عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree396Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 4 تصويتات, المعدل 4.75. انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 10-11-2015, 08:48 AM
 
Wink



-فاطِمةه
السلام عليكم ورحمة الله ..
كيف حالكك ؟
بخير والحمدلله ..
كنت أمر مر الكرام على قسم الروايات ، فوجدت روايتك
قد وضعت حديثآ ، أعجبني الاسم كثيراآ ,,
فهو يحوي مغزى لن نعرفه إلا إذا قرأنا الروايةة عن كثب ..

بالنسبة لتصنيف القصةة ، لن يكون واحدآ ، ربما كان عليك
وضع تصنيفات آخرى ، كالدراما ، تراجيديا ..والخ
لكن تصنيف شريحة من الحياة ،لن يكون كافيآ لروايةة
لذا .. سهلٌ جدآ لو أضفت تصنيفات أخرى ،..
هذا ليس مهمآ ، فنحن لن نركز على مثل هذا الأمر..
لنأتي لجانب آخر وهو التنسيق ..الخط واضح وغير صاخب
يمكننا أن نقرأه بسهولةة ، أما عن التصميم ، فأنا لم أره
يمكنك الطلب من Nipton " لطلبات تنسيق وتصميم الروايات"
فهم سيقومون بالتصميم لك , سيكون من الأفضل وضع التصميم
لجذب أنظار القراء ، فعلى حسب ظني روايتك ستكون نحو المجد..

بالنسبةة للمقدمة ، فقد التمست فيها بريقآ من الحزن الذي لا ينقشع
يتخلله ماض مزدخر بالآلام , تستحق روايتك الطرح
أهنئك على هذه المولودة .. وأتمنى ألا ترهقك معها خ

أستودعكك الله ، والسلام عليكم ورحمة الله
__________________



.
.

" لَسْتُ مَلآكَاً أَو شَيْطَانَآً ! أَنَاْ فَقَطْ .. إِنْسَانٌ ! "
.
.

التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةه ; 11-29-2015 الساعة 06:09 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-11-2015, 05:59 PM
 

شكراً لمرورك الكريم أنرت روايتي بوجودك وشكراً على النصائح وأنا أعمل عليها الآن

أرسلت لتصميم الرواية وانا انتظر

بتمنى تكون روايتي عند حسن ظنكم
وشكراً لمرورك مرة أخرى
حب4حب4

سيكون الفصل الأول قريباً بإذن الله

وأرجو متابعة ممتعة

في أمان الله.
__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-15-2015, 07:26 PM
 
جاري تنزيل الفصل
قراءة ممتعة
فاطِمةه likes this.
__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-15-2015, 08:55 PM
 
~رماد تختبئ تحته النار~




بسم الله الرحمن الرحيم


أضع اليوم بين أيديكم روايتي الأولى أرجو أن تنال على اعجابكم

اسم الرواية: ~ رماد تختبئ تحته النار~

الكاتبة:Krustavia

تصنيف الرواية: دراما، شريحة من الحياة

تاريخ التأليف: 22-12-2014م.

تاريخ النشر: 15-10-2015م.

عدد الفصول: لم يتم التحديد لكنها لن تقل عن الخمسة عشر..





اليوم أدرك أنني لم أنسَ، وبأن ما حدث، كل ما حدث، لا يزال نصب عيني مهما حاولت إغلاقهما...
ومهما ادعيت أنني لا ارى شيئا مما مضى...
اليوم أدرك أن كل محاولاتي لطمر ما حدث لم تحقق نجاحاً،
فلا ذاكرتي عطبت ولا ذكرياتي محيت ولا تمكنت يوماً من الانتهاء مما مررت به....

حياةٌ باتت رمادية غابرة لا تعرف معنى الازدهار،
نيرانٌ متوهجة حاولت تغطيتها بذرات رمادٍ آملة أن تطفئها لعلها وعساها تنسى، لكن؟!...
لمَ لا؟ لماذا لا يزال كل شيءٍ عالقاً بعقلها؟!

هل هذا كلُ شيء؟
أن تبقى أسيرة الماضي؟!





الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
تابع الفصل 3

الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس

الفصل السابع
الفصل الثامن

الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر (الجزء الأول)
الفصل الحادي عشر (الجزء الثاني)








__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر


التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-24-2016 الساعة 11:59 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-16-2015, 12:23 AM
 







*1*

صوت همهماتٍ من هنا وبكاء أطفالٍ من هناك،
منهم من يغط بنومٍ هادئ ومنهم من يقرأ كتاباً ما ومنهم ومنهم....

الجميع جالسٌ في مقعده بهدوء عدى عن تلك الفتاة الشقراء والتي ترتدي ذلك الزي الأزرق....

كانت تتحرك بين الركاب وتوزع ابتساماتها وترى احتياجاتهم،
توقفت عند طفلٍ صغير تحمله أمه بين ذراعيها،
بدأت تلاعبه فقد بدى عليها أنها تحب الأطفال كثيراً..


تركته بعد دقائق لترفع رأسها وتتحرك حيث رأتها،
تلك الفتاة التي تلفت الانتباه بشكل غير اعتيادي،
تقدمت قليلاً لتبصرها بشكل جيد تلك الفتاة ذات الشعر الأسود والتي تجلس قرب النافذة تنظر خلالها....
شرودها واضح بعينيها الزرقاء الداكنة ووجهها الحزين غير أنه بقي محافظاً على جماله.
- عفواً آنسة......... يا آنسة .
استفاقت مما تفكر به على ذلك الصوت الذي يناديها..
أبعدت رأسها عن زجاج النافذة ثم حركت رأسها لتقابل عينيها من نادتها وقالت بصوت بغاية الهدوء:

- نعم ... هل هناك شيء؟
- كنت أريد سؤالك هل تحتاجين شيئاً؟
شقت ابتسامة صغيرة تكاد لا تظهر بين شفتيها عندما أجابت:
- لا.. شكراً لك.
- كما تشائين إن احتجتِ لشيء فأنا موجودة.
أومأت الفتاة الجالسة بالموافقة بهدوء.....
تحركت الفتاة الشقراء مبتعدة عنها وابتسامة صغيرة تعلو محياها..
تفكر بتلك الفتاة الغريبة التي تكلمت معها قبل ثوانٍ معدودة..
لا تعلم لماذا انتابها هذا الشعور للوهلة الأولى التي التقت عينيها بعيني تلك الفتاة....
رددت في نفسها: (يبدو أن حياتها مزدحمة، هذا ما أشعر به حيالها ولا أعلم لماذا..
وجدت بعينيها حزناً ظاهراً،
ناهيك عن شرودها
وأكبر دليل هو أنها لم تسمعني في البداية مع أنني كررت كلامي عدة مرات،
وشكل وجهها الملائكي الذي يخترقه ذلك الحزن،
لا أعلم لكن هذه الفتاة شدتني إليها بطريقة ما)

كانت تحدث نفسها وهي تنظر إليها من بعيد وقد لاحظت عودتها لوضعيتها السابقة...
تنهدت بهدوء وقالت بهمس:
- لدي شعور يخبرني أن هذا اللقاء ليس الأول والأخير بيني وتلك الفتاة.
*************************
عادت لهدوئها وهي تعيد أنظارها لنافذة الطائرة
تنظر من خلالها إلى المناظر في الخارج بعد أن انصرفت من كانت تحدثها
ولم تكن سوى مضيفة الطيران،
شاردة الذهن تفكر بكل ما مرت به خلال حياتها السابقة
وما ستقبل عليه بعد هذا اليوم...
(هل ستكون هذه نهاية القصة يا ترى أم أن هناك أشياء كثيرة ستحل علي).
هذا ما بقيت تفكر به في ذهنها...
من يدري ربما تكون هذه بداية قصة المعاناة التي ستعيشها هذه الفتاة...
ومن يعلم ما يخبئه القدر لها وما هيئة هذه الحياة التي ستقبل عليها،
هل ستنتهي مشاكلها هنا أم أنها ستزداد أكثر وأكثر؟!

مر الوقت كأنه الدهر بأكمله بنظر تلك الفتاة....
كانت كل ثانية تمر كأنها سنة بأكملها حتى توقفت الطائرة ووصلت إلى المكان المطلوب والمراد من الرحلة....
نزل الجميع من الطائرة وبقيت هي..
كانت آخر من همَّ بالنزول وقد بدا وكأنها أجبرت على السفر ....

كانت حركاتها ثقيلة جداً وهي تسير، لا تريد أن تتحرك من مكانها ولكنها حقاً مجبرة على ذلك..
خرجت من المطار وبدت كأنها تبحث عن أحدهم .... رأت سيارة أجرة وقامت بإيقافها واستقلتها....
_ إلى منطقة (........)شارع(.........) لو سمحت.
كان ذلك أول ما نطقت به تلك الفتاة منذ ركوبها سيارة الأجرة،
تحركت السيارة بعدها إلى المكان المطلوب
وهي بدورها وكعادتها كانت تراقب المناظر في الخارج حتى وصلت إلى المكان المقصود بعد ساعة تقريباً...
ترجلت من السيارة ووقفت أمام ذلك المنزل الكبير..
وقفت في الخارج قليلاً تتأمل المكان حتى حزمت أمرها،
اقتربت من باب المنزل مارة من البوابة الخارجية لتلك الحديقة الجميلة الخاصة به...
فتحت باب المنزل ودخلت وأغلقته خلفها ...
نظرت للصالة الكبيرة التي أمامها بأثاثها الفاخر والأرائك الجميلة التي تملك لون الكراميل والطاولة الزجاجية بالوسط
وذلك التلفاز الكبير الذي يتوسط الحائط،
بدأت تتفقده وتتجول به وهي تقول وإمارات الغضب تظهر على محياها:
_ ألم أخبرك أنني لا أريد البقاء بمنزل كبير مثل هذا..
فقط لو كنت أمامي لقتلتك.... (وتغيرت نبرة صوتها إلى الحزن وأكملت):
لو كنت أمامي... كم أتمنى هذا.

كان الطابق الأول مكون من تلك الصالة الكبيرة ومطبخٍ كبير....
صعدت بعدها السلالم متجهة إلى الطابق الثاني،
كان مكون من غرفة تحوي كتباً كثيرة ويغلب عليها الطابع المكتبي...
ويوجد أيضاً شرفة كبيرة تطل على الحديقة الخلفية للمنزل وغرفتان للنوم..
دخلت لإحداها ذات الجدران البيضاء والتي كانت تحوي
سريراً كبيراً أسود بتصميم هادئ وعليه فراش أبيض يقع بمنتصف الحائط الأيمن،
وأمام باب الغرفة نافذة كبيرة وأمام السرير التسريحة وكان هناك حمام بجوار التسريحة وكان أقرب إلى باب الغرفة ...
فتحت الباب لتلقي نظرة عليه ومن ثم أغلقته
وتحركت حيث خزانة الملابس الخاصة بها والتي تقع بالقرب من السرير..
فتحتها ووجدت بأن ملابسها كانت مرتبة كما يجب..
تنهدت بهدوء وحملت حقيبتها وأخرجت هاتفها منها، تأملته قليلاً وقالت:
-هل علي أن أخبره بوصولي؟
ومباشرة تذكرت ما قاله لها قبل مغادرتها...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
- لا تتصلي بي ولا تفكري بهذا حتى...
هم لا يعلمون بشأن رقم هاتفك الجديد ويمكن أن نعطلهم قليلاً لذا يجب أن لا نتحدث وإلا فإنهم سيجدونك...
حتى أجد حلاً عليك أن تختفي عن الأنظار، لا أريدك أن تتأذي هل فهمتي حبيبتي؟
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
وضعت هاتفها على الطاولة بجانب السرير
ووضعت حقيبتها في المكان المخصص لها واتجهت للحمام لتأخذ حمام يريحها ولو قليلاً....
دخلت الحمام وبعد نصف ساعة خرجت منه واتجهت إلى خزانتها..
أخرجت ملابس وارتدتها وجلست على التسريحة....

بدأت تصفف شعرها الأسود الذي يكاد يغطي ظهرها بطوله....
نظرت لقلادتها الموضوعة أمامها وكانت قد وضعتها على التسريحة قبل دخولها الحمام...
أنهت تصفيف شعرها وحملت القلادة وتأملتها وبدون سابق إنظار
بدأت تلك الخيوط الشفافة تنزل من عينيها وهي تتذكر شيء أحزنها كثيراً..
حقيقةً لم يكن شيئاً واحداً بل أشياء كثيرة من ضمنها.....
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
- أخي أرجوك لا أريد الذهاب لا أريد تركك وحدك تواجههم.
- لا عليك حبيبتي... يجب أن تذهبي ولا تقلقي بخصوص أي شيء وبمجرد أن أنتهي منهم سآتي إليك.....
- أخشى أن أفقدك كما....
قاطعها قبل أن تكمل وقد قال:
- لا ...... لا تقلقي لن يحدث لي شيء وكوني شقيقتي التي أعرفها لا تهزها العواصف.
أحاط وجهها بيديه وقبل جبينها وأكمل:
- خذي هذا تذكار مني.
أخرج قلادة جميلة من جيبه وأحاط عنقها بها...
- احتفظي بها وتذكريني كلما رأيتها.
- أخي ....
امتلأت الدموع بعينيها وعانقته وهي تبكي....
- ما هذا؟! شقيقتي القوية تبكي.
- اعتني بنفسك أخي...
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
عادت من ذكرياتها ومسحت دموعها وارتدت قلادتها
فهي لا تريد أن تبعد أغلى ذكرى لديها من أعز وأغلى إنسان بقي لديها......

نظرت إلى الساعة على الجدار فوجدتها تشير إلى الرابعة مساءً...
- الوقت مبكر لا بأس إن خرجت الآن.
قالت هذا وهي تحمل حقيبتها وهاتفها وخرجت من الغرفة
واتجهت إلى الباب الخارجي...
خرجت من المنزل بأكمله وبدأت تسير في الطرق لا وجهة تقصدها
بقيت تسير ولكن كأنها في عالم آخر بعيد جداً عن الواقع الذي هي فيه..

توقفت مكانها لتجد نفسها على أحد جسور المدينة...
كم كانت وما زالت تحب هذه الأماكن كثيراً،
كانت كلما تتضايق أو تشعر بالحزن تذهب لمثل هذه الأماكن
وها هي قدماها توصلانها إلى هذا المكان لتستمتع بمنظر الغروب من أعلى هذا الجسر والمياه من تحته كلون الذهب
فكونت لوحة مليئة بالأحاسيس والمعاني بالنسبة إليها...

كانت تقف على ذلك الجسر ومعالم وجهها غير مفهومة
وما تفكر به أخذها إلى عالم آخر حتى خيم الظلام على المكان ..
كانت تسير عائدة إلى منزلها،
لم يسبق لها أن أتت لهذا المكان من قبل فهذه هي زيارتها الأولى
ورغم ذلك هي تعلم الطرق وكل شيء هنا ولم تعاني من مشاكل أبداً،
بالتأكيد سيحدث هذا بما أن شقيقها العزيز كان يخبرها عن المنطقة دائماً..
وصلت إلى المنزل ودخلته،
ذهبت للمطبخ لتضع الأغراض التي اشترتها وهي عائدة للمنزل،
ثم صعدت إلى غرفتها وضعت حقيبتها مكانها وبدلت ملابسها بأخرى مريحة وخلدت إلى النوم....

كانت تتمنى أن تنام لكن عينيها أبت إلا أن تبقى مفتوحة،
كيف لا وعقلها ما زال يفكر ويعمل ويسترجع ما حدث لها
خلال الأيام الأخيرة التي خلت والتي كانت سبب انقلاب مسرى حياتها رأساً على عقب....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

(اليوم التالي الساعة الثامنة صباحاً)
أشعة الشمس أصبحت منتشرة بكل ركنٍ من أركان غرفتها
لتتسلل لعينيها مجبرة إياها على الاستيقاظ...
أبعدت الغطاء عنها وجلست على سريرها
وهي تمسك بخصلات شعرها وتجمعها معاً وهي تنظر للساعة....
ترجلت عن سريرها واتجهت إلى الحماموبعد نصف ساعة خرجت
وارتدت بنطال جينز مع قميص أبيض وبالتأكيد لم تنسَ ارتداء قلادتها..
سرحت شعرها وجعلته منسدلاً على ظهرها وحملت حقيبتها...
نزلت إلى الأسفل واتجهت إلى المطبخ،
أخرجت زجاجة ماء وشربت القليل منه وخرجت بعدها من المنزل...
كانت تخطط لتناول الإفطار في الخارج فبدأت تسير في الطرقات حتى وصلت إلى مطعم ما،
دخلت إليه وجلست على إحدى الطاولات البعيدة قليلاً
عن الأماكن ذات التجمع وطلبت وجبة خفيفة مع بعض الصحف....
لم تنتظر كثيراً حتى جاءت طلبيتها،
شرعت بتناول إفطارها وبدأت تقرأ بالصحف باحثة عن فرص للعمل فلفت انتباهها إعلان ما ..
همت واقفة من مكانها وتركت ثمن الوجبة وخرجت من المطعم..
استقلت سيارة أجرة وقالت:
- إلى جامعة (.......) لو سمحت.
لم يستغرق الأمر طويلاً...
فقط نصف ساعة مرت حتى وصلت للمكان المقصود...
نزلت من السيارة ووقفت أمام مدخل الجامعة..
وقفت تتأملها وبعدها أكملت السير والتقدم أكثر حتى وصلت إلى للمبنى.....
دخلته وبدأت تبحث عن شيء ما حتى وجدته....
وقفت أمام ذلك الباب وطرقته وانتظرت الرد،
انتظرت حتى جاءها صوت من الداخل يسمح لها بالدخول....
فتحت الباب فرأت أمامها سيدة تبدو بالعقد الخامس تجلس خلف طاولة المكتب...
- مرحباً...
- - أهلاً بكِ، تفضلي وادخلي...
أغلقت الباب خلفها وتقدمت لتصبح قريبة من تلك السيدة..
- مرحباً أنا كروستافيا.
- أهلا بكِ وأنا أوليفيا، يمكنك الجلوس لا تبقي واقفة...
استجابت كروستافيا لطلب السيدة وجلست على أريكة بجوار طاولة المكتب.. بادرت أوليفيا القول:
- كيف يمكنني مساعدتكِ...
- رأيت الإعلان هذا الصباح وقد جئت لأجله..
- طلب الوظيفة... هل حقاً جئت لأجله؟!
- أجل، هل هناك مشكلة؟
- لا لم أقصد ذلك ولكنك تبدين صغيرة.
- في الحقيقة أنا في الرابعة والعشرين لست صغيرة.
- في الرابعة والعشرين!
- أجل، وهل الأمر لا يصدق....
- تبدين أصغر...
- هل شكلي يوحي بأنني طالبة جامعية مثلاً..
- حقيقةً أجل، هذا ما ظننته في البداية فور دخولك...
ما قالته السيدة أوليفيا منطقي،
فـــكروستافيا تبدو أصغر من عمرها..
فمن يراها للوهلة الأولى ولا يعلم عنها أي شيء سوف يظن كما ظنت أوليفيا، سيعتبرونها في العشرين تقريباً.
- هل يمكنني أن أرى هويتكِ؟
- بالتأكيد...
أخرجتها من حقيبتها وأعطتها للمديرة....
- إذاً أنتِ ألمانية.
- أجل.
- من عائلة برودسكي!
- أجل .....
- ولماذا أنتِ هنا في روسيا؟
- هذا سبب شخصي، أعتذر لا يمكنني أن أخبرك به.
رفعت أوليفيا نظرها لـــ كروس وهي تتأملها ملياً،
لم تنتبه كروس للأمر لأنها كانت تخفض رأسها وتنظر للأرض،
ابتسمت أوليفيا بهدوء بلا إدراكٍ منها وهي تفكر بينها وبين نفسها
وقد شردت ونظرها معلقٌ بـــ كروس..
- هل هناك شيء سيدتي؟
استعادت أوليفيا نفسها لتقول مجيبة على سؤال كروس:
- لا شيء عزيزتي، ليس هناك شيء مهم..
وبالتزامن مع إنهاء جملة أوليفيا
فتح الباب ليظهر منه رجل في العقد الرابع بشعرٍ بني وعيونٍ عسلية وقامة طويلة...
- مرحباً سيدة أوليفيا...
- تقدم جويس، أريد أن أعرفك على أحدهم.
دخل وأغلق الباب خلفه وتقدم ليصبح قريباً منهما، ابتسمت أوليفيا لجويس وقالت وهي تشير بيدها لـــــ كروس:
- أريد أن أعرفك على الانسة كروستافيا.
نظر جويس إليها بابتسامة وقال:
- مرحباً آنسة، أنا جويس سررت بالتعرف إليك .
- وأنا كروستافيا بل أنا من كان لي الشرف.
- جويس، أريد منك أن تأخذها في جولة حول الجامعة وعرفها على باقي المعلمين، لأنها ستباشر العمل غداً...
- اعتمدي علي سيدة أوليفيا.(وأكمل لــ كروس): وأهلاً بكِ بيننا..
- سأقوم بتجهيز الأوراق وكل شيء، عندما تنتهيان عودا إلى هنا.
ترجلت كروس من مكانها وخرجت من المكتب مع جويس.....
بدأ يعرفها على كل ركنٍ من أركان الجامعة
وأخذها إلى غرفة المعلمين وعرفها عليهم وهي كذلك تعرفت عليهم..
بعد الانتهاء من الجولة عادت كروستافيا إلى مكتب المديرة....
قالت أوليفيا:
- لقد جهزت أوراقك وتفضلي هذا جدول مواعيد المحاضرات.
أخذته كروس وألقت نظرة سريعة عليه فقالت أوليفيا:
- اجلسي، ما زال الوقت مبكراً على الذهاب، دعينا نتحدث أكثر....
- دعيها لمرة أخرى، أريد العودة للمنزل فأنا متعبة..
- كما تريدين، فرصة سعيدة.
ابتسمت كروس لـــ أوليفيا وخرجت من المكتب،
أما أوليفيا فقد كانت تشغل بالها بشيء ما فقد كانت تردد في نفسها:
(ما قصة هذه الفتاة الغريبة .... ابنة من عائلة برودسكي هنا وحدها!
لا بد أن هناك أمراً ما وعليّ أن أكتشفه..)
وبينما هي في موجة من التفكير دخل أحدهم من الباب وأغلقه خلفه
وجلس على الاريكة في الغرفة قائلاً بصوت هادئ،
بل التعبير الصحيح هو البرود، كان صوته بارداً أكثر من كونه هادئاً...
شاب بقامة طويلة وبجسد رياضي وشعرٍ أسود ذو بشرة بيضاء..
- ماذا تفعلين؟
رفعت رأسها بيأس وأجابت عليه:
- ألا تستطيع تغيير نبرة صوتك.
- أخشى أن هذا صعب.
قالت وهي تتنهد:
- لا فائدة ترجى منك.... لماذا انت هنا...؟
- لا أعلم...
بصوت متعجب قالت أوليفيا وهي ترفع أحد حاجبيها:
- لا تعلم! وماذا عن عملك؟
- لقد مللت... ألا أستطيع أخذ استراحة ولو لنصف ساعة..
- هذا عمل ووقت العمل لا يوجد به راحة أنهي عملك واذهب واسترح بعدها.
- أخطأت عندما أتيت إلى هنا.
- اذهب وفكر بعملكَ ولو قليلاً.
- على كل حال كنت ذاهباً.
قالها وهو يقف من مكانه وقد خرج ولم يغلق الباب خلفه.....
قالت أوليفيا بحزن:
- لا فائدة ترجى منه الآن، ماذا علي أن أفعل لأجله...
- ما بك هل هناك شيء يزعجكِ؟
- جويس، لا، لا يوجد شيء.
- رأيت جيوفينتوس خارجاً من هنا.
- أجل لقد أتى قليلاً، اتركنا منه الآن، إذاً كيف وجدت كروس؟
- رائعة، إنها رائعة حقاً، لقد ارتاح الجميع لها.
- أجل وأنا أيضا ارتحت لها..
- بدت لي أنها....
قاطعته أوليفيا
- أجل.. هذا واضح..
حرك جويس رأسه بالموافقة وقال:
- حسناً لدي محاضرة الآن هل تريدين شيئاً؟
- اذهب كي لا تتأخر.
****************************
- ماذا سأفعل لست معتادة على الجلوس وحدي... لقد مللت.
هذا ما قالته كروس وهي تقلب قنوات التلفاز في الصالة،
ملت بالفعل فقامت بإلقاء جهاز التحكم على الأريكة
وذهبت إلى الغرفة التي توجد بها الكتب وأخذت كتاباً وعادت إلى الصالة....
وضعته على الطاولة واتجهت إلى المطبخ لتعد كوباً من القهوة....
أنهت صنعه وها هي الآن جالسة في الصالة
تحمل الكتاب بيدٍ وكوب القهوة باليد الأخرى علها تتسلى به...
****************************
- هيه جيوفينتوس هل لديك وقت؟
قال المعني بهدوء..
- ماذا تريد؟
قال الآخر بصوت منزعج:
- ما هذا أرجوك غير طباعك ما بك أنا صديقك العزيز لست أي شخص.
- والمطلوب.
- اه منك..... على كلٍّ هيا تعال لنتسلى في الخارج.
- أريد العمل.
- ومنذ متى وأنت مهتم بالعمل؟!
- أرجوك لست بمزاج مناسب.
- ومنذ متى كنت بمزاج مناسب؟
- هل انتهيت؟
- لن أريحك مني إلا إذا أتيت وخرجت معي.
قام جيو بإغلاق حاسوبه ونهض عن كرسيه وقال:
- هيا إذاً لقد مللت.
- أجل هذا هو جيو الذي أعرفه.
خرج كلاهما من مكتب جيو ثم من الشركة بأكملها، كانا يتمشيان فسأل جيو:
- إلى أين.....؟
- أنت حدد.
- سوف أعود للعمل.
أراد جيو أن يستدير لكن صديقه لايتو أمسك يده وقال:
- حسناً سنذهب للنادي لكن أرجوك لا تعد.
- تحرك إذاً.
- سنذهب مشياً...؟
- أجل هيا تحرك قبل أن أغير رأيي.
- لا، أي شيء إلا تغيير رأيك.
- إذاً تحرك.
**********************************
(وفي اليوم التالي الساعة السابعة والنصف صباحاً)
- صباح الخير.
- صباح الخير.... مبكر على غير عادتك.
مع أنه قالها بلا مبالاة إلا أنها أجابته بابتسامة،
هذه حالته التي وصل إليها منذ ذلك الوقت،
لا يمكنها لومه الآن فما حدث معه صعب خاصة أنه.......

لكن أوليفيا لم تفقد الأمل فهي متأكدة أنه سيتخطى هذه المرحلة،
سيعود كما كان بالسابق،
كما كان قبل السنوات الأخيرة المنصرمة....
- لدي أعمال في الشركة.
- هيا تعال لتناول الفطور.
سحب كرسياً له أمام والدته وجلس عليه
تناول قهوته وبدأ يرتشف منها بهدوء..
ارتشف القليل وأعاد وضعه على الطاولة..
- هل وجدتم أحد.
- ألم أخبرك.... أجل لقد جاءت البارحة فتاة واستلمته.
قال بهدوء:
- حقاً! غريب هل وافقتِ بسرعة؟
- ولم لا إنها مؤهلة لهذا العمل ليس كأحدهم..... إنها في الرابعة والعشرين فوق ذلك.
- سأعتبر أنني لم أسمع شيئاً.
- وحتى لو اعتبرت أنك سمعت فماذا سيغير هذا من تصرفك.
- أنا ذاهب.
- انتظر لحظة أريدك أن توصلني.
- ولكن سيارتك معك.
- لقد تعطلت.
- أنا في الخارج لا تتأخري.
خرج من غرفة الطعام وذهبت أوليفيا إلى غرفتها لإحضار حقيبتها وخرجت بعدها لتركب سيارة جيو.......
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عند باب الجامعة توقفت سيارة جيو ونزلت منها أوليفيا وقالت:
- تعال أريد أن أعرفك عليها.
- لا يهمني الامر.
- وما الذي يهمك في هذه الحياة.
- ربما لا شيء .....
- اذهب وإلا قتلتك.... لا أعلم من أين أتيت ببرودك والدك لم يكن هكذا.
ذهب جيو بسيارته دون أن يعقب على كلامها.
أما أوليفيا فقد توجهت إلى مكتبها في الجامعة وهي تتنهد.....
**********************************
كانت كروس تتناول إفطارها في المنزل...
بعد انتهائها قامت بغسل الأطباق وتوجهت بعدها إلى غرفتها.....
دخلت إلى الغرفة ودخلت إلى الحمام لتستحم
وبعد انتهائها ارتدت بنطالاً أسود مع بلوزة بلون الكراميل ذات أكمام تغطي ذراعيها بالكامل
وحذاء متوسط الطول بلون أسود وقلادتها التي لا تفارق عنقها
وجمعت شعرها على شكل ذيل حصان،
أخذت حقيبتها وهاتفها وخرجت من المنزل ذاهبة للجامعة لأول يومٍ لها بالعمل،
على الأقل سيكون أفضل من بقاءها في منزلها وحدها..
***************************
قال أحد المعلمين:
- جويس، ألم تأتي كروستافيا.
- ليس بعد، ولكنها ستأتي قريباً..
- سيكون أحد طلابها ناير... المسكينة.
- لا تقلق عليها إنها قوية هذا ما لاحظته عليها..... وها هي قد أتت.
- صباح الخير جميعاً.
قالتها كروس وهي تدخل غرفة المعلمين وتتوجه نحو طاولتها الخاصة.
تقدم منها جويس وقال:
- ما هو شعورك لليوم الأول.
- متحمسة..
- هل سبق وعملتِ من قبل؟
- أجل، في مدرسة ثانوية وأنا في ألمانيا.
- أنتِ ألمانية أليس كذلك؟
- أجل.
- لغتكِ الروسية ممتازة!
- أمي كانت روسية..
همهم جويس ثم قال بعد أن ألقى نظرة على ساعة معصمه:
- أراكِ قريباً لدي محاضرة الآن.
ذهب جويس لمحاضرته.....
وعندما أصبحت الساعة تشير للحادية عشر توجهت كروس إلى قاعة المحاضرات التي يفترض أن تلقي محاضرتها الأولى بها....
وقفت عند باب القاعة قليلاً وبعدها فتحت الباب ودخلت قائلة
- صباح الخير جميعاً.
رد الجميع عليها إلا شخص واحد كان يعبث بهاتفه فقالت كروس في نفسها:
(لا بد أن أرى أشخاصا مزعجين مثل هذا الفتى، حسناً هناك معاملة خاصة له).
- إذاً أنا سأكون معلمتكم من الآن وصاعداً... واسمي هو كروستافيا.
وبمجرد أن أنهت كلماتها...قال ذلك الشخص بسخرية وهو لا يزال يعبث بهاتفه:
- أنتِ! هل أنتِ متأكدة من ذلك، لقد ظننتك فتاةً قادمة من المرحلة الثانوية تبحث عن صديقها في الجامعة.
- ما رأيك أن تخبرني ما هو اسمك؟
فقال باستهزاء:
- وهل أنا مضطر لأن أخبرك باسمي؟
فردت عليه بنفس نبرة صوته:
- أتعلم، لا لست مضطراً فأمثالك ليس من الضروري معرفتهم.
- أتسخرين مني؟
- ومن قال هذا؟ هيا لا أريد تضييع الوقت فلنبدأ.
انصت الجميع وأصبح الجو ساكناً،
هنا بدأت كروس الشرح والجميع مستمع بإنصات وتركيز
فهذه المادة بالذات تتطلب منهم التركيز والتدقيق في كل شيء...
مضى وقتٌ من الحصة وكروس تشرح .....
- والفعالية هي كما لاحظنا غاية الإدارة العليا ولا بد أن تحتكم العملية الإدارية..
(احتدت عينيها وزفرت بغضب وقطعت جملتها قائلة وقد طفح الكيل):
هيه أنت ما رأيك أن تخرج حالاً..
وجه الجميع أنظاره للخلف حيث المقعد الأخير في القاعة
والذي كان يجلس به ذلك الفتى صاحب الشعر البني المحروق المزعج منظره،
ليس شعره فقط بل كل هيأته التي يشبه بها السحرة
مع تلك الأقراط التي يضعها على أذنه والقلائد التي يلبسها غريبة الشكل
وغيرها من الأشياء....
هذا هو نفس الشخص المزعج من البداية....
لم ينتبه للشرح منذ بدأت المحاضرة وحتى الآن..
كان يلعب بهاتفه تارة ويكلم من حوله تارة أخرى......
نزع السماعات عن أذنيه ووضعها بجيبه مع هاتفه ثم قال وهو ينظر للجميع:
- يا أهلاً، كيف يمكنني أن أساعدكم، (وأكمل بابتسامة):
هل تريدون أن تستمتعوا بوقتكم مثلي،
(وبسخرية أكمل): لا بأس بذلك، الخطوة سهلة جداً،
ما عليكم إلا أن تفعلوا ما يحلوا لكم وأنظروا ماذا سيحدث بعدها،
نصيحة مني جربوا....
انتقلت أنظاره إليها ليجدها تربع ذراعيها أمام صدرها
وتميل رأسها قليلاً وهي تبتسم له....
كانت هذه الابتسامة من نوعٍ آخر، فهمَ ما تريده منه فسأل بحزنٍ مصطنع:
- هل تقصدينني أنا؟
- ما رأيك، هل هناك مزعجٌ ومغرور آخر غيرك هنا..... ( وأكملت بسخرية):
ولا أعلم على ماذا، هل حقاً تظن نفسك شيئاً ذا قيمة؟!
- عفواً.... تتساءلين على ماذا أنا مغرور! يبدو أنك لا ترين جيداً.
جميع الطلاب كانوا مستمعين لهذه المناوشة أمامهم....
تارة ينظرون لكروس وتارة لذلك المزعج.
- أتعلم ماذا أرى أمامي.. (وأكملت بسخرية): أرى أمامي حشرة مزعجة...
(وتحولت نبرتها بسرعة للجدية): والآن أخرج لا أريد تضييع الوقت بسبب شخص مثلك.
- كنت أريد الخروج على أي حال لأنني مللت ...
(وأكمل بسخرية أكبر وهو يبتسم): وآسفٌ على تضييع وقتكِ الثمين...
(وأكمل وهو يحرك حاجبيه للأعلى): ولكن لا تصدقي.
ترجل عن كرسيه وحمل كتابه وأعاد إخراج هاتفه وسماعاته ووضعها بأذنه
وتحرك بغرور ليسير من جوارها... ابتسم وقال:
- سررت بالتعرف إليك..
أدار وجهه وتحرك ليصل للباب، فتحه وخرج وقبل أن يغلق الباب سمعها تقول:
- غدا سيكون هناك اختبار لما شرحته اليوم
ومن يرسب سيعيد المادة مرة أخرى.
أغلق الباب خلفه وذهب....
كان بالفعل قد سمع كل شيءٍ في المحاضرة،
صحيح أنه كان يضع سماعته في أذنه لكنه لم يكن يستمع لشيء خلالها..
فقط يريد إحداث الإزعاج والفوضى كما هي عادته..
********************************
- أريدك أن تأتي لأخذي من الجامعة ولا تتأخر جيو..
بمجرد أن أغلقت الهاتف حتى فتح الباب وظهر منه جيو..
- أتيت سريعاً!
- كنت أتوقع أنك ستطلبين مني هذا الطلب.
- جيد أنك تفكر فقد ظننت أن عقلك قد جمد من برودك ولن يعمل جيداً.
لم يعلق على كلامها السابق وقال:
- هيا ألا تريدين الذهاب؟
- ليس بعد..... اجلس وانتظر حتى أنهي ما بين يدي.
تنهد بهدوء وجلس على الأريكة بالقرب من النافذة وأخرج هاتفه وبدأ يعبث به،
لم يأتِ حقاً للسبب الذي زعمه بل بسبب أشياء أخرى هو وحده يعلم ما هي.
كانت أوليفيا توقع على بعض الأوراق حتى سمعت طرقاً على الباب
فسمحت للطارق بالدخول.....
دخلت من كانت تطرق الباب وأغلقته خلفها فقالت أوليفيا:
- مرحبا كروس، كيف كان يومك؟
- جيد..
- هل أزعجك أي أحد؟
- في الواقع لا، أريد أن أطلع على أوراق الطلاب.
- حسناً اجلسي حتى أحضرها، أو... جيو هلا أحضرت لي ملف طلاب السنة الأخيرة من الخزانة الأولى.
انتبهت كروس لوجود ذلك الـ جيو عندما دخلت ولكنها لم تهتم....
ترجل جيو من مكانه وأحضر الملف لوالدته ووضعه أمامها
وقبل أن يتحرك قالت أوليفيا وهي تشير إليه:
- كروس هذا ابني جيوفينتوس....... جيو هذه كروستافيا المعلمة الجديدة هنا
- مرحباً...
- أهلاً بك...
يال هذا التعارف بينهما!!
عاد جيو إلى مكانه أما كروس فقد جلست
وبدأت تنظر إلى الملفات بين يديها حتى وجدت المطلوب....
رأت صورة ذلك المزعج ففتحت ملفه وبدأت تقرأ بياناته فقالت بصوت خافت:
- هذا المزعج اسمه ناير إذاً..
كانت تحرك رأسها وهي تقرأ بياناته كلها فتنهدت بعدها بهدوء وقالت:
- حسناً، جيد، لا بد أن أقابل أمثاله....
- هل قلتِ شيئاً؟
قالتها أوليفيا وهي تنظر لــ كروس فأجابت عليها:
- لا.. كنت أحدث نفسي...
- يبدو أنك تعرفت على المزعج ناير.
- أجل وقد طردته من المحاضرة.
قالت أوليفيا بصدمة:
- طردته من المحاضرة؟! لم يجرأ أحد على فعل ذلك.
أكملت كروس النظر إلى الملفات الأخرى بغير اهتمام،
فقط تقلبها لتعلم الأسماء فقط فهي لديها قدرة قوية على الحفظ،
ترى صور وأسماء الطلاب جميعاً لكنها لا تقرأ عنهم شيئاً
فما همها قراءة بياناته هو ذلك الــ ناير فقط،
عليها أن تعلم كل شيء عنه لتعلم كيف يجب أن تعامله... قالت:
- لقد كان يلعب بهاتفه، وقد طلبت منه الخروج من القاعة وفعل،
غداً سيكون لديهم اختبار لما شرحته اليوم ومن يرسب سيعيد المادة.
- أحسنتِ .. أثبتِ سيطرتكِ وكفاءتك من أول يوم...
- هذه هي الإدارة الناجحة...
- هذا صحيح.. كم أتمنى أن يفهم الجميع كلامك.
نظر جيو لأمه بأطراف عينيه عندما تكلمت وهو يعلم أنها تتكلم عنه...
ترجل من مكانه وقال ببرود يجمد الجليد:
- أنا ذاهب متى ما أردت العودة يمكنك أن تتصلي بالسائق.
خرج وأغلق الباب خلفه بهدوء....
وفي داخل المكتب قالت أوليفيا:
- ما بهِ الآن..
- سأعيد الملف إلى مكانه.
أعادت كروس الملف وبعدها تحركت لتصل للباب وقالت:
- سيدة أوليفيا أنا ذاهبة الآن هل تريدين شيئاً؟
- لا داعي للرسميات عندما نكون وحدنا وشكراً لك عزيزتي فقط اعتني بنفسك
فذاك الــ ناير ليس سهلاً خاصة أن كبرياءه جرح لذا سيحاول أذيتكِ.
- لا تقلقي علي.... أراك غداً.
خرجت كروس من المكتب وتوجهت إلى الخارج.....
كانت تسير حتى مرت من ساحة الجامعة....
رأت ناير هناك مع بعض الطلاب الذين هم من أمثاله....
لاحظت نظراته إليها المليئة بالتحدي فبادلته النظر بنظرة اللامبالاة وأكملت سيرها....
قالت في نفسها: (ذلك الأحمق يتحداني إذاً، سأريه من أنا،
لم يسبق لي أن انهزمت أمام أحد فكيف لذلك الهر أن يهزمني، يبدو أن الأيام القادمة ستكون مثيرة جداً).
*****************************
(في ذات اليوم الساعة الحادية عشر مساءً)
- ألم يأتي جيو بعد.
- لا سيدتي.
- إذا رأيته أخبريه أن يأتي لغرفتي.
- حسناً سيدتي.
ذهبت الخادمة في طريقها وأوليفيا ذهبت لغرفتها....
أصبحت الساعة تشير للواحدة بعد منتصف الليل....
قلقت أوليفيا على جيو فهي تعلم أن ابنها عندما يكون هكذا
فهو يكون في أوج غضبه
ويقدم على فعل شيء مجنون حتى لو أظهر عكس ذلك...
اتصلت به مراراً لكن هاتفه مقفل، جلست في الصالة تنتظر قدومه...
تنتظر وتنتظر لتمضي ساعة أخرى وحينها..
دخل من الباب بهدوء واتجه بسرعة إلى غرفته بالطابق الثاني
بعدما رأى والدته في الصالة.... صعد السلالم فلحقت به وقالت:
- جيو انتظر أريد أن أحدثك.
- لا أريد التحدث..
أكمل سيره إلى غرفته فتح الباب ودخل وأغلقه خلفه...
جلس على سريره فدخلت والدته وقالت:
- جيو ما بك؟
- أرجوكِ أخرجي من الغرفة... أريد النوم.
- أين كنت حتى هذا الوقت؟
- أنا شابٌ في السادسة والعشرين ولا أظن أنني مجبر على إخبار أحد عن مكاني.
قالت أوليفيا بعصبية:
- قلت لك أين كنت؟
أجاب عليها بصوت بارد بعد أن وقف أمامها:
- وأنا قلت لكِ بأنني لست مجبراً على القول.
- لماذا خرجت من مكتبي بهذه الطريقة.
- كي لا أستمع لكلام يزعجني.
- وهل أزعجتُك بحديثي؟ هل لأنها أفضل منك غضبت وذهبت...
- لقد مللت من كلامك، لا شأن لأحدٍ بي هل تفهمين..
- اسمع جيو.. أنا حتى الآن لا أتدخل بتصرفاتك وأنت بالمقابل تعاملني وكأنني لست والدتك...... هل أخطأت بشيء معك.
قال بسخرية:
- لا لم تخطئي بشيء فقط دائماً أستمع لإهاناتك لي وأبقى صامتاً...
يكفي ما حدث سابقاً بسببك، ألا يكفي أنكِ........
ولم يكمل كلامه إلا وقد أطبقت يد أوليفيا بقوة على وجهه....
نظر لوالدته التي كانت تنظر إليه بغضب....
حرك رأسه كأنه يقول حسناً...
قال ببرود:
- بالتأكيد، كلانا لا نطيق بعضنا منذ زمنٍ طويل...
وخرج من القصر دون أي كلمة إضافية....
توجه حيث سيارته السوداء وهو يكاد ينفجر من غضبه...
جلس بداخلها وشرع بالقيادة بجنون وابتعد عن القصر كثيراً وكان يردد بذهنه:
(سأصفي حسابي معكم وخاصة أمي العزيزة... الأيام ستشهد على ذلك فقط انتظروا....)
وقال بأعلى صوته:
- أقسم بأنني سوف أنتقم....



الأسئلة
1. ما رأيكم بالفصل؟
2. أي آراء أو انتقادات؟
3. ما هي الصورة التي تكونت لكم عن الرواية؟
4. توقعاتكم للفصول القادمة؟

__________________



"وَالعقلُ استَلهَمَ مِنّا عِصْيانَ الأفُقِ فَزال مُخلفّاً بُرودَة بلوتُو"
سبحان الله-الحمدلله-لا اله الا الله-الله اكبر

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حط صورة الانمي اللي تحبه وصف اللي تحبه فيه واكثر شخصيه تحبها فيه LAVANIT أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-21-2012 01:21 PM
انا اقول ان النار لا تخلف رماد ..انت ماذا تقول ..شاركني برايك لـواء حوارات و نقاشات جاده 4 08-07-2010 12:41 AM
المؤثرات البشريه حيث تختبئ الحقيقة المره *sousou* نور الإسلام - 0 07-02-2010 12:33 PM
رماد من تحته جمر مشتعل Mindhacker خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 06-09-2008 02:08 PM


الساعة الآن 04:13 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011