمْان ليبقى صامِتاُ، كنتّ أنا هي الجثةَ عندّ السكوتِ، قبلّ فَقدِ النَظْرِ، ثمّة أمر لا تستطيعُ أن تجابههُ بإستمرارٍ ، لكنهُ أكيدٌ.. غمّغمّ زينّ ، قبل الخّروج، دبْ في أوصالي شُعورُ الجليِد، دّريت الفُرشاةَ خِليلةً ليدي، و بِقُربيْ أوجّدتُ لونَاً من فراغ، كان حامِل ألوانِ أصْفر زاهٍ إذ أدركتهُ عيني، همس لي : ( كلوفر، تحسسينيِ، أشّوقُ إلى باِطنِ كفيكِ يا كلوفْر!) مسستُ السْطحً الخشْبيً، قْبل أنْ أخترِق الامكّانٍ مرةً أخرى.. . . [ قًل أنّ البدايةَ كَانتْ تسبِقُ النِهايةَ و أن البدايةَ و النِهايةَ كانتا دوما معاً قبلْ البِدايةِ و بعْدَ النِهاية ] . . كنْتُ أعْلى التّل، حيثْ أدّركتْ أرتِميس أيلّ هايدِنْ، علقّتهَ بينَ أذرعْ الصّنوبر، لتحييهِ الخنازِيرً البرّية و تصْقُله الشّمس، حييتها،.. مرحبْا بربّةِ الصيدِ و القْمر، أشّهرتْ نبالهَا، هْمستُ : ( إلى أبولونْ .. هناك!) و أشارتّ بقوسهَا إلى حفرةٍ في حدْبِ السُهولِ، تركتْها و ذهْبتَ لأحيي أبولون بِفرْشاتيِ و قرصّي الخشبيّ، أدركتْ ظّلامَ الحُفْرةِ يلتْهمني.. نحو أغّوارهِ السّاحقة..! . . الزلزالُ يتْفَجّر بلا هوادةٍ، كَلِماتً السطْحِ تتصْدع ، تتشّققُ و أحيانآ تّتكْسر تحت نير العبءِ ، بينّ الوجْودِ و عَدّمِه. قّبْل أن تؤمنْ بأبولونّ - ربّ الشّمسِ و اللونِ ، آمنْ بوالدِكَ، حيثُ يتّجلى العظِيمً فوقْ السؤالْ، حيثُ الرجْل .. فّارسُ السّعادةِ .. أبيّ. رّبتْ على كتفْ شابتّيّ، وقفّت قربهْما كشْبح أزّلي، بعيد البصّر، أصغيّ للصامِتِ قبْل الكليِم، مجروفةً نحو الخفْاء، بعدّ الأشباحْ، بلا حراكْ. قْرعّ ناقَوس الجّزعِ قلبْ الشابّة التي رسْخت بقربِ ابيها ، الأشيب، بحثْت عينِيها ذات السوادْ المتبختر بمِسحةِ العْسلِ لون الحديثِ أبداَ.. خلّف الستّار، كانتّ تلكّ هي انا بعْد الحادثَة و الدنو. صوتْ الأب يتحدّث، الصوتُ و الصّدى معنْ، يغّنيانِ، أغنيةْ من جوفِ منزّل خشبِي، بصوت كمنجّة مقيت!، كان الأبّ و الإبنةَ كلوحةٍ لإرستقراطيّ فيينا، ربتّ الأب على الكتِفِ و قال : ( لا بأس عزيزتي! بتِّ بكماء فَحسبْ ، لم تفْقديّ كونيتكِ على الأقْل!) كان بإمكانكّ أن ترى العينين تقولان : (خرساء!، و كفىّ) لكنّه كانْ خلفّ أبعآد النظْر و الكّلام، مات اللسّان ، و دفنتْ معه مئات القصصّ، أنطفأ صوت آخر في هذا العالّم. من بيّن شتّات الغْرفةّ، أنزلقتْ فرشاةٌ أخرى، أكبّر حجما من التي سبقتّها حْملتّها قبضتي، حيثّ تحررّت منْ العالمِ الأزلّي، و عبّرت إلى عالمٍ آخرْ. . . [ و ننسى الماضيّ، حيثُ تغطِيه تياراتُ الفِعْلِ ] . . جُدرانٌ أربعةٌ ، تحتويِ المْكانَ و القِصّة! تَربْعتْ طفِلةٌ على عرْشٍ في رُكن الحائِط ، شَهَلاء الحُور كأنْها غِيدٌ منْ السّماء، كانْت في حَوالي التّاسِعة ، ذات محيّا أوجْدتهُ خْبايا الزْيزفونِ. جَابهتْ لوحًا تنقُشُ عليهِ كلوفَر.. كلوفَر الشّابة ذاتِ الجثةِ المودنة. قَرفصْتُ قُربَها، عَرفتُها تَرسُمُ نَحيتةَ الطِفْلةِ بصَمتٍ، أنقْرض الأمْل من عينْيها، و جفْ ريقُ اللسّانِ، كأنْها دميةٌ تَرسمْ ، مِثْلَ الطبيبِ تماماً! رْسمتَ الطفلّةَ و الزمكانِ، كالورهاءِ!، اللْوح تكَلمَ و صمتَ المْكان. هَلسَ كالحْياةِ الناخِرة!، تْهلكُ الكْلماتُ حِينما تُشيدُ بالإِنقِراض. قبِعت لأحفظْ نظراتِ السّيدةِ و الطفْلة، لأطوِها ما حييتُ في أغصْانِ نُخاخِي. و لِحينٍ من الزْمنِ أخْتفى كُل شيء..! . . [ الرْاقِصّونَ غابوا كُلُهُم تَحتَ التلِ...] . . كانْت أثِينْا هُناكْ، الشّمس تحييها و هِي تحيي الشّمسْ. انْبلجْت الحِكمْة من وجْهها أفواجا، ابصرْتني بِعطْف و قالْت : ( أبْولون خَلفَ الضْبابِ، و أشارتْ نحوْ فراغٍ ضبْابي يتْرنَم بصوتِ الموجِ) عبِرت السديِم بمفردي.. . . إتْشحتْ بالسّوادِ، لمْ تستّطعْ أن تهْمس لتبكِي، و لم تقْل شيئا، جموعٌ غفيرَةٌ احتْشدّت في البْهو، يرتِلون زندْقةّ الحزِنِ! وقفتْ قربْها، لمستُ يدَها لأواسيهَا، كلوفَر الأمس.. و كلوفَر اليومْ. و في غورِ ثلاثِ توابيتْ، ارتَمتْ ثلاث جثث، لأب و أم و طِفلةٍ. تأبى الشّمسُ أن تنفْى إلى السْراب، لكنها لا تقْوى دونَ القرَارِ شيئا، الرْغبةُ و الحقِيقَةُ هما التْناقضُ المرْغوب!، كلْاهما لا يعْبر و كلاهما هو الخِلاف. الوعْود أنتهِت مع إنتهاء العائلةِ، أشرت لكلوفَر الأمِس لأعزِيها ، قبْل أن تندفَ بيدي قطرةٌ، ما لبثْت أن تكونَت لوحةٌ قُماشِية قاحِطة المنظْر ،و المناظِر قاحطةٌ. سألتْنى إذْا ما افتقْدت اللونْ المزّرق، أجبتُهُ بالإيجابِ فتمنتْ لي حَظاً سعيداً و صمتت. سحبني سْحاب اللون، و آخرْ ما وجّدته في البهو العظِيم الذِي تغشاهُ الضلال كانَ هرطقةَ الشجنِ المثْلى. ودْعتهُ لأتِجهَ إلى مُحيطِ اللْون. . . [ ساْقتنا الرِياحُ إلى الخْلف.. جّل ما رغبناهُ هو التّقدُم للأمامِ] . . خْلفَ السّديمِ، سطْعت شَمسٌ لم تسطْع من الأفْلاكِ قبْلها شيئا. كانْت شمسْ الحياة و الأملِ.. تهويدّة الأحِبة و ترنيمةُ الميلَادِ. أوتارُ عزفتْ لتتخلخْل بينْ شُعاعِها، و بدا لِي وجْهُ أبولونْ كغنْدر الفِردوسِ! فْحيحُ الرِيح بعثْر شعْره الملتَف ذا البْريقِ المذهبِ صفواً. و وّلجْت في عِينيهِ أمواجُ البْحِر المتراطِمةِ أبدا، و كأن الطارِق حُبِس فيها ليكْون خُرافْة الحسّن السْرمدية. ضَحِك كطِفل و دعَاني لبابٍ قريبْ، دلفتْ فيه فاختفْى أبُولُون في فيء الفْلكِ. كانْ منَزِلاً قدِيماً، تبعثْرت شباك الزّمنِ على أرجائِهِ، و أحتوى الغبْار ذراتِ هواءهِ الكيانِيةِ. أنْشدَ الأطَفالُ لَحن باخٍ في غرفَة أنبعثَ من فُتحَةِ بابِها نورٌ دافئ، تبعتُ صوتَهم و عادتِ الألوانُ للجدرانِ.. و الدفء. ابتْسمتْ الصّور على البورتِيهْ، بلْ و جلّجلّت ضحكْات أحدْهم فِي رِحابِ الوجودِ. دلفْت إلى الغْرفةِ التيْ خُلق فيها الصّوتُ، لم أجدء نفَساً.. بلْ مقبضاً خشبياً و ألوانْ، وضعْت أدواتِي التي أرهقْت كاهِلي و رْسمت لأستْحضِر العائِلةِ في القُماش. شعْرتُ بالمرضِ يزُول ، بل و بسِني يتنأى عنْ الكِبرِ. تضَاءلتْ يديِ لتْكبُر الفْرشاةْ، و ابْتسمت صورةُ الأحبة بينْ ثنايا اللوحِ. , و هْمست : ما خُلقَتْ الألوانُ عبثا سطْعت الشّمس و نظْر إلي أبولونْ عبّر النافذةِ، و أنعكْستّ على بؤرتيهِ منْظرٌ لطفْلةِ شقراء ذاتْ شعرٍ مفرودِ، و عينانِ بلونِ العسْلِ المسّودِ ، بل و حَياةٍ لم تَمت قط.. و ابتْسم لي، للطّفلَةِ التِي تَرْسُمُ. . . [نِعمَةٌ من الحِس ضوء أبيضْ .. ساكِن و متحْركْ بلغَ الأرضَ الجدِيدة.. ] . .
|
__________________ ARWEN@PAIN.ME I DIDN'T SAY THAT I WANT YA TO GO AWAY..
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 05-07-2017 الساعة 07:30 PM |