عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree215Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 3 تصويتات, المعدل 4.67. انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 05-09-2018, 10:56 PM
 



"للتو ينقشع الغموض، فانتظر"

حاولت زرع طمأنينة هي لا تعرف لم يجب أن تُزْرَعَ حقا : لا تقلقوا، كلُّ ما هنالك أن كأساً انكسر بيدي، ستكون بخير بعد فترة من العناية.

قالتها و هي تستذكر سبب هذا الألم الوجيز نسبة بآلام قلبها ، فكيف سيكون الموقف برؤية هؤلاء له هنا..؟؟؟
هل ستتقبل هيلين إخفائها الأمر عنها...أم أنها ستظن ....

لا ..لا يستحيل أن تفكر بأنهما مقربان لهذه الدرجة...؟؟؟!!!!


*************


لكلَّ فردٍ شاركته المصاعب لحظات يوماً آلم القلب
و لكلِّ ماضٍ ظهور أثر ، و سرٌّ يجب أن يخفى...

لكن، هل صوابُ القرار هو بالبقاء في صمتٍ عبثيٍّ معها ..؟!

يتعدَّى أضواء الشارع منشغل الذهن و سيجارةٌ تسلب عنه التشتت بفمه ، فكَّر بالكثير الذي يتوجب عليه فعله ...
لا مفَرَّ من العودة لعمله الأساسي الذي هجره بغيةَ حياة ٍ هادئة ، لكن التوغُّل في وحلِ المخاطِرِ تلك ..يستدعي أن يهجر حريته تماماً و هذا قرارٌ لا يستحسن لديه...

تذكَّر ما تبديه صاحبة مسكنه الحالي من خوفٍ من الماضي الذي يتتبعها كتتبع الرجل بأول يومِ لقاءٍ لهما بهذا الطريق ، هيَ تظنُّ أن ذلك وهم عابر ، أما هو فقد لاحظ أن الأمر حاصل و هناك من يراقبها ..

بهذا الحال ،هل سيكون منقذها ام جالب المتاعب؟

لايعلم حقا..

لكنه سوف يتخذ خطواته بحذرٍ حتى يتخذ القرار السليم له و لمن حوله ...

وصل للمنزل ناظراً للواقفة بجانب ساعِ بريدٍ آخر يقدِّم لها طرداً ما ، و هذا محلُّ حيرة ..فما سرُّ كثرة الطرود لهذا المنزل ..
تجاهل أفكاره متقدماً نحوها رامياً ما بين شفتيه قبل أن يكون بمرمى بصرها لتباغته تالياً بجرِّ كمه و الإبتعاد عن باب الدار و عينيها تحملُ توتراً شدَّه للنظر نحوها منتظرا ً ما تقول...
" استمع إلي ، من الأفضل لك أن تذهب الآن و تعود بوقتٍ متاخر.."

أبعد كم معطفه الذي يعلو كنزته الصوفية عن كفها متسائلاً: لمَ؟

أجابته : إن صديقتي هيلين أتت هنا مع اخيها و خاطبها ، لذا قد يكشف أمر مكوثك هنا إن دخلت .

لمْ يظهر عليه الاكتراث رغم راحته لعدم كون الأمر جدياً فتركها متجهاً للداخل: ليس هناك ما يقلق، سأتدَّبر الأمر.

اجتاحها تذمرٌ لعدم اصغاءه لها ، وازدادت غيضاً بخروج شقيق رفيقتها من الباب النصف مفتوح ليواجه نوي : أهذا انت نوي؟!..ما الذي أتى بك هنا؟؟

لأوَّل مرَّةٍ تلحظ هينا تلبكاً ظاهراً على مرتدي الكنزة الرمادية و هو ينظر لريك: سيدي..!

لم تغفل عن غرابة الوضع ، لكن تصرُّف ريك المرح و هو يربت على ظهر نوي و هو يقول له
" لماذا تتعب نفسك بمناداتي هكذا، ريك فقط يا صاح..."

جعلها تتغافل ما بدى لتظهر ابتسامةٌ ساخرة على رزينِ القوامِ الصامت عن أمر غريبٍ عنه...

ذراع ريك كانت تحيط برقبة نوي حتى كاد يختنق !

بينما لسانه يستجوبه خفية : صحيح نوي، ما الذي أتى بك هنا ؟

ظلَّ يشير لذراع ريك : سأخبرك ، فقط أبعدها قبل أن اختنق حقا .

أجاب الطلب متكتفاً ليصغي و عينه تقدح شرراً بوجهٍ باسم ، ليسمع إجابَةً شبه مقنعة: الأمر أن الأستاذ غابريل أمرنا بصنع تقريرٍ مشترك و قد أتيت لذلك ، و قد كفِّلت بإيصالِ طردٍ لها .

"طرد؟!"

أجابت هينا تساؤله : أجل، فهو ساع بريد قد أوصل لي عدَّة رسائل هذه الفترة.

اكتفى بقول: هكذا إذاً .

ثمَّ دخل ليتبعه الإثنان بصمت و قد أدركت هيما قول القاطن عندها بأنه سيتدبر الأمر...



******************



البعضُ يطمع في صديقٍ شفيقٍ بحاله ، و الآخر يطمع في شعورِ الإكتراث بصديقٍ كهذا ...
ليس و كأن العقل ينكر فضلَ الصديق ، إنَّما أبواب ُ القلبِ شبه مقفلة ،فلا استجابة منه ..

كانَ بادياً قلق هيلين على رفيقتها بجملتها المتكررة بين دقائق لتقطع حديثهم بها مطمئنة : هل أنت ِ بخير حقا هينا، يبدو جرح يدك عميقاً و أنت ِ منذ جلسنا تمسكين به .

أومأت نفياً لأفكار ذهبية الشعر السلبية: لا بأس هيلين ، لا داعي للمبالغة ، ليس إلا ََّّ جرح بسيط سيخف مع المدَّة.

أدارت بؤبؤيها استجابة لشعورها برقابة ناظري بارد المحظر ، لا تعلم أيَّ شيئ من أسرار نظرته هذه ...
هل هو يشعر بتأنيب ِالضمير لما حصلَ لها، أم أنه ينكر مجاملاتها في هذه الجلسة الخماسية ..؟

تحدَّث سينكا عن ما يشغله بالنظرِ إلى اللفافة حول جرح كف المجروحة قبل ساعاتٍ بسيطة: هل ذهبتٍ للمشفى لتضميده؟

واجهت سؤاله بإستغرابٍ يخفي شكوكها بشعورهم بأمر خاطئ: و لمَ تسأل؟...بالطبع ذهبت.
"لا شيئ، فقط وجدته غريبا أن تكوني استطعتي تضميده بشكل مناسب بيد واحده "

إجابةٌ تسكن هيجان داخلها الغير مستقر من المستمتع بأكلِ بسكويتِ النشا الذي صنعته قبل يوم ...

هو بذاته الذي بدأ بتعكير مزاجِ حبيبته بإستفزازٍ مبطَّن : لا تخبريني أن َّ هذا البسكويت من طهيك..

إجابتها له كانت ببرودٍ يستحقر ما يهدف ُ له لمعرفتها أسلوب تفكيره المتعالي : هو كذلك .

فهي حقا تستطيع التقاط غضبٍ يود إبداهءه هكذا ، و إن لم تعلم سرَّ رغبته الإنتقامية التي نمَت ثانيةً ، و هو لم يترك إجابتها دون تعليق جزماً...

فقد رفع طبق البسكويت بيده مبديا إعجابه بالطعم : رائعٌ بالفعل ، يا حبَّذا لو قمتِ بتعليم هيلين فنَّك لترتاح معدتي .

لا أظن ُّ بعد اللكمة المستقرة بجسده، بقيت معدته سالمه..!
هذا ما تبادر بذهن هينا بما رأته..

اسقامت هيلين هاربةً من أجواءِ التشنُّج : لنذهب و نتحدث بغرفتك هينا..بعيداً عن ألم الرأس.

***************

يقالُ أن َّ انعكاس الباطن على الظاهر أمر ٌ لابدَّ منه ، و عندها ستسمع كثيراً من مَن حولك
" أنتَ لست على طبيعتك"

لكن ألا يمكن حصول العكس ، بما أنا أراه ممكناً ...

فعندما أمثل و أمثل، يأتي شخص و يقول بسهولة عندما أبدي حقيقتي
"أنت لست على طبيعتك اليوم.."

و ذلك لأن الحقيقة قد غريَّلتها حتى باتت غريبة أمام من حولي ...

حتى أقرب الأقربين ..
كما قرأت هيلين أجواء هينا لتبادر و هي مستلقية على فراش رفيقتها: تبدين غريبة هينا ..هل هناك خطبٌ ما؟

رمقتها المعنية بنصف نظرة و هي تسعى أن تظهر الطابع الظاهر لها بعيداً عن رقابة شريك سكنها: لا شيئ بالتحديد ، فقط مشغولة البال بالبحث الذي أُجبِرتُ على صنعه مع الفتى الذي تلقبينه بكتلة الثلج ، و ألم كفي يؤذيني قليلاً .

اعتدلت جالسة محدِّدَةً مقصدها : بالضبط تعاملك معه منذ ظهوره يتسِّم بالغرابة عزيزتي، هل حصلَ بينكما شيء ؟

"لا شيئ حقا.."

عندما تضع هينا ببالها أمرا سيصعب التخلص من إصرارها ، فهي ستسعى أن تشبع فضولها و ستسعى أن تجد الثغرة لتبعد الهموم عن من يقابلها بقدر ما تستطيع ..

تحوَّل الجو الهادئ بيد هيلين و هي ترفع كفَّيها مقبوضتين تقدم إحداها و كأنها بوضع ملاكمة: فقط قولي ما صنع بك ذلك المتلبِّد ، لألقِّنَهُ درساً لن ينساه.

تنهدت هينا قائلة: لم يفعل شيئاً خاصاً سوى الإزعاج .

احتظنت هيلين هينا بطفولية مصطنعة : حظك حقا سيئ ، بارد المشاعر هذا حتى لا يعرف كيف يتصرف مع صنف البشر .. لا أحتمل خمس دقائق معه .

ابتسمت هينا مؤيدةً المتحدثة و تصدِقَها القول حيث هي لا تعلم كيف تتحمَّله حتى اللحظة ....


********************



عندما يجتمع من افترق عنهم الفكر قبل الجسد
من الطبيعي أن تكون بحيرة من كيفية التحدث

لكن
إن اتحد مشتركٌ لا ينعزل سيسهل الأمر و كأن البعد لم يكن إلاَّ سراباً مضى ...

و بعض الأحيان، تضطر لمشاهدة دراما كوميدية حتى يحين وقتك الخاص لتشركهم حركة شفاهك بحروف تعني الموقف ...

و ها هو نوي ينتظر دوره بين حديث لا مكان له به ...
حيث كان سينكا على وشكِ إنهاء الطبق الذي يتسلى به موجهاً كلامه لأخ محبوبته: ريك ، ما رأيك أن تخبر أختك أن تتعلم الطبخ من صديقتها ، طبخها لذيذ بالفعل..سنخرج من المعاناة بهذا.

استغل ريك فرصة الإستفزاز هذه: ماذا، ألست المعلم الأول في تعليم كيفية التصرف مع النساء؟...لك شرف اقناعها اذا فأنا أرفض..

بدى إغتياظ ريك: هي ، و كأنك لن تستفيد من ذلك ...

تمت مقاطعة الجو العائلي بجملة باردة
"كفى مهزلة"
وجه ريك له نظراتِ سخط ، فهو الشخص الذي يثير غضبه بكل حال : ابق خارج النقاشات العائلية نوي ، فلا شأن لك.

إدَّعى النهوض مجيباً: نقاش عائلي ، ألا تظن ليس من العدل أن لا تعلم صاحبة الشأن بالأمر اذا ..؟
انفعل سينكا بردة فعل مهتاجة: كم أنت مزعج يا فتى..
أما ريك فقد رسم ابتسامة غموضٍ قائلاً بهدوء : افعل و راتب هذا الشهر ملغي .

و كأن ماءً اطفئت شعلة نارٍ ما ، فذي الأجواء تعود لهدوء و سكون بعد جملة نوي: و كأنك ابقيت منه شيئا لي .

بادر سينكا بمحادثةٍ أخرى سائلاً نوي: ما الذي أتى بك هنا على كل حال؟
أتم ريك: ربما هينا ليست فتاة عادية له كما يبدوا.
أطلق نوي شرارة غضب نحو متهور الكلمات : هل أنت ريك هنا ام رئيس عملي؟
أجاب بلا مبالاة : كما أخبرتك منذ قليل ، ريك فقط.

كانت فرصة استثنائية لنوي الذي رفع قبضته ليهبطها على رأس ريك ، ليهتاج صارخا و هو يبسط كفه على مكان ألمه: ما خطبك،قلت لك أني ريك ..لكن مازال عليك احترام من هو أكبر منك.
تلقى إجابة مختصرة تبدي عدم اكتراث المذنب
"حقاًّ"

تكتَّف سينكا مغلقاً جفنيه متحدثاً بجدية : أخبرنا، هل من جديد نوي ؟
التقط المعني مقصد حروف المتحدث بنضج منهياً اجواءهم الساخرة: يبدوا أن الأمور متصلة بتلك المجموعة التي نستهدفها...فبكلا الحادثتين هم أرادوا المستندات و ليس الأشخاص.

ريك و قد اعتدل بجلسته الصبيانية متربعاً واضعا ذراعه تحت الذقن:على هذا، كل من لديه معلومات فهو هدفُ لهم ..يجب أن نبقى متيقظين إذا.

أيده سينكا: أنت على حق بهذا ، لا نعلم متى نكون هدفهم نحن أيضا.

بينما هم كذلك صدر صوت خطوات تنحدر من الممر الذي يجمع بين المدخل و باقي المنزل ليتحدَّث ريك مغيِّراً الموضوع الحساس الذي كان محور كلماتهم: ألا تخطط لدخول نادٍ ما أيها الممل؟، لاتكن منغلقاً على نفسك هكذا و ادخل أحد النوادي الرياضية ، ككرة القدم مثلاً.

أجاب الممل بدوره وهو يحتسي الشاي الذي أمامه: ليسَ و أنت به .

"ماذا عن نادِ طرة السلَّة ؟..طول قامتك يساعد"

"ليسَ و أنت من تنصح به"

ضرب ما تحته بقوة لما اجتاحه من غضب: مت إذاً.
بهذه اللحظات دخلت عليهم قهوائية الشعر : يبدوا أنَّكم منسجمون جيِّداً على ما ارى.
اجابها سينكا بإبتسامةٍ ودية: هذا أغرب تعريفٍ قد سمعته للإنسجام، لكننا بخير حقا مع بعضنا البعض .


******************

الذكريات تبقى و تبقى و تبقى
تلاحق حاظرك و إن سجلَّتها تقاويم الأيام أنها ماضية ...
و كأنَّها قد حُكَّت على صخرة الفكر لألا تهرب من قواميسَ الذهن ...

غسلت وجهها مرة و مرَّتان لتبعد الصور الظاهرة مرَّةً اخرى ، يا لشؤم ما مرَّت به ...
بمحادثة بسيطة عم الماضي تتدهور صحتها !!!
فيال ضعف البشر حقا...

سكبت كأس ماء لضيفتها من الثلاثة ثم توجَّهت للطابق العلوي لتواجها صدمةً بدخول هيلين غرفة أخيها المتوفى و التي خُصِّصَت لنوي حالياً...

دخلت معاتبة و يدها تقدم كأس الماء الزجاجي : لمَ اتيتِ هنا ؟!

استغربت هيلين ردة الفعل التي لم تعتدها من هادئة الطبع ، فهيجانها بيِّن و لو حاولت إخفاءه: لا شيئ، فقط فكَّرت أنه مضت فترة منذ رأيت هذه الغرفة ...
أمعنت النظر بما حولها لتكمل: بصدق لم أتصور أن أراكِ غيرت ترتيبها بعد كل تلك الفترة التي واظبتِ على إبقاءها كما هي .

انتبهت هينا لجوربٍ ملقى فسارعت بخطاها لتخطو عليه بوقفتها مجارية وضع المحادثة: أجل، قلت بنفسي لأغير بها عسى أشعر بحياته ،دخوله و خروجه ..و صوت خطواته هنا .

أفرغت هيلين كأس الماء برشفة دلالة عطشها ثم قالت: أظن إن لازلت أذكر، ذكرى وفاته ليست بالبعيدة .
اومات هينا إيجابا ً : الأسبوع المقبل .

***************

لكلِّ لقاءٍ وداع
و هنا وداعٌ بعده لقاء ، لكنَّه سيريح هينا و نوي من توترٍ يشتركان به لعدم كشفهم ...

هيلين تعانق صاحبة الضيافة بقوة لتعلمها أنها دوماً تواسيها.. و ريك يضرب ظهر نوي منبِّها : يا ساعي الطرود تذكر إيصال طرودنا بالقريب ..

أجابه بصمت به تتحدث عدستيه السوداوان المزرقتان بالإيجاب و افترق عنهم من جهةٍ أخرى حتى يحين موعد عودته بسلام ...

و عند عودته تلقى استقبالاً مميزاً من القائلة : تذكَّر أن لا تُلقي جواربك مرَّةً أخرى.

رفع حاجبه الأيمن مستنكراً: دخلتِ غرفتي؟!

جلست على الأريكة المقابلة لشاشة التلفاز مرتخيةً بعد الإنهاك الجسدي و النفسي الذي عانته بينما ظهر على ملامحها أثر الألم المعلوم سببه: لقد دخلتها هيلين لتلقي نظرة عليها .

أشارت للوحة تحكم التلفاز الفاحم ليمد نوي الواقف يده و يرميه نحوها و أذنه تسمع استفسارها: بالمناسبة ،لِمَ لمْ توصل رسالتي بطريقك عوض مجيئ ساعِ بريدٍ آخر؟

أجابها: كنتُ منشغلاً و عودتي ستكون متأخِّرة .

خرج ليتركها متجِّها لغرفته لتفهم أنه ذاهب للنوم فرفعت صوتها بإمتعاض: لم يكن لسانك لينقطع لو قلت تصبحين على خير..

أخرجت تنهيدةً عميقة قبل ان يلفتها ظرفٌ مرمِي لدى الباب لتنهض و تأخذه ...
قرأت ما هو مكتوبٌ على طرفِ ذلك الظرف الزهري الأنثوي ..
* من كارين إلى عزيزي نوي*

" إذاً هو يملك أحدا يراسله و يعدُّه عزيزاً"

هذا ما قالته بنفسها قبل أن تقرر بقرارة نفسها أن تعطي المرسل له هذه الرسالة بالغد بعد أن يأخذ قسطاً من الراحة....

*****************

هل تعرفون غرائب الدنيا السبع؟!
و هل استغربتم السؤال؟!
بالطبع ستستغربون لكن كيف تشرح هينا موقفها و الصدمة التي اجتاحتها برؤية أغرب شيئ و الأبعد عن توقعاتها ...

بعد أن ارتدت قميصاً سكري اللون تعلوه سترة قصيرة بنيَّة و بنطال يقارب السترة بالنوع و الظاهر ، نزلت متجهة لحيث تجهزِ الإفطار على عجل، لترى شخصا مبعثر الشعر يقف بكنزته التي كان يرتديها بالامس يقوم بغسلِ الأواني و الإفطار جاهز على الطاولة...

لم تستطع رفع مقلتيها عنه حتى قابلها منزعجاً: ماذا؟..رأيتِ شبحاً ..؟!

تقدمت لتجلس و تظمن لنفسها بعض التوازن الذي اختلَّ بخلل اليوم كاملاً : بل أسوء ، أشعر بالصداع.

أبدى سرَّ تصرفه الغير مألوف : ليسَ من العدل أن تغسلي الأواني بيدك هذه.
أشارت له قائلة بإندفاع: عد لطبيعتك أرجوك، تصرفك هذا يشعرني بالقشعريرة حقاًّ.

لبَّى طلبها و هو ينزع القفازات البلاستيكية من كفيه قبل أن يجلس : تقولين لستُ طبيعياًّ، لا أجد أن في الأمر غرابة ،عندما استيقظت و رأيت المكان قذراً قلت لازيل الفوضى التي لن تُزال جيداً بيدك المجروحة .

تنهدت براحة قائلة : أظن هذه هي الكلمات الطبيعية الآن ..

لم تفغل هينا عن ما هو ملك لنوي فأخرجته لتقدمه له : سقطت منك البارحة ..أظنها من صديقتك.

"صديقة؟!"
شعرت بشكِّ استنتاجها لكن لم تتفوه بحرفٍ آخر بما أن الأمر لا علاقة لها به.
بينما هو تمتم بخفوت كلامه الشبه مفهوم بعدما وعى من المرسل: إنها من تلك المغفَّلة ، لا تملُّ أبدا.

*****************

بحدود الرابعة مساءً جهَّز نوي نفسه بغية الذهاب لعمله قائلاً لهينا المندمجة مع أوراق ِ التقرير التاريخي المتناثرة حولها بغرفة الجلوس و هي تتوسطها منحنية و كفها الغير مصابة تكتب المستجدات و الملاحظات : قد أتأخر الليلة ، فلا تنتظريني.
أجابته دون أن تتحرك قيد أنملة عن وضعيتها : و كيف ستدخل لو فعلت؟
جرها للنظر نحوه بقوله: سأدخل من نافذة غرفةِ فايك .

" ماذا قلت تواً؟!..من نافذة الغرفة"
و أتمَّت بعد استدراكها لنطقه بإسم أخيها المحبوب: و كيف علمت عن إسم أخي؟؟؟
شغَلَ نفسه بتعديل أزرار أكمام قميصه الناصع : لقد سمعتك و أنت تتحدثين مع رفيقتك المزعجة بالجامعة .
عاد بذاكرته لحيث كان يصغي بتململٍ لحديثهما ملتقطاً حروف ألمها بفقده و عن كونه شاباً قد خسر السعادة ...

بتلك اللحظات اقترب منه سينكا منحنياً هامسا بأذنه: أخرج لخلف الساحة ، هناك ينتظرك الرئيس .

نهض بعد ابتعاد المتحدث بهدوء و خطوات غير مكترثة ليخرج من قاعة الطعام لحيث الملتقى ، كانت نظؤات السخط المعتاد عليها تعلوا ناظري فاقع الخصلات المرتمية على تفاصيل وجهه الطويل ...
تحدث سينكا بدايةً و قد استند بظهره العريض على الجدار المطلي خلفه: أين الساعة ؟
حكَّ مقدمة رأسه مجيباً بمراوغة: تحطمت بالإنفجار الذي حصل بالمبنى سابقاً.
فعاتبه رئيسه مستهدفاً نقطة أساسية: لمَ لمْ تخبرني حتى لا نأتي لمناداتك هكذا، و لا تنسى أن هذه الساعة ستنقذ حياتك ، أن تنقطع عنا هكذا ..ألا تعي موقفك أيها الأحمق ؟؟؟؟

اكتفى نوي بقطع حروف رئيسه : قل ما هناك قبل أن أفقد صبري .
أبدى سينكا سخريته مما تلقته مسامعه: يا للعحب ، و تعرف الصبر .. أنصحك بأخذ دورة مني فأنا أتحمل الأخ و الأخت.

رفع نوي هاتفه ليضعه على وضع التسجيل مخاطبا الهازئ به: كرِّر ما قلته إن كنت تجرأ.
صفق ريك بيديه ليصمتا منتقلاً لأساسِ المطلب: توقفا ، ...لقد وصلتنا معلومات بتحركات علنية للمنظمة بهذه الفترة .

بدى الذهول على العاملَين و هذا ما صرَّحت به كلمات سينكا : كيف؟؟؟؟!!

أتم َّ ريك متجاهلاً ردة فعلهما:ّ... لقد تم رصد شركات غذائية قد أوردت الحلويات المُطعَّمة بالمواد المخدرة في الأسواق ، أي ما كان مستندات فقط و نراه معلومات مبدئية للتطبيق قد تمَّ تطبيقه و نشره.

ابتعد نوي عنهما بعد برهة : سوف آتي المركز اليوم ، اجمع كل معلوماتك.
رفع ريك كفَّيه معلناً نصره على العنيد الذي تنازل لتوه عن تصلبه : نجحت...

يتبع،،،













__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #72  
قديم 05-09-2018, 10:57 PM
 
سلام عليكم


أرحب بمتابعي الاوفياء الذين انتظروا روايتي و تابعوها علنية و خفية

عدت لكم ببارت بسيط مؤقتا بعد كل هذه الفترة التي تحرجني بحق

أتمنى بصدق أن يعجبكم لرني اتممته بليلة و يوم لاجلكم و لاني ساضطر للغياب فترة

اردتها كهدية قبل غيابي المؤقت و لتتسلوا به

فلا تتضوروا كونه ممتازاً


بل حقا اعدت ثراءة ما سلف و شعرت بالخجل و الاحراج ...

هناك كصير من الاخطاء البديهية و أيضا الكيبورد و تصحيحه التلقائي قعل افعاله

و مع ذلك تقبلتم كل شيئ

اعدكم ما أن تستقر أموري اعدل البارتات الفائتة


و أعيد شكري لكم جميعا


__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #73  
قديم 05-09-2018, 11:26 PM
 
حجز
__________________



رد مع اقتباس
  #74  
قديم 05-12-2018, 05:37 PM
 
بجق ..احباط ههههههههه
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #75  
قديم 05-14-2018, 08:06 PM
 
مرحباا
كييفكك حبيبتي
شكرا على الدعوة اللطيفة
اسفة على التأخر بالرد
بس لحتى خلصت قراءة البارتاات

العنوان :
العنوان رااائع جداااا
مناااسب لمحتوى الرواية بشكل تام
يعطي نبذة عن الرواية
فأنا عندما قرأته خطرت في بالي شخص وحيد
وقد تبين لي بعد قراءة الرواية ان هناك اشخاص وحيدين في الرواية

الشخصياات

هينا :
شخصية هادئة جدا
تخفي المها تحت قناع آخر
تظهر السعادة وهي بلا مشاعر
لا تشعر
حزنها عميييق جدااااا

هيلين : شخصية مرحة جداا
لطيفة لابعد الحدود
ثرثارة

نوي: شخصية باردة
عانى في حياته الكثير

هذه اكثر الشخصيات التي اعجبتني
كلها نايس لكن هذه مختلفةة

الموضوع :
تعرفيين لازلت اجهل الموضوع
لكني اظن انه يحكي عن الوحدة
وكيف ان المظاهر تخدع
فالناس قد تبدو سعيدة لكن بداخلها الم كبيير

طريقة الوصف والسرد :
طريقة الوصف راائعة جداا
تعرفيين الوصف في روايتك كبيير جداا
مدهش ايضا
الحبكة وطريقة السرد سلسلة
المعاني وكل شيء فسها مدهش
اسلووبك في الكلام رااائع
وفي طريقة تنظيم الكلمات مدهشةة
بجد مبدعةة


اتوقع ان يحدث الكثير من الاحدااث الراائعة
فالذين يلاحقون نوي لن يهدأوا ابداا
وهينا ستبدأ بالتغير حتى نوي ايضاا
وستكون هناك الكثير من الاحداث الحافلة

بالنهاية تقبلي مروري
وارجو ان تقبليني من متابعين روايتك
وما تنسيني من رابط البارت القادم
دمتي بود
lazary likes this.
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلل شخصيتك من تاريخ ميلادك وأعرف أسرارها جنة الرحمان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 02-02-2015 10:47 PM
وحدتي..وما ادراك ما وحدتي كي ميناكو شعر و قصائد 25 08-04-2014 11:54 PM
الرجاء من متبعي افلام الكرتون الدخول عندي(( سؤال )) لمسة حزن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 36 04-13-2013 06:12 PM
*¤®§(*§ تتسارع دقات قلبي السعيدة لتبعد الحزن عن قلبك ولننشر الامل في كل ابتسامة §*)§®¤* كلمات انثى صور أنمي 4 03-06-2013 08:30 PM
لكل وحده تعاني من حبوب مزمنه أو بعد الحف أتبعي طريقتي و ما رأتشوفين ولا حبه أنشاء الله عيود حواء ~ 13 05-18-2008 02:23 PM


الساعة الآن 09:42 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011