عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree460Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 9 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 09-29-2017, 02:23 PM
 
Question & دوامة الشك بين إلتوائات القدر &




.






لك قلم راقي ينبض بالوعظ والحكم

كريستال



& دوامة الشك بين إلتوائات القدر &











بعينين ضيقتين تواريتا خلف نظارات رؤية كبيرة, حرّكهما مستطلعًا الفراغ الذي انتهى فيه بعد أن خرج من ذلك الممر الحلزوني و ابتلعت البوابة الإهليجية نفسها بعد أن رمت به هنا.!

تحرّك خطواتٍ قليلة و الجمود يسيطر على وجهه المكتسي بلحية كثيفة غزاها الشيب, تماما كشعره الطويل الأشعث, كان ليعتقده البعض مجرّد مجنون شرّده نقص عقله, لكن البطاقة المعلقة على يسار مئزره تُبيّن العكس..كُتبَ عليها بجوار صورته: ماجوند, سبعةٌ و خمسونَ عامًا, مركزُ البحوث الفضائية..ألمانيا

خطا في المكان و صوتُ حذائه يتردّد في الغرفة المظلمة التي تتوسّطُها رقعة دائرية من الضوء, حدّق مرة أخرى حوله ثم جلس عند زاوية الجدار و لبثَ هُناكْ..


و بعد لحظاتٍ من السكون , ضحكاته العالية التي يتردد صداها في المكان تجعل من يراه يظنه مجنوناً أو شخصاً يعاني من مرضٍ نفسي , لكن الحقيقة غير ذلك

فكان ضحكه على ما مضى من سنوات حياته

فهذا الأمر ليس أغرب ما حدث له

في زوايا عقله المكتظ يتأمل ذكرياته العتيقة

التي تزاحم حاضره و تأسر مستقبله , رجع بذكرياته لعُمر السابعة , بداية الغموض في حياته

طفلٌ من أبٍ هندي و أمٍ بريطانية , وُلد أثناء تواجدهما في ألمانيا و عندما كان في الثالثة من عُمره تُوفي والده وفاةً غير طبيعية , فقد إحترق جسده ذاتياً كما أخبروه

إشتعلت النار في جسد والده دون أي مصدرٍ خارجي , و بقي يحترق حتى تبقى منه القليل من الرماد

هذا كل ما عرفه عن الأمر و لا تفسير لديه عنه

بالكاد يذكر صورة أمه التي سافرت معه مرةً أخيرة إلى إنجلترا و هو لا يزال يتذكر ما حدث

حين دخل عليها إلى غرفة الفندق الذي نزلوا به و وجدها ميتة و جثتها مشوهة

العين اليُسرى مفقودة , و كذلك اليد اليُسرى , و بعض الأحشاء الداخلية

و من بين كل تلك الكلمات التي قيلت على مسمعه تلك الليلة , لم يلفت إنتباهه سوى جملةٍ واحدة

" إن هذا الأمر ليس من صنع البشر , فما حدث هي عمليةٌ دقيقة جداً و كأن من قام بها هم فضائيون من كوكبٍ آخر "

بقيت هذه الجملة ترن في أذنه رغم كل الكلام الذي قد قيل

" إنه طفلٌ مسكين " " لقد فقد كلا والداه " "ترى من قام بهذا العمل الشنيع ؟" "لا تحزن يا صغيري فكلنا معك"
كل ذلك الكلام كان مجرد ترهات في أذن ماجوند , و لكن كلام ذلك الرجل عن الفضائين أثار فضوله و إهتمامه أكثر بكثير من حزنه الدامي بقلبه , خاصةً أن والده مات في ظروفٍ غامضةٍ أيضاً

فتبادر في ذهنه ذلك السؤال : لماذا يحدث هذا لي بالذات ؟؟؟؟!!!!!

و رجع إلى ألمانيا ليُكمل تعليمه في نفس العام , حيث كان والده البروفيسور ماهاتا يُدرس في إحدى الجامعات في مدينة فرانكفورت و قد تكفلت الجامعة بمصاريف ولده حتى ينهي تعليمه الجامعي

و مرت السنوات الطوال حتى تخرج ماجوند من الجامعة و صار أستاذاً في علم الفلك و صار قريباً من حلمه و هو العمل في وكالة ناسا الأمريكية فسافر و كله وطيدُ الأمل أن يتم قبوله فيها

لكن الرياح عصفت على أحلامه و عاكست سفينته و أغرقتها حتى قبل أن تُبحر , فقد تم رفضه تماماً حتى دون مقابلته

و لكن هذا الأمر زاده حيرةً و إصراراً عن البحث عن إجابةٍ لكل سؤالٍ يتخبط في رأسه

رجع إلى ألمانيا مجدداً و بقي هناك لعدة سنوات يتنقل بين المدائن , تارةً يعمل في جامعة و تارةً أخرى يقوم ببعض الأبحاث

و في أحد المرات بينما كان في شمال ألمانيا و بالتحديد في مدينة هامبورج إلتقى بشخصٍ إسمه هايزينبيرغ و أعطاه ورقة و رحل

و كان في تلك الورقة " إذا كنت تريد إجابات لكل أسئلتك تعال إلى ميونخ إلى العنوان المكتوب على ظهر الورقة و إسأل عني ...... هايزينبيرغ "

لم يتردد ماجوند لحظةً واحدة و في نفس اليوم بدأ رحلةً لأكثر من ألف كيلومتر بالقطار حى وصل إلى ميونخ

وصل إلى العنوان وقت الظهيرة و لكنه شك بأنه مخطئ أو أن الرجل كان يخدعه لأن العنوان كان في منطقةٍ بعيدةٍ جداً عن المدينة , بين جبال بافاريا العالية , منطقةٌ ريفية تخلو من العمران سوى ذلك المنزل الوحيد بل هو قصر مجيد

فدق الجرس و إنتظر المُجيب

فجاءه رجلٌ ذو شكلٍ غريب , و قال له من أنتَ ؟ و ماذا تُريد ؟؟

فأجابه ماجوند بكلمةِ واحدة : هـــــايـــــزيـــنـــــبيــــرغ

ففتح له الباب و قال له : إتبعني

تبع ماجوند ذلك الرجل داخل دهاليز القصر حتى وصلا إلى قاعةٍ كبيرة , و أمره بالدخول و الإنتظار

فدخل و إنتظر لبرهةٍ من الزمن يتأمل القاعة الشبه خالية

و بعد دقائق دخل رجل قصير بالغ بشعرٍ نصف أصلع , و عينان كالسماء الصافية

قال له ذلك الرجل : أنا إسمي فولر , باستيان هيتسفيلد فولر , لقد حدثتني إبنتي عنك كثيراً يا ماجوند و تتبعتك كثيراً حتى وجدتك

فقال ماجوند مستغرباً : و ماذا تريد مني ؟؟؟ , و من تكون إبنتك ؟؟؟!!

فجاء صوتٌ رقيق من خلف فولر : ألم تتذكرني من اللقب يا ماجوند ؟؟

فشاهد ماجوند فتاةً ذات شعرٍ أشقر ناعم , و عيونٍ زرقاء جميلة فتذكرها فوراً

و قال لها : بلى , لقد تذكرتك الآن ...... أني نويل فولر , لقد كنا زملاء في نفس الجامعة

إقترب والد نويل من ماجوند و قال له : لا وقت للذكريات الآن , لقد دعوتك هنا من أجل عمل , و إذا كنت مهتماً للأمر فلندخل بالتفاصيل

فأجاب ماجوند على الفور : نعم .... تفضل

إبتسم باستيان و قال له : ليس هنا , إتبعني كي نجلس

تبعهما ماجوند و حيرته تزداد أكثر فأكثر حتى وصلوا إلى طاولةٍ مستطيلة و جلسوا حولها

فقال فولر : لقد جئت إلى هنا و توقعت مقابلة هايزينبيرغ , أتعرف ما هو هذا الإسم ؟؟!!!

فأجاب ماجوند : هل هو إسم الرئيس أو الزعيم ؟؟

ضحك فولر و قال : نحن ليس لدينا زعيم أو رئيس , حتى أنه لا يوجد رجل يحمل هذا الإسم , نحن منظمة علمية إختصاصها بالفضاء الخارجي و لقد إخترناك لتعمل معنا إذا لم تُمانع

فقال له ماجوند : حسناً ...... هذا من دواع سروري , لكن أريد أن أعرف كيف تعرف إجابة أسئلتي , أو بالأحرى كيف تعرف ما هي أسئلتي

فرد فولر : لم أفهم قصدك ؟؟!! , هلا أوضخت من فضلك

فأجاب ماجوند : أقصد ما كُتب في تلك الورقة , إذا كنت تريد إجابةً لكل أسئلتك ......

فقاطعه فولر : اوه اااوه .... نعم فهمت , سأجيبك إن أجبتني على هذا السؤال .... لماذا إخترناك أنت بالذات حسب إعتقادك ؟

فكر ماجوند للحظة و قال : ربما ...... لأنني حاصلٌ على درجة إمتياز في علم الفلك

ضحك فولر و قال : هذا هو الإعتقاد الخاطئ , ليس لهذا السبب فقط , لأنه يوجد الكثير مثلك , لقد إخترناك بسبب أسئلتك , أو بالأحرى بسبب ما جعلك تسألها , لأكون واضحاً معك إنه لأجل ما حدث مع والدك و والدتك

فصرخ ماجوند : هل تعرف شيئاً عن الذي فعل هذا ؟؟؟!!!!

فقال فولر بهدوء : إهدأ و إستمع لي

هاتان الحالتان رغم ندرتهما إلا أنهما تكررتا لبضعة مرات حسبما نعرف , أنظر لهذه الخريطة

فأشار بعصى طويلة إلى خريطة العالم التي كانت أمامهم

و تابع كلامه

الإحتراق الذاتي .... حدثت هنا في شمال روسيا و مرةً أخرى في السويد , و حدثت في سكوتلندا و كندا أيضاً

أما التشريح الفضائي كما نسميه حدثت في اوكرانيا و ألمانيا و فرنسا و الولايات المتحدة

أخبرني الآن ماذا تُلاحظ ؟

فكر ماجوند قليلاً و قال : جميع هذه الحالات حدثت في النصف الشمالي للكرة الأرضية

فقال فولر : و هل هناك شيءٌ آخر تلاحظه ؟؟؟؟؟

فكر ماجوند و قال : لكنك لم تذكر حالتا والدي

فقال فولر : و هذا هو الأمر الثاني , جميع حالات الإحتراق الذاتي كانت تقريباً على خط واحد و فوق خط التشريح الفضائي بإستثناء والدك الذي إحترق هنا في ألمانيا و أمك التي حدث لها ما حدث في إنجلترا , هذه الحالة الشاذة الوحيدة

أصيب ماجوند بالذهول مجدداً و قال : لو قمنا برسم خط على الخريطة بين الحالات المتشابهة سيكون الشكل يشبه الكروموسوم البشري لكن بعقدة واحدة أليس كذلك ؟؟

فقال فولر : هذا شيء صحيح لكنه لا يعني شيئاً لأننا لا نعرف إن كانت هذه كل الحالات المتوفرة لدينا هي فقط ما حدث , قبل عشرين عاماً تقريباً بدأت بالبحث و التحقيق في هذه الأمور بعد ما حدث هذا الأمر لزوجتي صوفيا والدة نويل


فقال ماجوند بدهشة : حدث هذا الأمر أيضاً لوالدتكِ يا نويل , متى ؟؟؟؟ و أين ؟؟؟

فأجابه فولر : حدث عندما كانت نويل في عمر الثالثة , قبل أربع و عشرين عاماً بالضبط

سأل ماجوند : و ما الذيتعرفونه حتى الآن عن كل هذا ؟؟؟؟

فأجاب فولر : ليس الكثير , نحن نبحث مع بعضنا عن هذه الإجابات , إنها أمورٌ غامضة سواء كانت بفعل الطبيعة أو بسبب كائنات فضائية كما يعتقد البعض , نحن هنا أسرةٍ واحدة , و الرابط بيننا أننا جميعاً تعرضنا لأحد هذه المواقف و أنت الوحيد الذي تعرض لكلاهما معاً , سوف نعمل مع بعضنا خلال السنوات القادمة لنجد الإجابة و أنا واثقٌ بأننا سنجدها معاً لو بعد حين

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

إستيقظ ماجوند من ذكرياته التي كان غارقاً على صوت فتاةٍ تقول له : " هيه أيها الجدّ, هل أنت ميت أم تلعب علينا دور الميت"

نبّهها هايريت: "لو كنتُ مكانك لتركته و شأنه "

" ماذا لو كان هو الذي احتجزنا هنا, ألم يكن هنا قبل الجميع حتمًا يعرف شيئًا ما..قلتُ استيقظ نحتاج أجوبة أيها الجد..!"

لكنّه لم يستجب, لمحت جزءًا من بطاقة مُعلّقة على مئزره الأبيض, راحت تمسكها لتقرأ معلوماته:
"ماجوند..."

لم تنهي الإسم فقد استولى على معصمها و عيناه السوداوان انفتحتا تحدّقان بها, فسحبت نفسها للخلف و قد أفزعها, تمالكت نفسها بنبرة ساخرة:
" أنتَ حيّ إذن.."

اعتدل ماجوند جالسًا و رفع نظاراته إلى أعلى أنفه دون أن يقول شيئًا

لم يكن يُعيرهم أي إهتمام و لم يكن لكل تلك الضوضاء التي أحدثوها أن تخرجه من ذكرياته التي جعلته يبدو كالنائم بل كالميت
كانوا يتحدثون بينهم و يتسائلون عن ما يحدث لهم , لكن ماجوند كان ينتظر أن يكتمل العدد و يصلوا إلى إثنا عشر شخصاً

ماجوند كان الأكبر سناً بينهم و الأكثرة حكمة و قد لاحظ النقوش على الأرض و الدائرة التي تنقسم إلى إثنا عشر جزئاً , فبقي يتأمل شجارهم في هدوء و شكهم به بأنه من يحتجزهم هنا

العدد بدأ يقترب من إثنا عشر و هو يحافظ على هدوئه

و أخيراً جائت اللحظة التي إكتمل فيها عددهم

هُنا وقف الرجل ماجوند فجأة و استدارت رؤوسهم نحوه و كل منهم يتساءل و يرتاب و تعجبوا أنه أخيرًا بعد كل ذلك الصمت قد تحدث :

" اكتمل العدد.."

لم يكمل بعد حتى صاحت إحداهم مشيرة إليه بإصبع الاتهام:

" أخبرتكم أنه المسؤول هو من حبسنا هنا !"

نهرها فتى منهم : " صهٍ ! دعيه يتحدث.."

و نظر لهم ماجوند من خلف نظاراته و قال:

" على الأرض هُناك اثنتي عشر رُقعة.."

مشى إلى المنتصف بينما يستمر في الشرح: " تتصل كُلها عند نقطة مركزية.."

و طرق بحذائه على الدائرة المحفورة على الأرضية و قد وقف الجميع يتفقدون ما غفلوا عن مُلاحظته..كان هُناك نقشٌ لرقم إثنا عشر يونانيّ كبير أحاط به قوس لجملة لاتينية, قرأتها فتاةٌ منهم بسهولة تامّة:

" غيّر حاضرك و سأمنحُكَ حياةً أخرى.."

و كأنها كبست زرّ الانطلاق بتمتمةِ الجملة السحرية!!

من تحت أقدامهم إمتدت خيوط ضوئية ملأت التجاويف على الأرضية الحجرية, التقت الخطوط و تقاطعت لتظهر في شكل هندسي واضح, و كأن أرضية الغرفة انقسمت لاثنتي عشر زاوية, كُل زاوية حصرت بين ضلعيها أحدهم!

لم تكن هُناك ثانية للهلع أو التساؤل. تزاحم الجميع غريزيًا في المنتصف تحت دائرة الضوء الصادرة من الأعلى. أدرك كل منهم أن أيًا كان ما جمعهم هُنا فقد بدأ أخيرًا..

الخطوط الضوئية الممتدة على الأرض ارتفعت كجدان شفافة عصفت الريح بينها فاصلة كل شخص عن الآخر!

تشكّلت حروف من ضوء طافت في الهواء أمام كل واحد منهم و تراصّت مُشكلة اثنتي عشر جملة مُختلفة تناسبت مع اللغة الأم لكل شخص. مُقاومين الهواء العابر و الضغط المتشكّل قرأ ماجوند

"لا يوجدٌ شيءٌ مؤكدٌ بهذه الحياة و هذا هو الشيء الوحيد المؤكد"

قال لنفسه : إذاً ما هي الحقيقة ؟؟!!! , ما هو الشيء المؤكد ؟؟!!! , حتى هذه الجملة تنفي نفسها تماماً , إذا كان الشطر الأول صحيحاً فإن الشطر الثاني خاطئ , و العكس كذلك أيضاً

ارتسمت أبوابٌ بحوافٍ من ضوء و الجُمل لا تزال مُنطبعة على وجه كل باب. لم يُخاطب أي منهم الآخر, و كأن كل شخصٍ رُميَ في زاويته الخاصة به وحده, و كأن لكل منهم حيّزه المُنفرد للتفكير.

إزداد إشعاع الضوء الساطع حتى أغلق ماجوند عينيه و دخل في دوامة نقلته من مكانه , حتى فتح عينيه في مكانٍ مجهول , مكانٍ يزوره لأول مرة في حياته

تفقد المكان حوله فشاهد مَعلماً يعرفه الكثيرون .... إنه تاج محل في الهند ...."بلده الأم " , التي لم يسبق له أن وطئها من قبل

تجول في المكان قليلاً يبحث عن إجابات أكثر مما يبحث عن أشخاص ليسألهم

فبينما هو مسحورٌ بجمال المكان , رجع لذكرياته مجدداً إلى ماضيه الذي ما زال يُحاصره

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد عشر سنواتٍ من العمل مع فولر و إبنته و بقية الأشخاص من علماء و أساتذة في علم الفلك و باحثين في علم الخوارق

لم تحدث أمورٌ جيدة كما توقع ماجوند

الأمر الوحيد الجيد الذي حدث هو أنه تزوج نويل و ها هو اليوم يعود للعمل بعد إنقطاعٍ دام لشهرين بسبب الزواج

وحده في المختبر الكبر للفضاء جاساً يُفكر و يحاول ربط الخيوط ببعضها

يفكر بصوتٍ مرتفع

كل البيانات لدينا لا توصلنا لنتيجة , جميع من حدث لهم هذا الأمر من جنسيات مختلفة , و الأماكن متباعدة نسبياً , و لا شهود عيان لنحقق معهم أو نستفسر منهم , جميع أصابع الإتهام تتجه نحو الفضاء

قام ماجوند عن كرسيه و نظر في التلسكوب و صار يُردد : الفضاء ..... الفضاء .... الفضاء

أين سكانه ؟؟؟ لماذا لا نراهم ؟؟؟؟ لماذا لا نجدهم ؟؟!! , اووووووووووووووه إن الكون واسع و إن كانوا موجودين لن نجدهم بهذه السهولة

ترى هل يوجد على كوكبٍ ما أحد يبحث عنا مثلما نبحث عنهم

جلس على أحد الأجهزة و بدأ يُحرك ذراعاً يدوية قامت بدورها بتحريك جهاز إستقبال كبير فوق المبنى , بقي ماجونت يُحركه في السماء لكنه لم يلتقط أي إشارة إطلاقاً

فتركه موجهاً إلى مكانٍ عشوائي في الفضاء و تأوه لما أصابه من ملل

بعد دقائق ........ فتح عينيه لأقصى حدودهما متفاجئاً مما يرى

جهاز الإستقبال عليه إشارات لأنه يتلقى بثاً من مكانٍ مجهول في الفضاء

ركض ماجوند نحوه مذعوراً و بقي يراقب الإشارات و مشاعره متضاربة جداً

هل يفرح , هل يخاف , ماذا يفعل ؟؟!!!

إرتبك كثيراً و لم يعرف ماذا يفعل

بدأ يحاول تسجيل الإحداثيات و الإتجاه لهذا المكان في الفضاء
و لم تمضي دقيقتان حتى إنقطع الإرسال

الجهاز سجل إثنان و سبعون ثانية كانت هي منذ بداية حتى نهاية البث بالكامل

إستدعى ماجوند الجميع و أطلعهم بما شهدت عيناه

و لم يصدقوه لولا أن البث كام مسجلاً بالكامل

إنها إشارات لا سلكية تشبه إشارات الراديو

حاولوا إلتقاطها مجدداً لكنهم فشلوا

و رجح الجميع السبب لأن الأرض تتحرك بسرعة 29,850 متراً/ثانية، أو 108,000 كيلومتر/ساعة

رغم أن هذا الرقم هائل بالنسبة لنا , لكنه يُعد صغيراً نسبياً للمسافة بين الكواكب و المجرات لهذا تمكن من إستقبال تلك الإشارات لمدة 72 ثانية فقط

إنتفض ماجوند من المختبر و ركض نحو منزله فرحاً ليخبر زوجته نويل و والدها فولر بالأمر

فهذا الحدث لم يسبق له مثيل و قد لا يتكرر

وصل ماجوند إلى بيته مبتهجاً و هو يشعر بأنهم قد تقدموا خطوةً للأمام

دخل إلى المنزل و لم يجد أحداً فيه

ففكر بأن نويل ذهبت لزيارة والدها الذي لم يذهب للعمل لأنه كان مرهقاً جداً و متعباً

فذهب إلى هناك و أخذ في طريقه بعض المشروبات كي يحتفلوا

و صل إلى البيت و وجد الباب مفتوحاً

دخل يبحث عنهما و هو ينادي بأعلى صوته لكن لم يرد أحدٌ منهما

و في المطبخ وجد نويل ميتةً و هي مطعونةٌ بسكينٍ في صدرها

فحاول إسعافها و صار يصرح محاولاً إنقاذها فلم تجبه أبداً

تفقد المكان و هو ينوح و دموعه تنهار كشلالٍ على خديه

فلمح كلماتٍ مكتوبة بالدم على الأرضية بإصبع نويل

و كانت الكلمات : " ليس ماجوند بل هم "

و بعد دقائق دخلت الشرطة و إعتقلت ماجوند دون الحديث معه أو سؤاله عما حدث

و في التحقيق إتهموه بثلاثة جرائم "قتل نويل بالسكين " & "حرق باستيان هيتسفيلد فولر" & "حرق مركز أبحاث هايزينبيرغ "

لم يكن لدى ماجوند ما يقوله , و لم يكن لديه ما يُثبت برائته

و بقي التحقيق لعدة أشهر ثم أُثبتت براءة ماجوند لعدة أسباب

لأن إحتراق فولر بدأ من الداخل و ليس من الخارج , و لأن درجة الحرارة الناتجة عن الإشتعال بلغت 5000 درجة و لا يمكن لأي وقود أن ينتج نار بهذه الحرارة , و لأن المختبر تم إحراقه من الداخل أيضاً و ليس من الخارج و لو أن ماجوند أشعله من الداخل لما تمكن من الهرب و لإحترق داخله

خرج من السجن بعد أن أثبتت براءته دون أن يقول أي كلمة

و توقف عن العمل لعدة سنوات حتى عرضوا عليه العمل في مركز البحوث الألماني و هو في عمر الحادي و الأربعون

و بقي يعمل فيه ستة عشر عاماً

و خرج صباح هذا اليوم من بيته متجهاً لعمله كأي يومٍ عادي

و لكنه فقد الوعي فجأةً و إستيقظ ليجد نفسه في تلك الحجرة

و الآن هو في بلده الأم

في الهند

يتجول في الأرجاء ليبحث عن تفسيرٍ لما يحدث

ليجد إجابة لكل أسئلته

ليجد طريقةً ليغير واقعه

ليجد حلاً لهذه الجملة : " لا يوجد شيء مؤكد في هذه الحياة و هذا هو الشيء الوحيد المؤكد "

إستمر في المشي حتى صادف رجلاً عجوزاً هزيلاً أصلعاً بثيابٍ بالية

ظن ماجوند بأنه متسول أو متشرد فلم يقترب منه

لكن ذلك العجوز أسند نفسه على عصاه و وقف و مشى بخطواتٍ بطيئة نحو ماجوند الذي شعر بالإشمئزاز منه

وقف بجانب ماجوند و قال له : هل تبحث عن شيءٍ ما ؟؟؟!!!

فقال له ماجوند : و ما الذي جعلك تظن بأنني أبحث عن شيء ؟؟!!

إبتسم العجوز و قال له : لقد رأيتك و أنت تتلفت حولك و تبحث في المكان , فربما أساعدك

قال ماجوند بتهكم : أنت ؟؟!!! ..... أنت سوف تساعدني !!!!!! , أنت بحاجة لمن يساعدك

ضحك العجوز و قال : و لمَ لا ؟؟ ..... قد يكون ما تريده موجوداً في المكان الذي لا تتوقعه

قال ماجوند : هذا مستحيل , أنا لست غبياً كي لا أعرف أين أبحث

فقال له العجوز :حسناً ...... سأثبت لك , لو كنت عطشاً و تريد شرب الماء فأين ستبحث ؟؟؟

فرد ماجوند : أنا فعلاً أشعر بالعطش و لكنني لم أجد صنبوراً أو مكاناً للشرب و لا حتى دكاناً تبيع المياه

ضحك العجوز و قال : الماء تحت قدميك مباشرةً , يوجد بئرٌ تحتك مغطى بقطعة الرخام ذات اليد , إرفعها و ستجد حبلاً بنهايته دلو , و إشرب و إسقني فأنا عطشٌ أيضاً

رفع ماجوند تلك الرخامة و شرب و أعطى العجوز ليشرب , و كان يفكر بكلامه ملياً و قد إقتنع نوعاً ما

فسأله ماجوند : كم عمرك ؟؟

فقال العجوز : إسمي المهاتا و عمري واحد و تسعون عاماً

شعر ماجوند بالإحراج للسؤال عن عمر العجوز قبل إسمه , لكنه نسي حرجه بعد أن سمع إسم العجوز , لأنه نفس إسم والده تقريباً "ماهاتا"

لكن الماهاتا سأله : لماذا يبدو عليك العجب ؟؟؟

فقال ماجوند : لأن إسمك يبدو كإسم والدي , إسمه ماهاتا

فقال الماهاتا : يبدو أن والدك رجل هندي , لكنك لا تبدو كذلك , فشكلك يوحي بأنك لست من هنا

فقال ماجوند : نعم , كلامك صحيح ..... هذه أول مرةٍ آتي فيها إلى هنا , لكنني رجلٌ هندي و أحمل الجنسية الهندية

ضحك الماهاتا من كلام ماجوند كثيراً فسألأه ماجوند : ما المضحك في كلامي ؟

فقال الماهاتا : تقول بأنك هندي رغم أنك تأتي للهند لأول مرة في حياتك فكيف يكون ذلك ؟؟!! , هل الكلام المكتوب على الأوراق هو ما يثبت ذلك , لا يا بُني ..... إن لم يكن هذا الأمر في قلبك فلا فائدة منه على الورق , هذه خيانة بالنسبة لي , فمن يدعي حب الوطن هو أشد الخائنين , فإنه قد خان نفسه قبل الجميع

كلام الماهاتا أغضب ماجوند كثيراً فصرخ في وجهه : ما الذي تقصده أيها العجوز الخرف

إبتسم الماهاتا و قال له : ماذا تقول عن رجلٍ أحب إمرأةً و تزوج أخرى , لقد خان من أحب و أحب من تزوج و إن لم يُحب من تزوج فقد خان مرتين , أعلم أنك قد تكون ولد خارج وطنك و عشت بعيداً عنها و لكنك بقيت تحتفظ بالجنسية لتخدع نفسك بأنك تحب وطنك , لكنك بقيت في البلاد الأجنبية لأنك تحبها أكثر من وطنك , و إن لم تكن تحبها فقد خنت الوطنين

كلام هذا العجوز أثر في ماجوند كثيراً فقال له : و لماذا تريد مني أن أرجع إلى وطني الحزين ؟! , و قد ملأه الفقر و البطالة و القذارة و الفساد و الخراب , لماذا أعود لوطني الذي كرهته دون أن أراه

فقال الماهاتا : لأنك تسمع دون أن ترى , أو ترى دون أن تسمع , لأنك تنظر إلى جانب دون بقية الجوانب , ترى الفاسد و لا ترى الصالح , ترى القبيح و لا تنظر إلى الجميل , ترى الثرى و لا تُبصر الثرية

سكت ماجوند بعد أن أفحمه كلام العجوز

فتابع الماهاتا كلامه : هنا يوجد أكثر تنوع بشري في العالم

ستجد الكثير من اللغات و أكثر منها ديانات

ستجد العلماء و الجهلاء , ستجد الطبيعة و العُمران

سترى الحضارة و التخلف

ستجد الفاسدين و الصالحين

و لكنك ستجد كل هذا في أي بلد من بلدان العالم , فإن حكم كل رجل على وطنه مثلما تحكم فلن يبقى للبشرية في هذا العالم أي وطن

النور و الظلام متجاوران و متضادان و متناقضان , و لكن إختفاء أحدهما يعني إختفاء الآخر

و كذلك الخير و الشر

الحق و الباطل

القبيح و الجميل

فلولا الضد فما كان للأصل معنى


شعر ماجوند بالكثير من الذنب و الأسى تجاه وطنه , فجلس يقص قصته على الماهاتا منذ بدايته

و أخبره كيف وصل إلى هنا و عن الجملة المكتوبة

و بعد أن أنهى حديثه سأل ماجوند : أخبرني الآن كيف أغير حياتي ؟؟؟

فرد الماهاتا : لا أعرف إجابة هذا السؤال , أنت من يجب أن يجد الإجابة و يبدأ بنفسه , فأي فعلٍ تفعله دون الإقتناع به فكأنك لم تفعله

فسأله ماجوند : ما الشيء الأكيد في هذه الحياة ؟؟؟؟؟؟

فقال الماهاتا : يوجد الكثير من الأشياء الأكيدة

فقال له ماجوند : أعطني أي شيء أكيد

فقال الماهاتا : أنت شيءٌ أكيد , ألست شيء رغم كل شيء , أنت أكيدٌ لأنك موجود و تتحدث معي , هذا اللباس الذي أرتديه هو شيء أكيد , الحياة شيءٌ أكيد و إلا لكنا أموات أو حالمين , الكون بكل ما فيه هو شيءٌ أكيد سواء رأيته أو لم تراه , الحب و الشر و الخير و الكره كلها أشياء أكيدة , الشيء الوحيد الغير مؤكد هو الشيء الذي لا يحدث و لا يكون و لن يكون

إبتسم ماجوند و نهض على ساقيه و قال : أشكرك يا سيدي , أنت رجلٌ حكيم , لقد فهمت الآن كل هذا , أشكرك من كل قلبي

و توهج النور حول ماجوند و إختفى من عند الماهاتا

فتح الماهاتا عينيه و بحث حوله ثم قال : لقد كنت متأكداً بأن هذا الرجل كان هنا !!!!! , لكن يبدو أنني كنت أحلم , اااه هههههه , على كل حال لقد إستمتعت بالحديث إليه

و كما جاء ماجوند إلى هنا ها هو يعود بنفس الدوامة , لكنه هذه المرة مبتسماً و سعيد و يشعر براحة كبيرة

و كان يقول لنفسه

"لا يوجدٌ شيءٌ مؤكدٌ بهذه الحياة و هذا هو الشيء الوحيد المؤكد"

هذه العبارة تلخص حياتي بالكامل

لقد كنت أعيش في دوامة الشك

و لا أصدق أي شيءٍ في حياتي

منذ صغري

شككت في حبي أمي ..... فهل هي تحبني حقاً أم تشفق علي لأنني صغير ؟!

شككت في موت والدي .... فهل مات كما قالت أمي , أم هجرنا و رحل إلى الهند ؟!

شككت في قاتل أمي ...... هل هذه جريمة و سرقة أعضاء , أم قتلها الفضائين ؟!

شككت في نفسي ........ هل أنا قادرٌ على النجاح في الإمتحانات , أم سوف أحتاج مساعدة؟!

شككت في زوجتي ....... هل تزوجتني لأنها تُحبني , أم تزوجتني لأنني حاصل على شهادة جامعية عالية و لدي الكثير من المال ؟!

شككت بالخالق ......... هل يوجد في الحياة عدل , أم الموت نهاية كل شيء ؟!

شككت في كل شيء ........ هل هذا الشيء حقيقة , أم هو شيءٌ آخر ؟!


لقد غرقت في الشك و نسيت أن أعيش , لقد أضعت نصف قرنٍ من الزمان و أنا أصارع الشك و لم أفكر بأن أسلم نفسي لليقين

لكنني الآن سأعود و أجد كل الإجابات بعد أن وجدت الإجابة الأهم

نعم


يمكنني فعل ذلك و سأفعلها , الآن أنا لا أشك بأنني لا أستطيع

بل أنا أستطيع


و خرج ماجوند و وجد نفسه في مكان عمله , فإبتسم بعزم و فرقع أصابعه ليباشر البحث و إجابة كل تلك الأسئلة








النهاية .













يتبع.......




.




__________________





التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 12-07-2017 الساعة 04:37 PM
رد مع اقتباس
  #72  
قديم 09-29-2017, 07:54 PM
 


سلام عليكم

أخبارك أخي ؟

حقا ، قرأت البارت مرات عدة بصراحة
لا تركيز لدي و كذا جمال الاسلوب السلس
و ايضا التعاليم التي اوردتها


هذه ميزتك
ان تدخل و تورد حقائق و حكم للحياة و اساسها

و هذا بالطبع يعجبني

بدأت بتعريف من هو ماجوند و من ثم تدرجت لحياته

و بعدها عدت للماضي و البعد ...
تسلسل واضح كان لي تقريبا ، سوى من تشوش مني ..هههههه

كلماتك بليغة وواضحة للجميع و هذا ما يجر المبتدئ و الماهر لقراءة سطورك

نقطة ايجابية جدا ، حافظ عليها

اما عن المحتوى ..اخي
لم امل و لم اكل من تكرار هذه السطور

حكاية لشخص خمسيني ،لكن قد تطبقها على جميع البشرية ، فهي مشكلة الجميع دون استثناء

جميعنا يقف امام شكوكه و ينسى كيف يعيش..

الشيئ الوحيد المؤكد هو ان لا شيئ مؤكد ..
حقا
هذا واقع لا يجب ان نحيد عنه
فان تبحث عن ان يكون كل ما تريد موكدا
سيجعلك لا ترى ماهو المؤكد ..


احسنت احسنت حقا

فهذا امر دائم يحوم في رؤوسنا جميعا و ان اختلفت الامور
و تباينت المظاهر

لقد استثنيت اعجابي بكلماتك على جانب و حدة
و الباقي بجانب

ليست المسألة مهارة ادبيى فقط فلكل ميزته

بل انا اميل لمعرفة تفيدني بواقعية هكذا

و هذا ما وجدته هنا

البارت كان درسا عظيما

قد تشوشت بصدق في بعض الجزئيات
لكن اجزم لاني مشوشة مؤقتا
فالحكاية مهما نظرت لها واضحة


دمت مسددا و تقبل قليلي

و اعذر تقصيري معك

~LorDeen~ and lazary like this.
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس
  #73  
قديم 09-29-2017, 08:16 PM
 
ساكتب بعد ان اقراها
__________________

هدية رائعة " class="inlineimg" />








صارحني
رد مع اقتباس
  #74  
قديم 09-29-2017, 08:49 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكرا علي الدعوة :33::33:

الرواية حلوة جدا لكن خزينة شوية

طريقة السرد رائعة وجميلة


في انتظار التكملة خخ

التعديل الأخير تم بواسطة |SOUL| ; 09-30-2017 الساعة 02:59 AM
رد مع اقتباس
  #75  
قديم 09-29-2017, 09:59 PM
 
حجز
__________________

شكرا حبيبتتي الامبراطوورة





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011